انتخابات سنة 2008 | دليل الانتخابات الأميركية للعام 2008

05 تشرين الثاني/نوفمبر 2008

باراك أوباما يحقق فوزا انتخابيا تاريخيا

السناتور الديمقراطي يصبح أول رئيس من أصل إفريقي

 
الرئيس المنتخب باراك أوباما.
الرئيس المنتخب باراك أوباما.

من ستيفن كوفمن، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- يوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني/نوفمبر، انتخب الأميركيون السناتور باراك أوباما من ولاية إيلينوي ليكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة.

وقال الرئيس المنتخب أوباما في كلمته أمام مناصريه في شيكاغو في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء 5 الجاري: "إلى جميع أولئك الذين يتساءلون إذا ما زالت أميركا منارة تضيء بنفس السطوع نقول: أثبتنا الليلة مرة أخرى ان القوة الحقيقية لوطننا تتأتى ليس من جبروت أسلحتنا أو من حجم ثروتنا، بل من القوة الصامدة لمُثُلنا: الديمقراطية، الحرية، الفرص، والأمل الذي لا يتزعزع."

وقال أوباما إن الأميركيين عن طريق أصواتهم بعثوا برسالة مفادها "إننا لم نكن يوماً مجرد مجموعة من الأفراد أو مجموعة من الولايات الحمراء (جمهورية) أو الولايات الزرقاء (ديمقراطية). إننا نكون، وسنكون دوماً، الولايات المتحدة الأميركية.

ومضى أوباما قائلا: "إن الفجر الجديد للزعامة الأميركية على وشك البزوغ وإلى أولئك الذين يبتغون هدم العالم نقول: إننا سنهزمكم وإلى أولئك الذين ينشدون السلام والأمن، أقول لهم: إننا نؤازركم."

وحتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء 5 الجاري كان أوباما قد فاز فيما لا يقل عن 26 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا التي تتكون منها العاصمة واشنطن بمجموع 339 صوتا في المجمع الإنتخابي أو الهيئة الانتخابية، وهو ما يزيد على الـ270 صوتا المطلوبة للفوز بسدة الرئاسة. ولا تزال تتوارد نتائج التصويت من ولايات أخرى في اليوم التالي ليوم الانتخاب.

وسيصبح أوباما أول رئيس أميركي أفريقي للولايات المتحدة وأول شخص أسود يحكم بلدا أغلبية سكانه من البيض.

وقد فاز أوباما بجميع الولايات التي فاز بها المرشح الديمقراطي جون كيري في انتخابات العام 2004 إضافة إلى ولايات أوهايو وأيوا وفلوريدا ونيومكسيكو وكولورادو ونيفادا وفيرجينيا – وهي ولايات كسبها الرئيس الجمهوري الحالي جورج دبليو بوش في آخر انتخابات رئاسية.

المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين
المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين.

وفي خطاب التسليم بالهزيمة أمام أوباما الذي ألقاه بمدينة فينيكس أعلن السناتور جون ماكين أنه هاتف الرئيس المنتخب لتقديم تهانيه. وأقر ماكين بأهمية انتصار أوباما للأميركيين من أصول أفريقية "والاعتزاز الخاص الذي يشعرون به هذه الليلة،" بعد تاريخ طويل من الاسترقاق والفصل العنصري والتمييز.

وقال ماكين إن الولايات المتحدة "بعيدة كل البعد عن  التمييز القاسي والتيه بالتعصب الأعمى الذي وصم تلك الحقبة ولا يوجد ما هو أدل على ذلك من انتخاب أوباما." كما تعهد بتأييد الرئيس المقبل وحث مناصريه على إبداء "نواياهم الطيبة وبذل جهودهم الجادة للتوصل إلى سبل للتلاقي."

وجاء فوز أوباما في أعقاب منافسة طويلة وصعبة في معركة الانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي أمام هيلاري كلينتون التي تبعتها حملة مكثفة في الانتخابات العامة أمام ماكين.

واكتسبت الانتخابات الرئاسية هذا العام بُعدا تاريخيا في عدة صور. فبعد أن تقلص عدد مرشحي الحزب الديمقراطي في مطلع 2008 أمسى جليا أن الناخبين سيختارون ما بين أول سيدة كمرشح لمنصب الرئاسة وأول مرشح من أصول أفريقية.

وعلى الجانب الجمهوري مثّل اختيار ماكين لحاكمة ألاسكا ساره بيلين لتكون المرشحة معه لمنصب نائب الرئيس المرة الثانية التي يُدرج فيها اسم امرأة على قائمة حزب سياسي رئيسي.

أوباما يعلن فوزه

وفي الساعات الأولى من يوم الأربعاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر خاطب أوباما ومرشحه لمنصب نائب الرئيس السناتور جو بايدن أنصارهما الذين ضجوا بالهتاف في شيكاغو وتعهد أوباما بأن يكون رئيسا لجميع الأميركيين بغض النظر عما إذا كانوا قد أيدوه أم لا. واحتفل مئات الآلاف ممن وصلوا شيكاغو قبل يوم بانتصار أوباما في متنزه غرانت بالمدينة.

وكان الحشد مؤثرا بشكل خاص في ضوء أن المتنزه كان موقع مظاهرات عنيفة قبل 40 عاما استهدفت مؤتمر الحزب الديمقراطي في 1968.  وقد أظهرت أعمال العنف آنذاك الشرخ داخل الحزب بين النشطاء الليبراليين الأصغر سنا ومن يعتبرون دعائم أركان الحزب من المحافظين الأكبر سنا. (راجع: "أصداء ذكريات مؤتمر الترشيح القومي للحزب الديمقراطي سنة 1968 تتردد في العام 2008" على موقع أميركا دوت غوف.)

ومما يذكر أيضا أنه في العام 1968 تنبأ المرشح الديمقراطي للرئاسة آنذاك روبرت كينيدي بأنه من الممكن أن يصير أميركي أسود رئيسا للولايات المتحدة في 2008.

فقد قال كينيدي يوم 27 أيار/مايو 1968 قبل حوالي أسبوع من اغتياله: "إن الأمور تتحرك وتتطور بسرعة بالغة في العلاقات بين الأعراق لدرجة أن شخصا أسود يمكن أن يصبح رئيسا للبلاد في غضون 40 عاما. وفي السنوات الأربعين القادمة سيكون من الممكن أن يعتلي شخص أسود نفس المنصب الذي اعتلاه شقيقي. إن التحيز قائم، وسيستمر على الأرجح... لكننا حاولنا تحقيق تقدم ونحن نحرز تقدما. ولن نقبل بالوضع القائم."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي