الفضاء | توسيع آفاق المعرفة البشرية

18 حزيران/يونيو 2008

مكوك الفضاء يعود بعد أن نجح في توسعة المحطة الفضائية وزيادة قدراتها

ناسا تختار بذلات جديدة لرحلات الرواد في كبسولة أوريون الجديدة

 
موظفون في ناسا يراقبون هبوط ديسكوفيري في مركز كندي للفضاء في فلوريدا بعد رحلة دامت حوالى 14 يوما
موظفون في ناسا يراقبون هبوط ديسكوفيري في مركز كندي للفضاء في فلوريدا بعد رحلة دامت حوالى 14 يوما.

من محررة الشؤون العلمية، شيريل بليرين

بداية النص

واشنطن، 18 حزيران/يونيو، 2008- هبط مكوك الفضاء "ديسكوفيري" وطاقمه في مركز كندي للفضاء بفلوريدا يوم السبت 14 حزيران/يونيو، مستكملين مهمةSTS-124  لتركيب أكبر جزء من أجزاء المختبر كيبو الذي تملكه وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا).

واشتملت المهمة على ثلاث عمليات سير أو سباحة في الفضاء لتركيب تلك الوحدة المكيفة الضغط التي يعادل حجمها حجم حافلة ركاب ووضع أجهزتها فيها وتفعيل ذراعها الروبوتية (الآلية). وتم تركيب وحدة المختبر اللوجستية التي كان قد تم إيصالها في آذار/مارس، وتركيبها في موضع مؤقت في موقعها الدائم في أعلى الحجيرة مكيفة الضغط.

وقد أعلن مركز ضبط الرحلات الفضائية في هيوستن عملية الهبوط في منتصف صباح 14 حزيران/يونيو الحالي على النحو التالي: "يهبط المكوك ديسكوفيري حالياً على المدرج 1-5 في مركز كندي للفضاء، مختتما رحلة قطع فيها 5.7 مليون ميل (9.1 مليون كيلومتر) ليزيد توسعة مدينة عالمية في الفضاء."

وكانت STS-124 ثاني رحلة فضائية من بين ثلاث رحلات لنقل قطع ومكونات المختبر "كيبو" إلى المحطة الفضائية الدولية.

وقال نائب مدير وكالة استكشاف الفضاء اليابانية كاورو ماميا: "كان هذا النجاح خطوة عظيمة الى الأمام لليابان ولاستكشاف الفضاء وللرحلات الفضائية المأهولة. ... وبذلك ننضم إلى من يتشاركون في تشاطر كل إمكانيات (المحطة الفضائية الدولية) ونسهم في هذا النصر الرائع من أجل التعاون الدولي."

* الخطوات التالية

وقد قاد الرحلة مارك كيلي، وضم الطاقم الخبراء الاختصاصيين كارين نايبيرغ ورون غاران ومايك فوسوم وغريغ شاميتوف، والرائد الياباني المنتدب من الوكالة اليابانية، أكيهيكو هوشيدي.

وقد بقي شاميتوف في المحطة الفضائية حيث حل محل مهندس الطيران غاريت رايسمن الذي عاد الى الأرض على متن ديسكوفيري بعد قضاء حوالي 3 أشهر في المحطة. وسيعود شاميتوف على متن المكوك "إنديفور" في رحلته STS-126 المقرر أن تنطلق يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

وخلال رحلة المكوك القادمة المقرر انطلاقها يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر القادم، سيحمل المكوك  أتلانتيس سبعة رواد فضاء في رحلة تستغرق 11 يوماً لإصلاح تليسكوب الفضاء "هابل". ( راجع المقال "ديسكوفيري سيوصل الجزء الرئيسي من المختبر الياباني إلى محطة الفضاء الدولية".)

بذلة أوريون 2014 الجديدة (إلى اليسار) ورائدا الفضاء في رحلة جيميني 3 فيرجل غريسوم وجون يونغ في بذلتين من العام 1964
بذلة أوريون 2014 الجديدة (إلى اليسار) ورائدا الفضاء في رحلة جيميني 3 فيرجل غريسوم وجون يونغ في بذلتين من العام 1964.

وستؤدي مهمة إصلاح هابل إلى توقف مؤقت في رحلات المكوكات الى المحطة الفضائية يستمر 3.5 أشهر، إلا أن بيل غيرستنماير المدير المساعد لعمليات الفضاء في وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، قال إن فترة التوقف هذه ستمنح مراكز ضبط مهمات مختبر كولومبوس في وكالة الفضاء الأوروبية، ومختبر كيبو في وكالة الفضاء اليابانية فرصة للعمل مع أفراد طاقم  المحطة الفضائية كي يباشروا باستخدام المرفقين العلميين الجديدين.

وأضاف غيرستنماير: "رغم أن المكوك سيكون متوقفا عن الطيران (إلى محطة الفضاء) إلا أنه من الممكن أن نكون منهمكين جدا بالمحطة الفضائية، اذ سنعكف على تعلّم كيفية تشغيل هذا المرفق الدولي وعلى الاستعداد لنكون مهيأين بشكل أفضل حين تبدأ الرحلات مجدداً في خريف هذا العام ونبدأ بالتحضير لوضع طاقم يضم ستة رواد" على متن المحطة الفضائية في العام 2009.

وأشار المسؤول إلى أن وتيرة العمل على المحطة الفضائية تزداد وأن رجال الفضاء بدأوا يعملون  في الفضاء بصورة روتينية.

فخلال الرحلة STS-124، على سبيل المثال، كان بعض الرواد يركبون حجيرة المختبر كيبو الجديدة في نفس الوقت الذي كان يقوم فيه آخرون بعمليات سير في الفضاء. وفي إحدى عمليات السير في الفضاء هذه، انتشل الرواد آلة تصوير معطوبة من مكانها خارج المحطة وأصلحوها داخل المحطة ثم أعادوها إلى مكانها خلال عملية سير (سباحة) أخرى في الفضاء.

وأوضح غارستنماير أن: "ما نتعلمه هو المهارات والأمور المتصلة بالقدرة على الصيانة، التي سنستخدمها حينما نندفع قدما الى القمر والمريخ. وقد بدأنا بفك هذا الارتباط بكوكب الأرض."

* بذلة جديدة لرواد الفضاء

منحت ناسا في 12 حزيران/يونيو عقداً لشركة Oceaneering International Inc. بمدينة هيوستن لتصميم وتطوير وإنتاج بذلات فضاء جديدة للرواد تقيهم خلال رحلات "إيرس- أوريون" ضمن برنامج كونستليشن إلى محطة الفضاء الدولية على متن كبسولة الرواد أوريون الجديدة ثم في رحلات إلى القمر. وستبدأ الرحلات إلى المحطة في العام 2015، على أن يبدأ انطلاق الرواد في رحلات إلى سطح القمر بحلول العام 2020.

وجاء في بيان أصدره جيف هانلي، مدير برنامج كونستليشن في مركز جونسون للفضاء التابع لناسا بهيوستن، "إن منح عقد البذلات يتمم المتطلبات المتعلقة بالتجهيزات لأول رحلة مأهولة ضمن برنامج كونستليشن في العام 2015."

وستحتاج ناسا إلى بذلات وأنظمة دعم لما يصل إلى أربعة رواد في الرحلات إلى القمر وإلى ستة رواد في الرحلات إلى المحطة الفضائية. وستوفر البذلات للرواد، خلال الرحلات القصيرة إلى القمر، دعماً كافياً للقيام بعمليات سير على سطحه لمدة أسبوع. كما أن على النظام أن يكون قادراً على تحمل عدد عمليات السير على سطح القمر خلال فترات أطول يحتمل أن تصل إلى ستة أشهر.

وستوفر البذلات وأنظمة الدعم حماية في بيئات الانطلاق والهبوط بما في ذلك الوقاية من مشاكل مثل التسرب في قمرات المركبات الفضائية.

وقيمة العقد، الذي يستمر أمده من شهر حزيران/يونيو 2008 حتى أيلول/سبتمبر 2014، هي 183.8 مليون دولار. وستقوم شركة أوشنيرنغ التي رسا عليها العقد، والمتعاقدون معها بعقود فرعية، بعمليات التصميم والتطوير والاختبار والتجربة التي ستفضي إلى إنتاج وتجميع مقومات البذلة اللازمة للرواد المنطلقين على متن مركبة أوريون، واختبارها في أول رحلة. ويشمل العقد أيضاً العمل المبدئي على تصاميم البذلات اللازمة لسطح القمر.

وقال غلين لوتز، مدير مشروع نظام البذلات في مركز جونسون، إنه "متحمس للشراكة الجديدة بين ناسا وشركة أوشنيرينغ. وقد حان الوقت الآن لأن يبدأ الفريق المسؤول عن البذلات المسيرة المشتركة التي ستؤدي في نهاية الأمر إلى ظهور آثار جزمات جديدة على سطح القمر."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي