13 آب/أغسطس 2008

الجماعات الدينية تقدم تشكيلة واسعة من الخدمات للمهاجرين الجدد

وترحب بالقادمين من خلال تنظيم دروس اللغة الإنجليزية وتقديم المساعدة القانونية

 
ينظم الكثير من الكنائس صفوفاً لتعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين الجدد، وبينها كنيسة سانت آن في بريستول، بفيرمنت
ينظم الكثير من الكنائس صفوفاً لتعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين الجدد، وبينها كنيسة سانت آن في بريستول، بفيرمنت.

من رالف دانهايسر، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن، 13 آب/أغسطس، 2008- لعبت الجماعات الدينية على الدوام دوراً أساسياً في مساعدة الولايات المتحدة على أن تكون في مستوى شهرتها كـ"بلد من المهاجرين."

وما زالت تقوم بهذا الدور حالياً مع دخول المهاجرين الجدد، والكثير منهم من الهسبانك (القادمين من دول أميركا اللاتينية الناطقة بالإسبانية)، في المجتمع الأميركي.

وتشير تقديرات أصدرها منتدى بيو (بيو فورم) لشؤون الدين والحياة العامة حديثاً إلى أنه نظراً لكون حوالى 61 بالمئة من المهاجرين يفد من أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، أصبح الهسبانك يشكلون الآن ثلث مجمل عدد الكاثوليك في الولايات المتحدة ونسبة 6 بالمئة من البروتستانت الإنجيليين.

ويقوم المسؤولون في هذه الكنائس، لتصميمهم على تلبية احتياجات المهاجرين الجدد وكسب ولائهم لكنائسهم، بتكييف الخدمات الدينية التي يقدمونها وتقديم تشكيلة من الخدمات الاجتماعية للقادمين الجدد.

وتقوم الكنائس في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بتوظيف رجال دين (من كهنة وقسس) من جميع دول أميركا اللاتينية، لاعتقادها بأن هذه طريقة تجعل أتباع الكنيسة الجدد يشعرون بالارتياح إلى أبعد حد ممكن. وقد جلبت أكبر كنيسة في الولايات المتحدة، كنيسة لايك وود في هيوستن، القس ماركوس ويت، الذي ولد في سان أنتونيو ونشأ وترعرع في المكسيك، ليقوم بوظيفة الكاهن للرعايا الهسبانك. ويجتذب ويت ما يقال إنه يبلغ 8 آلاف شخص إلى واحد من اجتماعات الصلاة الجماعية المنظمة الأربعة التي تقيمها هذه الكنيسة بالغة الضخامة في كل أسبوع. ( أنظر مقالة "الكنائس الأميركية بالغة الضخامة تزدهر في جو من الإيمان والتسامح والضخامة"، باللغة الإنجليزية).

وفي نفس الوقت، يزداد عدد وأهمية الكنائس ذات الرعية المتسمة بالتعددية الثقافية. ويقول موقع ReligionLink.org إن الكثير من مجموعات المصلين الجديدة، "تتسم بتعددية مقصودة عرقياً وثقافيا،" وإن ذلك يعود جزئياً إلى كون الشباب الذين نشأوا في عالم يتسم بالتعددية العرقية والإثنية "يتوقعون أن تكون دور العبادة التي ينتمون إليها بنفس تعددية مدارسهم وأماكن عملهم والمقاهي التي يرتادونها."

* الخدمات الاجتماعية

أما في ما يتعلق بالخدمات الاجتماعية، فتقدمها الطوائف والرعايا في جميع أنحاء البلد، وهي متنوعة إلى حد يكاد  يضاهي مدى انتشارها.

وقد لخص مايكل كينامون، أمين عام مجلس الكنائس القومي، هذا الجهد على النحو التالي: "لقد استحدث أتباع الكنائس، الذين تحتم عليهم عقيدتهم وتعاليمهم الدينية عريقة القدم الترحيب بجميع الناس كجيران، خدمات هجرة مبتكرة وفعالة في مجتمعاتهم المحلية،" تقدم الدعم للـ"جيران الذين يتم نبذهم أحياناً باعتبارهم "غرباء."

ويضم المجلس كنائس بروتستانتية وأنجليكانية (إنجليزية) وأرثوذكسية وإنجيلية وكنائس سوداء تقليدياً وكنائس السلام الحي، وهي كنائس يبلغ مجمل عدد رعاياها 45 مليون نسمة.

ومن الخدمات المألوفة التي تقدمها الكنائس المنضمة إلى مجلس الكنائس القومي الأميركي ما يلي:

صورة أكبر
تقام الصلاة في هذه الكنيسة في كنتكي باللغتين الإنجليزية والإسبانية
تقام الصلاة في هذه الكنيسة في كنتكي باللغتين الإنجليزية والإسبانية.

- تقدم الرعية التابعة لكنائس مجلس كنائس كولورادو عدداً من أعضائها ليعملوا كمعلمين خصوصيين ومرشدين لتلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية من المهاجرين وليعملوا مع عائلات التلاميذ. كما يعكف المجلس حالياً على إعداد منهاج تعليمي يستغرق أربعة أسابيع ويتم تقديمه عبر دي في دي في مدارس يوم الأحد يحمل عنوان "من هو جاري؟" وهو عبارة عن مناقشة دينية حول الهجرة ينوي مجلس كنائس كولورادو تسويقه في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

- ترحب مجموعة إيكيومينيكال منيستريز (خدمات عموم الكنائس) في أوريغون بالمهاجرين واللاجئين كجيران جدد، وتقدم  لهم بيتاً مؤقتاً يحتوي على لوازم المنزل وأثاثه والطعام، وتساعدهم في تعلم اللغة الجديدة عليهم وفي إتمام دراستهم والبحث عن عمل.

- تقدم مجموعة إنترتشيرش منيستريز (الخدمات الكنسية المشتركة بين الكنائس) في نبراسكا الخدمات للمهاجرين، بما فيها منتديات للبالغين تقيم الروابط بين الرعايا القاطنين في المدن والمناطق الريفية في الولاية، وخدمات قانونية مجانية من خلال خط ساخن للاستجابة لسكان المناطق الريفية، وقدرة على الحصول على خدمات مستشار خاص بالعنف المنزلي، وجماعات تقدم الخدمات الاجتماعية للطلبة في حرم جامعة الولاية.

وتشكل برامج المساعدة القانونية أحد الأمور المشتركة بين جميع جهود مساعدة المهاجرين.

وعليه، تقدم الكنيسة الميثودية برنامج "العدالة لجيراننا" الذي يوفر خدمات قانونية محترفة مجانية للمهاجرين في لقاءات شهرية. ويوضح موقع البرنامج على الشبكة العنكبوتية أن البرنامج يستهدف "الساعين إلى اللجوء والمهاجرين المحتاجين إلى يد تساعدهم في اجتياز متاهة الأنظمة والقوانين التي تؤثر على حياتهم في الولايات المتحدة."

وتشكل مشكلة الحصول على الرعاية الصحية مشكلة أخرى من المشاكل الصعبة التي تتم معالجتها. فعلى سبيل المثال، استهلت منظمة الخدمات العائلية اللوثرية في نبراسكا، عقب اكتشافها وجود نقص خطير في المترجمين الطبيين المؤهلين، مشروعاً تجريبياً بالتعاون مع كلية في أوماها لتوفير التدريب التخصصي.

وتقدم "خدمات الهجرة التابعة للجمعيات الخيرية الكاثوليكية" تشكيلة من المساعدات، عن طريق هيئة موظفين تجيد لغتين، تتراوح بين ترجمة الوثائق وتقديم طلب الحصول على الجنسية والاستعداد للاختبار.

وعلاوة على ذلك، تقدم كنائس منفردة هي أيضاً المساعدة.

فكنيسة إيجليزيا فورست سيتي في أورلاندون، بمدينة فلوريدا، تتشارك مرتين في الأسبوع مع منطقة المدرسة المحلية في تنظيم صفوف تعليم اللغة الإنجليزية. كما توفر الكنيسة "بنك طعام" والإرشاد حول عملية التجنس.

وترعى كنيسة أركولا يونايتد تشيرتش، وهي في ضواحي فرجينيا قرب واشنطن، منحاً سنوية لإرسال الأحداث الفقراء الهسبانك إلى مخيمات مسيحية.

وتوفر كنيسة سنترال برسبتاريان في أوستن، بتكساس، رعاية الأطفال ودروساً لتعليم الإنجليزية كلغة أجنبية لأكثر من 60 مهاجراً بالغا؛ وينسق برنامج تعليم الإنجليزية كلغة أجنبية مهاجر من لبنان.

* جهود متنوعة

ركزت وكالات تقديم الخدمات الاجتماعية اليهودية الكثير من جهودها في السنوات الأخيرة، لمواجهة تدفق المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق في تلك السنوات، على دمج المهاجرين الناطقين بالروسية. ولدى بيت الجالية اليهودية في بروكلين، بنيويورك، مركز خدمات روسية يقدم النصح والإرشاد حول الهجرة والخدمات القانونية وخدمات الترجمة وصفوف تعلم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية وتعلم المهاجرين حقوق المواطن وواجباته، بالإضافة إلى برامج خاصة بالشباب والمتقدمين في السن ورعاية للأطفال أثناء النهار ونواد للعاملين في م?الات معينة ونواد لقراءة الكتب ومناقشتها ومعلومات عن التأمين الصحي. ويعمل برنامج كول إيشا، وهو برنامج خاص بالعنف المنزلي مقره في بوسطن، مع المراهقين والبالغين الناطقين بالروسية، مقدماً الخدمات للضحايا ومتواصلاً مع الجالية.

وقد أصبحت المجموعات الإسلامية تشارك بشكل متزايد في جهود تقديم الخدمات الاجتماعية لجميع أبناء الجالية. ويشارك مسجد دار الهجرة في فولز تشيرش، بفرجينيا، في حملة التبرع بالدم وفي الأسواق الخيرية  الخاصة بالصحة العقلية، علاوة على البرامج المشتركة لمساعدة المهاجرين الذين يعانون من الفقر والتمييز ضدهم والمشاكل القانونية. وقالت صحيفة الواشنطن بوست في حزيران/يونيو إن هذا الجهد يمثل "التعاون المتنامي بين المؤسسات الإسلامية في المنطقة وجاليات المهاجرين غير المسلمة المحيطة بها."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي