الحكومة الأميركية | توازن ثابت بين المؤسسات

15 كانون الثاني/يناير 2009

واشنطن تتهيّأ لاستقبال جماهير غفيرة بأعداد قياسية بمناسبة تنصيب أوباما

العاصمة تتخذ إجراءات أمنية غير مسبوقة

 

من ميشال أوستين بروكس، المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- إعتادت العاصمة واشنطن على استضافة أحداث تاريخية ضخمة، لكن حتى سكان واشنطن الذين عاشوا فيها طيلة عمرهم، يتوقعون أن يكون حفل تنصيب باراك أوباما حدثا لم يشهدوا مثيلا له في الماضي.

وسوف تبدأ نشاطات التنصيب الرسمية يوم 18 الشهر الجاري. بيد أن غالبية الأحداث ستجري يوم التنصيب في 20 كانون الثاني/يناير، والتي ستتضمن مراسم أداء اليمين الدستورية من قبل الرئيس ونائب الرئيس الجديدين، على أن يتبع ذلك استعراض وحفلات راقصة وحفلات موسيقية. وسيشارك الرئيس ونائب الرئيس الجديدان في قداس في اليوم التالي يكون خاتمة النشاطات الرسمية للتنصيب.

وفي حين لم تنشر تقديرات رسمية حول أعداد من سيحضرون حفل التنصيب الا أن العديد من وسائل الإعلام المحلية أوحت بأن عددا يصل الى مليوني شخص قد يتقاطرون من كل حدب وصوب لحضور ومشاهدة حفل تسلّم أول رئيس أميركي أسود رسميا مقاليد الرئاسة.

ومع إقتراب ذلك اليوم المشهود بدأت روح الإحتفال بالتنصيب تتغلغل في مشاعر العديد من سكان العاصمة. فقد امتلأت محال المدينة بقبعات وقمصان وصور وفناجين قهوة وعلاقات مفاتيح وحتى كعك تحمل صور وإسم أوباما.  كما أن بعض المطاعم بدأ بتقديم وجبات احتفاء بقدوم الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة بسعر 44 دولارا. في حين أن شركة قطارات الانفاق في العاصمة، وقد غمرها الحماس بهذه المناسبة، بدأت ببيع بطاقات أجرة ركوب تحمل صورة الرئيس الجديد.

وبدأ الزوار من جميع أنحاء العالم بالتهافت على العاصمة الأميركية والولايتين المحيطتين بها، ماريلاند وفيرجينيا، اللتين تضمان ضواحي واشنطن. وعلى مدى عدة أشهر استعدت سلطات المدينة والولايتين المجاورتين لاستقبال الجماهير بمساعدة من هيئات الحكومة الفدرالية.

جدير بالذكر أن واشنطن درجت على استضافة أحداث قومية ودولية رئيسية، كما ذكر بيل هانبيري رئيس هيئة رسمية تشرف على السياحة والمؤتمرات في العاصمة.  وقال هانبرير: "إن مقدار التحضير والتعاون الذي خصص للإعداد لإحتفالية التنصيب لم يسبق له مثيل، ولهذا إننا نعتقد بأن المدينة أصبحت على أتم الجهوزية."

لكن ثمة أمرا ليس بمقدور المسؤولين أن يتحكموا به وهو الطقس. إذ يمكن لبرد قارس او هطول كثيف للثلوج  ان يؤدي الى إلغاء بعض الأحداث. كما أن لجنة تنصيب الرئيس وهي الهيئة الرسمية المنظمة للإحتفالات تتلقى بيانات مستجدة عن أحوال  الطقس كل عدة ساعات. وبحسب تنبؤات الطقس حتى يوم 14 الجاري فإن الطقس يوم 20 الجاري سيكون جيدا مع حصول رياح خفيفة في حين قد تهبط الحرارة الى  3 درجات مئوية مع احتمال طفيف بهطول مطر او ثلوج.

وفي غمرة الحالة الإقتصادية الصعبة التي تعتري البلاد فإن حفل التنصيب يشي بأنباء طيبة لواشنطن. إذ ان العاصمة يتوقع أن تكسب مئات ملايين الدولارات من ريع وعوائد ما سينفقه السياح، استنادا لما ذكره هانبيري للمراسلين في واشنطن يوم 13 الجاري، والذي اضاف: "إن قطاع السياحة في واشنطن جاهز لاستقبال الزوار والمنافع التي سيجلبونها من خلال السفر والسياحة الى إقتصاد المنطقة." ويذكر أن واشنطن تستقبل 16 مليون سائح سنويا.

لكن الترتيبات لذلك الحدث مكلفة وتقتضي إنفاق ملايين الدولارات. فكل شيء من استخدام أفراد شرطة إضافيين الى تسيير قطارات إضافية ووضع مراحيض نقالة سيكون ضروريا لضمان أن نشاطات التنصيب ستجري بسلاسة. وفي خطوة غير عادية، أعلن الرئيس بوش واشنطن منطقة طوارئ في الفترة من 17 الى 20 كانون الثاني/يناير. وسيتيح إعلان الرئيس هذا للمدينة ان تتلقى أموالا فدرالية للمساعدة في تغطية هذه النفقات.

وقال هانبيري في هذا السياق: "إن الحماس والإثارة التي تكتنف هذه اللحظة التاريخية ستشعر بها العاصمة واشنطن طوال شهور وشهور مقبلة. ونحن مبتهجون بأن نتشاطر هذا الحدث التاريخي وبداية حقبة جديدة لمدينتنا وبلدنا."

جعل احتفالية التنصيب مأمونة وفي المتناول

قال هانبيري أيضا: "إننا نعتقد فعلا بأن حفل التنصيب هذا سيكون الأكبر في تاريخ المدينة" مضيفا أن عدد الزوار سيتجاوز العدد القياسي 1.2 مليون نسمة الذين حضروا حفل تنصيب الرئيس الاسبق ليندون جونسون في مطلع 1965.

وقد ذكر أوباما ونائبه المنتخب جوزف بايدن أنهما يريدان مناسبة التنصيب أن تكون الأكثر إنفتاحا وسلاسة في التاريخ. لكن بوجود هذا العدد القياسي من الجمهور وإجرءات أمنية غير مسبوقة فإن ثمة "توازنا شائكا بين التيقن من جعل ذلك الحدث مضيافا من جهة وآمنا من جهة ثانية."

اما المرج القومي وهو قطاع يكسوه الحشيش الأخضر ويمتد بين مبنى الكابيتول الى النصب التذكاري للرئيس لينكولن فسيكون مفتوحا أمام ملايين المشاهدين. ورغم ان غالبية الناس لن يكون بمقدورهم رؤية الرئيس الجديد عن قرب فسيكون بإمكانهم أن يشاهدوا أوباما وهو يؤدي اليمين الدستورية على شاشات تلفزة ضخمة ستثبت في جميع أنحاء المنطقة.

وبالنسبة للذين يعتزمون التوجه الى المرج القومي او أن يصطفوا على جانبي الطريق التي ستسلكها عربات وفرق الإستعراض على طول جادة بنسيلفانيا التي تصل بين مبنى الكابيتول والبيت الأبيض، قال هانبرري أنه ينصحهم بأن "يتحلوا بقدر كبير من الصبر."

إذ سيتعين على جميع الزوار ان يمروا عبر نقاط تفتيش أمنية وسيطلب من الناس أن يحملوا معهم أقل عدد ممكن من الحاجات واللوازم كما أنه سيحظر إدخال حاجات مثل المظلات والحقائب، وسيطلب من الأسر ان تعيد النظر في استقدام الأطفال الى حفل التنصيب لأن عربات الأطفال هي من الحاجات التي ستدرج على قائمة الممنوعات.

وستطال الإجراءات الأمنية مناطق تتجاوز المرج القومي اذ ستغلق عدة شوارع في أنحاء المدينة كما ستغلق جميع الجسور التي تربط بين ولاية فيرجينيا والعاصمة امام السيارات، لكن ليس في وجه المشاة وعربات خدمات الطوارئ. ومع تقييد حركة السيارات والقيادة ستنقل قطارات الأنفاق والحافلات في المدينة وضواحيها أعدادا قياسية من الناس وقد تستغرق الرحلات الى بعض الوجهات النهائية عدة ساعات.

وقد أعلن يوم 20 كانون الثاني/يناير عطلة بالنسبة للمدارس والمكاتب. وتصادف أن هذا اليوم يلي عطلة مارتن لوثر كينغ وهو يوم عطلة رسمي.  اما أولئك الذين يتطلعون الى تفادي الجماهير الغفيرة فانهم سيغتنمون هذه الفرصة للذهاب في عطل قصيرة. وفي ضوء ذلك،  فإن  مراكز التزلج تتطلع الى جني مكاسب مالية وقد بدأت بعرض "صفقات عطل خاصة" تحت شعار "الهروب من التنصيب".

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي