الحكومة الأميركية | توازن ثابت بين المؤسسات

05 كانون الثاني/يناير 2008

المؤتمر الدستوري

 

        كان من المقرر افتتاح المؤتمر الدستوري في 14 أيار/مايو 1787 لكن عددا قليلا فقط من المندوبين الخمسة والخمسين كان موجودا في فيلادلفيا بحلول ذلك التاريخ. وأخيرا في 25 أيار/مايو افتتح المؤتمر رسميا في قاعة الاستقلال، وقد استجابت 12 ولاية للدعوة إلى عقد هذا المؤتمر ورفضت ولاية رود آيلاند إرسال مندوبين عنها لأنها عارضت تدخل الحكومة القومية في شؤونها الداخلية.

       ومن أصل المندوبين الخمسة والخمسين وقع تسعة وثلاثون على وثيقة الدستور في 17 أيلول/سبتمبر 1787. وكان من بين الموقعين جون ديكينسون من ولاية ديلاوير الذي غادر المؤتمر بعد أن طلب من مندوب آخر هو جورج ريد أن يوقع نيابة عنه. أما ويليام جاكسون أمين المؤتمر فكان شاهدا على هذه التوقيعات. وقد ضم المندوبون بعضا من الشخصيات الأكثر وطنية وخبرة في البلاد الفتية. فقد ترأس جورج واشنطن المؤتمر، بينما حضر بنجامين فرانكلين، وكان في سن الواحدة والثمانين، كممثل عن ولاية بنسيلفانيا ومثل أليكساندر هاملتون، وهو شخصية لامعة، ولاية نيويورك، كما لُقب جيمس ماديسون من ولاية فرجينيا، بـ "أبو الدستور" تقديرا لما ألقاه من خطب وما أجراه من مفاوضات ومحاولات التوصل إلى حلول وتسويات. وقد قال ماديسون للمندوبين إنهم يناقشون وثيقة "ستقرر إلى الأبد مصير الحكومة الجمهورية". كما أنه احتفظ بسجل لمناقشات وقرارات المندوبين.

       ومن بين الشخصيات الأخرى التي لعبت دورا هاما في صياغة الدستور جون ديكينسون وغوفيرنور موريس وأدموند راندولف وروجر شيرمان وجيمس ولسون وجورج وايث. ولعل موريس كان أكثر المندوبين تأثيرا بعد ماديسون وواشنطن. وقد كلف بإعادة صياغة جميع قرارات المؤتمر. وفي الواقع فقد "كتب" موريس الدستور. والنسخة الأصلية للدستور محفوظة في دار الوثائق الوطنية في واشنطن.

       ولم يحضر المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة في ذلك الوقت. فقد تغيب جون آدامس وتوماس جيفرسون لانهماكهما بمشاكل حكومية أخرى، كما لم يتمكن صموئيل آدامس وجون جاي من الفوز بتسمية ولايتيهما لهما كمندوبين. ورفض باتريك هنري تمثيل ولايته بعد تعيينه لأنه عارض منح الحكومة القومية أي مزيد من السلطات. كما رفض ثلاثة أعضاء بارزين في المؤتمر  البريدج جيري وجورج ماسون وأدموند راندولف - التوقيع على الدستور لأنهم عارضوا -أجزاء معينة منه.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي