انتخابات سنة 2008 | دليل الانتخابات الأميركية للعام 2008

05 تشرين الثاني/نوفمبر 2008

رؤيا باراك أوباما المستقبلية

 
باراك أوباما يلقي خطاباً أمام مجلس الشؤون العالمية في شيكاغو، 23 نيسان/إبريل 2007.
باراك أوباما يلقي خطاباً أمام مجلس الشؤون العالمية في شيكاغو، 23 نيسان/إبريل 2007.

مقتطفات من "اللحظة الأميركية"، خطاب ألقي أمام مجلس الشؤون العالمية في شيكاغو، 23 نيسان/أبريل 2007:

لدي قناعة بأن أهم مهمة من مهمات أي رئيس هي حماية الشعب الأميركي. وأنا مقتنع، بالدرجة ذاتها، بأن القيام بهذا العمل بشكل فعال في القرن الواحد والعشرين سيتطلب رؤيا جديدة للقيادة الأميركية، وتصوراً جديداً لأمننا القومي – رؤيا تستفيد من عبر الماضي، ولكنها ليست حبيسة طريقة تفكير بالية.

ففي عالم اليوم المعولم، هناك صلة لا تفصم تربط بين أمن الشعب الأميركي وأمن جميع الشعوب. وعندما يهدد الفساد والاتجار بالمخدرات الديمقراطية في أميركا اللاتينية، تكون هذه مشكلة أميركا أيضاً. وعندما لا يكون أمام القرويين الفقراء في إندونيسيا خيار سوى إرسال دجاج مصاب بفيروس إنفلونزا الطيور إلى الأسواق، لا يمكن اعتبار ذلك شأناً بعيداً عنا. وعندما تقوم المدارس الدينية في باكستان بتعليم الأطفال الصغار الضغينة والكراهية، يهدد ذلك أطفالنا أيضا.

وهكذا لم يعد بالإمكان اليوم احتواء التهديدات التي نواجهها في فجر القرن الواحد والعشرين ضمن حدود معينة، سواء كانت تلك التهديدات إرهاباً عالمياً أو وباء متفشياً أو تغيراً مناخياً مفاجئاً أو انتشاراً لأسلحة الدمار الشامل.

وربما وجد كثير من الأميركيين أنه من المغري الانطواء على أنفسنا، والتنازل عن دورنا القيادي في الشؤون العالمية.

إلا أنني أصرّ على أن تخلياً من هذا القبيل عن دورنا القيادي هو خطأ ينبغي أن لا نرتكبه. إذ لا يمكن لأميركا مواجهة تهديدات هذا القرن والتغلب عليها وحدها، ولكن العالم لا يمكنه مواجهتها والتغلب عليها بدون أميركا. وعليه، يجب علينا أن لا ننسحب من العالم، وألا نحاول إكراهه على الخضوع – يجب علينا أن نقود العالم، بالأفعال وبالقدوة الحسنة.

يجب علينا ممارسة القيادة عن طريق إنشاء جيش للقرن الواحد والعشرين، لضمان أمن شعبنا وتحسين أمن جميع الشعوب. ويجب علينا ممارسة القيادة عن طريق تنظيم جهد عالمي لوقف انتشار أخطر أسلحة العالم. ويجب علينا ممارسة القيادة من خلال إقامة وتعزيز الشراكات والتحالفات الضرورية لمواجهة تحدياتنا المشتركة والتغلب على التهديدات المشتركة.

ويجب أن تمارس أميركا القيادة عن طريق التواصل مع جميع أولئك الذين يعيشون حياة يائسة منقطعين عن الآخرين في زوايا العالم المنسية – ففي حين أنه سيكون هناك دائماً أولئك الذين يستسلمون للكراهية ويربطون أحزمة ناسفة على أجسادهم، هناك ملايين أكثر يريدون أن يسلكوا طريقاً آخر – يريدون أن تنير شعلة الأمل التي نملكها طريقهم. 

أميركا هي الدولة التي ساعدت في تحرير قارة من زحف رجل مجنون. إننا الدولة التي أخبرت السكان البواسل في مدينة مقسَّمة أننا كلنا من أهالي برلين أيضاً. لقد أرسلنا أجيالاً من الشباب للخدمة كسفراء للسلام في دول في جميع أنحاء العالم. ونحن الدولة التي هرعت لإرسال المعونة إلى جميع أنحاء آسيا وإغاثة ضحايا كارثة تسونامي مدمِّرة.

والآن حانت لحظتنا المواتية لتولي القيادة – حانت الساعة المناسبة لأن يسطر جيلنا قصة  أميركية عظيمة أخرى، لكي نتمكن من القول في يوم ما لأبنائنا بأن هذا كان العصر الذي حققنا فيه السلام في الشرق الأوسط، وأن هذا كان العصر الذي تصدينا فيه لتغير المناخ، وضمنا صون عالمنا من خطر الأسلحة التي يمكنها القضاء على الجنس البشري. هذا كان العصر الذي قدمنا فيه فرصاً لتلك الأركان المنسية من العالم. وهذا كان العصر الذي قمنا فيه بتجديد أميركا التي تولت قيادة أجيال من المسافرين المرهقين من جميع أنحاء العالم ليجدوا الفرص والحرية والأمل على عتبة بابنا.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي