الحكومة الأميركية | توازن ثابت بين المؤسسات

13 كانون الثاني/يناير 2009

أوباما يسعى لتأسيس عملية تشاورية ومتعاونة مع الكونغرس

الرئيس المنتخب يحث الكونغرس على الإسراع بإقرار مشروع قانون الحفز الإقتصادي

 

من ميشيل أوستين بروكس، المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن—صرّح الرئيس المنتخب باراك أوباما في معرض وصفه الكونغرس بأنه "فرع مساو لغيره في الحكومة" بأن حكومته سوف يتعين عليها العمل بصورة وثيقة مع الكونغرس لإقرار قانون الحفز الإقتصادي.

وفي مقابلة مع شبكة أيه بي سي الإخبارية بتاريخ 11 الجاري أقرّ أوباما بأن أعضاء الكونغرس قد تكون لديهم آراء متباينة حيال السبل المثلى لحفز الإقتصاد الأميركي وأن الفرعين التنفيذي والتشريعي للحكومة سيتعين أن يعملا سوية على وجه السرعة وبفعالية لتمرير قانون ما.

وقال أوباما: "ما سعينا لعمله هو طرح خطة لسان حالها هو: فلنتصرف بجرأة ولنتصرف بسرعة."

والخطة التي كشف أوباما عن تفاصيلها يوم 8 الشهر الجاري هي مبادرة قيمتها عدة مئات بلايين الدولارات تدعو الى استثمارات هائلة في البنى التحتية للبلاد. وقال أوباما إن الخطة التي تعرف بـ"خطة الإنتعاش وإعادة الإستثمار الأميركية" سوف "تدفع فورا لاستحداث فرص العمل وللنمو الطويل الأجل" وذلك من خلال مضاعفة إنتاج الطاقة البديلة والإستثمار في التكنولوجيا التي ستحوسب السجلات الطبية للأميركيين وستوفر معدات جديدة لتحديث وعصرنة صفوف الدراسة الأميركية."

كما تدعو خطة الرئيس المنتخب الى تخفيض مبلغ ألف دولار من ضرائب أسر الطبقة العاملة وهو ما سيدفع "الناس للإنفاق مجددا" كما أشار أوباما الذي أضاف أن هذه الخطة المكلفة للخزينة الأميركية سترفع من عجز الموازنة في المدى القصير لكن تبعات "عمل القليل القليل او لا شيء بتاتا...ستقود الى نقص أكبر في فرص العمل وعجز في المداخيل وتراجع الثقة في اقتصادنا."

ويتمتع حزب أوباما الديمقراطي بأغلبية في مجلسي الكونغرس، اي النواب والشيوخ، لكن هذا لا يعني ان الفرع التشريعي سيقر مشروع القانون الإقتصادي الذي يضم كل العناصر التي اقترحها أوباما. فقد أعرب بعض المشرعين من الحزب الديمقراطي عن تباين في الرأي مع مقترحات أوباما بخصوص خفض الضرائب في حين يرجح ان يدعم بعض الجمهوريين مقترحاته.

وقد اجتمع مستشارا أوباما الإقتصاديان لورانس سامرز وجيسون فورمن مع 35 عضو مجلس شيوخ من الحزب الديمقراطي يوم 11 الجاري. وقال بعض من الذين حضروا اللقاء انهم يتوقعون من حكومة أوباما المقبلة أن تنظر في مشاغلهم وان تحدّث مشروع القانون.  كما التقى أوباما ونائب الرئيس المنتخب جو بايدن مع قادة في الكونغرس من كلا الحزبين لبحث المقترحات.

وجاء في مقابلة أوباما مع شبكة أيه بي سي: "هناك القليل من المبادئ الاساسية التي حددتها...فإذا كانت لدى الناس أفكار أفضل حول بعض من بنوده المحددة...عندها سنرحب بما سيقولونه. ولذلك سنرسي عملية تشاورية ومتعاونة مع الكونغرس على مدى الايام القليلة القادمة."

للمزيد عن مقترحات أوباما راجع النص الكامل لخطاب أوباما يوم 8 كانون الثاني/يناير على موقع أميركا دوت غوف.

فرع مساو للحكومة

وحينما يقسم اوباما اليمين الدستورية يوم 20 كانون الثاني/يناير، سوف تدخل الولايات المتحدة حقبة نادرة نسبيا من الحكم الذي يكون فيه فرعا الحكومة الأميركية من حزب واحد، إذ أن مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض خاضعان لسيطرة نفس الحزب—في هذه الحالة الحزب الديمقراطي.

وقال جيمس ثيربر، مدير مركز دراسات الكونغرس والرئاسة في الجامعة الأميركية بواشنطن ان الرؤساء الأميركيين يستسهلون إقرار مشاريع قوانينهم في فترات تتسم بالحكم الموحد. بيد أن أوباما سيواجه تحديات عديدة. (راجع مقال "تعاون أوباما مع الكونغرس ضروري لتطبيق مقترحاته" على موقع أميركا دوت غوف.)

وكذلك، فإن نورمن أورنستين، الاستاذ المقيم في معهد أبحاث إنتربرايز الأميركي، يشارك ثيربر رأيه، إذ يقول" لا يسع للمرء ان يلوّح بعصا سحرية او ان يبدل الأكثرية وأن يتوقع ان ننتقل فجأة الى وضع مختلف جدا جدا."

وقد شارك أورنستين، وزميلان له هما توماس مان وسارة بايندر من مؤسسة بروكينغز في حلقة نقاش يوم 8 الجاري حول تقريرهم الأخير بعنوان "تقييم الكونغرس في دورته الـ110 وتوقعات الكونغرس في الدورة الـ111."

وأشار أورنستين الى أن حكومة أوباما "بدأت حقبتها بقدر عال للغاية من تحسس أهمية التعامل مع الكونغرس كفرع مساو للحكومة." وقد اختار أوباما، وهو سناتور سابق، كبير هيئة موظفيه في البيت الأبيض وعددا من وزرائه من أعضاء الكونغرس.

وخلال عهد حكومة الرئيس بوش كانت هناك صراعات حول نفوذ الفرعين التنفيذي والتشريعي، كما أفاد أورنستين الذي توقع ان تنشب خلافات بخصوص دوري فرعي الحكومة خلال ولاية اوباما.

وأورد أورنستين حادثا أخيرا حينما أبلغ السناتور بايدن الذي خدم في مجلس الشيوخ طيلة 36 عاما أنه لن يكون موضع ترحيب في لقاءات أسبوعية على مأدبة غداء ينظمها أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ. وإذ أوحى هؤلاء بأن حضور بايدن سيحدّ من فرص الحوار والإنتقاد للحكومة، وصف أورنستين تلك الخطوة بأنها طريقة إعلان الكونغرس: إننا فرع مستقل."

راجع كامل نص تقرير مؤسسة بروكينغز الذي يقع في 41 صفحة بنمط PDF على موقع المؤسسة.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي