United States Holocaust Memorial Museum
موسوعة الهولوكوست
اللاجئون
أدت الإجراءات العنصرية المتزايدة في ألمانيا النازية المستهدفة ضد اليهود إلى مغادرتهم للبلاد, هم و آخرين. هاجر أكثر من 300 ألف يهودي من ألمانيا والنمسا منذ ارتقاء الحزب النازي للحرب في الفترة بين 1933 إلى 1939.

إلاّ أنه, بالنسبة للبعض كان وجود ملاذ آمن يعد أمراً صعباً.زادت مخاوف الغرب من ازدياد أعداد اللاجئين خاصة بعد مذابح Kristallnacht ("ليل الزجاج المكسور" 9-19 تشرين الثاني/نوفمبر 1939). ورغم وصول 85 ألف يهودي لاجئٍ إلى الولايات المتحدة في الفترة بين آذار/مارس 1938 وأيلول/سبتمبر 1939 إلا أن مستوى الهجرة كان أقل بكثير من الأعداد التي تسعى إلى اللجوء. وفي مؤتمر "إيفيان" عام 1938 لم تكن هناك أية دولة سوى جمهورية الدومينيكان مستعدة لزيادة حصتها من الهجرة. وفي عام 1939 رفضت كل من كوبا والولايات المتحدة السماح لأكثر من 900 لاجئ يهودي كانوا قد أبحروا ميناء هامبورخ في ألمانيا على متن السفينة "سان لويس" بدخول أراضيها. وأُجبرت هذه السفينة على العودة إلى أوروبا حيث اختفى العديد من ركابها في نهاية الأمر في محتشدات الاعتقال والإبادة.

هاجر أكثر من 50 ألف يهودي ألماني إلى فلسطين أثناء الثلاثينيات تحت غطاء اتفاقية "هافارا" (الترحيل). ولكن مع الوثيقة البيضاء لقانون البرلمان لعام 1939 وضعت الحكومة البريطانية حدودًا صارمة على هجرة اليهود إلى فلسطين. ومع تناقص الجهات المرحبة هاجر عشرات الآلاف من يهود ألمانيا والنمسا وبولندا إلى "شنغهاي" واحدة من الأماكن القليلة التي لم يكن بها متطلبات للحصول على تأشيرة دخول.

أثناء الحرب العالمية الثانية وحتى مع وصول تقارير قتل النظام النازي لليهود قتلا جماعيًا إلى الغرب فشلت وزارة الخارجية الأمريكية في التخفيف من القيود الصارمة حول الهجرة. وبالرغم من القيود البريطانية تمكن عدد محدود من اليهود من الدخول إلى فلسطين أثناء الحرب بواسطة الهجرة "غير الشرعية" (تراهن الطقوس اليهودية) أو وسائل أخرى. وقد حددت بريطانيا العظمى من استقبالها للمهاجرين في الفترة بين 1938 إلى 1939 على الرغم من سماح الحكومة البريطانية بدخول نحو 10 آلاف طفل يهودي ضمن برنامج ترحيل خاص بالأطفال(Kindertransport). وفي مؤتمر "برمودا" للحلفاء عام 1943 لم تظهر أية عروض جادة للإنقاذ.

استقبلت سويسرا المحايدة نحو 30 ألف يهودي ولكن ردت الآلاف الآخرين عند الحدود. استقبلت أسبانيا عدداً محدوداً من اللاجئين الذين سرعان ما أرسلتهم إلى ميناء لشبونة البرتغالي. ومن هناك تمكن الآلاف من الإبحار إلى الولايات المتحدة في الفترة بين 1940 و1941 ولكن لم يتمكن آلاف آخرين من الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة.

بعد انتهاء الحرب تمكن مئات الآلاف من الناجين (المتشردين داخليًا) من إيجاد مأوى لهم في محتشدات الحلفاء. كانت قيود الهجرة إلى الولايات المتحدة مازالت قائمة. وكانت الهجرة إلى فلسطين مازالت محددة بشكل صارم. احتجزت القوات البريطانية المهاجرين غير الشرعيين إلى فلسطين في محتشدات احتجاز في جزيرة قبرص في الفترة بين 1945 إلى 1948.

ومع إقامة دولة إسرائيل في أيار/مايو 1948 بدأ اللاجئون اليهود في التوافد على هذه الدولة المستقلة الجديدة. سمحت الولايات المتحدة لأربعين ألف شخصًا من الأشخاص الذين تم ترحيلهم في الفترة بين 1945 إلى 1952 بالدخول إلى أراضيها وكانت نسبة اليهود الناجين من الهولوكوست ضمن هذا العدد هي بالتقريب 20 بالمئة. وبدأ البحث عن ملجاً في السنوات التي سبقت واستمر في السنوات التي تلت الهولوكوست.

Copyright © United States Holocaust Memorial Museum, Washington, D.C.