التنوع | توفير حيز لنمو الجميع

06 آب/أغسطس 2008

كتاب دراسي عن قبيلة "نافاهو" يهدف الى الحفاظ على ثقافتها ولغتها

ولاية نيومكسيكو أول ولاية تصادق على اعتماد الكتاب بلغة الأميركيين الأصليين

 
"إعادة اكتشاف لغة النافاهو"، كتاب دراسي يجمع بين تلقين لغة قبيلة النافاهو وقيمها الثقافية.

من جيفري طوماس، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن، - في العديد من بلدان العالم التي تضّم قوميات من السكان الأصليين فإن كيفية تأقلم وتكيّف هذه الجماعات مع العالم المعاصر، وبنفس الوقت صون ثقافاتها الخاصة موضوع يتسم بالأهمية. ولهذا السبب استأثر باهتمام واسع نبأ مصادقة ولاية نيومكسيكو الأميركية في تموز/يوليو على كتاب دراسي لتلقين لغة أميركية أصلية وهو بعنوان "إعادة اكتشاف لغة النافاهو". وبذلك أصبحت نيومكسيكو أول ولاية تتبنى هذا الكتاب الدراسي.

ويجيد او يتداول لغات الأميركيين الأصليين (الهنود الحمر سابقا) في أميركا أكثر من 380 ألف أميركي، طبقا لما جاء في آخر تعداد للسكان في العام 2000. ويبلغ عدد افراد قبيلة النافاهو حوالي 300 الف نسمة، يتحدث 178 ألفا منهم لغة النافاهو مما يجعلها اللغة الأوسع انتشارا بين لغات السكان الأصليين في أميركا الشمالية.

ويقدر الخبراء ان فقط نصف لغات الهنود الحمر البالغ عددها زهاء 300 التي كانت متداولة في أميركا الشمالية لا تزال لغات حية او يتحدث بها أشخاص أحياء. لكن الأطفال الذين يجسدون مستقبل أية لغة يتحدثون بأقل من 50 من هذه اللغات.

وقد أعدت الكتاب الدراسي إفانجيلين بارسونز-يازي الاستاذة المشاركة في لغة النافاهو بجامعة شمال شرق أريزونا، بالاشتراك مع بيغي سبيس استاذة اللغويات بجامعة ماساشوستس.

وقد تطور مشروع الكتاب الدراسي من صفوف تدريس لغة النافاهو التي درستها يازي التي ابتغت "إيجاد أداة جديدة تسهم في الحفاظ على لغة النافاهو وبقائها."

وقالت يازي في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: "طرحنا لهذا الكتاب بألوان زاهية وبتجليد جيد وبصياغة منمقة وبتدبير حسن سيضع لغة النافاهو في مصاف اللغات الشائعة. وعندما يرى دارسو النافاهو هذا الكتاب سيبدأون بالإقرار بأن لغتهم ليست لسانا للمسنين فقط بل لشبيبة النافاهو كذلك."

والكتاب الدراسي يزخر بالألوان ويتصف بأناقة ورشاقة "بحيث انه يسلح طلاب النافاهو بالإعتزاز بلغتهم" حسب قول يازي، كما انه يعرض ثقافة النافاهو ولغتهم.

إضافة الى ذلك ابتغت يازي أن يعكس كتابها نهجها حيال التعليم كوسيلة للتواصل. كما أن الدليل الخاص بالمدرس يساعد المعلمين غير المطلعين على ذلك النهج. وقالت يازي حول ذلك: "تشمل المنهجية الطريقة التي يعلم فيها الكبار حيث تغلف اللغة النشاطات والأوضاع والأحداث. وفي تلك الحالات والأوضاع يعد الكبار نموذجا لغويا للمتلقنين الجدد. والمنفعة هنا هي ان  الطلاب الجدد يقتنون مهارات قرائية."

واضافت ان الدليل يتسم بالفرادة لأنه يقتضي من الطالب ان يرجع الى المتحدثين باللغة وكبار قبيلة النافاهو كمصادر للمعلومات ولمعارفتهم."

اما المؤلفّة المشاركة سبيس التي تعلمت لغة النافاهو كطالبة دراسات عليا فقالت في مقابلة منفصلة تمّت ايضا بواسطة البريد الإلكتروني ان دورها تمثل "في شرح قواعد اللغة بأسهل طريقة ممكنة وللمساعدة في اكتشاف نواح من القواعد ضمناها او لن نضمنها الكتاب."

وقد تعاونت سبيس مع أكاديمية لغة النافاهو وهي مجموعة تضم لغويين من النافاهو وغير النافاهو كما أنها أدارت ورش عمل لمعلمي النافاهو الذي يجيدون لغة أخرى على مدى أكثر من عقد.  ونتيجة لنشاطها هذا اكتسبت سبيس خبرة في تفسير وشرح قواعد لغة النافاهو لأفراد يتكلمون هذه اللغة لكنهم يفتقرون لخلفيتها اللغوية.

وقالت سبيس: "أعتقد ان اللغويين الذين يطورون مواد تدريس غالبا ما يلجأون الى تحليل القواعد بصورة تزيد عن المطلوب او عما هو مفيد."

وقد واجهت المؤلفتان بعض التحديات الجسيمة أثناء وضع مؤلفهما.

وقالت يازي عن ذلك: "كان أعظم تحد بالنسبة لي الإجتماعات الاسبوعية التي عقدتها مع زعماء قبيلة النافاهو وفيها غطينا المواد وطالعنا نصوصا بلغة النافاهو... بما يضمن أن اللغة العامية سيحافظ عليها وان محتويات المواد لن تنفّر أحدا."

واضطرت يازي لأن تبدي حساسية في ضوء انها كانت تطرح مواد تختص بكبار زعماء النافاهو من الذكور مثل دروس عن بناء "الهوغان"، وهو البيت التقليدي للنافاهو، وتصنيع مهد، ورعاية الخيل والأبقار، والصيد... وما شاكل." وأضافت يازي: أنا ترعرعت في منزل مع خمسة من اخوتي وكنت استمع كثيرا الى التعاليم. لذا لدى معارف لكن الالتفاف على حقيقة ان سيدة هي التي ستدرس هذه المواضيع كان مدعى قلق لي."

وكان من التحديات الأخرى كيفية عرض ثقافة النافاهو بدون الظهور بمظهر تدريس ديانة النافاهو التقليدية. وقالت يازي: "العديد من ذوي النافاهو المسيحيين ممن لا يريدون تدريس نواح دينية في الصفوف الدراسية  يجدون انه من الصعب السماح لأبنائهم ان يحضروا صفوف لغة النافاهو."

ومضت قائلة: "حالفني حظ ان والدي كان قسّا في كنيسة معمدانية وكانت والدتي تعزف على البيانو، وانهما كانا يقومان بالترجمة لأفراد النافاهو وللمبشرين، وعملا على ترجمة الكثير من ترانيم النافاهو. وانا كنت على دراية بالخط الذي يفصل بين الثقافة والمعتقدات الدينية، فزعماء النافاهو من المسيحيين كانوا يستشارون حول كافة العناصر والمكونات الثقافية بما يضمن ان أحدا لن يهان او ينفّر."

وتأمل سبيس بأن يكون الكتاب نموذجا ومصدر إلهام للقيمين على لغات أخرى مهددة بالإنقراض. والشكل الحسن للكتاب هو أمر ضروري، كما ذكرت سبيس، "لأنه حينما يرى قوم ان لغتهم تؤخد على محمل الجدّ وتقدم وكأنها شيء قيّم يمكن ان يكون له أبعد وأهم اثر."

وهناك جانب آخر تأمل سبيس بأن يشكل نموذجا وهو الطريقة "التي حولت فيها يازي دروس الثقافة الى تعاليم يمكن ان تطبق في عصرنا هذا، عوضا عن سردها روايات عن تقاليد الماضي.  وطبقا للطريقة  التي تصفها فان ثقافة النافاهو هي مجموعة من القيم والروابط لا مجرد طائفة من الملابس والرقصات والموسيقى والإحتفالات التقليدية."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي