قد تكون ولاية تكساس معروفة بالنفط والغاز، ولكن إحدى المدن هناك تخطّط للحصول على جميع احتياجاتها الكهربائية تقريبًا من مصادر الطاقة المتجدّدة.
فمدينة دنتون، تكساس، أصبحت رائدة في مجال الطاقة المتجدّدة عندما بدأت شركة دنتون ميونسيبال إلكتريك (Denton Municipal Electric (DME)) الحصول على 40 بالمئة من الكهرباء التي تنتجها من مزرعة الرياح وولف ريدج القريبة منها، في العام 2009. والآن وضعت هذه المدينة، الواقعة شمال غرب مدينة دالاس، هدفًا أعلى يتمثل في الحصول على نسبة 70 بالمئة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجدّدة بحلول العام 2019.
عندما شرعت شركة دنتون في الالتزام بالحصول على كل تلك الطاقة المتجدّدة، كانت الشركة تدرك أن ذلك كان خروجًا عن الطريقة التقليدية التي تتبعها مرافق الكهرباء في ممارسة الأعمال التجارية، استنادًا إلى مايك غريم، المدير التنفيذي لشركة دنتون.
وقد جاء هذا الالتزام بالحصول على الحصة الكبيرة- الحمل الأساسي- من كهرباء شركة دنتون من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بعد دراسة أُجريت على مدى ثلاث سنوات. وقد دعم مجلس المدينة رفع المزيج إلى نسبة 70 بالمئة من الطاقة المتجدّدة.
قال غريم، “بدلًا من أن يزوّد الوقود الأحفوري- الفحم أو الغاز الطبيعي- الحمل الكهربائي الأساسي، ونقوم بترشيد استخدام مصادر الطاقة المتجدّدة، قرّرنا أن نقلب هذا النموذج رأسًا على عقب. نريد أن نحصل على… أكبر قدر ممكن من الطاقة المتجدّدة، ثم نستخدم نسبة ضئيلة من الوقود الأحفوري الاحتياطي للتعويض عن الفرق”.
ولكي تكون شركة دنتون قادرة على تزويد الكهرباء المطلوبة إلى أن يتم تحسين وصقل تكنولوجيات تخزين السعة العالية، فقد استثمرت في “محرّكات ترددية” تبدأ بسرعة وتعمل مثل محرّكات السيارات.
سوف تولّد اثنتا عشرة وحدة تردّدية تعمل بالغاز الطبيعي 18.75 ميغاواط لكل واحدة منها- أي ما مجموعه 225 ميغاواط. وسوف توفر هذه الوحدات إمدادات كهربائية رخيصة الثمن وتتسم بالكفاءة في استخدام الموارد لسد الحاجة عندما تكون مصادر الطاقة المتجدّدة متوقفة عن العمل.
قال غريم، “علينا أن نزوّد الطاقة عندما يطلبها زبائننا”، مضيفًا أن الوحدات ستزوّد طاقة نظيفة وخدمة موثوقة “بأسعار تنافسية.”
مجموعة اختبار لسوق الطاقة
بدأ نموذج الطاقة المتجدّدة لشركة دنتون يجذب اهتمام ثلاثة قطاعات هامة: المختبرات الوطنية، ومختبرات الأبحاث الجامعية، والشركات التجارية الكبرى. فالجامعات ترغب في اختبار تكنولوجيات الشبكة الذكية التي طوّرتها في مختبراتها وتجربتها في العالم الحقيقي لشبكات النقل والتوزيع. والشركات الكبرى التي تُراقب عن كثب، ترغب في تسويق هذه التكنولوجيات بعد التثبُّت والتحقق منها.
يوضح غريم، “إننا نريد أن تكون شركتنا رائدة في نشر بعض هذه الأجهزة والسماح لمواطني دنتون باستخدامها”.
وفقًا لتحليل مستقل أجرته مجموعة براتل (Brattle Group)، فإن مرفق الكهرباء سوف يوفّر أكثر من 500 مليون دولار على مدى أكثر من 20 سنة بموجب الخطة، بعد صقل طريقة دمج الطاقة المتجدّدة في شبكات النقل والتوزيع الخاصة به. وسيقلل ذلك من الانبعاثات الملوّثة بنسبة 78 بالمئة.
ويختتم غريم بالقول “إننا لا نحاول فقط أن ننظر إلى متطلبات الحاضر، بل إلى متطلبات المستقبل. فهذا المرفق الكهربائي المحلي ليس من النمط المعتاد”.
