DCSIMG
Skip Global Navigation to Main Content
كتيبات

مراسم تنصيب الرئيس الأميركي: تقليد عريق رائع

09 كانون الثاني/يناير 2013
غلاف الكتيب يظهر كتابًا ممسوكًا بشكل مسطح مع يد موضوعة على الكتاب

تنزيل الكتيب إلى اليسار.

تدعم العديد من المؤسسات الحكومية والتقاليد والأعراف السياسية الأميركية الاستمرارية في خضم التغيير. وتشكل القوانين والتقاليد المحيطة بتنصيب الرؤساء بعض أفضل الأمثلة عن هذه الاستمرارية خلال التغيير السياسي. ويجسِّد تنصيب الرئيس تقليدًا فذا فريدًا من نوعه يشارك فيه الحزبان، وتطرح خلاله جانبًا معظم المناظرات السياسية الحامية بين الحزبين لتكريم الانتقال السلمي للسلطة.

تشارك في حفل تنصيب الرئيس السلطات الحكومية الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية. ويشرف رئيس المحكمة العليا الأميركية على أداء اليمين الدستورية للرئيس في مبنى الكونغرس، حيث يجتمع الكونغرس. ويشترك الحزبان السياسيان الرئيسيان في التخطيط لهذا الحدث.

يعود العديد من تقاليد التنصيب إلى تنصيب الرئيس جورج واشنطن عام 1789، وقد ظهرت تقاليد أخرى مع مرور الزمن.

في الحالات التي لا ينطبق عليها الدستور

لا يحدد الدستور الأميركي كيفية تنصيب الرئيس، سوى أنه يتعين على الشخص المنتخب أداء "اليمين الدستورية لتولي المنصب"، ويسمح حتى بإجراء تغيير طفيف على نص القسم: " أقسم (أو أؤكد) أنني سأنفذ مخلصًا مهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وسأعمل بأقصى ما لدي من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه."

وخيار كلمة "أؤكد" بدلاً من "أقسم" توفرت في حال كانت المعتقدات الدينية للشخص تمنع عليه القسم. وفقط رئيس واحد، هو فرانكلين بيرس عام 1853، اختار كلمة "أؤكد" في أداء يمينه بدلاً من كلمة "أقسم".

وفيما عدا هذا القسم، يبقى الدستور الأصلي صامتًا. لا ينص على متى يتوجب على الرئيس المنتخب تولي المنصب وأين ينبغي أن يؤدي اليمين الدستورية، ومن يشرف على أداء اليمين، وماذا يحدث في حال فهمت الكلمات خطأً، وماذا يحدث في حال انتهت ولاية الرئيس قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب اليمين، وما إذا كان بالإمكان إضافة كلمات إلى اليمين، وما إذا كان خطاب التنصيب مفروضًا ونقاط عديدة قد تكون مثيرة للجدل. ولا يفرض الدستور أداء اليمين على الكتاب المقدس، على الرغم من أن معظم الرؤساء قد اختاروا القيام بذلك، وعلى العكس من ذلك اختار الرئيس جون كوينسي آدامز أداء اليمين على كتاب القانون.

ينص التعديل العشرين للدستور متى يجب إجراء التنصيب. ودخل إلى حيز التنفيذ بعد العملية الانتقالية الصعبة خلال فترة الكساد من الرئيس هربرت هوفر إلى فرانكلين روزفلت في عام 1932، وحدد هذا التعديل بدء فترة الرئاسة عن ساعة الزوال من يوم 20 كانون الثاني/يناير. وحتى ذلك التاريخ، لم يتول أي رئيس منتخب في تشرين الثاني/نوفمبر منصبه حتى 4 آذار/مارس، وهو التاريخ الذي حدده الكونغرس القاري لتنصيب الرئيس واشنطن عام 1788.

الأعراف والتقاليد تطغى على ما سواها

بيدَ أن التعديل العشرين لم يعالج سؤالا هامًا: ما الذي يتعين عمله في حال وقع تاريخ التنصيب في يوم أحد، يوم الراحة التقليدي، عندما كانت مزاولة الأعمال العامة والخاصة محرمة في العديد من السلطات القضائية. استشار الرئيس جيمس مونرو المحكمة العليا وأدى ببساطة اليمين في اليوم التالي، يوم الاثنين في 5 آذار/مارس 1821. وفي عام 1849، فعل الرئيس زاكاري تايلور نفس الشيء. وأدى الرئيس روثرفورد هايز اليمين مرتين، في 3 و 5 آذار/مارس عام 1877. إلا أن الرئيس وودرو ويلسون أدى اليمين في احتفال خاص يوم الأحد في 4 آذار/مارس، ومن ثم باحتفال عام يوم الاثنين في 5 آذار/مارس 1917.

ولكن بعد أن ثبّت تعديل الدستور التاريخ والوقت المحددين لأداء اليمين، أصبحت مخاطر إما عدم وجود رئيس أو وجود رئيسين حتى ليوم واحد فجأة. وفي عام 1957، أدى دوايت ايزنهاور اليمين في احتفال خاص، وحذا حذوه رونالد ريغان عام 1985، ثم أدى الاثنان اليمين مرة أخرى في احتفالات علنية في اليوم التالي. ونقلت شاشات التلفزيون حفل أداء اليمين للرئيس ريغان لأول مرة.

ونظرًا لأن تاريخ تنصيب الرئيس باراك أوباما لفترة ثانية يقع في يوم أحد، فإن أول رئيس أميركي أفريقي سيؤدي اليمين الدستورية في احتفال عام يوم العطلة الوطنية بمناسبة ذكرى زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الابن، في 21 كانون الثاني/يناير 2013. وسيتولى رئيس المحكمة العليا الأميركية جون روبرتس الإشراف على مراسم أداء اليمين رسميًا في احتفال صغير ظهر يقام يوم الأحد في 20 كانون الثاني/يناير.

وقد ألقى كل رئيس منذ جورج واشنطن خطابًا بمناسبة تنصيبه على الرغم من أن ذلك ليس مفروضًا أو منصوصًا عليه في الدستور.

إرساء وتجسيد التقاليد من خلال التجارب

على مرّ الزمن، توسعت قائمة الأحداث والنشاطات والتقاليد المتعلقة بالتنصيب، كما توسع عدد الناس الذين يحضرون الفعاليات والمراسم التي تقام بمناسبة التنصيب. وتترافق الحقائق الفريدة أو السوابق أو الأحداث البارزة مع كل عملية تنصيب تقريبًا. وفيما يلي بعض منها:

· في عام 1837، ركب الرئيس المنتهية ولايته أندرو جاكسون والرئيس المنتخب مارتن فان بورين سوية لأول مرة في نفس العربة إلى مبنى الكونغرس. وقد استمر معظم الرؤساء المنتهية ولايتهم والرؤساء المنتخبين في اتباع هذا التقليد والتوجّه سوية إلى حفل التنصيب.

· في عام 1877، بدأ رثرفورد هايز تقليد اجتماع الرئيس المنتخب مع الرئيس المنتهية ولايته في البيت الأبيض أولاً قبل الانتقال سوية إلى مبنى الكونغرس.

· بدأ فرانكلين دي. روزفلت تقليد حضور قداس صباحي في الكنيسة يوم التنصيب عام 1933.

· كان جيمس ماديسون وزوجته دولي، ضيفا الشرف في أول حفلة راقصة رسمية للتنصيب، أقيمت في فندق لونغز في واشنطن في آذار/مارس 1809. وكان سعر البطاقة 4 دولارات.

· في عام 1953، بدأت لجنة الكونغرس المشتركة المعنية بمراسم الاحتفال بالتنصيب استضافة مأدبة غداء في مبنى الكونغرس تكريمًا للرئيس الجديد. وغالبًا ما كان يقدم طعام من الولاية التي ينتمي إليها الرئيس.

· كان جيمي كارتر أول رئيس يسير على قدميه في طريق الاستعراض من مبنى الكونغرس إلى البيت الأبيض، ولكن الهواجس الأمنية لم تشجع الاستمرار في هذا التقليد منذ ذلك الحين.