America.gov Archive
لن تظهر بعد الآن أي مواد جديدة على موقع أميركا دوت غوف الإلكتروني
والمعلومات المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة ومصالحها القومية أصبحت متوفرة من خلال المواقع الإلكترونية التابعة لسفارات الولايات المتحدة وقنصلياتها في الخارج، أو على الموقع التالي: www.state.gov.
View Other Languages

We’ve gone social!

Follow us on our facebook pages and join the conversation.

From the birth of nations to global sports events... Join our discussion of news and world events!
Democracy Is…the freedom to express yourself. Democracy Is…Your Voice, Your World.
The climate is changing. Join the conversation and discuss courses of action.
Connect the world through CO.NX virtual spaces and let your voice make a difference!
Promoviendo el emprendedurismo y la innovación en Latinoamérica.
Информация о жизни в Америке и событиях в мире. Поделитесь своим мнением!
تمام آنچه می خواهید درباره آمریکا بدانید زندگی در آمریکا، شیوه زندگی آمریکایی و نگاهی از منظر آمریکایی به جهان و ...
أمريكاني: مواضيع لإثارة أهتمامكم حول الثقافة و البيئة و المجتمع المدني و ريادة الأعمال بـ"نكهة أمريكانية

09 كانون الأول/ديسمبر 2010

مخيم صيفي لبذور السلام يكوّن صداقة بين شاب أميركي يهودي وآخر فلسطيني من رام الله

 
جوزف كاتونا (إلى اليسار) مع عمر دريدي.
جوزف كاتونا (إلى اليسار) مع عمر دريدي.

من وندي غروسمن، المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف

واشنطن— حينما التقى جوزف كاتونا بعمر دريدي للمرة الأولى كان الواحد يمقت الآخر. وعن تلك الحقبة يقول الأول "إننا كنا نتشاجر للتنافس على نفس الفتاة."

في صيف العام 2004 كان الشابان يشاركان في مخيم مؤسسة "بذور السلام" وهي منظمة تجمع يافعين من مناطق الصراع في العالم وتستقدمهم إلى مخيم صيفي لإشاعة الثقة والتفاهم والتواصل بينهم.

ينظم المخيم الصيفي لبذور السلام في ولاية ماين الاميركية ويتمحور اهتمامه على تطوير مهارات القيادة والإتصال والتفاوض. وهي مهارات تعتير حاسمة للتعايش السلمي. ومنذ العام 1993 قامت هذه المؤسسة بتخريج آلاف الأحداث من مختلف البرامج القيادية وورش عمل إقليمية ومؤتمرات شبابية.

وحينما عاد كل من كاتونا، الذي كان آنذاك فتى يهوديا من لوس أنجيليس، ودريدي وكان فتى فلسطينيا من رام الله، إلى المخيم صيف العام التالي كانت تزعجهما حقيقة أنهما سيأويان للنوم على سريرين الواحد بالقرب من الآخر. 

وقال كاتونا عن دريدي: كان ينظر إلي بصورة مستهجنة."

لكنهما خلال نزهة دامت ثلاثة ايام دخل اليافعان في نقاش حاد عن السلام في الشرق الاوسط.  ووصف دريدي ما كانت عليه الحياة أثناء نشأته في الضفة الغربية.

 ويذكر كاتونا، البالغ من العمر 22 عاما،  أن دريدي أظهر حنقه فعلا وقال ‘أنا أحاول أن اكون متسامحا لكن الناس لا يريدون التنازل ومقابلتي في منتصف الطريق’ وغادر دريدي المكان غاضبا واتجه إلى الغابة فتبعته، وعندئذ بدأت صداقتنا."

وحينما اختتم المخيم الصيفي ظل اليافعان على اتصال منتظم عن طريق الهاتف وخلال عطلة مدرسية ذهب كاتونا لزيارة دريدي.

وعن ذلك يقول كاتونا: "والدي لم يكن متحمسا أن أذهب إلى جزء من العالم كانت وزارة الخارجية اصدرت إشعارا تحذيريا بشأن السفر إليه، لكن عائلة عمر كلها دعته قائلة: ‘تعال، لأنك ستكون في أمان’."

وكاتونا الذي زار إسرائيل في السابق لم يزر الضفة الغربية قط في الماضي.

يقول دريدي الذي يبلغ الآن الثانية والعشرين من عمره "إن الزيارة كانت شيئا هاما. فقد أرسلت الكثير من  الرسائل الإلكترونية لوالديه واعدا بأنني لن أضع جوي (كاتونا) في مكان يعرضه ولو لنسبة 1 في المئة من الأخطار."

وفي نهاية الأمر رافقت العائلة كاتونا في رحلته.

 وقال: "أولاد عمي ممن يقيمون في إسرائيل كانوا يعتقدون أنني أكبر مغفل وأبله لرغبتي في تمضية بعض الوقت في الضفة الغربية.  قال كاتونا" كنت أعطي دروسا في كرة المضرب (التنس) في حي بجنوب شرق لوس أنجيليس  وسمعت إطلاق النار في منتصف النهار فشعرت بأني في مكان أقل أمانا بكثير من رام الله."

وكان كاتونا قد تقدم بطلب مبكر للإلتحاق بجامعة فرجينيا  وأثناء حضوره مخيم بذور السلام صور شريط فيديو ظهر فيه دريدي وهو يمارس لعبة كرة القدم وأرسل نسخا عن الشريط إلى أكثر من 100 جامعة مختلفة.

وحصل دريدي على قبول من عدة جامعات لكن ذويه قالوا له إنه حتى بوجود المنحة الجزئية التي قدمت له لم يكن بمقدورهم أن يرسلوه إلى الولايات المتحدة للدراسة.

وفكّر كاتونا أن من غير الإنصاف أبدا أن يكون بمقدوره هو ان يذهب إلى أي جامعة يريدها فيما كان دريدي عاجزا عن ذلك. وفي إحدى الأمسيات واثناء مكالمتهما وعد كاتونا دريدي بأنه سيجمع مالا لحساب صديقه كي يمكنه من تغطية الجزء الباقي من الرسوم الدراسية. ويذكر دريدي أن كاتونا أبلغه قائلا: "أنا سأحقق هذا المطلب. وعندها أجهشت بالبكاء لأني شعرت أنه كان صديقا حقيقيا لي فعلا. وهو لم يأبه بمنشأي."

وحصل دريدي على نصف منحة من كلية إيرلهام بمدينة ريتشموند بولاية إنديانا. وفي البدء قدر كاتونا أنه سيتمكن من جمع 10 آلاف دولار سنويا وفكر في أنه سيطلب من خمس أسر أن تقدم كل منها ألفي دولار.

لكن لسوء الحظ جاءت تقديراته دون المستوى المطلوب.  فصدم حينما علم أن العديد من اصدقائه وذويه من اليهود الصهيونيين لم يعتقدوا أن إيفاد شاب فلسطيني للدراسة في الولايت المتحدة كان يشكل أولوية هامة في أوقات ضائقة اقتصادية.  ولم يشأ الكثير منهم أن يتبرعوا بالمال.

وقال إنهم "كانوا غير مبالين."

كما أن بعضهم شكك في قدرة كاتونا على الوفاء بوعده إلى صديقه.

وقالت شقيقة كاتونا، ليندزي عن تلك الفترة: "لم تكن لدي أية فكرة كيف سيتمكن (أخي) من جمع هذا المال لأن ذلك كان هدفا غير واقعي بالمرة — فرسوم دراسية لعام واحد كان أمرا غير واقعي، وكم بالحري رسوم أربع سنوات؟"  وكانت ليندزي قد عملت كمرشدة في مخيم بذور السلام في صيف العام 2005 وهو الصيف الذي بدأت فيه صداقة الشابين.

لكن كاتونا تحدث إلى مسؤولين في كلية دريدي وإلى زملائه الطلاب ودرج على إرسال مبالغ مالية على أساس منتظم. كما تحدث إلى اصدقاء وأقارب وإلى المعابد المحلية.  وكان جمع المال لدريدي بمثابة وظيفة بدوام كامل. وقد تراوحت التبرعات من 11 دولارا من دارس سابق في برنامج فولبرايت إلى شيكات بمبالغ وصلت إلى 5,000 دولار.

وفي نهاية المطاف، جمع كاتونا نحو 96 ألف دولار لتغطية الرسم الدراسي لصديقه ولمساعدته في تغطية النفقات الجانبية مثل دفع ثمن بطاقة سفر جوي وتسديد فواتير هاتف جوال. وعن ذلك يقول كاتونا: "كان ذلك صعبا حقا لكن لم أفكر بالتخلي عن ذلك في اي وقت من الأوقات."

وطوال السنة الدراسية كان الشابان يتصلان ويبعثان برسائل نصية تناولت الاساتذة والمدربين والصديقات. ويقول دريدي عن تلك الفترة: "إذا صادفتني أي مشكلة كنت أثيرها مع جوي وكان يساندني. وحينما غادر الجامعة لفصل دراسي  ليسافر إلى الخارج كنت اشعر بأن الفترة طويلة بطول عام كامل."

وصرف الشابان الأعياد معا واحتفلا بعيد ميلاد كاتونا الحادي والعشرين بلاس فيغاس، نيفادا.

وخلال مراسم حفل تخريج دريدي في ربيع العام الحالي قدم رئيس الجامعة الشكر لكاتونا في العلن وأضفى عليه لقب خريج شرف من كلية إيرلهام.

وعن ذلك قال كاتونا: كان شيئا ظريفا إذ لم تراودني فكرة أن ذلك سيحدث."

وحينما كان الشابان طالبين كانا يرغبان في الإقامة في نفس المدينة بعد تخرجهما وقد تحققت أمنيتهما.

ويعمل كاتونا حاليا كمساعد قانوني في مكتب للمحاماة يدعى كوفينغتون أند بيرلينغ بواشنطن. أما دريدي فلا يزال يتابع دراسته العليا بجامعة جورجتاون أيضا بواشنطن ليتخصص في إدارة الرياضة المحترفة.

كما يعمل دريدي لدى فريق كرة السلة المحترف للمدينة المعروف بـ"واشنطن ويزاردز" ويقوم بأبحاث واستطلاعات.  وعلاوة على ذلك قضى آخر ثلاثة فصول صيف في مخيم بذور السلام في العمل كمرشد.

وتقول ليزلي لوين المديرة التنفيذية لمؤسسة بذور السلام التي كانت مرشدة لكل من كاتونا ودريدي أثناء اشتراكهما في المخيم: "إن التجربة كانت عاطفية حادة وتغييرا تحوليا للجميع— من موظفين ومشاركين في المخيم، فقد كان مخيما استحواذيا جدا. وقالت عن كاتونا إنه "أراد أن يوجد تلك التجربة لمشاركين آخرين أصغر سنا في مخيم جديد لبذور السلام.

ويقوم دريدي حاليا، بإلهام مما فعله كاتونا، بجمع الأموال لأقساط دراسته العليا بنفسه.

 وبعد كل فترة أسابيع قليلة يتلقى كاتونا رسالة إلكترونية من شخص إستلهم بما فعله لدريدي ويريد نصحا عن كيفية عمل نفس الشيء لطالب عربي آخر.

وعن كاتونا يقول دريدي: "أنا لم أطلب منه شيئا أبدا، لكنني سأظل مدينا له طوال بقية عمري. فقد ساعدني مساعدة عظيمة وأنا لا أدري أين سأكون لولاه، فأنا الشخص الذي أنا هو الآن بسبب مساعدته."

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي