في بعض الأحيان يكون الإنسان منتجا حتى في أوقات الراحة بشرط أن يكون قد عمل بإخلاص في أوقات الجد. في عطلة منتصف العام للسنة الدراسة الماضية 2012 كنت أجلس كما هي العادة مع أبي أشاهد التلفاز وإذا بمعلمتي تتصل لتطرح علي التسجيل في برنامج الفتيات والتكنولوجيا بناء على تزكية من أستاذة الحاسوب. وبعد أسابيع وجدت نفسي في السفارة الأمريكية في عمان للمقابلة الشخصية للمرحلة الثانية من التصفيات. وبعدها وفي معمعة الدراسة وجدت نفسي أجهّز للسفر إلى أمريكا بعد أن تأهلت من ضمن المجموعة التي أختيرت للبرنامج.

برنامج " الفتيات والتكنولوجيا" بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية وشركة ليجاسي الدولية امتد على مدى ثلاث أسابيع في مدينتي نيويورك وواشنطن من 25 حزيران/يونيو إلي 17 تموز/يوليو. اشتمل البرنامج على العديد من النشاطات والفعاليات التعليمية والثقافية والاجتماعية والترفيهية. التكنلوجيا ليست منفصلة عن مناحي الحياة فمثلا تعرفنا في نيويورك على شركات تكنلوجيا تطرح حلولا اجتماعية ومعيشية كشركة سوق تيل (SoukTel) التي تقوم بدور حلقة وصل بين الشركات التي تحتاج إلى موظفين وبين العاطلين عن العمل عن طريق الرسائل النصية. وشركة دو سمثينج (Do Something) التي تقوم دعم الأعمال التطوعية ماديا ومعنويا وبتثقيف الشباب لحل بعض المشاكل الإجتماعية عن طريق تطبيقات على الهواتف الذكية أو من خلال الرسائل النصية.

شركة غوغل لها مكانها المحبب كمحطة أولى للانطلاق اليومي في عالم الانترنت لدى الكثيرين ولكن زيارة مقر الشركة المعروفة في نيويورك كان وجهة مهمة في جولتي مع زميلاتي في البرنامج. شاهدنا جو العمل المريح والذي يتضمن غرفة للألعاب الإلكترونية المختلفة وكراسي المساج للموظفين. أما نظام العمل فقد تضمن اجتماعات أسبوعية يطلقون عليها "الحمد لله أن اليوم هو جمعة" اThanks God it’s Friday فيوم الجمعة هو آخر أيام الأسبوع وذلك للإحتفال بالانجازات الأسبوعية وتعزيز الطاقة الإيجابية لدى الموظفين لتحفيزهم على الإبداع. قابلنا خمسا من السيدات العاملات في الشركة واستمتعنا بالاستماع إلى تجاربهن ورحلتهن مع التكنولوجيا. كانت بداية إحداهن من خلال عمل برنامج لمساعدتها في تنظيم حفل زفافها، فكانت سعادتها سعادتين في حياتها الزوجية والوظيفية.

الأنظمة الحكومة المحلية مثل مكتب عمدة مدينة نيويورك تستفيد من التكنلوجيا وتسخرها لتسهيل عملها وللتواصل مع المواطنين فهي تجعل العمل أعلى كفاءة وفاعلية. طاقم عمدة نيويورك وبالأخص رايتشل ستيرن (Rachel Stern) قاموا بشرح استراتيجية العمدة لجعل نيويورك من المدن المتقدمة تكنولوجياً عن طريق إيصال إنترنت عالي السرعة إلى كافة المنازل وتثقيف الناس بكيفية استخدامه وتبني مفهوم الحكومة المفتوحة من خلال مشاركة أبناء المدينة باتخاذ القرارات وإبداء الرأي في المسائل التي تتعلق بالمدينة، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا في الوصول إلى الناس في حالات الكوارث ناهيك عن تقديم الدعم للشركات الناشئة.

انتقلنا في يومنا الثالث إلى مدينة واشنطن العاصمة الأمريكية للمشاركة في المخيم التكنولوجي الذي نظم من قبل وندرسبيس كمبيوتر آند تكنولوجي كامب (Wonder-Space Computer and Technology Camp) في الجامعة الأمريكية (American University) والذي يهدف إلى تعليم كيفية تصميم ألعاب ثلاثية الأبعاد ولغة جافا وتصميم مواقع إلكترونية وإنشاء ألعاب على الهواتف الذكية. كان على كل منّا اختيار موضوعين لتعلمه في هذا المخيم. اخترت دورة تصميم مواقع إلكترونية والتي تعلمت من خلالها استخدام برنامج الفوتوشوب والفلاش والدريم ويفر. أما خياري الثاني فكان لدورة إنشاء العاب على الهواتف الذكية والتي من خلالها فتحت آفاقي ووظفت ما تعلمته في المدرسة من العلوم المختلفة وخاصة الفيزياء في بناء لعبتي الإلكترونية.

أخذنا بعد ذلك إلى موقع شركة فيسبوك (Facebook) في واشنطن حيث شاهدنا بيئة مشابهة لتلك في غوغل والذي طغى عليه روح العمل الجماعي وأيضا ناقشنا معهم بعض المشاكل التي تواجه مستخدمي الفيسبوك وايجابيات الفيسبوك حيث أنه يربط العديد من المستخدمين في جميع أنحاء العالم عن طريق الانترنت وفي اليوم الأخير من البرنامج قابلنا العاملين على هذا البرنامج من وزارة الخارجية وتناولنا العشاء مع د. جاي إي راش Dr J.E. Rash و د. آراDr. Ira ومع المشرفات ديانا وناديا وماري اللاتي أضفن نكهة حلوة للبرنامج حيث جعلننا نشعر كما وأننا في منازلنا وكن كأخواتنا الكبيرات وكنا كلنا معهم كعائلة واحدة مكونة من 28 فردا نتشارك أفراحنا وأحزاننا.

كان للقائنا بالدكتور (J.E. Rash) رئيس شركة ليجاسي انترناشونال (Legacy International) وقع مهم حيث أعطانا محاضرة عن المهارات القيادية وسمات القائد المتميز والذي ترك أثرا في قلب كل واحدة منا حيث أنه استخدم كل الوسائل الممكنة لجذب انتباهنا وجعل محاضرته مسلية. أحد أهم الرسائل التي استخلصتها منه هي وصيته لنا "لا تنسو من أنتم أو من أين جئتم، لا تنسو نعم الله عليكم" (Please, Don’t forget who you are or where you came from , don’t forget God’s blessings) .

كانت الرحلة بجملها مليئة بالنشاطات والمعلومات أستذكر منها زيارة المعالم والآثار والتعرف على الكثير من الأمريكيين العاملين في المجال التكنلوجي وغيره. كما تعرفت على العمل التطوعي في أمريكا حيث شارك بعضنا في تقديم وجبة طعام للمتشردين في زيارتنا إلى أصدقاء وغذاء (Food and Friends) وعمل الأخرون على تعليم الآخرين كيفية تقديم المحاضرات والمحادثات وجعلها ممتعة فأدركت من خلال العمل التطوعي أن خدمة المجتمع ليست فقط بالذهاب إلى المناطق النائية ومساعدتهم بل أيضا بمساعدة العائلة والأصدقاء والجيران ومشاركتهم خبراتنا.

برنامج الفتيات والتكنولوجيا جعلني أتمسك أكثر بما أريد أن أحققه في المستقبل وما أريد أن أدرسه في الجامعة. فقد جعلني مدركة بأهمية الهندسة والتكنولوجيا، فالتكنولوجيا هي الغد الواعد، هي مستقبل الأجيال القادمة، هي الدراسة التي تتجدد كل يوم. بالتأكيد وبعد تجربيتي هذه أصبحت أكثر تصميما على دراسة الهندسة المعمارية و التكنولوجيا (Architecture and Engineering Technology) لأصمم المنازل البيئية ولأعيد تصميم المدن النائية ولأعمل لصالح الأمم المتحدة (United Nations) في بناء وإعادة تصميم المدن وجعلها بيئية وتكنولوجية.

سرى مبارك


هذا المحتوى يمثل الرأي الشخصي لكاتبه ولايمثل وجهة نظر الحكومة الاميركية او وزارة الخارجية الاميركية
This entry reflects the author’s personal judgments and does not represent the views of the United States Government or the Department of State‬

دة الامريكية و ستجيب عن اسئلتكم.

تحية طيبة
تسعدني المشاركة في هذه الصفحة و ان اكتب لكم عن تجربتي اثناء زيارتي للولايات المتحدة الاميركية.
اسمي يارا عبد الهادي وانا طالبة من مصر . انا احب الرياضة وخصوصا كرة القدم والكرة الطائرة


لقد شاركت في برنامج Tech Girls وهو أحدى برامج التبادل الدولي في وزارة الخارجية الأمريكية. يجمع برنامج التبادل الدولى 25 فتاة أعمارهم تتراوح ما بين 15-17 من 8 دول عربية هى: الجزائر و مصر و الأردن و لبنان و المغرب و فلسطين و تونس و اليمن لزيارة الولايات المتحدة الاميركية لمدة ثلاث أسابيع. يهدف البرنامج لدعم الفتيات لمتابعة تعليمهم العالى خاصة فى مجالات العلوم و التكنولوجيا.

و يحقق البرنامج أهدافه بناء على محورين أساسيين: المحور الأول يدور حول التدريب التكنولوجى المكثف على مدار أسبوعين حيث تقسم الفتيات استناداً على إختيارهم لما يودون دراسته على أربعة اختصاصات وهى البرمجة باستخدام لغة “Java” والثاني هو تصميم مواقع الإنترنت والثالث هو تصميم ألعاب الـ 3D والرابع هو تصميم التطبيقات لنظامي التشغيل “Android/iOS”. أما المحور الثانى فهو الإجتماعات المختلفة مع الكثير من السيدات اللائى تفوقن بل وأصبحن فى مواقع قيادية فى مجال العلوم والتكنولوجيا.

أتاحت مثل هذه اللقاءات فرصة ثمينة لنا للتعرف واستلهام العبر من تجارب هؤلاء النسوه الشخصية والتعلم من خبرتهن السابقة مما يعطينا فرصة للتواصل المستقبلي معهن وهو الأمر الذي يوفر الدعم والتشجيع والنصح للفتيات حول التعليم العالي وفرص تطوير الذات إضافة إلى الاختصاصات المشار إليها أعلاه فإن هذا التواصل يوفر فرصه نادرة للسعي لتحقيق النجاح.


لقد قمنا بزيارة عدة ولايات أمريكية ففي ولاية نيويورك إستقرينا في فندق The Pod لثلاثة ايام خلالها قمنا بعدد من النشاطات منها لقائنا مع داليا عثمان وهي فلسطينية-أمريكية وإحدى مؤسسي Souktel وهي مؤسسة مختصة في مجال التكنلوجيا بالاخص الرسائل النصية حيث تستخدم كوسيلة من وسائل الإنذار في حالات الطوارئ. كان لقائنا معها رائعا وملهما فهي امرأة من أصول عربية ناجحة في مجال لربما أرتبط النجاح فيه بالرجال وبالرغم من كل الصعوبات تمكنت من تحقيق ذاتها وأن تحقق نجاحا مشهودا.

اما اللقاء الثاني في نيويورك فقد كان مع ممثلة المكتب التكنلوجي لعمدة مدينة نيويورك رايتشل ستيرن. كان اللقاء معها شيقا حيث شرحت لنا دور التقدم التكنلوجي في تقدم المدينة وعن خطة عمده مدينة نيويورك التكنلوجية وأهدافه ومن الجدير بالذكر أن رايتشل إمرأة فى أواخر العشرينيات و قد إستطاعت بجهدها و عملها المضنى أن تترأس قسم التكنولوجيا فى مكتب العمدة، الأمر الذى شجع الكثير من الفتيات وحمسهن للإجتهاد فى عملهن.

التقينا أيضا مع مراهقين من أعمارنا في جلوبال كيدز وكان الحديث ممتعا للغاية وكانت فرصة رائعه للتواصل بطريقة تلقائية و التحدث والنقاش عن مواضيع مختلفه مثل الموسيقى وغيرها وحتى مواضيع جاده كلسلام العالمي وغيرها من المواضيع.

اختتمنا زيارتنا لنيويورك بزيارة مقر شركة غوغل حيث قمنا بجولة في الشركة العالمية المعروفة وكانت هذه الزيارة مذهله للغاية بل واكثر من رائعه! أدهشنا طبيعة العمل فى الشركة حيث أن الأجواء مرحة ومريحة للغاية، يتنافى كل ما شاهدناه مع تعريفنا التقليدى لمكان العمل، فقد استطاعت الشركة أن تمزج ما بين روعة التصميم المعماري وتوفير وسائل الإستمتاع والإسترخاء لموظفيها بهدف الوصول إلى الإبداع.

كان للجد أوقاته وللمرح والراحة وقته ولم يفت علينا السياحة والتسوق حيث قمنا بزيارة تايمز سكوير و قمنا بالتسوق في متاجر المدينة الغنية بكل ما نرغب بالحصول عليه وكانت الأيام الأولى من زيارتنا للولايات المتحدة الأميركية مزيجا من التكيف مع المكان والتعارف والعمل واخيرا المرح!


وبعد زيارتنا لنيويورك قمنا بزيارة واشنطن العاصمة وأقمنا في بيت الطلبه في أمركان يونيفرستي. كان جدول رحلتنا مرهقا ولكنه ممتع قابلنا الكثير من السيدات اللواتي لمعن في سماء التكنلوجيا والعلوم سواء كن عالمات من وكالة الفضاء الأميركية ناسا أو مصورات في ناشونال جيوغرافيك وموظفات في اللجنه الفيدرالية للاتصالات وأطباء ولم تكن لقاءاتنا مقتصرة على السيدات فقد التقينا مع أحد ممثلي شركة ديفيلومبمنت سييد و جيسون سكوت من شركة الخدمة المركزية والتقينا أيضا مع مؤسس ورئيس ليجاسي انترنشونالوقد كان الحديث ممتعا و مفيدا لكل الفتيات حيث قدم الكثير من المعلومات عن التقدم التكنلوجي وكانت محاضرات التدريب ممتعه ومفيده واتيحت لنا الفرصة لتنفيذ مشاريع مختلفة بناء على الاختصاصات ومواضيع الدراسة.

بالنسبة لى لم تكن التجربة الأكثر تقديراً وأهمية هى السفر فى حد ذاته أو المقابلات المختلفة أو التدريبات التى تلقيناها بل كانت التعرف على 24 فتاة عربية، لربما نختلف كلياً فى الموطن والطباع إلا أننا نشترك فى الطموح، فكلنا نأمل لغد أفضل لأوطاننا وكلنا على استعداد للعمل الجاد للوصول لإهدافنا، فمنا من يريد دراسة الطب والهندسة المعمارية وعلوم الكمبيوتر وفيزياء الفضاء والهندسة الوراثية. لكل أهدافه الخاصة إلا أن حلم التغيير واحد.

هذا المحتوى يمثل الرأي الشخصي لكاتبه ولايمثل وجهة نظر الحكومة الاميركية او وزارة الخارجية الاميركية
This entry reflects the author’s personal judgments and does not represent the views of the United States Government or the Department of State.‬