DCSIMG
Skip Global Navigation to Main Content
كتيبات

خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد تقليد متأصل في التاريخ الأميركي

11 شباط/فبراير 2013
غلاف الكتيب يُظهر الرئيس أوباما وهو يلقي خطابًا

تنزيل الكتيب إلى اليسار

عندما يخاطب الرئيس أوباما قادة الحكومة الفدرالية الأميركية وموجهيها مساء يوم 12 شباط/فبراير يكون قد أدى واجبًا دستوريًا وسار على نهج تقليدي مستمر طويل الأمد دأب على اتباعه أسلافه من الرؤساء الأميركيين.

فالدستور الأميركي يطالب رئيس البلاد بأن يقدّم "من وقت إلى آخر" تقريرًا عن "حالة الاتحاد." وتطور هذا المطلب الدستوري منذ ذلك الحين إلى تقليد رئاسي متمثل في خطاب الرئيس السنوي عن حالة الاتحاد والذي بات يخدم عدة أغراض. منها أن الخطاب يعرض حالة الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي الدولي ويقترح جدول أجندة تشريعية للسنة المقبلة ويتيح للرئيس الفرصة كي يشرح للأمة رؤيته الشخصية.

ومن المتوقع، والرئيس أوباما يستعد لإلقاء خطابه الثالث عن حالة الاتحاد، أن يصب معظم التركيز في حديثه الموجه إلى الأمة على برنامجه الخاص بالشؤون الداخلية، ولكنه سيتناول أيضًا بالشرح والتوضيح أهداف السياسة الخارجية لحكومته. أما مدى النجاح في تطبيق الأجندة والسياسة وتنفيذ أهدافهما فسيكون الاعتماد فيه إلى حد كبير على البراعة التي سيتعامل بها أوباما مع الكونغرس وعلى مقدار فعالية قدرته على ردم الهوة القائمة بين الحزب الجمهوري وحزبه الديمقراطي والتي تشكل انقسامًا يعيه أوباما وعيًا تامًا. ففي الدورة الـ 113 للكونغرس، تحولت السيطرة على مجلس النواب وانتقلت من الحزب الديمقراطي إلى الحزب الجمهوري، ولكن الديمقراطيين استطاعوا الاحتفاظ بأكثرية مقاعد مجلس الشيوخ.

ومن المرجح أن يحث الرئيس في خطابه الجديد، ما حث عليه في خطاباته عن حال الاتحاد في الأعوام السابقة، من تغيير لهجة الخطاب السياسي في الولايات المتحدة وعلى انتهاج أسلوب مشترك من الحزبين في الحكم، مع تركيز الاهتمام على خدمة الشعب بدلا من السعي وراء تحقيق وتقدم الطموحات السياسية.

تاريخ الخطاب

يعود تقليد إلقاء خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد إلى العام 1790 عندما تلا الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن "رسالته السنوية" الأولى إلى الكونغرس في مدينة نيويورك التي كانت آنئذ العاصمة المؤقتة للولايات المتحدة. ثم تبعه في هذا النهج خلفه جون آدمز.

أما الرئيس الثالث للبلاد، توماس جفرسون فقد رأى أن مثل هذه الاستعراضات المظهرية لا تليق بجمهورية ديمقراطية جديدة. فبعث برسالة خطية إلى الكونغرس بدلا من المثول فيه شخصيًا. ونظرًا لما كان لجفرسون من تأثير كبير فقد حذا حذوه الرؤساء اللاحقون على مدى أكثر من قرن من الزمان وبعثوا إلى الكونغرس برسائل سنوية خطية.

وكانت تلك الرسائل في العقود المبكرة من قيام الجمهورية عبارة عن لوائح تضم مشاريع القوانين التي يرغب الرئيس في سنها وإقرارها، والتي كانت تشكل آنذاك انعكاسًا لمجري النزعة الفكرية والحوارية السائدة حينذاك والمشاكل العملية الناجمة عن بناء الأمة الأميركية الفتية. وتناولت في الوقت ذاته الوضع الدولي ومكانة أميركا في العالم.

ولعل الرئيس أبراهام لنكولن هو الذي كتب خلال الأزمة التي هددت أكثر من غيرها من الأزمات مصير البلاد ووجودها، ألا وهي الحرب الأهلية، أبلغ الرسائل وأبقى الخطابات الرئاسية كلها إلى الكونغرس.

فقد كتب لنكولن في رسالته عام 1862 قائلا "إننا حين نمنح الحرية للرقيق نضمن الحرية للحر – فهما صنوان في الاحترام في ما نعطيه وما نصونه."

وفي العام 1913 أحيا وودرو ويلسون الممارسة التقليدية في إلقاء الرسالة السنوية شخصيًا. وكان ذلك القرار خطوة آنية لأن الولايات المتحدة كانت آنذاك قد بلغت عشية ثورة الإعلام الجماهيري التي كانت على وشك إدخال الرؤساء إلى بيوت الأميركيين عبر إذاعات الراديو أولا ثم التلفزيون لاحقًا.

ومع انتخاب الرئيس فرانكين ديلانو روزفلت عام 1932 كان الأميركيون قد اعتادوا الاستماع إلى الرؤساء عبر الراديو وسماعهم بمشاهدتهم في الأفلام الإخبارية في دور السينما.

وبحلول العام 1945 كانت الرسالة الرئاسية السنوية قد صارت تعرف رسميًا بخطاب حالة الاتحاد. كما أصبحت عنصرًا أساسيًا في إذاعات التلفزة والراديو مع تزايد مبيعات أجهزة التلفزيون زيادة كبيرة في الخمسينيات. وإدراكًا منه لما يتمتع به التلفزيون من قوة ونفوذ في إيصال خطاب الرئيس إلى جماهير غفيرة غيّر الرئيس ليندون جونسون موعد إلقاء الخطاب التقليدي من الظهيرة إلى المساء لإتاحة مشاهدته لجمهور أكبر من الناس.

أما الرد التقليدي على الخطاب فقد نشأ عام 1966 عندما أدلى نائبان جمهوريان في الكونغرس، كان أحدهما جيرالد فورد الذي أصبح رئيسًا في ما بعد، بالرد الجمهوري على خطاب الرئيس جونسون عن حالة الاتحاد.