DCSIMG
Skip Global Navigation to Main Content
المقالات

الأميركيون، بصغارهم وكبارهم، يحتفلون بالهالوين

04 تشرين الأول/أكتوبر 2011
أطفال يرتدون أزياء أمراء قصص خرافية،

أطفال يرتدون أزياء تنكرية كأمراء قصص خرافية، ورعاة بقر، وأبطال خارقين، وأرانب ويشاركون في نشاطات عيد "هالويين" في بلدة فايل، ولاية كولورادو.

بقلم مايكل جيه فريدمان،  المحرر في موقع آي آي بي ديجيتال 

واشنطن-  ليس عيد جميع القديسين عيدا رسميا في الولايات المتحدة، ولكن احتفالات عشية العيد التي تعرف باسم الهالوين أصبحت مناسبة بهيجة يعشقها الأطفال ويترقبونها بلهفة بالغة؛ ذلك أنهم في المساء يرتدون أزياء تمثل الأشباح والعفاريت وجنيات البحر وفرسان العصور الوسطى وغيرها من الأزياء الغريبة، ثم يطوفون على البيوت السكنية في أحيائهم ليتلقوا لذائذ الحلوى وغيرها من الأطايب من أرباب البيوت.

ولا تقتصر احتفالات الهالوين على الأطفال. فالراشدون أيضا يحتفلون بالمناسبة بحضورهم حفلات المسخرة؛ ولكن أزياءهم هذه المرة تمثل شخصيات لامعة ومشهورة، من بينها شخصيات سياسية وتاريخية أو نجوم في عالم الفن والأدب.

ويتوقع الاتحاد القومي لتجار التجزئة أن يتهافت الناس هذه السنة على شراء زينة الهالوين والحلوى والأزياء الطريفة رغم الانكماش الاقتصادي الحرون. وتقول تريسي مولين، المسؤولة في الاتحاد: " قد تكون مبيعات الهالوين البقعة المضيئة لتجار التجزئة هذه السنة لأن العيد مناسبة بهيجة تحمل الناس على نسيان همومهم ومشاكلهم والانغماس في الفرح ولو لفترة وجيزة".

وفي حين يعتبر معظم الأميركيين الهالوين مناسبة للاحتفال والفرح فإن جذور هذا العيد تعود إلى ما قبل قيام الولايات المتحدة، كما أن مدلولاته ومعانيه تغيرت كثيرا عبر الزمن. وحتى في يومنا الحاضر، هناك شعوب عديدة تحتفل بالعيد بطرق ومظاهر مختلفة.

وإذا سبرنا أغوار التاريخ نجد أن حضارات زراعية متعددة كانت تقيم احتفالات بمناسبة انتهاء موسم الحصاد. فأبناء إيرلاندا من الكالتيين القدماء كانوا يحتفلون بعيد السمحين عشية اليوم الأخير من تشرين الأول/أكتوبر. كانوا يرتدون أقنعة وأزياء يبتغون من ورائها طرد الأرواح الشريرة وأرواح من توفوا في السنة السابقة الذين سيعودون، في معتقدهم، إلى الأرض في تلك الليلة بالذات.

وفي عصر الإمبراطورية الرومانية، كان العيد شبيها جدا بمهرجان موسم الحصاد؛ ولكن مع انتشار الدين المسيحي في أرجاء القارة الأوروبية، دخلت عادات وممارسات جديدة على المناسبة لتندمج في طقوس مسيحية مثل عيد جميع القديسين في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

قدم عيد الهالوين إلى أميركا الشمالية الإنجليزية مع جماعات المهاجرين المتوافدة. صحيح أن أبناء المستعمرات المتزمتين في منطقة نيو إنغلاند الشمالية استهجنوا بهرجة العيد الصاخب، غير أن الاحتفالات استمرت في عدد من المستعمرات الجنوبية، ثم أقبل المهاجرون الإيرلنديون على نقلها إلى أماكن عديدة بحلول منتصف القرن التاسع عشر. وأخيرا تطور الهالوين في الولايات المتحدة إلى عيد يحتفل به الأطفال في المقام الأول.

وقد جرت العادة أن يصطحب الآباء أطفالهم بأزيائهم المزركشة (أو ينتظرونهم على مسافة قريبة) فيما يدقون على أبواب الجيران صائحين: "إما الحلوى وإما الخديعة". وحينذاك، يتظاهر الجيران بأنهم يرتعدون خوفا من العفاريت الصغيرة والسحرة وأنياب الجماجم السوداء، فيهرعون إلى تقديم الحلوى درءا للخديعة.

ومن العادات الأخرى التي تصاحب هذه المناسبة التفنن في تزيين اليقطين الذي يعرف أيضا باسم القرع العسلي بتجويفه ورسم وجه على قشرته ثم إضاءة داخله بشمعة. ويعود أصل هذه العادة إلى بريطانيا حيث يستخدم اللفت بدلا من اليقطين والقناديل بدلا من الشموع طردا للأرواح الشريرة.

وفي السنوات الأخيرة، ازداد عدد الأطفال الذين أصبحوا يعتذرون عن أخذ الحلوى ويطلبون تبرعات مالية توضع في صناديق صغيرة توزعها منظمة اليونيسيف التي تعنى بإغاثة الأطفال المعوزين في مختلف أرجاء العالم. وقد جمع أطفال أميركا أكثر من 132 مليون دولار بهذه الطريقة. وتنفق التبرعات المالية على برامج التعليم والرعاية الصحية في دول العالم النامي. بدأ هذا التقليد في عام 1950، ولمعرفة المزيد يرجى زيارة الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونيسيف.

ودأبت بعض المجتمعات على استضافة مسيرات واستعراضات خاصة بالهالوين، أبرزها بلدة أنوكا الصغيرة بولاية منيسوتا. وتعلن أنوكا عن نفسها بأنها "عاصمة الهالوين في العالم" بفضل احتفالاتها التي تستمر أسبوعين وتتخللها مسابقة قص اليقطين. أما حي غرينيتش فيليج في مدينة نيويورك فإنه يعج باحتفالات حاشدة وصاخبة بمناسبة الهالوين كل عام.

جدير بالتنويه أن مكتب الإحصاء الأميركي ينشر بيان حقائق عن الهالوين. طالعوا أيضا المقال: " نظرة عامة على الأعياد الأميركية".

child in pumpkin patch

طفل يرتدي زيا تنكريا لعيد "هالويين"، يدور حول رقعة يقطين في سان انطونيو، ولاية تكساس.