02 تموز/يوليو 2009
الرئيس يحث على استحضار روح المثابرة والتضحية التي تحلى بها المؤسسون الأوائل
واشنطن – وجه الرئيس باراك أوباما كلمة خاصة بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئتين والثالثة والثلاثين لاستقلال الولايات المتحدة الذي يصادف الرابع من تموز/يوليو كل عام.
وفي ما يلي نص كلمة الرئيس أوباما:
بداية النص
البيت الأبيض
مكتب السكرتير الصحفي
4 تموز/يوليو 2009
اليوم، نحن مدعوّون لا إلى تذكر اليوم الذي ولد فيه بلدنا وحسب، بل والروح المثابرة للأميركيين الأوئل الذين جعلوا ذلك اليوم حقيقة. نحن مدعوون لتذكر كيف كان احتمال التجربة الأميركية غير قابل للنجاح أبدا، وأن فئة قليلة من الوطنيين ستعلن الاستقلال عن إمبراطورية جبارة، وأنهم سيقيمون في العالم الجديد ما لم يألفه العالم القديم – ألا وهو حكومة من الشعب وبه وله.
تلك الروح التي لا تلين هي التي تعرفنا كأميركيين. فهي التي قادت أجيالا من الطليعيين الذين ساروا على الدروب إلى الغرب. وهي التي قادت جيل أجدادي إلى المثابرة في وجه الكساد وإلى الانتصار على الظلم. هي التي حدت أجيال العاملين الأميركيين على بناء اقتصاد صناعي لا مثيل له في العالم. هي التي حدت بنا جميعا كشعب أن لا نتراخى أو نتقاعس في اللحظات الحرجة، بل نتصدى لأي محنة وننهض في مواجهة أي تحد مدركين أن لكل منا يدا في اختطاط مصير أميركا.
في هذا اليوم، نتذكر أيضا أنه في أحرج لحظاتنا كان الرجال والنساء الشجعان في الجندية، المؤثرين غيرهم عليهم، هم الذين دافعوا عن بلدنا وخدموه بشرف، وخاضوا حربا كي ننعم نحن بالسلام، تحدوا الصعاب كي نحظى نحن بالفرص، ودفعوا أقصى ما يدفعه المرء أحيانا كي نعرف نحن طعم الحرية. فهذه الخدمة – خدمة الجنود والبحارة والطيارين ومشاة البحرية وخفر السواحل – تجعل احتفالنا السنوي بهذا اليوم ممكنا. هذه الخدمة تبرهن على أن المثل التي تأسسنا عليها ما زالت قوية تنتعش فيها الحياة في القرن الثالث من عمرنا كأمة مثل ما كانت في أول رابع من تموز/يوليو. هذه الخدمة تكفل بقاء الولايات المتحدة الأميركية آخر وأفضل ملاذ للأمل على وجه الأرض.
لذا ينبغي علينا جميعا أن نستحضر روح الخدمة هذه ونضحي في مواجهة تحديات زماننا. فنحن نخوض حربين. نحن نصارع ركودا (اقتصاديا) شديدا. فاقتصادنا – وشعبنا نفسه – في خطر من المشاكل المتفاقمة التي ظللنا نتفادها على طريقنا زمنا طويلا، كتكاليف الرعاية الصحية المتصاعدة، والمدارس غير الكافية، والاعتماد على النفط الأجنبي.
إن مجابهة هذه التحديات الاستثنائية يتطلب جهدا استثنائيا من جانب كل أميركي. سيتطلب منا أن نتذكر أننا لم نصل إلى حيث نحن كأمة ونحن نقف جاهزين على استعداد في وقت التغيير. نحن لم نصل إلى هنا باتخاذنا سبيل العمل السهل. فهذا ليس ما أوصل مجموعة من ثلاث عشرة مستعمرة إلى أن تصير الولايات المتحدة الأميركية.
نحن شعب لا نهاب المستقبل. فنحن شعب يصنعه. ونحن في هذا اليوم الرابع من تموز/يوليو نحتاج مرة أخرى إلى استحضار تلك الروح التي سكنت قاعة الاستقلال قبل مئتين وثلاث وثلاثين سنة من اليوم.
فهكذا يترك هذا الجيل الأميركي بصماته على التاريخ. وهكذا نحقق أكبر فائدة من هذه اللحظة الاستثنائية. وهكذا سنكتب الفصل التالي من قصة أميركا العظيمة.
ولكم أفضل تمنياتي بالسعادة في الرابع من تموز/يوليو.
نهاية النص