تارين كوت، أفغانستان (28 يونيو/حزيران 2012) - بينما يتواجد الجيش في مناطق محددة من أرجاء البلاد، فإن الشرطة هي المسؤولة عن الأمن على المستوى المحلي.  وتعتمد قوات تطبيق القانون المحلية على أشخاص ينتمون للمنطقة المعنية أو من الذين يعرفونها جيداً.

يعمل محمد رحيم مع الشرطة الوطنية الأفغانية لإرساء علاقات جديدة وحماية السكان المحليين في شرق دورافشان التابعة لولاية أروزكان.

ويقول رحيم، وهو الآمر الجديد في الشرطة الوطنية الأفغانية لنقطة تفتيش كاجاك "إن إخوتي السبعة يعملون معي، العائلة جميعها تعمل في نقطة تفتيش واحدة".

الثقة ليست شيئاً يبنى بسهولة، فحتى أعمق الأواصر في أفغانستان تنشأ من العلاقات الأسرية والقبلية القريبة التي تساعد في مد جسور الثقة. إن وجود العائلة إلى جانبك يقضي على خوفك من أن ينقلب الشخص الماثل أمامك عليك في أي لحظة.

ويعمل الأخ الكبير كآمر لنقطة التفتيش حيث ينظر إليه إخوته على أنه الرمز الأبوي هناك، أما الأخ الأصغر فيقوم بتحضير الشاي والطعام بينما يحاول الأخوين الآخرين أخذ استراحة بعد دورية طويلة على الأقدام. وبعد أن تقاسموا الخبز سوياً بدأ محمد رحيم يتلو قصة حياته في الماضي كمزارع عندما كان إخوته أطفالاً.

"في الماضي لم يكن هناك عدد كافٍ من المثقفين، لقد كان هناك في أروزكان قادة قرى مختلفين يقاتلون بعضهم بعضاً ويقتلون الناس، لقد كان الأمر سيئاً. كان ذلك يحصل لأنه لم يكن هناك عدد كافٍ من المثقفين بين الناس، ولكن إذا وفرنا المدارس والتعليم الآن فإن ذلك لن يحصل في المستقبل".

لقد كان تحقيق الأمن يشكل تحدٍ حقيقي في أفغانستان واليوم فإن محمد رحيم يجعل من إرساء الأمن مهمة أسرية. وبعد أن بدأت الحرب فقد تبعه إخوته الشباب بعد أن مهد الدرب لهم في مجال قوات تطبيق القانون. وها هم الآن يقارعون الصعاب كل يوم بسبب ثقتهم ببعضهم بعضاً وبنظرائهم من قوات تطبيق القانون في التحالف.

"أعتقد أن الشرطة الوطنية الأفغانية ستنجح في مهماتها ولكنها لا تزال تحتاج إلى بعض المساعدة من التحالف.  ويقول الملازم أول ستيفن هالي وهو قائد فصيلة في قوات ألفا من سلاح الخيالة 1-14 في هذا الصدد  "إن الموضوع هو موضوع ثقة بالدرجة الأولى، عليهم أن يثقوا بقدراتهم وبالتدريب الذي تلقوه في عملهم".

لقد كانت رابطة الأخوة واضحة بينهم، ولكنهم قد تبنوا أخاً أمريكياً أيضاً وهو الرقيب أول روبرت لو -رقيب الفصيلة في قوات ألفا التابعة لسرية سلاح الخيالة 1-14.

ويقول محمد فيما يخص الرقيب لو "لقد عملت معه سابقاً وكان صديقي المقرب، لقد نفذت الكثير من المهام معه وأمضيناً وقتاً طيباً مع بعضنا البعض، ولذا فقد طلبت أن أعمل معه مرة أخرى عندما انتقلت إلى هنا".

وقد انتقل محمد وإخوته للعمل في هذه المنطقة بسبب توسيع نقطة التفتيش.

وقال رحيم "إن هذه المنطقة خطرة، فقد قامت حركة طالبان بهجوم ليلة البارحة بالضبط. لذا لا أحد يطيق هذا الوضع".

وبغض النظر عن صعوبة الأوضاع فإن الشرطة الوطنية الأفغانية تعتبر أساسية في توفير الأمن للسكان المحليين في أفغانستان.

وتابع رحيم "سنبقى هنا لتوفير الأمن، إذا حصلنا على الدعم اللوجستي". ورغم أن هؤلاء الرجال يواجهون تحديات لوجستية، إلا أن هناك أمراً لا يواجهونه وهو في صالحهم إنه الثقة بالرجال الذين يعملون معهم.
ويقول لو "إننا نحاول أن نغرس فيهم الانضباط والثقة والقدرات اللازمة كي يستطيعوا المناورة والتعامل مع أوضاع مختلفة من تلقاء نفسهم".

ويتابع لو أن أكبر إنجاز هو "أن عناصر الشرطة الوطنية الأفغانية يتولون الآن زمام المبادرة بشكل أكبر وهم أكثر شجاعة وثقة بقدراتهم. والآن مع توسع نقاط التفتيش في هذه المنطقة فإن عليهم ترتيب الأمور من الألف إلى الياء".

ويشير لو "إنهم الآن في منطقة جديدة مع أناس جدد ينتمون لقبائل مختلفة، لذا فمن المهم بناء تلك العلاقة والثقة بحيث يأتي إليهم السكان المحليين لطلب المساعدة في حل مشاكلهم".

لقد اتخذت الشرطة الوطنية الأفغانية عدة خطوات لبناء تلك الثقة.

ويقول هالي في هذا الصدد "إن هاجسهم الأول هو بناء الثقة وهم في موقف صعب إلى حد ما، فالكثير من السكان المحليين لا يحبونهم. ولكن المزيد والمزيد من الناس يأتون إلينا ويقولون: حقاً لقد بدأنا نحب الشرطة الوطنية الأفغانية، إننا نشعر بأننا نستطيع الذهاب إليهم لحل مشاكلنا. إن الشرطة الوطنية الأفغانية تقدم الحلول، إنها تقوم بذلك فعلاً".