الواجهة | عن القيادة المركزية الأمريكية | الموقف
بيان جنرال مشاة البحرية الأمريكية جيمس ماتيس، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أمام لجنة القوات المسلحة الخاصة بمجلس الشيوخ بتاريخ 1 مارس/ آذار 2011، حول وضع القيادة المركزية الأمريكية

القيادة في حالات الحرب: تشرف القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على العمليات جنبا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا وأصدقائنا في منطقة ذات أهمية بالغة في العالم. شاركت القيادة المركزية الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط الكبير وجنوب آسيا الوسطى في شتى أنواع الحروب، كما صمدت ضد العدوان العنيف والطغيان الذي تمارسه الجماعات المتطرفة المسلحة، في حين تسهم في إرساء السلام والاستقرار والرخاء على نطاق واسع.

التعرف على قواتنا وشركائنا والمدنيين: تتحمل قواتنا وعائلاتهم الأعباء الجسدية والنفسية التي تجلبها هذه السنة العاشرة من الحرب. ينتشر حاليا ما يربو على 200000 فرد من القوات الأمريكية وعشرات الآلاف من المدنيين في المناطق الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. هؤلاء الرجال والنساء - جميعهم من المتطوعين – يتولون الدفاع عن حريتنا ببسالة في مواجهة عدو شرس ومتربص في مناطق وعرة. وتقف قواتنا جنبا إلى جنب مع عشرات الآلاف من شركائنا الدوليين من أجل تنفيذ عمليات خاصة بقوالت االتحالف بداية من السواحل الصومالية ووصولا إلى جبال أفغانستان، حيث يوجد أكبر تحالف حربي في التاريخ الحديث.

العمل في منطقة حيوية: تعد المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية أكثر حيوية عما رأيتها عليه في أول خدمة لي بها في عام 1979. ففي مسارح العمليات، يتعين علينا الحفاظ على قدر من المرونة العسكرية نادرا ما شهدناها في الماضي. وفي الوقت نفسه، وبالنظر إلى الوضع المالي في واشنطن، نلزم أنفسنا بأقصى مستوى من الحرص والإدارة الرشيدة لكل قرش ننفقه. ولغرض تكليل عملياتنا بالنجاح في هذا السياق، فإننا نعمل على توطيد العلاقات العسكرية مع شركائنا مؤمنين بأن عمليات القيادة المركزية الأمريكية تمثل الدليل الملموس على التزام الأمريكيين المتواصل والدائم بالحفاظ على أمن ورخاء هذه المنطقة على المدى البعيد.

وقد لمسنا في جميع أنحاء المنطقة مؤسسات حكومية تستجيب للمطالب الطموحة للشباب من أبناء الشعب. فقد حرصت شعوب هذه المنطقة على أن يكون صوتهم مسموعا، في حين مارست الجيوش والقيادات العسكرية دورها بكفاءة حتى الآن، وأظهرت قدرات لم تكن وليدة الصدفة ولم تتأتى ما بين عشية وضحاها. إن العلاقة الأمنية الوطيدة بين الولايات المتحدة وشركائنا برزت عبر العقود وساعدتهم في أن يكونوا على ما هم عليه الآن من كفاءة – كما ساهمت نتيجة لذلك في تحسين قواتنا أيضا. وفي حين نسعى إلى فهم الظروف المتفردة التي يمر بها شركاؤنا، تظل القيادة المركزية الأمريكية ملتزمة بدعم جهود نظيراتها وترسيخ الشراكة الأمنية التي أثبتت أهميتها في ظل هذه الفترة من الاضطرابات السياسية. نحقق ذلك في المقام الأول من خلال الاستماع والتعلم والفهم والمتابعة من خلال المشاركة مع شركائنا على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

مهمتنا: بصورة عامة، في ظل هذه الظروف، نظل ملتزمين بالمضي قدما في مهمتنا:

تعمل القيادة المركزية الأمريكية مع شركائنا الوطنيين والدوليين على تعزيز التعاون الأمني بين الأمم، والاستجابة للأزمات، وردع أو دفع التعديات من جانب الحكومات وغيرها، ودعم التنمية، وعندما تقتضي الحاجة، إعادة الإعمار من أجل تهيئة الظروف للأمن الإقليمي والاستقرار والرخاء.

لمحة سريعة حول العمليات: تتركز جل جهودنا في أفغانستان - حيث لا يقبل التقدم المحرز هناك أي جدل، على الرغم من أن بعض هذه النجاحات هشة وقابلة للتقلب. نقوم نحن ومنظمة حلف شمال الأطلسي (NATO) والشركاء في التحالف بشن حملة شاملة ومركزة لمكافحة التمرد لكي لا تصبح أفغانستان مرة أخرى معقلا للمتطرفين عبر الحدود الوطنية. تشكل قواتنا جزءا من تحالف دولي يضم 49 دولة بقيادة القوة الدولية للمساعدة الأمنية (ISAF) التابعة لحلف شمال الأطلسي، وهي تقف واحدة وراء هدف الرئيس كرزاي لانتقال قيادة المهام الأمنية من يد المجتمع الدولي إلى قوات الأمن الأفغانية بحلول نهاية عام 2014. ومن خلال شراكتنا الكاملة مع الحكومة الأفغانية، ألحقنا أضرارا لا مثيل لها بتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة المرتبطة به - وهذه حقيقة أكدها مؤخرا الرئيس أوباما  في عرضه السنوي الخاص بأفغانستان وباكستان. علاوة على ذلك، فقد قمنا بإرباك أعدائنا من خلال الحفاظ على التزامنا الواضح بشراكتنا الاستراتيجية طويلة الأمد مع أفغانستان.

وفي الوقت نفسه نواصل دعم جهود الجيش الباكستاني ضد المتطرفين في باكستان والذين يعملون على تهديد هذا البلد وأفغانستان، كما نسهم في تحقيق الهدف الأوسع نطاقا للولايات المتحدة من خلال زيادة رصيدنا من الشراكة الاستراتيجية مع إسلام آباد. ويمثل الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وباكستان في الآونة الأخيرة  وعدد من برامج المساعدة الإنمائية التي ترعاها وزارة الخارجية أمثلة جيدة عن محاولات الولايات المتحدة في بناء جسور الثقة مع شعب باكستان وحكومته.

في العراق، وبعد خوض سبع سنوات من القتال الضاري لتحقيق المكتسبات، نعمل الآن على سحب قواتنا تدريجيا بينما نقوم بإسناد جميع المهام الأمنية لشركائنا العراقيين. إن العدو في العراق قادر على شن هجمات مثيرة ولكنه أثبت أنه لا يستطيع أن يمثل تهديدا خطيرا للحكومة العراقية. وتعمل القيادة المركزية الأمريكية بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأمريكية على إنشاء مكتب التعاون الأمني في العراق لتقديم المساعدة الأمنية المستمرة وأنشطة التعاون الأخرى مع الحكومة العراقية. ونحن نخطط لإنشاء مؤسسة سوف تقوم بدعم أهداف الولايات المتحدة في العراق على المدى البعيد وبالشكل الذي تحدده الحكومتان العراقية والأمريكية، وذلك لتحقيق التعزيزالأفضل لمستقبل علاقاتنا الثنائية على المستوى المدني.

وفي المنطقة الأوسع التابعة للقيادة المركزية الأمريكية، تشن قواتنا حملة على نطاق مسرح العمليات بالكامل جنبا إلى جنب مع شركائنا لملاحقة القاعدة وحلفائها المتطرفين. وفي الوقت نفسه، نظل على استعداد دائم للاستجابة للأزمات والقيام بعمليات الطوارئ، بينما نواصل إنشاء شراكات في المنطقة وزيادة القدرات الأمنية لشركائنا. كما أننا نستمر في التعويل على قواتنا البرمائية التي تتمتع بقدر كبير من الكفاءة والمرونة. على سبيل المثال، في غضون 36 ساعة في سبتمبر/ أيلول الماضي، قدمت الوحدة 15 الخاصة بالمارينز المساعدات للأشخاص الذين تضرروا من الفيضانات في باكستان، كما قدمت دعما جويا عن كثب في أفغانستان، وأنقذت أطقم السفن الذين تم احتجازهم من قبل القراصنة في خليج عدن. وبعد ثلاثة أشهر، تم نشر ثلثي وحدات المارينز التابعة لنا في أفغانستان خلال إشعار مدته ثلاثة أيام.

 

2. نظرة عامة على المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية

أ. طبيعة المنطقة الخاضعة للمسؤولية

تتألف المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية من 20 دولة تمتد على ما يزيد عن أربعة ملايين ميل مربع في ثلاث مناطق فرعية مختلفة وذلك من مصر وبلاد الشام، إلى شبه الجزيرة العربية (بما في ذلك دول الخليج)، ووسط وجنوب آسيا. وتشكل هذه المناطق موطنا لشعوب يبلغ قوامها نصف مليار نسمة تعتنق جميع الأديان الرئيسية في العالم وتتحدث أكثر من 18 لغة رئيسية. تشهد العديد من تلك الدول التي تواجه تحديات اقتصادية جمة زخما سكانيا - حيث يبلغ عدد السكان في باكستان  184 مليون نسمة وفي مصر 80 مليون نسمة وفي إيران 77 مليون نسمة. وفي 12 دولة من الدول البالغ عددها 20 دولة، تبلغ نسبة السكان ما بين سن 15 و 24 ما يوازي 30 بالمائة من إجمالي عدد السكان (وبنسبة 39 بالمئة، يحتل اليمن المرتبة الأولى في هذه الفئة). كما أن نسبة من هم دون سن 15 في أغلب تلك الدول تبلغ 30 بالمائة من إجمالي عدد السكان. ويمثل هؤلاء الشباب، في تضخم صفوفهم، قادة المستقبل وأهم التحديات التي ستشهدها المنطقة على صعيد التعليم والتوظيف والمتطلبات الأخرى.

تمثل المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية منطقة ذات تاريخ حافل وثقافة متميزة، وطاقات كبيرة، تشمل التقاليد الأصيلة لطَيف متنوع من الجماعات العرقية، بما في ذلك: العربية والأذربيجانية والبلوشية والكيلكية والهزارية والكردية واللورية والمازندرانية والكاشكاية والبشتونية والفارسية والتاليشية والتركمانية والأوزبكية وغيرها. كما تحتوي المنطقة الخاضعة للمسؤولية على أكثر من نصف الاحتياطي العالمي المعتمد من النفط ونحو نصف احتياطيه من الغاز الطبيعي. ونتيجة لذلك، تتضمن المنطقة أكثر الطرق التجارية نشاطا في العالم التي تربط بين أوروبا وأفريقيا، وشرق آسيا والخليج. وتعد هذه التجارة من الأهمية بمكان لنمو الاقتصاد العالمي وازدهاره. تضمن الطرق التجارية في المنطقة ثلاثة من المعابر البحرية الرئيسية في العالم، بما في ذلك مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن. ولكن على الرغم من أن المنطقة تزخر بوفرة في مصادر الطاقة، فإن هناك ندرة بشكل متزايد في الموارد المائية والأراضي الزراعية.

ب. التأثيرات الخارجية على المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية

تحتفظ المنطقة بجذورها التاريخية التقليدية باعتبارها ملتقى طرق على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الأمر الذي يعد عامل جذب للجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية التي تسعى لتحقيق مصالحها والتأثير في الأحداث الإقليمية. تشتمل التأثيرات الخارجية الكثيرة التي تؤثر في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة الأمريكية على ما يلي:

السلام في الشرق الأوسط: إن الافتقار إلى إحراز تقدم في تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط يؤثر على المصالح الأمنية للولايات المتحدة والقيادة المركزية الأمريكية في المنطقة. ويعد ذلك أحد العوامل المتعددة التي يستغلها أعداؤنا في المنطقة كما تستخدمه الجماعات المتطرفة كأداة تهديد. كما يخلق الافتقار إلى إحراز تقدم نوعا من الشقاق بيننا وبين الشركاء كما يخلق تحديات سياسية تقف في وجه تحقيق مصالحنا وذلك بتهميش أصوات أصحاب الآراء المعتدلة في المنطقة. وقد أشار وزير الدفاع غيتس في يوليو/ تموز 2010، قائلا: "إن الافتقار إلى إحراز تقدم في عملية السلام قد بات سلاحا سياسيا بأيدي أعدائنا في الشرق الأوسط والمنطقة... فإن التقدم في هذا الشأن يمكننا ليس فقط من جلب دعم الآخرين لعملية السلام، بل إنه سيوفر لنا أيضا الدعم  في جهودنا الرامية إلى محاولة وفرض عقوبات فعالة على إيران". وفي ديسمبر/ كانون الأول 2010، أشارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأن "الصراع بين إسرائيل وفلسطين وبين إسرائيل وجيرانها العرب هو مصدر للتوتر وعثرة في طريق الرخاء والفرص المتاحة أمام جميع شعوب المنطقة". وعلى النقيض، فإن تحقيق تقدم فعلي بعملية السلام في الشرق الأوسط من شأنه أن يحسن فرص القيادة المركزية الأمريكية للعمل مع شركائنا الإقليميين ودعم الجهود الأمنية المشتركة. كما تناول الملك عبد الله عاهل الأردن في حديثه عن الحاجة للسلام في الشرق الأوسط في حوار المنامة في ديسمبر/ كانون الأول 2010، قائلا: "إن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار ما لم يتم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعرف العرب والإسرائيليين طريقهم إلى السلام. إن المخاطر كبيرة. كما أن الحل يصبح بعيد المنال يوما بعد يوم، فقد بدأت الثقة ، باعتبارها السبيل الوحيد إلى السلام والعدالة، تضمحل في المفاوضات. وإذا ما احتضر الأمل، فستكون الغلبة لقوى التطرف. وستهوى المنطقة في آتون مزيد من الحروب وعدم الاستقرار... مما يهدد الأمن بشكل أبعد بكثير من حدود الشرق الأوسط ".

قوى الحدود. تقع كل من الصين وروسيا وتركيا والهند خارج حدود المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية ولكنها تتاخمها، وتمثل هذه الدول الأربعة قوى الجاذبية العظمى التي تؤثر في الدول المختلفة التي تقع في المنطقة الخاضعة للمسؤولية. فالصين تسعى وراء العديد من مصالحها المتعلقة بالطاقة في شتى أنحاء المنطقة، كما تعمل على توسيع نطاق تأثيرها من الشراكة التقليدية مع باكستان لاستثمار 3.5 مليار دولار أمريكي في منجم إيناك للنحاس في أفغانستان، ولتمديد خطوط أنابيب للنفط والغاز من كازاخستان إلى تركمانستان. قد بدأت الأنشطة الصينية في المنطقة تتعارض مع المصالح الإقليمية لروسيا والتي تحافظ على شبكة من العلاقات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية مع دول آسيا الوسطى وما ورائها. كما يؤثر نفوذ الهند على الحسابات الاستراتيجية لباكستان، وإلى حد ما، جميع الدول الأخرى في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. فيما تبدي تركيا مزيدا من الحرص على مصالحها في المنطقة تمشيا مع خطواتها لتكون قوة عظمى في المجتمع الدولي. تتمتع هذه الدول الأربعة بعلاقات مميزة مع إيران، بما يؤثر على النهج الدولي في معالجة الوضع الإيراني.  ونظل على يقظة تامة لهذه القوى حيث نسعى لضمان العمل بشكل فعال على مستوى الحكومة الأمريكية فيما تعمل القيادة العسكرية على تعزيز وحدة جهودنا.

الصومال. لقد أدى سقوط الدولة في الصومال إلى تنامي وانتشار العناصر المتطرفة والإجرامية شمالا باتجاه منطقة القرن الأفريقي واليمن ومناطق أخرى ضمن المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. كما أدى ذلك في الوقت نفسه إلى انتشار الفقر في الصومال مما يوفر الحافز الذي يدفع الشباب إلى السعي وراء عمليات القرصنة المربحة. علاوة على ذلك، يساعد عدم وجود قواعد وقوانين حاكمة بهجرة المتطرفين بكل حرية إلى اليمن، مما يمثل فرصا سانحة أمام تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. في العام الماضي، تمكنت مجموعة إرهابية مقرها الصومال تدعى الشباب من السيطرة بنجاح على معظم جنوب الصومال كما سعت الفصائل المتطرفة في هذه المجموعة إلى التنسيق مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية وباكستان.

ج. مصالح الولايات المتحدة في المنطقة

نظرا لمركزية وتغير المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، تحتفظ الولايات المتحدة وغيرها من الدول في جميع أنحاء العالم بمصالح هامة في المنطقة. تشمل أهم المصالح الأميركية في المنطقة ما يلي:

• أمن المواطن الأمريكي  وسلامة أراضي الولايات المتحدة الأمريكية

• استقرار المنطقة

• تعزيز فعالية الحكم الشرعي وحقوق الإنسان وسيادة القانون والنمو الاقتصادي المستمر وتوفير الفرص، و

• التدفق الحر للتجارة والعمليات التجارية في المنطقة، عبر المعابر البحرية الاستراتيجية، وطرق التجارة البرية إلى الأسواق الدولية

د. التهديدات لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة

يمثل العنف وعدم الاستقرار والتخلف التهديدات الرئيسية للمصالح الأمريكية في المنطقة. فبعض المناطق تشهد تنمية اقتصادية غير متساوية أو معدومة، وعادة ما يصحب ذلك فساد مستشرٍ. وقد أدت الاحتكاكات الاجتماعية والاقتصادية إلى تفاقم عدد من النزاعات عميقة الجذور وطويلة الأمد على الأراضي والموارد والطاقة، ولا يزال الكثير منها دون حل بسبب الافتقار إلى وجود ترتيبات أمنية كافية على الصعيد المحلي أو الوطني. فستشهد بعض المناطق صراعا متزايدا على الغذاء والماء والموارد المعدنية والنفط والغاز الطبيعي. كما تُعرف المنطقة أيضا بالتوترات والتناحر الطائفي بين العديد من المجموعات العرقية والقبلية والدينية. إن مثل هذه الظروف تحمل تكهنات باحتمال انتشار العنف على نطاق أوسع، ولا سيما في ظل غياب الحكم الفعّال وقوات الأمن المحلية، مما يؤدي في النهاية إلى نشأة المنظمات المتطرفة التي هاجمتنا وتهاجم أصدقاءنا. لقد شهدنا أخطارا قائمة في ظل الفراغ الأمني، حيث تفشل المؤسسات في عمليات تسهيل الوساطة وبناء الشراكات وفتح باب الحوار بين الجماعات المتناحرة أو كسر شوكة المتطرفين الذين يمارسون العنف.

هـ. الربط بين تحدياتنا الاستراتيجية

ترتبط التحديات التي تواجه المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية ارتباطا وثيقا كما يعزز بعضها بعضا - وبالتالي لا يمكن التعامل مع كل منها على حدة. لقد شهدنا التكافل والتعايش، على سبيل المثال، بين الجماعات والفصائل المتطرفة الأخرى التي تميل في الغالب إلى دعم بعضها البعض، والتي إذا ما تركت طليقة، فإنها تشكل تهديدا لمناطق أكبر من المقاطعة علاوة على تهديدها لاستقرار الحكومات المدنية. إن المناطق الواقعة ضمن مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، لا سيما تلك التي تشهد نموا سريعا لمعدلات السكان من الشباب، هي الأكثر عرضة (وغالبا ما تقع فريسة) لدوامة من تدهور الأوضاع، حيث يتقدم الشباب ببطء، وتندر الفرص المشروعة للعمل، وبدلا من ذلك يلجأون إلى مجموعة من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك القرصنة وتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر والمخدرات - دعم المنظمات المتطرفة التي تمارس العنف التي يعد شغلها الشاغل هو تدمير حياة الأبرياء. إن الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية التي تضمر سوء النية قد تستغل مثل هذه الأوضاع بكل سهولة، مع السيناريوهات الأكثر خطورة التي تنطوي على مزيج من الافتقار إلى القوانين والقواعد الحاكمة، وانتشار الأسلحة - خاصة أسلحة الدمار الشامل (WMD) - تأثير دول معادية، وتدفق العناصر المتطرفة بحرية عبر الحدود الوطنية، فضلا عن مجموعات أخرى طليقة تمارس نشاطها عبر الإنترنت. وفي بعض الحالات، فإن التحرر من الأوهام بفضل جهود العولمة إلى جانب الرغبة في الانتماء إلى حركة ذات دعوة واضحة لغرض ما قد تكون بمثابة محفزا للشباب (والنساء بشكل متزايد) على لعب دور ينطوي على ممارسة العنف في تنظيم متطرف.

 

3. المهام الرئيسية

في ظل هذه التحديات المتعددة، فإننا نعمل باستمرار على تقييم نهجنا الاستراتيجي والعملياتي من أجل تحقيق مصالحنا الوطنية المنشودة على صعيد الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. وتركز القيادة المركزية الأمريكية على المهام التالية:

• دعم المهمة في أفغانستان

• الشراكة مع باكستان

• مكافحة أنشطة زعزعة الاستقرار في إيران

• تمكين انتقال السلطة في العراق

• تعزيز الشراكات في آسيا الوسطى

• بناء قدرات الشركاء ومتابعة الأنشطة التعاونية

• القضاء على المنظمات المتطرفة التي تمارس العنف

• مكافحة استخدام أسلحة الدمار الشامل

• مكافحة القرصنة

 

دعم المهمة في أفغانستان

عدم الاستقرار في أفغانستان وباكستان: ترتبط أفغانستان وباكستان ارتباطا وثيقا، حيث تربط بينهما منطقة حدودية يسهل عبورها والتي وفرت حرية الحركة على مر التاريخ كما كانت بمثابة ملاذا آمنا للجماعات التي تعبر خط دوراند. القيادة العليا للقاعدة والجماعات المتطرفة المرتبطة بها - وهي مجموعات تستهدف شن هجمات على المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء العالم - تخطط وتعد وتوجه العمليات من هذه المنطقة، مما يجعلها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأمن الولايات المتحدة وحلفائنا. وتتعرض القاعدة حاليا لأشد أنواع الضغط في المنطقة الحدودية منذ عام 2001.

هدف واضح واستراتيجية سليمة: نحن نعمل مع حلف شمال الأطلسي وشركائنا في التحالف على تحقيق هدفنا الأساسي لمنع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى ملاذا لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة المرتبطة فيما وراء الحدود الوطنية. وأكد  عرض الرئيس أوباما السنوي للوضع في أفغانستان وباكستان على العناصر الأساسية لاستراتيجيتنا في أفغانستان، وأن الضرورة الحتمية الأولى منها هو تحسين البيئة الأمنية العامة والحد من مستويات العنف في أفغانستان. فبعد استعادة قواتنا زمام المبادرة من العدو، فإن قواتنا تعمل الآن بمثابة الدرع الذي يمكن أن تنمو في ظله قوات الأمن الوطني الأفغانية (ANSF) وجذور الحكم الأفغاني.

السعي نحو رؤية استراتيجية مشتركة: تدعم أهدافنا واستراتيجيتنا العسكرية في أفغانستان الرؤية الاستراتيجية المتنامية بين القيادة السياسية للولايات المتحدة وأفغانستان، كما يتجلى في تصريحات نائب الرئيس جوزيف بايدن فضلا عن تصريحات الرئيس كرزاي في شهر يناير/ كانون الثاني التي كان مفادها: "ليس هدفنا الحكم أو بناء دولة. كما يشير الرئيس كرزاي في أغلب الأحيان، هذه هي مهمة الشعب الأفغاني، وهو قادر تماما على القيام بها. ونحن على أهبة الاستعداد لمساعدتكم في ذلك. وسنظل دائما على استعداد لمد يد العون في ذلك الصدد بعد عام  2014". إن النجاح في أفغانستان يتمثل في قوة أمن أفغانية قادرة على حماية الشعب وحكومة تلبي احتياجات الشعب، وتحول دون توفير الملاذ الآمن للإرهابيين الدوليين.

خطة الحملة: لقد عملنا على زيادة الجهود المبذولة في شتى الجوانب تقريبا في صورة حملة مدنية وعسكرية مركزة وشاملة في أفغانستان. وكجزء من هذا الجهد،  فقد قمنا بشن عمليات لمكافحة الإرهاب بوتيرة غير مسبوقة لاعتقال أو قتل المتمردين باستخدام وسائل استخبارات معززة استخدمتها القوات البرية التقليدية على نطاق واسع. وتتنوع جهودنا ما بين  مجموعة من العمليات القتالية الرئيسية (على سبيل المثال، في هلمند وفي أماكن أخرى)، عمليات وحدة العمليات الخاصة لعدم إتاحة أي ملاذ آمن للعدو، ومبادرات متزامنة من الأسفل إلى الأعلى ومن الأعلى إلى الأسفل (تتجلى من خلال توسيع نطاق عمليات تحقيق الاستقرار في القرى).

إن اتساع نطاق عملياتنا الحالية يضعف قدرة العدو على التعافي وتهديد الشعب الأفغاني. لقد تعاونت قواتنا مع قوات الأمن الأفغانية لرفع قدراتها؛ ولتوسيع نطاق أمن الحدود، ولإجراء عمليات اعتقال قوية وأنشطة تنفيذ القانون، وللتعامل مع قضايا الفساد ومكافحتها من خلال العمل مع الحكومة الأفغانية لاستهداف شبكات المحسوبية الإجرامية؛ وكذا لإحباط عمليات نقل الأسلحة غير المشروعة والمخدرات لحرمان المجرمين والجماعات المتمردة من مصدر هام من مصادر عائداتها التشغيلية. كما أننا نستفيد من تواجدنا الأمني الموسع في أشهر الشتاء للاحتفاظ بزمام المبادرة وتطويق العدو وزيادة التمركز في بداية الموسم القتالي التقليدي. إن هدفنا في النهاية هو العمل على أن نجعل من أفغانستان دولة معادية لأعدائنا وحرمانهم من مساندة السكان، مما يضيع الفرصة على المتمردين للعودة من ملاذهم الآمن في الشتاء. هذا هو جوهر عمليات مكافحة التمرد. وبالرغم من أننا سنواجه قتالا ضاريا في فصل الربيع، إلا أن وضع العدو سيستمر في التدهور يوما بعد يوم.

المدخلات الصحيحة: لقد تحولت الجهود الدولية برمتها في أفغانستان من مهمة عسكرية سريعة منذ ثلاث سنوات إلى حملة مركزة ومعززة على الصعيدين العسكري والمدني لمكافحة التمرد، وقد بلغت أوج قوتها في سبتمبر/ أيلول من عام 2010. لقد عملت الولايات المتحدة والتحالف والدول الشريكة بجد لوضع النسيج المناسب من المؤسسات والمنهجيات والموارد في أفغانستان. وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي كان لدينا أقل من 270000 فرد من القوات الأمريكية وقوات التحالف والقوات الأفغانية على أرض أفغانستان. وهذا العام، لدينا ما يزيد على 370000 فرد من قوات الأمن إجمالا (تابعين للقوات الأمريكية وقوات التحالف والقوات الأفغانية) يشاركون في القتال، و من المتوقع زيادة عدد أفراد  قوات الأمن الأفغانية إلى 109000 فرد في نفس هذا الوقت من العام القادم. وبخلاف المنظمات الإضافية التي نشأت على أرض أفغانستان، تعمل خلية تنسيق هيئة الأركان المشتركة بين باكستان وأفغانستان التابعة للبنتاغون ومركز التميّز التابع للقيادة المركزية الأمريكية في أفغانستان وباكستان على تنظيم مواردنا بشكل أفضل في الداخل وتقديم الدعم الاستثنائي للمهام الحرجة للقوات المنتشرة. سيوفر مركز التميُّز التابع للقيادة المركزية الأمريكية الكوادر من الخبراء الإقليميين لسحب القوات تمهيدا لنقل السلطة إلى القيادة الأفغانية في 2014 والالتزام بشراكة طوية الأمد مع أفغانستان وباكستان.

عنف العدو وتقدم قوات التحالف: على الرغم من جهود العدو لإجهاض التقدم في أفغانستان، إلا أننا قد نجحنا في تحقيق الأهداف العسكرية الرئيسية التي أوكل إلينا تنفيذها في عام 2010 كما أحرزنا تقدما ملحوظا فيما يتعلق بالقواعد الحاكمة والتطوير. وكما صرح وزير الدفاع غيتس بعد رحلته إلى أفغانستان في ديسمبر/ كانون الأول 2010: "خلاصة الكلام هو أننا في غضون الاثني عشر شهرا الماضية قد قطعنا شوطا كبيرا. وبكل صراحة، فإن التقدم المحرز - حتى على مدى الأشهر القليلة الماضية - قد فاق توقعاتي". ونحن ندرك مع ذلك أن العنف والتقدم يسيران جنبا إلى جنب في ظل هذا النوع من الحروب. فأعداؤنا يشنون الهجمات بلا هوادة مركزين على غير المقاتلين ولكي يثيرون الخوف في صفوف السكان ويحافظون على الصدارة، وإن كان ذلك يقل نسبيا في المناطق المحررة حديثا.  وتجري أعمال العنف التي يمارسها العدو على الصعيد المحلي بشكل أكبر. فمنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 حتى 31 يناير/ كانون الثاني 2011، تركزت 57 في المائة من أعمال العنف في أفغانستان في 12 منطقة من بين 401 منطقة. تجدر الإشارة إلى أن النواحي الرئيسية من مايواند في إقليم قندهار ولشكر غاه في إقليم هلمند - واللذان يعتبران الأكثر أهمية في إطار جهودنا الرامية إلى الربط بين التمركز الأمني في هلمند وقندهار- لم تعد تلك الأقاليم المشمولة في التصنيف الخاص بالمناطف الاثني عشر التي هي أكثر عنفا. تعكس المستويات المرتفعة من العنف زيادة قدرة المتمردين وذلك نتيجة لزيادة عمليات قوات الأمن الأفغانية في المناطق التي كانت تعتبر فيما سبق معاقلا للمتمردين . ولا يعد العدو مهيأ جيدا لهذا التطور. وبينما نحرز التقدم، فإن أعداءنا يواصلون ارتكاب أخطاء فادحة تشمل: القتل العمد للأفغان الأبرياء؛ فرار القادة إلى باكستان بينما يتركون المرؤوسين للقتال؛ قتل نحو 5000 أفغاني في الأشهر العشرة الأولى من عام 2010 (أكثر من ثلاثة أرباع إجمالي الضحايا المدنيين في تلك الفترة). نحن نلقي الضوء على الممارسات المتوحشة للعدو، وفي الأشهر الأخيرة الماضية فقد أدان القادة الأفغان ومجموعات حقوق الإنسان أعمال العنف التي تبادر بها الجماعات المتمردة.

الطريق إلى انتقال السلطة في عام 2014: نحن نعمل مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوات التحالف والشركاء الآخرين من قوات الأمن الوطنية الأفغانية على تحسين أمن الشعب الأفغاني، وزيادة حجم وكفاءة قوات الأمن الوطنية الأفغانية، ودعم الجهود المبذولة لتحسين الحكم والتنمية في جميع أنحاء أفغانستان. ففي آخر قمة لحلف شمال الأطلسي أقيمت في نوفمبر/ تشرين الثاني في لشبونة، عملنا على تقويض ركيزة أساسية لاستراتيجية طالبان من خلال التأكيد على وضع حل طويل الأمد من جراء التعاون بين كل من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لإنجاز المهمة في أفغانستان. كما أننا متفقون على دعم هدف الرئيس كرزاي المتمثل في تسلم القوات الأفغانية للمسؤوليات الأمنية من المجتمع الدولي مع نهاية 2014. إننا نعمل بالتعاون مع الحكومة الأفغانية على المضي قدما نحو تحقيق هدف الرئيس أوباما المتمثل في البدء في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في شهر يوليو/ تموز من هذا العام على أن يكون معدل الانسحاب وفقا للوضع الميداني. إن عملية تحديد وتقييم وتسليم مناطق من أفغانستان تعتمد على التوصيات المقدمة من المجلس المشترك لمنظمة حلف شمال الأطلسي والسلطات الأفغانية المعني بالانتقال (JANIB) للحكومة الأفغانية. تعمل القوة الدولية للمساعدة الأمنية عن كثب مع JANIB، حيث سنبدأ بعملية الانتقال مع المضي قدما في حملتنا بطريقة منظمة ومنهجية.

دعم قوات الأمن الوطنية الأفغانية: إن الأمر الأهم في المنظومة الأمنية هو نجاح استثمارنا في قوات الأمن الوطنية الأفغانية وأن نمو هذه القوات يسير كما هو مخطط له. إن النمو الملحوظ لحجم  قوات الأمن الوطنية الأفغانية (قفز بصورة غير مسبوقة إلى 70000 شخص في نفس الوقت الذي يواجه عدو عازم ومصمم) أصبح الآن مصحوبا بارتفاع مستويات الكفاءة لهذه القوات. تدعم مهمة التدريب التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان للقوات الأفغانية في جهود الحكومة الأفغانية في إعداد قادة على جميع المستويات، لزيادة نسبة التعليم وتحسين القدرات وإمكانيات التدريب. ترفع هذه البرامج مجتمعة من مستوى كفاءة القوات، وتساعد في نهاية المطاف على الحد من التناحر، وتعزز فرص العمل كما تسهم في تحقيق الاستدامة. وفي نفس الوقت، نعمل على مساعدة قوات الأمن الوطنية الأفغانية على قهر التحديات الماثلة أمامها فيما يتعلق بتوظيف الكوادر الطبية وغيرها من وسائل التمكين، كما نعمل على زيادة نسبة مشاركة الإناث ونوظف المزيد من الباشتون الجنوبيين. كما أننا بالتعاون مع الأميرال ستافريدس (قائد القوات الأمريكية الأوروبية والقائد الأعلى لقوات التحالف الأوربية) نحاول الحد من النقص في صفوف المدربين.

قوات الأمن الوطنية الأفغانية تأخذ زمام المبادرة: بدأت قوات الأمن الوطنية الأفغانية بتولي مقاليد الأمور من خلال القيام بالعمليات في العديد من المناطق الأفغانية. وفي جنوب أفغانستان، تولت قوات الأمن الوطنية الأفغانية في منتصف عام 2010 مهام تنفيذ عملية في قرية ملاجات في مدينة قنداهار - وذلك بمساعدة القوة الدولية للمساعدة الأمنية لتعزيز القدرة القتالية، والدعم الجوي المباشر وغيرها من العوامل المساعدة - مما أسفر عن اعتقال أو قتل عدد كبير من المتمردين وإرساء دعائم نموذج جديد من العمليات التي تقودها القوات الأفغانية. كما وفرت قوات الأمن الوطنية الأفغانية بصورة جيدة نصف القوة القتالية في المراحل التالية من عملية همكاري، التي تمثلت في تطهير أقوى معاقل المتمردين في جنوب أفغانستان. وفي شمال أفغانستان، قام الجيش الوطني الأفغاني والشرطة والقوة الدولية للمساعدة الأمنية بعمليات مشتركة طوال شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2010 في إقليم بلخ، وباتت قوات الشرطة الوطنية الأفغانية تتمتع بقدرة جيدة حيث تمكنت من اعتقال عناصر من المتمردين واكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة في إطار العمليات الأمريكية الأفغانية المشتركة في إقليم قندوز. علاوة على ذلك، تتولى قوات الأمن الوطنية الأفغانية الجهود الأمنية حاليا في 14 منطقة من مناطق كابول التي يبلغ إجمالي مناطقها 15 منطقة، وقد عملت على تنفيذ خطط أمنية منسقة لعدد من الأحداث شملت مجلس السلام الاستشاري في شهر يونيو/ حزيران، ومؤتمر كابول في شهر يوليو/ تموز، وأحداث عيد الاستقلال وجلسات البرلمان في شهر يناير/ كانون الثاني وقد مرت جميعها بسلام، على عكس ما صرح به المتمردون من أنهم سيعملون على زعزعة الأمن.

مبادرات الأمن المحلية: بعيدا عن جهود الأمن على المستوي الوطني، فقد قامت الحكومة الأفغانية بتوسيع مبادرات الأمن المحلية بثبات، تلك المبادرات التي تهدف إلى سحق العناصر المتطرفة في ملاذاتهم الآمنة التقليدية وقطع خطوط الاتصال فيما بينهم. وقد غيّرت عمليات التطهير في أراضي الأقاليم الرئيسية زخم المستوى التنفيذي وحولته إلى حسابات المستوى القروي في المناطق البعيدة. وقد قامت مجموعات من الحكماء المحليين في العديد من القرى الأفغانية بتشكيل مجالس وذلك لتحمل المسؤولية المتزايدة تجاه أمنهم الخاص، وقد دعمت قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف جهود وزارة الداخلية لتحصين القرى الأفغانية. ويمثل برنامج الشرطة المحلية الأفغانية أحد أكثر المساعي المباشرة لإخراج المناطق المحلية من تأثير التمرد. ويعمل برنامج الشرطة المحلية الأفغاني ومبادرات عملية استقرار القرى وفقا لنهج منطلق من القاعدة ونموذج تنازلي، وتوصيل دعم المجتمعات المحلية بقدرة الحكومة المركزية وشراكات التحالف. وقد أعربت حركة طالبان عن مخاوفها من برنامج الشرطة المحلية الذي يمثل تهديدا مباشرا على وجودها وعلى قدرتها العملية. ويوجد حاليا 63 موقعا لبرنامج الشرطة المحلية الأفغانية - قامت وزارة الداخلية بالتصديق على 24 موقعا منها - وتم تعيين ما يقرب من 4000 شرطي وفقا لبرنامج الشرطة المحلية الأفغانية. وتدعم تلك الجهود المحلية الأمن في المناطق التي بها تواجد محدود لقوات الأمن الوطني الأفغانية، مما يكمل بذلك التقدم الذي تم إحرازه في مناطق أخري (وفي مواقع برنامج الشرطة المحلية الأفغانية) وذلك بموجب اتفاق القوة الدولية للمساعدة الأمنية وقوات الأمن الوطني الأفغانية. ونظرا للنجاح المبدئي لبرنامج الشرطة المحلية الأفغانية، ترغب وزارة الداخلية في التوسع في البرنامج إلى ما هو أبعد من العدد الحالي المخطط له الذي يبلغ 10000 مع قوات عمليات الدعم الخاصة المعززة التي تقدم المراقبة والاستشارة.

الدعم الشعبي: منذ عام 2003، حاول كل من تنظيم القاعدة وحركة طالبان توسيع دائرة تأثيرهم وقوتهم في معظم أنحاء البلاد وقد نجحت هذه المحاولات إلى حد ما. في عام 2010، قامت قوات التحالف والقوات الأفغانية باستخدام موارد إضافية في جميع جوانب الحملة وذلك لتغيير المشهد الأمني في معظم أنحاء البلاد. ومع تحسن الأمن في المناطق الرئيسية وتحسن قدرتنا على حماية الشعب باشر الشعب الأفغاني بدعم جهود التنمية وإدخال الخدمات الأساسية لمناطقهم بنسبة متزايدة. وفي الشهور الأخيرة، على وجه خاص، قامت قوات الأمن الأفغانية بتولي مزيد من العبء في المعركة، حيث شجع شيوخ القرى الشباب على الانضمام إلى الشرطة الأفغانية وبدأ المتمردون في مناطق عديدة في ترك أسلحتهم والاندماج في المجتمع. وتعد جهود إعادة الإدماج هي ثمرة الجهد المركز الذي بذلته الحكومة الأفغانية على المستوى المحلي والوطني وكذلك دعم قوات التحالف (التي يتم دعمها، بالطبع، من خلال القوة الدافعة في حملتنا). ومن ناحية عملية التصالح، يقوم الأفغان بقيادة هذه العملية بالتعاون مع شركائها من القوات الدولية للمساعدة الأمنية وقوات الأمن الوطني الأفغانية لوضع شروط للأمن والقضاء على آمال العدو في النصر. وتعتبر تلك الجهود خطوات نحو بناء قوة دافعة لا يمكن هدمها وهي جزء من حملتنا الشاملة.

تقدم سلطة القانون: على عكس أعدائنا، فإننا نواصل دعم الجهود الشرعية للحكومة الأفغانية لتحسين سلطة القانون لما يزيد على 29 مليون مواطن أفغاني. وقد حققت وحدة مهام القوات الأمريكية بأفغانستان / والوحدة 435 المجمعة وشركاؤنا الأفغان تقدما ملحوظا في العام الماضي: بتحويل المعتقلين إلى أحدث السجون بولاية بروان؛ وبتنفيذ عمليات اعتقال سليمة وشفافة؛ وتقوية الكفلاء القانونين؛ وتوسيع برنامج إعادة الدمج السليم في المجتمع الذي يشمل تعليم القراءة والكتابة والتدريب المهني.  فضلا عن ذلك، فقد قمنا بإرساء جهود قوية لمكافحة الفساد على كافة المستويات، حتى ونحن نطبق أفضل الممارسات لتخفيض تحدي الفساد في التعاقدات وفي كل جوانب حملتنا.

مبادرات البنية التحتية: نحن نتابع أيضا مبادرات البنية التحتية - على سبيل المثال، بناء الطرق، والسكك الحديدية، وتركيب الشبكات الكهربية وخطوط الإرسال - لتمويل قدرات أفغانستان كمحور للاقتصاد الآسيوي المركزي. وتسهل شبكة النقل الإقليمية من خلق وظائف في القطاع الخاص وتوفير حوافز إضافية للعناصر المتصالحة من التمردين من أجل التوقف عن القتال. وفي النهاية، تقلل مثل هذه التنمية الاقتصادية الحاجة إلى القوات الأمريكية ودعم أنشطة الانتقال طويلة الأمد، وأصبحت تمثل أساسا لبدء حملة قوية للقضاء على التمرد.

دعم الكونغرس: تواصل قيادات الكونغرس القيام بدور مهم في تمكين جهودنا في أفغانستان، بما في ذلك صندوق قوات الأمن الأفغانية، وبرنامج إعادة الإعمار، والتصديق على برنامج البنية التحتية، وبرنامج إعادة دمج المقاتلين في المجتمع في أفغانستان. ونحن نعتمد فوق كل ذلك على صندوق قوات الأمن الأفغانية لنتمكن من النقل النهائي والكامل لمهام الأمن لقوات أمن أفغانية وطنية سليمة ومدربة قادرة على منع ظهور المتمردين في ملاذهم الآمن بأفغانستان. ومن ناحية برنامج إعادة الإعمار، يعلق قادتنا باستمرار بأن صناديق برنامج إعادة الإعمار لا تقدر قيمتها في تنفيذ عمليات بالنسبة إلى أهدافنا الاستراتيجية في أفغانستان، وتحجيم عمليات معلومات العدو وشرعيته. في عام 2010، قام برنامج إعادة الإعمار بتمويل ما يزيد على 8300 مشروع، بما في ذلك، على سبيل المثال، مبادرات النقل لتحسين حرية الحركة داخل أفغانستان؛ والإنتاج الزراعي عبر أفغانستان متضمنا تصليح وتحسين قنوات الري والآبار وإمداد الفلاحين ببذور ذات جودة عالية وبالأسمدة، ومشاريع التعليم مثل خدمات ما يزيد على 200 منسق تعليم محلي أفغاني؛ ومشاريع المياه والصحة لتركيب ثلاثة آبار مياه جوفية ذات إنتاج عالي مما سيزيد من إمكانية الحصول على مياه صالحة للشرب لما يزيد على 850000 أفغاني في مدينة قندهار. وإلى جانب برنامج إعادة الإعمار، يمكننا برنامج البنية التحتية الأفغانية الجديد من العمل مع وزارة الخارجية الأمريكية بالشروع في مشاريع بنية تحتية ذات أولوية قصوى لتلبية الاحتياجات المهمة للمواطن الأفغاني والتي تشمل الأمن، والحكومة، والتنمية. سيكون صندوق البنية التحتية الأفغانية هو وسيلة وزارة الدفاع للإسهام في هذا البرنامج المتكامل. ولتمكين جهود إعادة الإدماج، فإننا سنواصل تنفيذ برنامج إعادة دمج المقاتلين في المجتمع مستخدمين في ذلك التمويل لدعم برنامج الحكومة الأفغانية للسلام وإعادة الدمج.

التحديات القادمة: ما يزال هناك الكثير من العمل لتحقيق أهدافنا في أفغانستان. فنحن نواجه عدوا مقاوما وعاقد العزم. وتقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في وضع يمكنها من تأييد عملية الإصلاح ومتزامنة مع تطوير سيطرة القانون لمجابهة الفساد داخل الحكومة الأفغانية. وبالرغم من التقدُّم الملحوظ في مناطق عديدة في عام 2010، فإننا نعترف بأن ثمة عمل شاق أمامنا وذلك كلما واصلنا الحرب بجانب شركائنا الأفغان. ولكن، بالتنفيذ التدريجي المستقر لاستراتيجياتنا الشرعية والقوية، أعتقد أنه بإمكاننا وضع شروط النجاح في أفغانستان. 

الشراكة مع باكستان

الشراكة الاستراتيجية:نحن ندرك بالطبع بأنه ينبغي أن يخاطب أي حل في أفغانستان المحيط الإقليمي. وتدعم القيادة المركزية الأمريكية هدف الرئيس أوباما بتقوية الشراكة الاستراتيجية بين باكستان والولايات المتحدة وذلك من خلال التعاون العسكري الناشئ الذي ما زال طور التحسن مع باكستان. وكما أشارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وغيرها من القادة أننا لابد من أن نركز على الجهود التي تتخذها باكستان. فقد قامت بخطوات مهمة جدا في ملاحقة الإرهابيين داخل باكستان نفسها.

وقد قامت القيادة المركزية الأمريكية على مدار العام الماضي بتقوية وتعميق التعاون الأمني مع باكستان وذلك من خلال تدعيم نظرائنا في مكتب القيادة المركزية الأمريكية بمكتب ممثل وزارة الدفاع بباكستان. ويركز مكتب ممثل وزارة الدفاع بباكستان على مساعدة باكستان في مساعيها للقضاء على حركات التمرد، حيث قامت الولايات المتحدة في العام الماضي بقيادة جهود الفريق المشترك بين الوكالات لتقديم الإغاثة من كارثة الفيضان وتقديم المساعدة الإنسانية للمناطق التي تأثرت بالفيضان. إضافة إلى ذلك، ودعما لشراكتنا طويلة الأمد مع باكستان، يواصل مركز التميُّز بالقيادة المركزية الأمريكية نشر الخبراء في هذا المجال وتقديم الدعم الاستثنائي لمكتب ممثل وزارة الدفاع بباكستان وقيادة العمليات الخاصة بباكستان (الأمامية) وذلك من أجل تعميق التحليل وتقديم الدقة بين الوكالات في الشؤون الخطيرة.

التهديدات في باكستان: ما زال يشكل كل من عدم الاستقرار المتوقع في باكستان والتحرك الحر للمتطرفين في إقليم الحدود الأفغانية الباكستانية تهديدا خطيرا على الأمن الإقليمي والعالمي. فدائما ما كانت المناطق القبلية الباكستانية هي الملجأ الرئيسي للقاعدة والملاذ الآمن للجماعات الأخرى المتطرفة، مما مكنهم من تهديد السكان وقوات التحالف في أفغانستان، وشعب وحكومة باكستان، فضلا عن الولايات المتحدة والمصالح الغربية على مستوى العالم. ويواجه الإقليم الحدودي الأفغاني- الباكستاني أوضاعا إنسانية خطيرة، ويشمل ذلك اللاجئين والمشردين داخليا (IDP) جراء عقود من الصراع. بالإضافة إلى ذلك، فما زال يعيش ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني في باكستان، حيث أجبرهم الغزو الروسي منذ ثلاثين عاما مضت على النزوح من أفغانستان.

المساعدة الإنسانية الأمريكية: كان الفيضان التاريخي الذي حصل في الصيف الماضي بباكستان مدمرا للغاية – فكان بمثابة  إغراق الساحل الشرقي للولايات المتحدة كله. وقد تجاوبت الولايات المتحدة مع آثار الفيضان بتقديم مستويات تاريخية من المساعدة الإنسانية. فقد نقلت طائرات الولايات المتحدة ما يزيد على 400000 نازح وأوصلت ما يزيد على 26 مليون رطل من إمدادات المعونة لمساعدة الشعب الباكستاني. ولقد قامت طائرات الهليكوبتر الأمريكية بما يزيد على 5000 رحلة طيران أثناء عملية الإسعاف. كما قدمت الحكومة الأمريكية زوارق الإنقاذ القابلة للنفخ من إنتاج شركة زودياك الفرنسية، للقوات الباكستانية لتستخدمها في عمليات الإنقاذ، كما قدمت ثمانية جسور يصل طول كل منها 50 مترا وذلك لتحل محل الجسور التي أغرقتها الفيضانات.

الدعم الأمريكي للقوات الباكستانية: وواصلت الولايات المتحدة تقديم مساعدتها الهامة لباكستان في ما يتعلق بالجبهة الأمنية، مما مكن باكستان من القيام بعمليات فعالة في القضاء على حركات التمرد. تقوم قواتنا بتنفيذ شراكة هامة وتدريبات اشتباك لدعم القوات المسلحة الباكستانية لتحسين قدراتها على القضاء على حركات التمرد. ومن أهم الأمثلة على ذلك، قيام ممثل وزارة الدفاع بباكستان بتقديم الدعم لأفراد الاستطلاع الحدودي من خلال التدريب وتعزيز العمليات الأخرى للقضاء على التمرد. كما تساعد القوات الأمريكية في تأمين المواد والمعدات اللازمة لبناء البنية التحتية لدعم التعليم والطاقة والغذاء.

عمليات باكستان والتضحية: لقد خطا الجيش الباكستاني خطوات واسعة في حربه مع المقاتلين في التقسيمات الإدارية للمناطق القبلية في باكستان (FATA)، بينما كان يتعامل مع الآثار واسعة النطاق للفيضان الذي دمر معظم أراضي البلاد. فلقد فقد العدو على مدار العام الماضي ساحات قتالية أمام الجهود المتواصلة التي قامت بها القوات الباكستانية ضد معاقل العدو.  كانت خسائر القوات الباكستانية تزيد على 2500 مصاب وقتيل (حيث قتل ما يزيد على 500 مقاتل وتم إصابة ما يزيد على 2000 آخرين في الاشتباكات) وذلك منذ أن بدأت العمليات العدائية تجاه العناصر المتطرفة في إقليم خيبر باشتونستان وفي التقسيمات الإدارية للمناطق القبلية في باكستان. دخلت القوات الباكستانية منذ يونيو/ حزيران 2009 في عمليات شبه مستمرة ضد المقاتلين في إقليمي خيبر باشتونستان وفي التقسيمات الإدارية للمناطق القبلية في باكستان. ولقد نشرت القوات الباكستانية ما يوازي  140000 من وحداتها العسكرية على طول الحدود الباكستانية الغربية مع أفغانستان التي تشمل جزءا مهما من القوات التي كانت متواجدة على حدود باكستان مع الهند وتم سحبها.

السياق الإقليمي: إن الجهود التي نبذلها لدعم باكستان تصب في السياق الإقليمي الأوسع. إننا ندرك أن التوترات الباكستانية مع الهند منذ زمن بعيد تشكل جزءا هاما من عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية الباكستانية ووضع القوات العسكرية. غير أن وجود ملاذات للمتطرفين في باكستان يؤثر بشكل كبير على تقدمنا في أفغانستان، وبفضل مساعدة الجيش الباكستاني فإننا نتخذ خطوات هامة نحو تحسين العمليات التي تتم عبر الحدود. هذا ولمجابهة التحديات الحالية على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، فإن عملية التنسيق بين القوات الدولية للمساعدة الأمنية وقوات الأمن الأفغانية والجيش الباكستاني تستمر في التحسن، خاصة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR). نحن نخطط في القيادة الإقليمية الشرقية للقيام بعمليات بالتنسيق مع الجيش الباكستاني. وقد بدأ الجيش الباكستاني مؤخرا في إزالة الملاذات الآمنة للمتمردين في منطقة مهمند عبر الحدود من مقاطعة كونار - حيث كان المتمردون قد شنوا عددا من الهجمات لتقويض المكاسب الأمنية التي تحققت مؤخرا في أفغانستان. وبينما تمثل العمليات الباكستانية "المطرقة" على جانبها من الحدود، فإن القوات الأفغانية والقوات الدولية للمساعدة الأمنية المشتركة هي بمثابة "السندان" وهي على وشك إلحاق الهزيمة بالمتمردين المشردين. تواصل شرطة الحدود الأفغانية وغيرها من قوات الأمن المشتركة بمراقبة المواقع الحدودية كما تقوم الطائرات الحربية التي تحلق بدون طيار وغيرها من الطيارات الحربية برصد الممرات الجبلية التي تم تحديدها مسبقا والتي من المرجح أن يلجأ إليها المتمردون عند البحث عن ملاذ في أفغانستان.

دعم الكونغرس: تمثل المساعدة الأمنية المتواصلة لعدة سنوات أمرا ضروريا لجهودنا المبذولة في باكستان. إننا نقدر الدعم المتواصل المقدَم من الكونغرس لصندوق القدرات الباكستاني لتمويل جهود مكافحة التمرد، والذي يمثل عاملا أساسيا يمكن من تنفيذ عمليات الجيش الباكستاني ضد المتطرفين. كما يقدم الصندوق أيضا مجموعة من أنشطة الشراكة مع الآثار التحولية المحتملة على المدى الطويل على علاقتنا مع باكستان إذا أمكن دعمها.

 

مجابهة أنشطة إيران الرامية إلى زعزعة الاستقرار

الأنشطة الإيرانية الرامية إلى زعزعة الاستقرار: نظرا لسلوك إيران الرامي إلى زعزعة الاستقرار وسعيها الدائم لامتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، فإن نموذج النظام الإيراني الحالي يمثل أكبر تهديد للمنطقة على المدى الطويل. تواصل إيران رفضها الجهود الرامية للمشاركة، وتزيد من انفصالها وانعزالها عن الكثير من باقي دول المنطقة بل وعن الكثير من دول المجتمع الدولي. فالإجراءات التي تتخذها القيادة الإيرانية تبدد إمكانات سكانها من المثقفين وتضحي بالتبادل الحر للأفكار من أجل مصلحة قصيرة النظر تتمثل في الحفاظ على نظام جائر يلجأ إلى القمع بصورة متزايدة. وقد وازنت طهران مؤخرا بين الاحتجاجات المصرية والثورة الإسلامية التي اندلعت في إيران في عام 1979، محدثة بذلك ربطا وهميا وخاطئ تماما بين الحدثين.

إن النظام الإيراني يعتمد على القوات الخاصة للحرس الثوري الإسلامي – قوة القدس (-QFIRGC) لبسط نفوذه وزعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال الإقناع والإكراه والعدوان والتراسل المستهدف. وفي الواقع، تواصل إيران تمويل وتسليح وتدريب وتجهيز شبكة من العملاء والجواسيس والعاملين لديها في العراق ولبنان وسوريا وغزة وأفغانستان إضافة إلى أماكن أخرى في المنطقة. وتسعى إيران في المنطقة المحورية الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى بسط نفوذها، وذلك عن طريق تقوية حزب الله اللبناني وحركة حماس من أجل إضعاف سلطة الحكم الشرعي والحد من التنمية الاقتصادية وتقويض الشراكات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، تزود إيران عملائها بالأسلحة والتدريب العسكري في محاولة لاستهداف إسرائيل (وهي دولة تعهدت القيادة الإيرانية بتدميرها) وإضعاف عملية السلام في الشرق الأوسط. والأمر البالغ الأهمية هو أن القوات الخاصة للحرس الثوري الإسلامي تواصل تجهيز المسلحين في العراق وأفغانستان الذين يهاجمون الولايات المتحدة وقوات التحالف وتعمل على تقويض الاستقرار والحكم في كل من هذه البلدان. إن الهجوم الأخير بقذائف الهاون الارتجالية ذات العيار الكبير على القوات الأمريكية في العراق الذي وقع في يناير/ كانون الثاني 2011 أظهر نية إيران الخبيثة وقدرتها على تصعيد العنف عند رغبتها في ذلك.

سعي إيران لامتلاك الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية: على الرغم من فرض الأمم المتحدة لسلسة رابعة من العقوبات، إلا أن إيران تبدو مصممة على تطوير برنامجها للأسلحة النووية - وهو طموح يمكن أن يؤدي إلى انتشار المواد النووية غير المشروعة ويمثل شرارة لانطلاق سباق التسلح النووي في المنطقة. وقد علق الأميرال مالين على هذه النقطة في ديسمبر/ كانون الأول 2010، مشيرا: "أرى أن إيران تسير قدما في طريقها نحو تطوير أسلحة نووية، وأعتقد أن تطوير وتحقيق هذا الهدف سيسبب زعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير". لا تزال إيران أيضا توسع وتحسن من ترسانتها من الصواريخ التي تشمل ما يزيد على 2200 من القذائف الباليستية والصواريخ بعيدة المدى، وما يقرب من 225 من القاذفات الثابتة والمتنقلة، الأمر الذي يجعلها أكبر قوة تمتلك صواريخ باليستية وصواريخ بعيدة المدى في الشرق الأوسط. إن إيران يمكنها استخدام هذه الصواريخ والقذائف الباليستية، إلى جانب قدراتها البحرية المتزايدة، لتهديد التجارة العالمية.

التصدي للأنشطة الإيرانية الرامية إلى زعزعة الاستقرار والحفاظ على السلام مع شركائنا: في إطار تمسكها الصارم بالنهج الأوسع نطاقا الذي تتخذه الحكومة الأمريكية تجاه إيران، تلتزم القيادة المركزية الأمريكية بمواجهة أنشطة إيران القسرية الرامية إلى زعزعة الاستقرار من خلال توطيد الثقة مع شركائنا في المنطقة. ومثالا على ذلك، فنحن نعمل سويا مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي وغيره من الدول لتطوير نظام دفاع جوي وصاروخى متكامل. كما أننا نجري أنشطة لطمأنة أصدقائنا في المنطقة بأننا معهم للحيلولة دون نشوب أي نزاع ولردع أنشطة إيران التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار، مع الاستعداد في الوقت نفسه للقيام بعمليات في حالات الطوارئ.

 

التأهيل للفترة الانتقالية في العراق

استشراف مستقبل العراق: تمثل السنة المقبلة في العراق فرصة كبيرة للولايات المتحدة لترسيخ وتعزيز دعمنا للمدى البعيد لهذا المحور الهام في تحقيق الاستقرار الإقليمي. إن استثمارنا المتواصل في العراق يعد أمرا بالغ الأهمية في هذه المرحلة، لا سيما في ضوء التزامنا الكبير بالاستثمار في التنمية البشرية والثروات. وليس الوقت مناسبا الآن لكي نسعى إلى تحقيق مكاسب قصيرة الأجل ونتجاهل تلك المكاسب التي قد نحققها في المدى البعيد. في إطار تمسكها الصارم برؤية وزارة الخارجية لإقامة شراكة استراتيجية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق، تعمل القيادة المركزية الأمريكية على وضع الشروط التي ستعود بالفائدة على الطرفين من جراء التضحيات المشتركة بين البلدين.

الوضع في العراق: يواجه العراق انعداما متواصلا للثقة عرقيا وطائفيا وتوترات بين الأحزاب السياسية وقدرة حكومية غير كافية لتوفير الخدمات الأساسية. ولا يزال تنظيم القاعدة في العراق (AQI) ملتزما بتقويض الحكومة العراقية ولديه القدرة على تنفيذ الهجمات الكبيرة المنسقة. وبالمثل، لا يزال العملاء المدعومين والمجهزين من قبل إيران يشكلون تهديدا للأمن والحكم العراقي. وعلى الرغم من أن الوضع الأمني ​​في العراق يتحسن بشكل كبير منذ وصول العنف الطائفي إلى ذروته في منتصف عام 2007 (إذ وصل العنف حاليا إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003)، لا يزال العراق يواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة. على مدار السنة المقبلة، سوف تحدد عدة عوامل الاتجاه الاستراتيجي للعراق، بما في ذلك مواصلة تطوير قوات الأمن العراقية (ISF) وفعالية الائتلاف الحاكم الذي تم تأسيسه مؤخرا، والدرجة التي يتأثر بها البلد من قبل إيران والتهديد من قبل تنظيم القاعدة وعناصر الميليشيات الشيعية في العراق.

القوات الأمريكية - العراق: من الآن وحتى نهاية هذا العام، تواصل قوات الولايات المتحدة - العراق (-IUSF) الشراكة مع قوات الأمن العراقية خلال هذه الفترة الانتقالية التاريخية. تتولى قوات الولايات المتحدة - العراق القيام بمجموعة من الأنشطة، أبرزها تعزيز قوات الأمن العراقية ونقل الأنشطة المتعلقة بالأمن إلى العراق والوكالات والوزارات الأمريكية المشتركة، والمساهمة في إدارة الحدود والتطوير الوزاري.

إنشاء مكتب التعاون الأمني - العراق: من خلال قوات الولايات المتحدة - العراق وبالشراكة مع الفريق الوطني بالسفارة، فإننا نخطط للتأسيس المبدئي لمكتب التعاون الأمني - العراق (-IOSC) في يونيو/ حزيران من هذا العام ومن المتوقع أن يتم تشغيله بالكامل بحلول أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام. يعد مكتب التعاون الأمني - العراق بمثابة حجر الزاوية لمهمتنا للمدى البعيد لبناء قدرات شراكة مع قوات الأمن العراقية. بالإضافة إلى ذلك، سوف يضمن مكتب التعاون الأمني - العراق استمرار العلاقات العسكرية التي تقدم الاستشارات العسكرية والتدريب والمساعدة لقوات الأمن العراقية.

التكامل الإقليمي للعراق: إن العراق الآن في مفترق طرق، وهو على وشك الظهور كقوة إيجابية في المنطقة بعد أن كان يمثل تحديات أمنية لجيرانه في العقود الماضية. ويأتي اختيار بغداد كموقع لاستضافة القمة العربية كدليل دامغ على ظهور العراق من جديد في المنطقة. كما قبِل العراق أيضا دعوة مصر للمشاركة كمراقب في أكبر تدريبات للقيادة المركزية الأمريكية، عملية النجم الساطع (BRIGHT STAR). وقد بذلت الأردن أيضا تأثيرا إيجابيا كبيرا في العراق، من خلال تدريب أكثر من 1500 من ضباط الجيش العراقي، وعدد من طياري القوات الجوية العراقية، ونشر ملحق عسكري أردني في بغداد، بالإضافة إلى استضافة برنامج لتقديم التدريب المكثف للشرطة العراقية. علاوة على ذلك، ساعدت كل من الأردن والسعودية والكويت على إعادة اندماج العراق اقتصاديا في النشاط التجاري ووضع جدول زمني منظم لإنشاء شبكات النقل. وأخيرا، فقد دربت الإمارات العربية المتحدة ضباط الشرطة العراقية في برنامج مشترك مع اليابان وألمانيا. كما سيساعد الاندماج الإنشائي للعراق في المنطقة على الحد من النفوذ الإيراني الهادف إلى زعزعة الاستقرار. إذا ترك العرق عرضة للتدخل من قبل طهران، فسوف يصبح حلم بناء الدولة العراقية ذات السيادة معرضا للخطر. ففي الوقت الذي تقوم فيه إيران بإعادة بناء الأضرحة وتوفير الطاقة الكهربائية وبناء المدارس والعيادات الطبية في العراق، تعمل أيضا على تقويض العمليات السياسية العراقية وتسهل العنف ضد المدنيين العراقيين الأبرياء وتقدم الدعم للجماعات المتطرفة التي تستهدف القوات الأمريكية. بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، يمثل الوصول بالعراق إلى دولة ذات سيادة في ظل حكومة مستقرة وشاملة أمرا أساسيا للاستقرار الإقليمي.

دعم الكونغرس: يمثل الدعم المقدم من الكونغرس أمرا بالغ الأهمية لتسهيل عملية انتقال فعالة في العراق وتهيئة الظروف لإقامة شراكة دائمة بين الولايات المتحدة والعراق. ونحن نطلب دعم الكونغرس في الحصول على دعم السلطات المختصة في السنة المالية 2011 لبدء العمل فورا في مرفق وموقع مكتب التعاون الأمني - العراق للوصول إلى القدرة التشغيلية الكاملة بحلول أكتوبر/ تشرين الأول 2011. وهذا أمر بالغ الأهمية حيث إننا نعمل على الالتزام بالجداول الزمنية الصارمة المحددة. يمكِّن صندوق قوات الأمن العراقية بشكل حاسم العراق من وضع أساس لقدراته الدفاعية الداخلية والخارجية ويقدم لقوات الشرطة التابعة لوزير الداخلية العراقية التدريب والمعدات اللازمة للحفاظ على الأمن الداخلي دون مساعدة من وزارة الدفاع. بالإضافة إلى ذلك، يدعم صندوق قوات الأمن العراقية من قدرات الجيش العراقي لمكافحة التمرد ويعزز التعاون بين حكومة العراق وقوات الشرطة الكردية لضمان الاتساق بين معايير تدريب الشرطة ومعداتها في جميع أنحاء العراق.

 

تعزيز الشراكات مع آسيا الوسطى

في آسيا الوسطى، تلتزم القيادة المركزية الأمريكية بتعزيز العلاقات القائمة على تلك المصالح والأهداف المشتركة بيننا وبين دول آسيا الوسطى التي تشمل كازاخستان وقرجستان وطاجكستان وتركمانستان وأوزباكستان. وبالرغم من أن بلادنا تسعى إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية الأوسع نطاقا، إلا أن القيادة المركزية الأمريكية تعمل مع شركائنا للتصدي لهجرة المتطرفين في مناطق معينة من آسيا الوسطى ومجابهة تجارة المخدرات غير المشروعة والاتجار بالبشر. وغالبا ما تكون هذه الأنشطة مترابطة.

شبكة التوزيع الشمالية: على مدى العامين الماضيين، فقد كان تطوير شبكة نقل قوية أوسع مجالات التعاون مع شركائنا في آسيا الوسطى. إن الاتفاقيات الجماعية المبرمة مع قرجستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجكستان تشكل معا نظاما لوجستيا يسمى شبكة التوزيع الشمالية (NDN) يستخدم لإمداد عمليات التحالف في أفغانستان وتخفيف الضغط عن خطوط الإمداد الباكستانية. وتدعم هذه الشبكة المتنوعة عبور ما يقرب من نصف البضائع إلى أفغانستان عبر البحر والجو والطرق البرية. ويتم نقل الإمدادات المتبقية مباشرة إلى أفغانستان، عبر شحنها من النقل البحري إلى النقل الجوي، أو توصيلها عبر الطرق البرية عن طريق باكستان. وفي نهاية المطاف، سيعمل تطوير وتوسيع شبكة التوزيع الشمالية والبنية التحتية المرتبطة بها على تسهيل النمو الاقتصادي طويل الأجل في المنطقة، وهو ما يمثل فرصة جديدة لتصدير المواد الخام في وسط وجنوب آسيا وتبادل السلع في السوق الدولية.

تعزيز شبكة التوزيع الشمالية: تتركز جهود شبكة التوزيع الشمالية على الشراكة مع بلدان معينة للسماح بالتدفق ثنائي الاتجاه لجميع أنواع المركبات وقطع الغيار المرتبطة بها، وزيادة شحنة البضائع المسموح بمرورها بالفعل عبر شبكة التوزيع الشمالية (مثل مواد البناء). من حيث الجسر الجوي، يعتبر مركز مناص للنقل في قرجستان موقعا رئيسيا في آسيا الوسطى يدعم التزود بالوقود عبر الجو ومهام نقل الركاب.

 

بناء قدرات الشركاء ومتابعة الأنشطة التعاونية

التعاون القائم على المصالح المشتركة: إن الاستثمار الذي نقوم به في مشاركتنا العسكرية لبناء قدرات قوات الأمن التابعة للدولة الشريكة لنا يمثل عنصرا حاسما في الجهود التي تبذلها الحكومة في المنطقة. وتضع هذه الجهود الاقتصادية في التكلفة على نحو ملائم المسؤوليات الأمنية في يد الحكومات السيادية الأخرى وتساعد على تجنب الصراعات وعدم الاستقرار. من خلال منظور طويل الأجل، تنفذ القيادة المركزية الأمريكية أنشطة شراكة تهدف إلى بناء قدرات وعلاقات أمنية قوية مع أصدقائنا في المنطقة.

التدريب: إن التدريب الذي تقدمه القيادة المركزية الأمريكية وعمليات التبادل مع شركائنا يمثل أمرا بالغ الأهمية لتعاوننا الإقليمي. لقد ترأست القيادة المركزية الأمريكية إنشاء العديد من مراكز التدريب على التميز التي استضافتها دول شريكة، لتقديم تدريب على مستوى عالمي محدد المهام لحلفائنا وشركائنا. تشمل مراكز التميُّز الحالية مركزا للحرب الجوية ومركزا متكاملا للدفاع الجوي والصاروخي في الإمارات العربية المتحدة (UAE)؛ ومركز الملك عبد الله الثاني للتدريب على العمليات الخاصة في الأردن؛ الهندسة الحربية لشراكة الناتو من أجل السلام ومركز الإنتربول لمكافحة المخدرات الذي تستضيفه كازاخستان؛ وكذلك مجموعة كبيرة من الجمعيات مع برامج التعليم المهني العسكري في بلدان أخرى. وتشمل المراكز النامية مركزا بحريا تابع للقيادة المركزية التابعة للقوات البحرية الأمريكية (NAVCENT) الذي تستضيفه البحرين؛ ومدرسة جديدة للتخلص من الذخائر المتفجرة مع إنشاء مركز مستقبلي للتميّز في المملكة العربية السعودية؛ ومركزا فرعيا مقترحا للتميز للشرق الأدنى وجنوب آسيا (NESA) في البحرين؛ ومركز التميُّز  للاتصالات والكمبيوتر والقيادة والرقابة (C4) بمنطقة الخليج يستضيفه وزير الاتصالات البحريني.

عمليات التبادل: تتولى القيادة المركزية الأمريكية إدارة برامج مشاركة مركزة مع دول شريكة تقع ضمن المنطقة الخاضعة للمسؤولية دعما لخطة التعاون الأمني لمسرح القيادة المركزية الأمريكية. ويتمثل الهدف هنا في فهم آراء الدول الصديقة وتقوية ودعم العلاقات والمنظمات الإقليمية لكي نقضي على شبكات المتطرفين العدوانيين أو الحالات التي تهدد المصالح الأمنية للمنطقة والولايات المتحدة على حد سواء. ويشتمل ذلك بناء القدرات. إضافة إلى ذلك، يقوم مقر القيادة المركزية الأمريكية في تامبا بفلوريدا باستضافة ما يزيد عن 193 شريكا حليفا من 58 دولة حليفة يقدمون إسهامات هامة لجهودنا ويتلقون خبرة لا تقدر من خلال التفاعل مع قوات الولايات المتحدة وحلفائها.

التجهيز: نحن نقدم أيضا معدات ومساعدات أمنية لشركائنا الإقليميين. تعد هذه الأنشطة ضمن أهم الخطوات العملية التي يمكننا أن نتخذها لإظهار التزام القيادة المركزية الأمريكية الدائم مع شركائنا ــ ولتعزيز القوات القادرة على العمل معا في الحرب. وإنني أطلب الدعم المتواصل المتقدم من الكونغرس لهذه الجهود، بما في ذلك التدريب والإمداد العالمي، على جانب برامج المساعدة الأمنية العديدة التي تديرها وزارة الخارجية، بما في ذلك التمويل العسكري الخارجي والمبيعات العسكرية الخارجية وبرنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي. وكما أشار الأميرال الأمريكي مايك مالين في شهادته، فإن سلطاتنا المعنية بالمساعدات الأمنية تتسم بعدم المرونة ومن الصعب جدا أن تؤثر العمليات بفعالية في مجابهة التحديات الأمنية التي تواجهنا اليوم في الوقت المناسب. إننا نشجع الجهود المتواصلة الرامية إلى تيسير عملية التمويل العسكري الخارجي لتوطيد علاقات التدريب والدعم مع شركائنا المهمين. كما أن تحقيق مهمتنا في القيادة المركزية الأمريكية تتطلب أن نستجيب بحماس لمطالب شركائنا حيث إنه يجب ألا نتحمل وحدنا التكاليف المتزايدة للدفاع عن النظام الدولي.

التدريبات: إن برنامج التدريب العسكري يمثل آخر ركائز أنشطة الشراكة الخاصة بالقيادة المركزية الأمريكية. تدعم التدريبات القدرة على العمل بانسجام فيما بين قواتنا وقوات شركائنا. ففي كل عام، تقوم قياداتنا المشكلة بإجراء ما يزيد على 50 تدريبا مع الدول الشريكة في المنطقة، بما في ذلك خمسة تدريبات تشرف عليهم القيادات المشكلة للقيادة المركزية الأمريكية.

قيمة برنامجنا التدريبي على المدى البعيد: يوفر برنامج تدريب ومشاركة القيادات المحاربة دعما هاما لمتطلبات المشاركة والتدريب ودعم التدريب المشترك الخاص بالقيادة المركزية الأمريكية وذلك بهدف دعم الأولويات الاستراتيجية على المستوى القومي والاستعدادات وبناء الشراكات ضمن المنطقة الخاضعة للمسؤولية. ومنذ بداية عملياتنا في أفغانستان عام 2001 شهدت القيادة المركزية الأمريكية انخفاضات في برنامجنا التدريبي نتيجة للعمليات القتالية المستمرة داخل المنطقة الخاضعة للمسؤولية. حيث إن العمليات القتالية تكتمل أو يتم تقليلها، فإن استعادة مستويات التمويل الكافية يعد أمرا هاما لدعم أنشطة المشاركة مع شركائنا. ودون استعادة مستويات التمويل، قد تفقد القيادة المركزية الأمريكية الميزات المكتسبة من برنامج المشاركة في التدريبات النشيطة، مما يؤثر مستقبلا على الدخول والحضور ضمن المنطقة الخاضعة للمسؤولية وخطة التعاون الأمني لمنطقة المسؤولية. في أثناء ذلك، سوف نعمل بشكل مبتكر لاستخدام ميزانية التدريبات المخصصة لنا بأحسن قدر ممكن.

 

تعطيل المنظمات العدوانية المتطرفة داخل المنطقة

الإرهابيون المتسترون في عباءة الدين الزائفة: تعد المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية مقرا لعديد من المنظمات العدوانية المتطرفة (VEO) حيث تضم شبكة التي بدورها تمثل تهديدا خطيرا للوطن الأمريكي وللمصالح الأمريكية والغربية ولحلفائنا في المنطقة. وأهم هذه المنظمات هي منظمة القاعدة.  تسعى القاعدة لفرض أيديولوجيتها المفلسة أخلاقيا في جميع أنحاء العالم، وهي لديها منظمات فرعية إقليمية في شبه الجزيرة العربية والعراق والمغرب والصومال (حركة الشباب)، كما لديها شركاء مثل حركة طالبان باكستان، وطالبان أفغانستان، وعسكر طيبة. إن التعاون المتنامي عبر المنظمات بين المنظمات العدوانية المتطرفة يضاعف مجموعات المافيا. إن النجاح التنظيمي للمنظمات العدوانية المتطرفة يتحقق بصورة متكررة من خلال العمل باستخدام  مواقع الإنترنت التي تتمتع بحصانة شبه كلية.

الهجوم على المنظمات العدوانية المتطرفة: إلى جانب التنسيق بين الوكالات والشركاء الإقليميين، تواصل القيادة المركزية الأمريكية تطوير وتنفيذ عمليات على نطاق المنطقة الخاضعة للمسؤولية في ميادين الإنترنت والميادين الفعلية لتعطيل الشبكات المتشددة والحد منها. فعلى مدار العام الماضي، تسببت الجهود فيما بين الوكالات في تسمية القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة طالبان باكستان بالمنظمات الإرهابية الأجنبية، والحصول على عدد من تخصيصات الخزانة ومذكرات بالقبض من وزارة العدل، وإخطارات للإنتربول، ووضع ما يزيد عن 100 شخص وجهة ضمن قائمة المحظورين من قبل وزارة التجارة الأمريكية. وبفضل التمويل من الكونغرس، فقد تم استخدام برنامج المنح المقدم من وزارة الدفاع من قبل القيادات في العراق وأفغانستان خلال العام المالي 2010 من أجل اعتقال ما يزيد عن 700 شخص ومتمرد وإرهابي من ذوي المكانة العالية.

سد الثغرات الأمنية: تعمل القيادات المركزية على المدى الطويل باعتبارها جزء من الجهود العسكرية المدنية المتكاملة للحيلولة دون وجود ثغرات أمنية من شأنها أن تحرض على التطرف وتكون ملجأ للمنظمات العدوانية المتطرفة.

ففي اليمن قمنا بتشكيل رابطة قوية بين القيادة المركزية وفريق سفارتنا في صنعاء للتعامل مع التهديدات المتزايدة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال بناء القدرات على المدى الطويل لمكافحة الإرهاب. لقد عززت القاعدة في شبه الجزيرة العربية دورها باعتبارها تشكل تهديدا متناميا ومستمرا للمجتمع الأمريكي عن طريق متابعة المحاولة الفاشلة لتفجير الرحلة الجوية رقم 253 لشركة الطيران "نورثويست"  في 25 من ديسمبر/ كانون الأول عام 2009 باستخدام مخطط العبوة الناسفة بواسطة "خرطوشة الطابعة" في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2010. كما يترأس رجل الدين المتطرف أنور العولقي حملة القاعدة في شبه الجزيرة العربية ضد الغرب، ويتضح ذلك جليا في إنشاء مجلة "إنسباير" Inspire سعيا وراء تشجيع المسلمين في الغرب وتدعيم القيام بهجمات من النوع "الفردي".

وفي لبنان، كانت القوات المسلحة اللبنانية مضطرة إلى التداول مع بيئة تتسم بالخطورة ولم يكن لتلك القوات الدور الفريد في مقاومة العنف في كل أنحاء البلاد. لقد كان لمساعدتنا أثر حقيقي على الأرض حيث شمل مساعدة القوات المسلحة اللبنانية في نشر أربع فرق في الجنوب منذ عام 2006 لدعم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 1701ـــ لاحتلال المكان الذي كانت تستقر فيه جماعة حزب الله. بالإضافة إلى ذلك، فقد قمنا بزيادة قدرات قوات العمليات الخاصة التابعة للقوات المسلحة اللبنانية التي انتصرت في معركة صعبة عام 2007 ضد حركة فتح الإسلام التابعة لتنظيم القاعدة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين "نهر البارد" الذي يقع في شمال لبنان. تكبدت القوات المسلحة اللبنانية ما يقرب من 200  قتيل و2000 جريح في هذه العملية. إننا نقدر علاقاتنا الوثيقة بفيلق القوات المسلحة اللبنانية والتي تقوم على الاحترام والثقة المتبادلين. ونحن نواصل متابعة عملية تشكيل الحكومة في لبنان وسنحتاج لفحص التشكيل النهائي وسياسات وتوجهات الحكومة القادمة قبل اتخاذ أية قرارات فيما يتعلق بعلاقتنا، بما في ذلك المساعدة الأمنية، وفي نفس الوقت نحن ندرك أن المشاركة المستمرة مع القوات المسلحة اللبنانية تعد خطوة هامة لتأمين وضعها كمنظمة محايدة سياسيا وغير طائفية ومحترفة.

أما في سوريا، فالدعم المتواصل من قبل النظام للمنظمات الإرهابية يعوق القيادة المركزية عن تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين ويعمل على الحد من نطاق المشاركة الأمريكية. وبالتالي، نحن ننظر إلى عودة السفير الأمريكي مؤخرا إلى دمشق على أنه جزء حيوي من هيكل الأمن الإقليمي. نحن نقف على أهبة الاستعداد لدعم الجهود الدبلوماسية للسفير فورد لترسيخ علاقة بنَّاءة بشكل أكثر مع سوريا كلما استطعنا، كما أننا نحث مجلس الشيوخ على تأكيد ترشيحه بحيث يكون بمقدوره مواصلة عمله الهام بعد 2011.

تعمل أنشطة التعاون الأمني لمسرح العمليات عبر المنطقة في الاتجاه المضاد لقدرة إيران والعناصر المتطرفة التي تعمل على زعزعة المنطقة. ففي ظل غياب هذه البرامج، هناك احتمال متزايد بوجود ثغرات أمنية تفتح الأبواب لتأثير أكبر من جانب إيران أو القائمين بأعمال العنف. إن جهودنا التعاونية مع شركائنا الإقليميين تعد ضرورية للجهود طويلة المدى للتعامل مع هذه التهديدات.

مجابهة استخدام العدو لبيئة المعلومات: يستخدم أعداؤنا كل ما هو متاح من بيئة المعلومات لكي يقوموا بنشر أيديولوجيتهم وتعزيزها ـــ وبالتحالف مع شركائنا فيما بين الوكالات، تتعهد القيادة المركزية الأمريكية بمقاومة الجهود التي يقوم بها أعداؤنا. يعمل أعداؤنا داخل نطاق الإنترنت (وما يتعلق ببنيته التحتية ذات الصلة) لتخطيط وتنسيق وتجنيد وتدريب وتجهيز وتنفيذ وجمع الدعم للعمليات التي يتم شنها ضد الولايات المتحدة وحلفائها وضد مصالحهم. ويوضح تجنيد عمر فاروق عبد المطلب، صاحب التفجير غير الناجح لليلة رأس السنة، مدى قدرة أعدائنا للوصول عبر الحدود وتعزيز أساليبهم وتحدي البنى العسكرية التقليدية من أجل تحقيق أهدافهم. ومن الواضح أنه في عصر المعلومات، يجب أن يتأقلم جيشنا مع هذا الميدان الجديد من الحروب. إننا نطلب دعم الكونغرس لتمويل برامجنا التي تحاول مجابهة العدو في مجال المعلومات كما أننا نحتاج بالمثل للتمويل لزعزعة المتطرفين العدوانيين في ميدان القتال الفعلي.

أنشطة القيادة المركزية الأمريكية في بيئة المعلومات: تماشيا مع التوجيه الذي قدمه الوزير غيتس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإننا نتولى إدارة برنامج عمليات الصوت الجدي (Operations Earnest Voice) الذي يتزامن مع كافة أنشطة عمليات المعلومات ويشرف عليها. يسعى برنامج عمليات الصوت الجدي (OEV) لإعاقة تجنيد وتدريب المفجرين الانتحاريين، وحرمان أعدائنا من الملاذات الآمنة، ومجابهة الأيديولوجيا والدعاية المتطرفة. يدعم التمويل الكامل لبرنامج عمليات الصوت الجدي كافة الأنشطة المرتبطة بإفساد مخططات الأعداء، بما في ذلك إمكانيات المشاركة الإلكترونية وقدرات توزيع المنتجات عبر الإنترنت. إن المشاركة الفعالة لأعدائنا عبر الإنترنت تتطلب قدرتنا على توجيه سلسلة كاملة من الأنشطة العسكرية التقليدية ضدهم في هذا الميدان، بما في ذلك كافة مناحي عمليات المعلومات والاتصال الاستراتيجي. إننا نعمل بالتنسيق مع هيئة الأركان المشتركة والوكالات والوزارات الحكومية ومجتمع الاستخبارات وشركاء التحالف للتحقق من استخدام أعدائنا للإنترنت وللتعرف على التقنيات والتكتيكات والإجراءات التي يمكننا استخدامها لمجابهة العدو في الميدان الإلكتروني.

 

مكافحة استخدام أسلحة الدمار الشامل

خطورة استخدام أسلحة الدمار الشامل: إننا ندرك في القيادة المركزية الأمريكية المخاطرة البالغة والنتائج المدمرة المحتملة لاقتناء إحدى الجماعات الإرهابية، أو المنظمات العدوانية المتطرفة، أو إحدى الجهات الحكومة لأسلحة الدمار الشامل أو نشرها أو استخدامها. ومن ثم تظل الصلة بين الجماعات المتطرفة والممثلين الحكوميين الخبيثين وأسلحة الدمار الشامل أمرا بالغ الأهمية عبر المنطقة الخاضعة للمسؤولية وتمثل خطرا واضحا على شركائنا وحلفائنا وعلى الوطن الأمريكي ككل. تظل القيادة المركزية الأمريكية متيقظة حذرة في تنفيذ حظر انتشار الأسلحة ومجابهة الانتشار وركائز الإدارات الخارجية المتوالية للاستراتيجية الوطنية الأمريكية لمكافحة استخدام أسلحة الدمار الشامل.

مجابهة انتشار الأسلحة ومكافحة استخدام أسلحة الدمار الشامل: إن مجابهة انتشار المواد المتعلقة بصناعة أسلحة الدمار الشامل تمثل أحد الجوانب الأساسية لكافة جهود القيادة المركزية الأمريكية المعنية بمكافحة استخدام أسلحة الدمار الشامل. وبالاتفاق مع شركائنا الإقليميين، تعني القيادة المركزية الأمريكية بجهود الوكالات والوزارات الحكومية في الحد من قدرة أعدائنا على تمويل اقتناء عناصر مرتبطة بأسلحة الدمار الشامل وفي حرمان القائمين بالأعمال الضارة من إمكانية نقلهم للمواد ذات الاستعمال المزدوج المشتبه فيها عبر الحدود القومية. ومن أجل هذه الغاية، تلعب القيادة المركزية الأمريكية دورا رئيسيا في احتواء توجه إيران الواضح نحو امتلاك الأسلحة النووية انتهاكا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية من خلال تطبيق قرارات مجلس الأمن بالأمم المتحدة التي تصدر عقوبات على النظام الإيراني. تدعم القيادة المركزية الأمريكية أيضا منع ومجابهة إطار العمل المتعلق بانتشار الأسلحة بموجب المبادرة الأمنية لمكافحة الانتشار (PSI). إن برنامج الدفاع التعاوني (CDP) يمثل الدعامة الأساسية للقيادة المركزية الأمريكية لمكافحة المشاركة في انتشار أسلحة الدمار الشامل. يقدم برنامج الدفاع التعاوني سلسلة أنشطة مشاركة ثنائية وجماعية لتحسين القدرة على العمل بانسجام بين الولايات المتحدة والدول الشريكة وفي نفس الوقت يعزز إمكانيات الدول الشريكة في مكافحة استخدام أسلحة الدمار الشامل.

 

مكافحة القرصنة

تهديدات القرصنة الحقيقية والمتنامية: يواصل القراصنة المتمركزون في الصومال مهاجمة السفن الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر وفي أعالي البحار بالمحيط الهندي. يستخدم القراصنة السفن الذي تم أسرها كسفن رئيسية للقيام بالهجمات الناجحة على بعد 1400 ميل بحري من الساحل الصومالي. وقد ارتفع عدد هجمات القرصنة الناجحة من 42 في عام 2008 ليصل إلى 51 عام 2009 و68 عام 2010. ويحتجز القراصنة حاليا ما يقرب من 700 رهينة للحصول على فدية. ويعتبر الحصول على العديد من ملايين الدولارات كفدية لكل سفينة ضمانا لبقاء القرصنة أمرا مربحا للقراصنة وغيرهم من المشاركين في هذه الجريمة.

نموذج للتعاون الدولي: تعمل القيادة المركزية الأمريكية مع الشركاء الدوليين على مساعدة خفر الإقليم والعمل مع الشركاء من الوكالات الأخرى للقيام بالملاحقة القضائية للقراصنة المعتقلين (على الرغم من أننا نفتقر حاليا إلى الإطار القانوني الدولي للقبض على القراصنة ومقاضاتهم). تعتبر القرصنة تهديد لنا جميعا، وقد عززت من التعاون العسكري الدولي الذي يصلح كنموذج للتعاون في مجالات أخرى. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نعترف بأن العمل العسكري ما هو إلا جزء من الحل، لكنه مع ذلك يعد عنصرا أساسيا. وتقوم القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية بتنسيق جهود ما يزيد على 25 دولة مشاركة في مكافحة القرصنة بالبحر، كما تنسق مع قوة مهام الاتحاد الأوروبي "أتالانتا" ومجموعة قوات الأسطول البحري المرابطة التابعة لحلف شمال الأطلسي البحرية المشاركة في عملية "درع المحيط". وتترأس باكستان حاليا قوة المهام المشتركة 151 التابعة للتحالف الدولي لمكافحة القرصنة. كما تستضيف القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية شهريا مؤتمر الوعي المشترك والتدخل المتبادل في البحرين لتعزيز التعاون متعدد الجنسيات وتشجيع المؤسسات البحرية على تبني أفضل الممارسات للدفاع عن السفن من القرصنة. فبالإضافة إلى التحالف وحلف شمال الأطلسي وتمثيل الاتحاد الأوروبي، تضم المؤتمرات أيضا منظمات بحرية مدنية ووفود من الصين وروسيا واليابان والهند.

 

رابعا: المنهج الاستراتيجي

إن العديد من التحديات التي تواجهنا مترابطة وتتطلب حلولا شمولية طويلة الأمد، مما يدفعنا إلى تبني منهج شامل يتسم بكونه تعاونيا ومتكاملا ومستمرا. وبما أننا نتولى مجموعة عمليات وأنشطة متنوعة، فإنه ثمة ثلاثة مبادئ ترشد جهودنا:

تبني مناهج تعاونية من خلال الشراكة القائمة على المصالح المشتركة: أولا، يجب علينا تبني مناهج تعاونية للتعامل مع التحديات المشتركة.  إن قوة وأمن أمريكا يعتمدان على قدرتنا في مساعدة الدول الصديقة في المنطقة للدفاع عن أنفسهم والتأكيد على أهمية مبادرات القيادة المركزية الأمريكية لبناء قدرات للشريك وتتبع المبادرات الثنائية ومتعددة الأطراف. فبداية من مصالحنا المشتركة، يجب علينا الاستفادة من المزايا النسبية التي نتمتع بها مقارنة بكافة الدول المشاركة - على سبيل المثال، الاستفادة من الجغرافيا الفريدة أو القدرات المتخصصة. وعلى نحو مثالي، فإن هذه الجهود تضم المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية لتلك الدول التي تفضل المشاركة، مما يدعم الجميع بحيث يكون الكل أكبر من محصلة الأجزاء. إن الجهود التي نبذلها في سبيل تطوير حلول فعالة للدفاع الصاروخي والجوي المتكامل في منطقة الخليج تمثل نموذجا هاما لنوع الجهود التعاونية اللازمة لردع التهديدات المشتركة ودرئها. وكما ذكر آنفا، فإن التحالف الدولي لمواجهة القرصنة في الحوض الصومالي يعد نموذجا للتعاون متعدد الأطراف في المنطقة والذي لا يواجه القرصنة فقط ولكن يقدِّم فرصا للمشاركة في مجالات أخرى.

إن قدرتنا على التعاون مع شركائنا تعتمد إلى حد كبير على الثقة. وكنتيجة لنشر التقارير العسكرية والدبلوماسية السرية عن طريق الموقع الإلكتروني ويكليكس، فلابد من المثابرة لدعم وتعزيز الثقة مع شركائنا طوال الوقت. إننا صرحاء مع شركائنا بشأن هذه الحدث - والذي أخبر أعداءنا عن القيادات الداعمة لنا إضافة إلى التكتيكات والتقنيات والإجراءات الخاصة بنا. وما زلنا ملتزمين، كعادتنا دوما، بالتواصل مباشرة لتتبع الأهداف المشتركة. إننا نعمل على دعم جهودنا لضمان أمن اتصالاتنا والتركيز على تعزيز الأهداف الداعمة على نحو مشترك مع حلفائنا وشركائنا.

تكامل جهودنا من خلال تنفيذ حلول عسكرية مدنية: ثانيا، تتطلب الحروب التي نخوضها اليوم مناهج شاملة ومتكاملة تماما من أعلى المستويات إلى أدناها بحيث تشمل الدبلوماسية والاستخبارات والقوة العسكرية والاقتصاد في جهد متشابك لدعم التآزر. إن دعم الأمن والاستقرار في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية لا يمكن أن يتحقق بالوسائل العسكرية وحدها. ولذلك يجب علينا أن ننظر إلى ما هو أبعد من الاستخدام التقليدي للقوة العسكرية فقط وأن نوحد كافة عناصر القوة الوطنية لمجابهة التحديات العديدة التي نواجهها. وقد أظهرت تجربة القيادة المركزية الأمريكية أن القوة العسكرية وحدها ليست كافية لمجابهة التحديات التي نواجهها مع شركائنا. حيث إن الدبلوماسية والتطوير يمثلان أهمية حيوية تماما مثل الدفاع في تأمين المصالح الوطنية. تدعم القيادة المركزية الأمريكية الجهود التي من شأنها التصدي لأوضاع عدم الاستقرار الأساسية والتي تغذي الصراعات الراهنة. إن الاستخدام الناجح لوسائل القوة الوطنية هذه، بشكل متعاقب، يستند إلى قدرتنا على تحقيق التناغم في علاقاتنا العسكرية المدنية. ومن ثم، فإن فراغ المناصب الدبلوماسية في المنطقة يشكل أحد المخاوف الأمنية بالنسبة لنا.

إن القوات المنتشرة  العاملة في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية - والتي نشأت من داخل وخارج المنطقة - تتطلب تنسيقا وتعاونا استثنائيا على مستوى القيادة المقاتلة. لقد حققنا نموا عبر المناطق الجغرافية الواقعة في نطاق مسؤوليتنا يتمثل في التعاون مع قيادة المحيط الهادي "PACOM " الأمريكية بشأن الموضوعات المتعلقة بالصين والهند والتعاون مع القيادة الأمريكية الأوربية حول الموضوعات المتعلقة بروسيا و تركيا وعملية السلام بالشرق الأوسط. تتزامن مجهودات القيادة المركزية وقيادة المحيط الهادي على نحو منتظم لمواجهة التحديات المشتركة مثل القرصنة وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل ودعم مواجهة التنظيمات العدوانية المتطرفة. علاوة على ذلك، فنحن مستمرون في العمل عن كثب مع القيادة العسكرية الأمريكية بأفريقيا "أفريكوم" لمواجهة إخفاق الدولة في الصومال إضافة إلى مشاركة الأصول الهامة لمواجهة متطلبات القوة في هذا الوقت الحرج. وقد أسسنا معا منطقة عمليات مشتركة لمواجهة القرصنة في حوض الصومال. إننا نعمل مع القيادة العسكرية الأمريكية لعمليات الإنترنت لدعم العلاقات العالمية في مجال عمليات الإنترنت ومع القيادة الشمالية الأمريكية لحماية حدود الولايات المتحدة وأمنها الداخلي. وعموما، فإن جهود القيادات المقاتلة تسير على ما يرام.

دعم الحلول الدائمة من خلال إظهار الالتزام على المدى الطويل: في النهائية، يجب أن يكون لدينا منهج دائم في المنطقة. فالاستمرار في الوفاء بالتزاماتنا على المدى الطويل في المنطقة الخاضعة لمسؤوليتنا، يحسن عمق علاقاتنا في المنطقة ويزيد احتمالية التعاون في البداية. وفي هذه المنطقة من العالم يتم الحكم علينا بالأعمال لا بالأقوال. فأعمالنا الفردية التي تدعم الثقة تدلل على دورنا في أرجاء المنطقة وذلك على مدار عقود. كما تعتمد الحلول الدائمة للمشاكل التي نواجهها أيضا على الاستقرار والنمو الاقتصادي الثابت والتطور في الحكومة. ولتحقيق هذه الغاية، تدعم القيادة المركزية الأمريكية الجهود على المدى الطويل لشركائها لتنمو اقتصاديا ولتطوير المؤسسات الحكومية القانونية الفعالة.

 

5. تمويل الحرب

بخلاف هيئات التمويل الهامة التي تم تسليط الضوء عليها آنفا، يتطلب إنجاز مهمتنا أن نقوم بتمويل المقومات الهامة التالية بصورة كاملة وفعالة. إننا نقدر دعم الكونغرس لتزويد محاربينا على جبهة القتال بالأدوات التي يحتاجونها لإنجاز مهامهم بالغة الصعوبة. وحيث إننا نتهيأ لعدو ذكي، فإننا ندرك الحاجة إلى تسريع عمليات الاقتناء الخاصة بنا لتمكننا من الانتصار على مناورات أعدائنا. كما أننا أيضا ندرك التزامنا بأن نكون إداريين كفوئين للموارد المالية للدولة. لقد أرست القيادة المركزية الأمريكية آليات مراقبة صارمة لتنفيذ السلطات المالية الخاصة بنا وتطبيق إشراف أكثر فعالية يمكن تنفيذه على جميع برامجنا.

 

الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع

أداة لا يمكن الاستغناء عنها: هناك حاجة كبيرة ومبررة لقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في المنطقة الخاضعة للمسؤولية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية. ففي أفغانستان، تمثل قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المتواصلة إحدى أكثر مضاعفات القوة فعالية وأهمية وهي تسهم مباشرة في حماية جنودنا من تهديد أجهزة التفجير المرتجلة من خلال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. وبالتعاون مع وحدة مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، فقد عززنا قوات المساعدة الأمنية الدولية (ISAF) بقدرة متزايدة وبدرجة كبيرة لمواجهة طالبان وفهم البيئة التي نعمل فيها. علاوة على ذلك، وحيث إننا نقوم بتخفيض قواتنا تدريجيا من العراق، فإننا نكيف توزيع الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بطريقة منظمة لضمان احتفاظنا بقدرة كافية لدعم قواتنا في العراق كما أننا نوفر الموارد الضرورية في أفغانستان والأماكن الأخرى في ذات الوقت. نحن مستمرون في تحسين قدرتنا الرامية للدمج بشكل كامل فعاليات الولايات المتحدة مع حلفائها من القوات الخاصة بالأستخبارات والمراقبة والإستطلاع في التحالف وذلك لحرمان التنظيمات المتطرفة عبر الحدودية من إيجاد ملاذ آمن وقواعد للتدريب أو مناطق تساعدها على القيام بالهجمات.

تعزيز قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع: إننا نقدر بشدة الدعم الذي يقدمه الكونغرس ونائب وزير الدفاع الأمريكي لعمليات الشراء والتقنية للوفاء بالمطلب المستمر لقدرات نشر الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع واستغلالها وتجميعها لتقدم بسرعة أكبر. وبالترابط مع احتياجاتنا إلى الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، فإننا ندرك الحاجة إلى مزيد من تحسين التكامل والتعاون بين العناصر الجوية والأرضية والتي تعتبر من الأمور الحيوية لقوات الدعم الجوي وللنظرية المعنية بمكافحة التمرد. إننا ندعم تجربة موضوعية محددة لتحسين المتطلبات لقوة استخبارات ومراقبة واستطلاع مسلحة ومزودة بالجند بطريقة تتناغم مع التحديات الفريدة لمكافحة التمرد في أفغانستان. إن عمليات الاستثمار المستمرة في تقنية الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وكذلك البنية التحتية وأسلوب البناء والأدوات والأفراد (وخاصة مديرو الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المدربون) تساعدنا على زيادة المكاسب الهامة التي حققناها في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية - وتمكننا من استخدام الترسانة الحالية لقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في هذا المجال.

قدرات الاستخبارات الهامة: تعتبر الاستخبارات البشرية ومكافحة الاستخبارات من الأمور الهامة تماما مثلها مثل الحلول التقنية لتجميع المعلومات عن بعد وخاصة عند إجراء العمليات في الحروب بين الأشخاص. وتعتبر أنشطة الاستخبارات هذه بمثابة وظائف حكومية متأصلة تتطلب وقتا طويلا للتطوير. تتخذ القيادة المركزية الأمريكية وضعا يمكنها من التطبيق الدائم لقدرات الاستخبارات البشرية لدينا لتمكننا من معرفة خطط العدو ونواياه. تتخذ القيادة المركزية الأمريكية وضعا يمكنها من التطبيق الدائم لقدرات الاستخبارات البشرية لدينا لتمكننا من معرفة خطط العدو ونواياه. كما أننا أيضا نعيد تشكيل قوات مكافحة الاستخبارات لدينا لمواجهة تهديدات أجهزة الاستخبارات الأجنبية المعادية والتنظيمات العدوانية المتطرفة والتي تستخدم تقنيات إلكترونية معقدة وأشخاصا مطلعين موثوق بهم لاختراق شبكاتنا وإفشاء عملياتنا.

 

تحسين حماية القوات ومواجهة الأجهزة التفجيرية المرتجلة

خيار سلاح العدو: الآن وفي المستقبل القريب، سيستخدم العدو أجهزة تفجيرية مرتجلة لقتل جنودنا وإلحاق الاصابات بهم. ما زالت هذه الأجهزة تمثل الخطر الأعظم الذي يواجهه الولايات المتحدة وقوات التحالف المنتشرة في أفغانستان والعراق، إلى جانب تهديد مصالح الولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. في أفغانستان، تسببت الهجمات المنفذة باستخدام الأجهزة التفجيرية المرتجلة في 60 بالمائة من الخسائر في صفوف قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف، على الرغم من أن الاصابات من جراء هذه الأجهزة قد تناقصت بشكل ثابت على مدار الستة أشهر الماضية. غير أن تدفق المساعدات المدمرة ونقل تقنية الأجهزة التفجيرية المرتجلة وموادها وتطوير إجراءات وتقنيات تكتيكية جديدة يعتبر تهديدا عالميا. إن المتفجرات محلية الصنع، والتي تضمل ما يقرب من 85% من الأجهزة التفجيرية المرتجلة، بالإضافة إلى انتشارالمواد الخصة بالأجهزة التفجيرية المرتجلة والتي تكون متاحة في السوق إضافة إلى المتفجرات من الصنف التجاري تجعل هذه الأجهزة رخيصة نسبيا وسهلة الصنع والاستخدام.

المجهودات المستمرة بين الوكالات لمواجهة الأجهزة التفجيرية المرتجلة: تتصدى القيادة المركزية لتهديد الأجهزة التفجيرية المرتجلة من خلال العمل مع جميع أجهزة القوات المسلحة المنظمة والمشتركة المعنية بإبطال مفعول الأجهزة التفجيرية المرتجلة. تستمر القوات المسلحة في تزويد الولايات المتحدة وقوات التحالف بأحدث تقنية للحد من أثر الأجهزة التفجيرية المرتجلة وإبطالها. وبفضل الكونغرس ووزارة الدفاع، فإن القيادة المركزية الأمريكية وشركاءنا المحليين والدوليين قاموا باستقدام عدد غير مسبوق من المركبات المحصنة ضد الألغام والكمائن في أنحاء أفغانستان والتدريب الميداني عليها. وقد برهنت هذه المركبات على أهميتها في تأمين قابلية التحرك التكتيكي لجنودنا في الطرق المحفوفة بالمخاطر. وقد قامت القيادة المركزية الأمريكية مؤخرا بالتعاون مع مجموعة التكامل الرئيسية لمواجهة الأجهزة التفجيرية المرتجلة والمنظمة المشتركة المعنية بإبطال مفعول الأجهزة التفجيرية المرتجلة وذلك بإرسال مجموعة من المساعدات لمواجهة الأجهزة التفجيرية المرتجلة، وقد برهنت تلك المبادرات قدرتها على إنقاذ الأرواح في جبهة القتال. ونتيجة لذلك، فإننا نكتشف المزيد من الأجهزة التفجيرية المرتجلة ونقوم بإزالتها في العراق و أفغانستان – وذلك بنسبة تزيد على 60 بالمائة على مدار 12 شهرا بينما بلغت النسبة في الربع الأخير من 2010 ما يصل إلى 70% بالمائة. وتعزو هذه التحسينات نسبيا إلى مزيد من النصائح من السكان والتكتيكات الأفضل والمساعدات الإضافية، بما في ذلك الاستخدام الفعال للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع من قبل الجيوش للتصدي لهذا التهديد.

مهاجمة الشبكة: نحن نتتبع الشبكة الكاملة الخاصة بالأجهزر التفجيرية المرتجلة كما نتتبع خطوط الإمداد التابعة للمتمرين. لقد دخلت العديد من نجاحاتنا الحديثة في استخدام نظم دائمة موضوعة عبر مناطق تهديد خطيرة للمساعدة في تطوير رؤيتنا للمنطقة المحلية. إننا نحمي في الوقت ذاته القوة باستخدام الكلاب المدربة ومداحل لإزالة الألغام وأجهزة التشويش والأجهزة المحمولة يدويا. وتستخدم الآن قوات المارينزفي جنوب أفغانستان تقريبا كلب واحد لكل فرقة، وعما قريب سيكون لدينا أكثر من 200 كلب يعمل في أفغانستان. وبجانب القوات المسلحة والمنظمة المشتركة المعنية بإبطال مفعول الأجهزة التفجيرية المرتجلة ولهيئات الأكاديمية، سنستمر جميعا في عمل كل شيء في قدرتنا لضمان أن أفراد قواتنا المسلحة وشركاء التحالف مزودين بأفضل تقنية وتدريب متاح للقضاء على تهديد أجهزة التفجير المرتجلة.

دعم المجهودات الإضافية لمواجهة أجهزة التفجير المرتجلة: نحن مستمرون في مطالبة مؤسسات الدفاع بتوفير حلول مبتكرة لمواجهة تهديد أجهزة التفجير المرتجلة. إن خط الإمداد الجوي والإنزال الجوي يقللان بشكل كبير عدد أفراد القوات المسلحة المعرضين لتهديد أجهزة التفجير المرتجلة. وفي الواقع، فإن عدد أرطال الإمداد التي يتم إنزالها جويا في أفغانستان قد تضاعف بشكل سنوي منذ عام 2005، بمعدل استرداد مذهل يزيد على 98 بالمائة. ومع ذلك، فإنه من غير الممكن استكمال جميع التحركات الهامة جوا. إننا نطالب بأن يواصل الكونغرس تمويل تلك المنظمات التي تقدم البحث والتطوير لتقييم أنظمة مكافحة أجهزة وتقنيات التفجير المرتجلة الجديدة والحالية ولا سيما في مناطق ما قبل التفجير واكتشاف أجهزة التفجير المرتجلة عن بعد وكذلك الأسلحة غير الفتاكة لحرمان العدو من القدرة على تصنيع أو وضع أجهزة تفجير مرتجلة. كما أننا نطلب أيضا من الكونغرس أن يوفر المرونة لمواجهة التهديدات المستقبلية والجديدة والناشئة بسرعة وبشكل استباقي، فتلك التهديدات إما أن تكون في جبهة القتال أو تهديدات محتملة والتي تتمثل في إمكانية التعرض للهجوم حيث قد يكون من الصعب مواجهتها.

 

توحيد القيادة ومراقبة شبكات "سي 5" (C5)

إن التحالف والقيادة والمراقبة والاتصالات والكمبيوتر وشبكات (C5) والتي تفي بالمتطلبات الصعبة لجنودنا في مسرح العمليات من الأمور الضرورية للقيادة المركزية الأمريكية. وحاليا، فإن مهمة القيادة ومراقبة الشبكات المتاح لقواتنا المنتشرة يتم تقسيمها بين القوات المسلحة والوكالات والقيادات المقاتلة مما يؤدي إلى تأخير العمليات وتراجعها الأمر الذي قد سمح للأعداء باستغلال هذا القصور الإلكتروني الأساسي لفترة طويلة. ومع ذلك، فإن أحد الشبكات الساطعة هي شبكة المهمة الأفغانية والتي تمكن قوات التحالف والولايات المتحدة والمدنيين من الاحتفاظ بالاتصال والتزامن في جبهة القتال ويتم ربطها بالقوات الداعمة في جميع أنحاء العالم. إننا ننشد دعم الكونغرس لتمكين التكامل الفعال وتوسيع الشبكات في الأماكن التي نخوض فيها الحروب بداية من البيئات البحرية وحتى الطبقة الجوية وفوق المناطق الجبلية الوعرة.

 

6. الختام

وفي الختام نحن نقدر بشدة دعم الكونغرس بالنيابة عن أفراد القوات المسلحة الأمريكية الذين يخدمون في منطقة القيادة المركزية الأمريكية. لقد خاضت القوات الأمريكية البواسل اليوم حربين تقريبا في عشر سنوات في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. وإنهم، بروح رائعة، يتطلعون إلى ما وراء التباس وطول مدى العمليات الملحة المعقدة هذه الأيام ويلبون نداء وطنهم. فشجاعتهم وشخصيتهم والتزامهم في مقابل الانتشارات المتكررة من الأمور المحفزة. وبصفتي قائدا لهم، فإنني فخور بأن أخدم جنبا إلى جنب معهم. شكرا جزيلا لكم على الدعم الدؤوب لجنودنا في مواجهة المخاطر ولأسرهم هنا في الوطن.

 

 

_MEDIA_GALLERY

فيديو
صور

Combat Camera -->

CENTCOM Photos -->

no press releases available at this time
No audio available at this time.
Content Bottom

@CentcomNews //Social Media//

الجديد على تويتر
الصور الأكثر مشاهدة على فليكر
120603-A-UG106-030

120603-A-UG106-030
viewed 805 times

المرئيات الأكثر مشاهدة على اليو توب
وجهاً لوجه مع سنتكوم - الحلقة الثالثة

وجهاً لوجه مع سنتكوم - الحلقة الثالثة
viewed 0 times

أصدقاء الفيس بوك
23,111+