التعليم والدراسة | نحو تحقيق أهداف المستقبل

30 أيار/مايو 2008

التعرّف على الناس وتبادل الآراء عبر الإنترنت

الانضمام إلى مجموعة متصلة عبر الإنترنت قاد إلى سفر امرأة هندية شابة في رحلات إلى أماكن قصية.

 

بقلم مايتريي دوشي

عندما كنت في السادسة عشرة من عمري في العام 1998، وجدت نفسي على متن طائرة للمرة الأولى في حياتي مغادرة بلدي الأم، الهند، للسفر إلى بوسطن، بولاية مساتشوسيتس في الولايات المتحدة الأميركية، لحضور نشاط يرعاه معهد مساتشوسيتس للتكنولوجيا (MIT).

وعندما أفكر الآن بما حدث أدرك ما لم أدركه آنذاك، وهو أن تلك الفرصة التي  كانت جزءاً من مؤتمر الشبيبة في معهد مساتشوسيتس للتكنولوجيا، غيّرت مجرى حياتي ووضعتني في مسار استكشفت فيه المزيد عن تكنولوجيا المعلومات، ومجتمعات الإنترنت، والأسفار إلى مختلف أنحاء العالم. 

جمع مؤتمر قمة الشباب حوالي 100 شاب وشابة ينتمون إلى 54 بلداً لمناقشة السبل التي يمكن من خلالها للتكنولوجيا حل المشاكل المتعلقة بأطفال العالم. وقد أمضينا ستة أشهر نناقش هذه المسائل ضمن مجموعتنا الخاصة عبر الإنترنت، وكانت تلك أول تجربة لي للتعرف على الناس وتبادل الآراء عبر الشبكة العنكبوتية.

وبعد ذلك المؤتمر، انضممت إلى مجموعة متصلة عبر الإنترنت أنشأها موقع إيصال تكنولوجيا المعلومات إلى جميع أنحاء العالم أو TakingITGlobal، الذي كان مكاناً جديداً مثيراً جداً ومختلفاً جداً عن العالم الذي أعرفه. قابلت أناساً رائعين على الشبكة العنكبوتية، حفزوني على إحداث فرق في مجتمعي. وأدركت أن الحياة تتضمن أموراً كثيرة أخرى غير الدراسة والتخرج. ولا جدل في أننا كنا شباباً مثاليين يحاولون العمل في مشاريع تكون أحيانا بعيدة المنال، ولكن بطريقتنا الخاصة المتواضعة، أحدثنا تغييراً في أحوال مجتمعنا.

إن موقع (TIG)، كان، وما زال، مجتمعاً مترامي الأطراف تطلّب جمعه سوية جهوداً مكثفة. وأذكر بوضوح أنني كنت استيقظ عند الساعة الثانية صباحاً لمتابعة اجتماع لمجلس إدارة المجموعة عبر برنامج "المراسل الفوري". ومن الطبيعي أنه يتحتم على البعض الاستيقاظ في منتصف الليل عند محاولة أشخاص يعيشون في كافة المناطق الزمنية في العالم ترتيب اجتماع. 

وأذكر أنني بكيت وظللت أشعر بالكآبة لعدة أيام عندما فشل أحد المشاريع العزيزة على قلبي. وأذكر السعادة الغامرة التي كنت أشعر بها عندما أجتمع وجهاً لوجه لأول مرة مع بعض أصدقائي في مجتمع الإنترنت. كما أذكر التشجع الذي شعرت به عندما شاهدت تمكّن أصدقائي من إحداث فرق في مجتمعاتهم وأدركت أنه يمكنني تحقيق ذلك أيضاً. 

إن المجتمع المتصل بالإنترنت الذي أوجدته لنفسي خلال السنوات التسع الماضية لعب دوراً هاماً في حياتي الشخصية، وشكل حياتي المهنية التي أعيشها اليوم. فقد ساعدني كي أصبح شخصاً أفضل، يفكر خارج الأطر المألوفة. والأهم من كل ذلك، أنه حفزني على صنع فرق داخل مجتمعي. وبفضل مجتمع الإنترنت ذلك، بدأت أدرس لنيل شهادة ماجستير في الفنون المجتمعية من معهد كلية الفنون في ماريلاند في حزيران/يونيو 2007. وما أرجوه من خلال هذا التخصص هو التوصل إلى فهم أفضل للكيفية التي يمكنني من خلالها استخدام الفن كوسيلة لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. وما أبغيه هو صهر نشاطي  مع حماسي للفن في عملية تبتدع لي مهنة فريدة تشحذ قدراتي وتلبي احتياجاتي كفنانة وتفيد المجتمع أيضا.

وأنا أشعر دوماً بالامتنان لكوني حصلت على هذه الفرصة لأصبح جزءاً من المجتمع المتصل عبر شبكة الإنترنت، ولكوني اغتنمت هذه الفرصة ولم أفوتها عندما أُتيحت لي.

وعندما أفكر أحياناً بما كان يمكن أن تكون عليه حياتي لو لم أُشارك في قمة الطلاب الشباب تلك، أشعر بالخوف من التفكير بذلك. 

مايتريي الآن في الثالثة والعشرين من العمر، وقد أكملت برنامج دراسات جامعية للحصول على شهادة البكالوريوس  في جامعة كونكورد في أثينا، بولاية وست فرجينيا عام 2006، وحصلت على وظيفة في واشنطن العاصمة كمصممة مختصة بالفنون التخطيطية ومساعدة في إصدار المنشورات لدى الاتحاد العام لنوادي النساء.  

 

الآراء المعبر عنها في هذه المقالة لا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو سياسات حكومة الولايات المتحدة الأميركية.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي