15 آذار/مارس 2007

الجمهور الأميركي يصفق طويلاً لأحدث أفلام المخرج الإيراني بناهي

فيلم "التسلل" يعتبر تحية "لروح المرأة الإيرانية التي لا تُقهر"

 

من جودي آييتا، المحررة في موقع يو إس إنفو

بداية النص

نيويورك، 15 آذار/مارس، 2007- كانت الصفوف الطويلة أمام شباك التذاكر على أمل إلغاء حجز في آخر لحظة بمثابة دليل على نفاد بطاقات حفل فيلم "أوف سايد" (أي التسلل إلى المكان الخطأ في لعبة كرة القدم)، للمخرج الإيراني المشهور جعفر بناهي، الذي عرضته جمعية الأفلام السينمائية في لنكولن سنتر في 12 آذار/مارس. 

وداخل مسرح وولتر ريد الذي يحتوي على 268 مقعداً، كان رد فعل الجمهور على الفيلم والأسئلة التي تم توجيهها إلى الأستاذ المحاضر في جامعة كولومبيا، حامد دباشي، دليلاً آخر على اهتمام المشاهدين بفن السينما وبالأفلام الإيرانية وبإيران بشكل عام.

وقد أوضح رتشارد بينا، مدير برامج جمعية الأفلام السينمائية، أن أحد الأسباب التي جعلته يختار هذا الفيلم كان منح الأميركيين فرصة "ربما فهم هؤلاء الناس الذين يبدو أن لدينا تعاملاً كثيراً جداً معهم ولكننا لا نعرف إلا القليل جدا عنهم."

وكان فيلم "التسلل" قد عُرض لأول مرة في الولايات المتحدة في خريف العام 2006 في مهرجان نيويورك للأفلام السينمائية الشهير. ويسلط المهرجان، الذي يستمر 17 يوماً، الضوء في كل عام على أحدث وأهم أعمال المخرجين من جميع أنحاء العالم.

وقال دباشي إن الأفلام السينمائية وسيلة "مهمة بشكل خاص" لتعريف الأميركيين على صورة مختلفة لإيران.

وتتابع أحداث الفيلم ما يحصل لمجموعة من الصبايا اللاتي يتخفين بزي فتية أثناء محاولتهن التسلل لمشاهدة مباراة كرة قدم عالمية مهمة جداً بالنسبة لإيران. ذلك أنه إن فازت إيران في مباراتها ضد البحرين، ستشارك في مباراة كأس العالم لكرة القدم للعام 2006، وهو إنجاز ظل بعيداً عن منال فريق إيران لعدة سنوات. وقد صور بناهي معظم أحداث الفيلم بينما كانت المباراة الحقيقية بين إيران والبحرين تجري في خلفية الصور.

وكانت معرفة الفتيات بأصول اللعبة وبنجومها وتعطشهن لأن يكن جزءاً من الجمهور المتحمس لا تقل بأي شكل من الأشكال عن معرفة وحماس الرجال والفتية الذين عج بهم المدرج. وتتلاشى في حماس اللحظة الآنية بيانات رجال الدين التي تحرم على النساء حضور مثل هذه المباريات. 

ويركز بناهي، الذي قال إنه استوحى أحداث الفيلم من تجربته الشخصية عندما حاول أن يحصل على إذن لنفسه ولابنته لحضور مباراة في العام 2004، على خمس صبايا يتم اكتشافهن ووضعهن في قفص احتجاز قريب من الملعب ولكنه غير مشرف عليه، إذ لا يسمح لهن بمتابعة ما يحدث ويجعلهن معتمدات تماماً على جندي يروي لهن، بشكل غير مرض، تفاصيل المباراة. ويكشف المخرج، من خلال توسلات الفتيات وحديثهن مع الجنود، الانفصام في حياتهن في القرن الحادي والعشرين في طهران؛ مباريات كرة القدم للرجال فقط؛ دور السينما للرجال والنساء؛ اهتمامات الإيرانيات العالمية المتجاوزة للحدود المحلية الغريبة عن مفاهيم الجنود القرويين البسطاء، الذين يتمسكون بالتقاليد وبطريقة حياتهم في المزرعة.

وقد اختار المخرج "أوف سايد" (التسلل) عنواناًً لفيلمه، لأن الفتيات يظهرن فيه، كبعض حراسهن، في المكان الخطأ، أو متسللات إلى مكان غير مشروع كما يفعل لاعبو كرة القدم أحيانا في محاولة لتسجيل هدف. 

وتقول إحدى الصبايا في الفيلم لأحد الجنود إن الفتيات يلعبن هن أيضاً كرة القدم في ملاعب مدارسهن بإشراف مدربات. وتخبره أنه عندما تبارى فريق مدرستها ضد فريق من بلد أجنبي، اضطر مدرب ذلك الفريق إلى إرسال تعليماته لفريقه بالهاتف من خارج الملعب.

وقال دباشي إن فيلم "أوف سايد" فيلم "مكرس إلى حد بعيد لقضية حرية الناس ونضالهم."

وأضاف أنه "تحية واحتفاء بروح المرأة الإيرانية التي لا تُقهر وخاصة في تحديها الاستبداد، والدفاع عن حقوقها، وتصدر نضال بلدها في سبيل الحرية والديمقراطية."

ووصف الأستاذ الجامعي سيناريو الفيلم بأنه "ينتمي إلى التقليد العظيم الموجود في إيران من الرجال الذين انضموا إلى زميلاتهم على امتداد تاريخ إيران الحديث مدافعين عن قضايا المرأة."

وأردف: "إن الامتياز الممنوح للرجال الإيرانيين لا يعود إلى أنه "من الرائع أنهم يدافعون عن النساء الإيرانيات،" وإنما يعود إلى كون قضية المرأة الإيرانية هي قضية كل الإيرانيين. ويتوقف نجاح أو فشل الثورات ... على درجة تأكيد حقوق المرأة."

ووصف دباشي فيلم "أوف سايد" بأنه "تتويج لإنجازات السينما الإيرانية خلال العقدين الماضيين" قائلاً إنه أصبح جزءاً من مجموعة أفلام رائعة أنتجها سينمائيون إيرانيون عبروا عن بواعث قلق اجتماعية وسياسية. (أنظر التقرير المتصل بالموضوع).

كما تحدث الأستاذ بداشي عن أحدث كتبه، "إيران: شعب قوطع تقدمه،" الذي يحلل أحداثاً واتجاهات ثقافية وتطورات سياسية أساسية. وقال إن الكتاب بمثابة "رسالة غرام إلى بلدين عزيزين جداً على قلبي، وطني الأصلي إيران، والولايات المتحدة أيضاً حيث أعيش وحيث وُلد أبنائي."

ويعود أصل دباشي إلى منطقة الأهواز الإيرانية. وقد تلقى تعليمه في إيران قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة لمواصلة تعليمه العالي، ونال في النهاية درجة دكتوراه مزدوجة في علم اجتماع الثقافات وفي الدراسات الإسلامية من جامعة بنسلفانيا. وهو أستاذ كرسي هاغوب كيفوركيان للدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك.

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي