بيئة | حماية مواردنا الطبيعية

03 ايلول/سبتمبر 2008

بنسلفانيا:تغيير طريقة تفكير أميركا حول الطاقة

 

بقلم كاثلين أ. مغينتي

تعتمد بنسلفانيا أحد المعايير الأكثر تقدماً لمشاريع الطاقة البديلة التي تضمن أنه بحلول عام 2020 سوف تستخرج نسبة 18% من إجمالي الطاقة المولّدة من موارد نظيفة، فعالة، ومتقدمة. ويضع قانون الطاقة النظيفة ولايتنا في طليعة حركة متنامية تقوم بها حكومات الولايات لتأمين التوزيع والاستعمال الواسعين للطاقة الشمسية الخالية التي لا تسبب أي تلوث على الإطلاق، وهي تبني إلى حد كبير على موقعنا القيادي في حقل إنتاج الطاقة الهوائية شرق نهر الميسيسيبي. وقد تزعم حاكم ولاية بنسلفانيا، إدوارد جي. راندال شخصياً حملة اجتذاب الشركة الإسبانية لتوليد الطاقة الهوائية، غاميزا كوربوريشن التي تستثمر حالياً 84 مليون دولار لإنشاء مركزها الرئيسي في الولايات المتحدة، ولإقامة أربعة مرافق لإنتاج الطاقة من الرياح، في بنسلفانيا.

وتستعمل الولاية، التي اشتهرت تقليدياً بالفحم الحجري، قدرتها الشرائية في حفز سوق مشاريع الطاقة البديلة من خلال الاستثمار في تكنولوجيات متقدمة تجعل هذه الموارد أكثر قدرة على التنافس في أسواق الطاقة. وسوف تستبدل ولاية بنسلفانيا،على امتداد سنوات العقد التالي، 3.4 مليار لتر من وقود النقل بموارد بديلة منتجة محلياً كالإيثانول (الكحول الأثيلي) والديزل البيولوجي، أو بأنواع وقود مستخلصة من عمليات تسييل الفحم. وتمثل كمية 3.4 مليار لتر الكمية المتوقع استيرادها من الوقود من الخليج الفارسي إلى بنسلفانيا بعد عشر سنوات. وسوف تستثمر الولاية مبلغ 30 مليون دولار على امتداد السنوات الخمس القادمة لإنشاء بنية تحتية لإعادة الإمداد بالوقود وإنتاجه من أجل دعم عمليات التوزيع الواسع لأنواع الوقود البديلة.

ومن الممكن جداً أن تصبح بنسلفانيا قريباً المنتج الرئيسي في البلاد للديزل البيولوجي، منتنقلة من عدم إنتاج أي كمية منه في أوائل 2005، إلى إنتاج سنوي مخطط له يبلغ 151 مليون ليتر خلال الأشهر الاثني عشر القادمة. وقد أصبحت الولاية الآن مقر أول مرفق متقدم جداً لحقن الوقود البيولوجي في الساحل الشرقي من الولايات المتحدة، وهو المرفق الذي بوشر بتشغيله في أواخر عام 2005 بمساعدة مالية قدمتها الولاية قدرها 219,908 دولار. وسوف يساعد المرفق في الاستغناء عن 12.1 مليون لتر من النفط المستورد واستخدام ديزل بيولوجي منتج محلياً بدلها، وبذلك سوف يتم الاحتفاظ في الولاية بمبلغ 6 ملايين دولار نتيجة تقليص حاجة الولاية لشراء الوقود من دول أخرى.

كما يجري الآن إنشاء أول مصنع في الولايات المتحدة لتحويل الفحم إلى غاز وتسييله في شمال شرق بنسلفانيا. وسوف يستخدم المصنع مخلفات الفحم لإنتاج 151 مليون لتر سنوياً من وقود الديزل الذي يحترق بشكل نظيف. وما تفعله بنسلفانيا لدعم المشروع لم يسبقه مثيل، فقد شكلت اتحاداً مالياً للوقود مع القطاع الخاص الصناعي لشراء كل ما ينتجه المصنع تقريبا. وسوف تؤمن بذلك بنسلفانيا التزود بالوقود طوال عشر سنوات تقريباً بأسعار تقل كثيراً عن الأسعار السائدة حالياً في السوق لضمان تأمين وجود سوق مستمرة على المدى الطويل لإنتاج المصنع من الوقود.

تنفق بنسلفانيا حالياً حوالي 30 مليار دولار سنوياً لاستيراد وقود الطاقة. وبدلاً من إنفاق هذا المبلغ نقوم حالياً بالاستثمار في ولايتنا ونوفر فرص العمل لسكان بنسلفانيا. وقد أعيد تنشيط هيئة تطوير الطاقة في بنسلفانيا بعد سنوات من الخمول، ومَنحت مبلغ 15 مليون دولار على شكل منح وقروض إلى 41 مشروعاً لإنتاج الطاقة النظيفة ستؤدي إلى استقطاب مبلغ 200 مليون دولار من الاستثمارات الخاصة. وسوف تخلق هذه المشاريع 1558 فرصة عمل في أشغال بدء الإنشاء وفي التشغيل المتواصل. ومنح "برنامج بنسلفانيا لمنح جني الطاقة"، منذ بدء تنفيذه في أيار/مايو 2003، مبلغ 15.9 مليون دولار واستقطب مبلغ 43.7 مليون دولار من القطاع الخاص لمشاريع تستخدم مصادر طاقة بديلة كالهواء والشمس والكتلة البيولوجية ومخلفات الفحم والطاقة المعاد تدويرها.

وما تهدف إليه تكنولوجيا الطاقة المتقدمة هو تحقيق حماية البيئة والتنمية الاقتصادية أيضا. وقد بدأنا في بنسلفانيا بتغيير الطريقة التي تتبعها الولايات المتحدة في إنتاج الوقود وطريقة تفكيرها بالطاقة، مجتذبين الاستثمارات التي تستطيع أن تحفز الاقتصاد وتخلق فرص العمل، وموظفين الموارد المحلية من أجل تعزيز الأمن الداخلي، ومحققين تحسينات لا يستهان بها في مجال حماية البيئة.

كاثلين أ. مغينتي، أمينة سر دائرة حماية البيئة في ولاية بنسلفانيا

 

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو سياسات الحكومة الأميركية.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي