شكلت مسألة الأهلية للتصويت قضية مستمرة في التاريخ الأميركي. وقد توسع هذا الحق تدريجا، منذ تأسيس الدولة، من حق منحصر بالذكور البيض من أصحاب الأملاك حتى أصبح حقاً شمولياً يتمتع به كل شخص أميركي تقريباً تجاوز عمره 18 سنة. وقد تطلبت كل مرحلة من التوسع في حق التصويت عملاً شاقاً على أيدي ناشطين متفانين وقادة شجعان كرّسوا جهودهم لكفاح قاسٍ دام عدة سنوات، وأحياناً عدة عقود.
ج- الهيئة الانتخابية هي عبارة عن مجموعة من المواطنين الذين تختارهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس ونائب الرئيس نيابة عن سكان الولايات. وتختلف عملية اختيار هؤلاء المقترعين ما بين ولاية وأخرى، ولكن الأحزاب السياسية ترشح المقترعين عادة في مؤتمرات الولايات الحزبية أو عن طريق تصويت أعضاء لجنة الحزب المركزية. ويختار الناخبون في كل ولاية، من خلال تصويتهم لرئيس ونائب رئيس، المقترعين يوم الانتخابات العامة. والهيئة الانتخابية، هي التي تنتخب الرئيس، وليس الأصوات الشعبية، وإن كانت هناك صلة وثيقة تربط بين نتيجة التصويت في العمليتين. ويدلي الناخبون في الهيئة بأصواتهم في الولايات يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر ويقوم الكونغرس بفرز الأصوات بصورة رسمية في كانون الثاني/ يناير.
طالع "الهيئة الانتخابية، أسئلة يتكرر طرحها"
ج- يمنح نظام الهيئة الانتخابية كل ولاية عدداً من الأصوات الانتخابية يعادل عدد ممثليها في الكونغرس. وقد منحت مقاطعة كولومبيا ثلاثة أصوات في الهيئة الانتخابية. ويبلغ مجمل عدد الأصوات في الهيئة الانتخابية حالياً 538 صوتا؛ ويتعين أن يحصل المرشح الرئاسي على 270 صوتاً كي يفوز بالمنصب (أي أغلبية بسيطة). وتعتمد جميع الولايات، باستثناء اثنتين، نظام "الفائز يحصل على كل الأصوات" الذي يعني أن المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات الشعبية في الولاية يحصل على جميع أصوات المقترعين الذين يمثلونها. وفي حال عدم حصول أي مرشح لمنصب الرئاسة على أغلبية أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية، ينص التعديل الثاني عشر في الدستور الأميركي على أن يحال أمر تقرير نتيجة الانتخابات إلى مجلس النواب. وفي مثل هذه الحالات، يختار مجلس النواب الرئيس بأغلبية الأصوات، بحيث يختار النواب واحداً من الأشخاص الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من أصوات الهيئة الانتخابية. وتدلي كل ولاية بصوت واحد.
طالع "الانتخابات الأميركية، أسئلة يتكرر طرحها"
ج- جميع الولايات عدا ولايتي ماين ونبراسكا تستخدم مبدأ "الفائز بأغلبية الأصوات الشعبية يكسب جميع أصوات الولاية في الهيئة الانتخابية". ومن الجائز أن يفوز مرشح ما بمنصب الرئاسة دون أن يكون قد حاز على أغلبية الأصوات الشعبية. وقد حصل ذلك في عام 2000 وسجلت ثلاث حالات من هذا القبيل في تاريخ الولايات المتحدة. وهذه الحالة الشاذّة تحدث عندما يفوز المرشح في بعض الولايات بفارق ضئيل ولكنه يخسر بفارق كبير في ولايات أخرى. وهذا السبب وحده يدعو البعض إلى المناداة بإلغاء نظام الهيئة الانتخابية؛ بينما يرى آخرون أن نظام الهيئة الانتخابية هام لضمان حصول الولايات الصغيرة على الأصوات التي تجعلها قادرة على التأثير في نتيجة الانتخابات.
طالع "هل تعدت الهيئة الانتخابية المنفعة المرجوة منها؟"
ج- دأب كثير من الولايات، تاريخيا على تفضيل مرشح أو حزب معين، ولكن الناخبين في ما يعرف بالولايات المتأرجحة أو ولايات ساحة المعركة، وهي الولايات التي يصعب التنبؤ بنتائج انتخاباتها، منقسمون بالتساوي تقريبا في ولاءاتهم السياسية حتى أن دعم الناخبين على مستوى الولاية يتغير من حزب إلى حزب بين الفينة والأخرى. ومن المرجح أن يكون عدد من هذه الولايات محط اهتمام منظمي الحملات ومحور أموالها ومواردها خلال موسم انتخابات عام 2008، مثل ولاية فرجينيا التي ظلت تاريخيا تدعم مرشحي الرئاسة من الحزب الجمهوري لسنوات طويلة ولكنها دأبت خلال السنوات الأخيرة على تأييد الديمقراطيين في السباقات المحلية.
طالع "نظام الهيئة الإنتخابية يؤثر على استراتيجيات الحملات الإنتخابية في الولايات المتحدة"
هذا الموقع يتضمن معلومات عن سياسة الولايات المتحدة الخارجية الحالية وعن الحياة والثقافة الأميركيتين، ويشرف عليه مكتب برامج الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأميركية. ربط هذا الموقع بروابط وصل خارجية أخرى يجب ألا يُفسر بأنه تأييد للآراء ووجهات النظر الواردة في هذه المواقع