بيئة | حماية مواردنا الطبيعية

02 آذار/مارس 2009

الجهود الأميركية والدولية للتغلب على المد البحري التسونامي في المحيط الهندي مستمرة

تحقيق تقدم في إنشاء مراكز الإنذار المبكر رغم المصاعب القائمة

 
يوجود مركز الإنذار بالتسونامي في المحيط الهادئ  والهندي ، والبحر الكاريبي ، وشمال شرقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط منذ 1965.
يوجود مركز الإنذار بالتسونامي في المحيط الهادئ والهندي والبحر الكاريبي وشمال شرقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط منذ 1965.

من شيريل بيلرين المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن – بعد مضي أربع سنوات على وقوع أشد موجات المد البحري (التسونامي) فتكا في التاريخ المعروف والتي خلفت 227,898 قتيلا و1.7 مليون مشرد، استطاعت البلدان الساحلية للمحيط الهندي تحقيق درجة صغيرة من الأمان ضد غضبة أخرى بحرية في المستقبل بمساعدة من الولايات المتحدة والدول الأخرى.

فقد حشدت المأساة الخبراء الدوليين واستدرجت الأموال لمجهود استمر سنوات لتعزيز الإمكانيات الموجودة، وتوفير طاقات جديدة في بعض الأحيان لمراقبة الأراضي والمياه وتحليل معلومات الموجات الزلزالية والبحرية وتحذير الناس في حال وقوع زلازل تسبب موجات بحرية من نوع التسونامي، وإيجاد المعايير والتدابير الكفيلة بإجلاء السكان بسرعة وإبعادهم عن طريق الأذى والضرر.

واستهدفت الجهود الأولية في هذا السبيل منطقة شرق المحيط الهندي التي تضم أجزاء من إندونيسا بالإضافة إلى سريلانكا وتايلاند والهند التي تعرضت لأشد الضرر من الزلزال وموجة المد التسونامي في العام 2004.

وقد انصبت الجهود الأخيرة، التي بذلها ممثلو المركز الدولي للمعلومات عن التسونامي والإدارة الأميركية القومية للمحيطات والأرصاد الجوية والإدارة الأميركية للمسح الجيولوجي ولجنة منظمة اليونيسكو لعلم المحيطات، على نظام الإنذار المبكر ونشاطات الاستعداد في موريشوس وموزمبيق البلدين المؤلفين من الجزر في غرب المحيط الهندي.

إنقاذ الأرواح

في اليوم التالي لعيد ميلاد العام 2004 تحرك لوح تكتوني من ألواح القشرة الأرضية في واد عميق مغمور تحت مياه المحيط، يعرف باسم خندق سوندا مقابل سواحل الأرخبيل الإندونيسي، وأزاح لوحا آخر من مكانه بقوة مدمّرة محدثا زلزالا بقوة 9 درجات تلته موجة مد بحري أصابت بأضرارها 14 بلدا في جنوب آسيا وشرق أفريقيا.

كان من الممكن إنقاذ الأرواح التي أزهقت لو أن كل دولة من تلك الدول كان لها نظام شامل  للإنذار المبكر يشتمل على التحذير من الأخطار والتنبيه للاستعداد، ومراكز مراقبة للمحيط وإدارة المعلومات والتنبؤ ونشر المعلومات.

غير أنه لم يكن مثل هذا النظام موجودا في 26 كانون الأول/ديسمبر 2004 إلا في المحيط الهادئ حيث تحدث معظم موجات المد البحري التسونامي. إذ كان مركز الإنذار بالتسونامي في هاوائي التابع لمصلحة الأرصاد الجوية الأميركية قد أنشئ في العام 1949 للتحذير من موجات المد البحري وغيرها من الأخطار.

وفي العام 1968 أصبح المركز مقر قيادة عمليات لجنة اليونيسيكو لعلم المحيطات لمجموعة التنسيق بين الحكومات لنظام الإنذار من التسونامي في المحيط الهادئ. ويقوم مقر قيادة عمليات لجنة علم المحيطات الآن بمهمة مؤقتة كمركز للإنذار في المحيط الهندي بالتعاون مع وكالة الأرصاد الجوية اليابانية وذلك حتى يتم إنشاء نظام الإنذار في المحيط الهندي.

تصدّرت لجنة علم المحيطات الحكومية في العام 2005 نشاطات التنسيق الدولي التي سعت إلى إنشاء نظام للتحذير من التسونامي في المحيط الهندي. وقدّم البرنامج الأميركي للإنذار بالتسونامي في المحيط الهندي الدعم للجنة علم المحيطات على مدى ثلاث سنوات بتكلفة بلغت 16.6 مليون دولار، وهو برنامج تشارك فيه عدة وكالات وكان من شأنه أن أحدث تحسينا كبيرا في إمكانيات الإنذار المبكر في المنطقة.

هامش من السلامة والأمان

شملت مساهمات الولايات المتحدة في نظام الإنذار الإقليمي للمحيط الهندي تطوير الشبكة الزلزالية ونصب عائمتين لاكتشاف التسونامي في الأعماق البحرية وقياس الموجات، إحداهما في تايلاند والأخرى في إندونيسيا، وزيادة إمكانيات تحليل المعلومات وإصدار الإنذارات في خمسة بلدان ورفع مستوى استعداد المجتمعات المحلية.

وصرح  ديفيد ماكيني المنسق الدولي لشؤون التسونامي في الإدارة القومية للظواهر الجوية في المنطقة لموقع أميركا دوت غوف بقوله "لقد تطورنا من عدم وجود أي بلد يملك نظام إنذار قوميا إلى مركز يضم بلدانا كثيرة لإصدار إنذارات قومية مبكرة."

وقد وفر البرنامج الأميركي أيضا التسهيلات التالية:

وفر الدعم الخاص لبناء الطاقات والدعم الفني والتدريب لعمليات المركز القومي للإنذار والاتصالات الطارئة ونظم التحرك السريع في أربعة بلدان.

أنشأ أو نصب أو طوّر 18 عنصرا من عناصر اكتشاف التسونامي  ونظم الاتصال وبنى إمكانيات اكتشاف الزلازل ووضع خرائط الأماكن الخطرة وعمليات الإنذار.

درب 195 وكالة حكومية وشمل 399 مدينة وبلدة بأنظمة التحذير القومي ووفر التدريب على مستوى المجتمعات لأكثر من 20,000 شخص.

حسّن أو أنشأ ست محطات مراقبة ساحلية لمراقبة منسوب مستوى سطح البحر وخمس محطات للأرصاد الزلزالية، وطوّر اتصالها بالنظام العالمي للاتصالات ودرّب المستخدمين للنظام في سريلانكا والمالديف بالاشتراك مع المنظمة العالمية للظواهر الجوية.

وقال ماكيني إنه "على الرغم من صعوبة إنشاء مجموعة من مراكز الإنذار المبكر بالتسونامي وإقامة شبكات جديدة من الأجهزة والآلات، ومواجهة تحديات آخر مرحلة في الاتصالات والاستعداد، ورغم جسامة تلك التحديات، فقد تم تحقيق تقدم يدعو إلى الرضى."

وأضاف ماكيني قائلا إنه "مازال هناك الكثير الذي ينبغي عمله، تماما مثل ما يزال هناك الكثير الذي ينبغي عمله في الولايات المتحدة."

موريشوس وموزمبيق

تعرضت البلدان الواقعة في غرب المحيط الهندي لأضرار أقل مما أصاب تلك الواقعة في شرقه نتيجة تسونامي لعام 2004، ولكنها ما زالت عرضة لأخطار الزلازل وموجات المد البحري. ففي شباط/فبراير من العام 2006، على سبيل المثال، وقع زلزال بلغت قوته 7 درجات على بعد 215 كيلومترا (133 ميلا) من جنوب غرب بيريا في موزمبيق وتسبب في مقتل أربعة أشخاص وإصابة 27 شخصا.

ولمواجهة الحاجة إلى تفادي المشكلة رصدت وزارة الخارجية الأميركية في العام 2007 لرفع مستوى أنظمة الإنذار بالتسونامي في موريشوس وموزمبيق. وشارك في أعمال التطوير خبراء من المركز الدولي للمعلومات عن التسونامي في هاوائي الذي أسسته لجنة اليونيسكو لعلوم المحيطات في العام 1965 والإدارة القومية الأميركية للمحيطات والأرصاد الجوية ولجنة علوم المحيطات ودائرة المسح الجيولوجي الأميركية.

وصرحت لورا كونغ مديرة المركز الدولي للمعلومات عن التسونامي لموقع أميركا دوت غوف بقولها "إن جهودنا في موريشوس استهدفت محاولة التعرّف على الأماكن التي كانت في أمسّ الحاجة للمساعدة.

وتقوم دائرة الأرصاد الجوية في ذلك البلد الصغيرالقائم على جزيرة في المحيط بدور مزدوج، إذ تعمل أيضا كمركز للإنذار بالتسونامي. وقد قدم المركز الدولي لمعلومات التسونامي برامج الكمبيوتر والتدريب على مراقبة الزلازل وعلم الزلازل. وعمل بول ويتمور، مدير مركز ألاسكا للإنذار بالتسونامي التابع للإدارة الأميركية للمحيطات والأرصاد الجوية على تركيب نظام لمراقبة التسونامي من نوع "إرلي بيرد" المستخدم في مركزه.

أما في دولة موزمبيق التي تملك دائرة للأرصاد الجوية ودائرة للمسح الجيولوجي وشبكة محدودة لمراقبة الزلازل ووكالة لمراقبة منسوب سطح المياه، فقد قامت كونغ وشركاؤها بتركيب برنامج كمبيوتر لمراقبة الزلازل وبرنامج آخر لمراقبة منسوب المياه يعرف باسم أداة المد.

وقال وولتر موني خبير أبحاث الزلازل في دائرة المسح الجيولوجي الأميركية لموقع أميركا دوت غوف "إن موزمبيق معرضة أكثر من غيرها للزلازل، لكن ما يدعو إلى الارتياح هو أنها عاكفة على بناء إمكانياتها، وهي تقوم بتركيب ست محطات زلزالية وتحاول تركيبها بحيث يكون لها بث إذاعي كي ترسل كلها بثا إلى المكتب الرئيسي آنيا على الفور."

وقد قدم كل من المركز الدولي للمعلومات عن التسونامي والإدارة الأميركية للمحيطات والأرصاد الجوية للبلدين مطبوعات كثيرة متنوعة عن الاستعداد للتسونامي بإمكانهما ترجمتها واستعمالها للتدريب وزيادة وعي المجتمع.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي