التنوع | توفير حيز لنمو الجميع

07 أيار/مايو 2009

سكة الحديد السرية

هرب الأرقاء الفارين إلى الحرية

 

تمّ اقتطاف هذه المقالة من كتاب "أحرار أخيراً: حركة الحقوق المدنية الأميركية"، الذي نشره مكتب برامج الإعلام الخارجي. راجع الكتاب الكامل:

http://www.america.gov/media/pdf/books/free-at-last.pdf

امتلك فريدريك دوغلاس قدرات فريدة. انتهج معاصروه، من البيض والأفريقيين الأميركيين على حد سواء، مجموعة متنوعة من الطرق لمحاربة العبودية وفوز السود بحقوقهم المدنية. ففي دولة نصفها مستعبد ونصفها الآخر حرّ، برزت طريقة واضحة تمثّلت بتهريب الأرقاء باتجاه الشمال إلى الحرية. وقد تصدر القيام بهذه العملية أفراد من طوائف دينية عدة. فابتداءً من حوالي العام 1800، باشر عدد من أفراد طائفة الكويكرز (طائفة دينية تأسست في إنجلترا وأنشأت نفوذاً لها في بنسلفانيا) بتوفير الملجأ الآمن للأرقاء الفارين ومساعدتهم إما لبدء حياة جديدة في الشمال أو للوصول إلى كندا. وفرضت قوانين " الأرقاء الفارون" الصادرة عام 1793 وعام 1850 إلقاء القبض على الأرقاء الفارين وإعادتهم إلى مالكيهم، لكن أفراد طائفة الكويكرز كانوا مستعدين بأسلوبهم اللاعنفي لمخالفة ما اعتبروه قوانين غير عادلة. انضم أفراد من الطوائف الإنجيلية الإصلاحية، والمشيخية، والأبرشانية إلى هذا الجهد الذي توسع لمساعدة أكبر عدد من الأرقاء الفارين على الخروج من الجنوب. 

تولى السود الأحرار القيام بأدوار بارزة في الحركة التي أصبحت تعرف بسكة الحديد السرية (تحت الأرض) ليس لأنها استخدمت أنفاقاً او قطارات، لأنها لم تستخدم أي شيء من ذلك، بل بسبب لغة سكة الحديد التي استعملتها. كان "قائد القطار" الملم بالمنطقة المحلية يُهرّب واحداً أو أكثر من الأرقاء إلى "محطة"، وهي عادة ما تكون منزل "مسؤول محطة" متعاطف مع الحركة، ومن هناك إلى محطة أخرى وهكذا دواليك من محطة إلى أخرى إلى أن يصل الأرقاء إلى منطقة حرة. كان الأرقاء يسافرون في العادة تحت جنح الظلام مجتازين مسافة ما بين 16 و32 كيلومترا في كل ليلة، وكان ذلك عملاً خطيراً للغاية. فكان على قادة القطارات والأرقاء على حد سواء مواجهة عقوبات قاسية قد تصل إلى حد الموت في حال تم أسرهم.

كان "قائد القطار" الأكثر شهرة امرأة، وهي إحدى الأرقاء الأفريقيين الأميركيين الفارين اسمها هارييت تبمان. بعد أن وصلت إلى الحرية عام 1849، عادت تبمان إلى الجنوب لقيادة حوالي 20 مهمة سكة حديد سرية وأنقذت حوالي 300 من الأرقاء، بمن في ذلك شقيقتها، وشقيقها ووالداها. كانت بارعة في التنكر، وتظهر أحياناً كامرأة عجوز غير مؤذية أو كرجل كهل مختل العقل. لم يتم إلقاء القبض على أي من الأرقاء الذين كانوا تحت رعاية تبمان، فلقبها أفريقيون أميركيون يتطلعون إلى الشمال باسم "موسى" وأطلقوا على نهر أوهايو، الذي كان يفصل بين الولايات التي تسمح بالرق والولايات الحرة في أجزاء من البلاد، اسم "نهر الأردن"، والاسمان يرمزان في التوراة للوصول إلى أرض الميعاد. عرض مالكو الأرقاء مكافآت بلغت 40 ألف دولار لأسرها، وأطلق جون براون عليها اسم "الجنرال تبمان."

في عام 1850، أدت التسوية السياسية الإقليمية إلى المصادقة على قانون جديد وأقوى حول العبيد الفارين. ففي حين أن العديد من الولايات الشمالية امتنعت بهدوء عن تطبيق القانون السابق، نص هذا القانون الجديد على تعيين مفوضين خاصين مخولين بملاحقة الأرقاء الفارين الذين يطالب بهم أصحابهم ومحاكمتهم في المحاكم الفدرالية. وفرض هذا القانون عقوبات قاسية على مدراء الشرطة الفدرالية الذين يتخلفون عن تطبيق أحكامه وعلى أي شخص يُقدّم مساعدة إلى أحد الأرقاء الفارين. ثم اضطرت سكة الحديد السرية عندئذٍ إلى تبني طرق أكثر جرأة، بما في ذلك عمليات إنقاذ جريئة للسود من قاعات المحاكم وحتى من سجون مدارء الشرطة الفدراليين.

ومع ان أعداد الوكلاء، ومسؤولي المحطات، وقادة القطارات كانت صغيرة نسبياً، فقد حررت جهودهم عشرات الآلاف من الأرقاء. ساعدت شجاعتهم غير الأنانية في إشعال فتيل زيادة الشعور في الشمال المناهض للعبودية. وأقنعت تلك الاستجابة والمقاومة الشمالية لقانون الأرقاء الفارين الصادر عام 1850 العديد من الجنوبيين البيض بأن الشمال لن يقبل بصورة دائمة دولة نصف مستعبِدة.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي