26 كانون الثاني/يناير 2007

علماء البحرية الأميركية يتعاونون مع العلماء المصريين في مكافحة الأمراض في العالم

اكتشاف مقاومة محدودة للعقارات المضادة للفيروسات في بعض ضحايا أنفلونزا الطيور بمصر

 
صورة أكبر
فريق من علماء البحرية الأميركية يدربون نظراء لهم من العلماء الليبيين في القاهرة
فريق من علماء البحرية الأميركية يدربون نظراء لهم من العلماء الليبيين في القاهرة. (الوحدة الطبية للبحرية الأميركية)

من شيريل بليرين، محررة الشؤون العلمية في موقع يو إس إنفو

بداية النص

واشنطن، 26 كانون الثاني/يناير، 2007- فيما تنتقل الجراثيم، المعروفة من قبل وما يجدّ منها، من دولة إلى أخرى عبر الحشرات والحيوانات والبشر لتنشر المرض والموت، تقوم مجموعة صغيرة من العلماء الأميركيين والمصريين بإقامة خط دفاع طبي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب غرب آسيا، ضد عدد من الأمراض التي تتفاوت من الملاريا إلى الحميات إلى الإيدز والفيروس المسبب له إتش آي في إلى أنفلونزا الطيور.

وفي مساحة تزيد على الفدان أقيم مجمع على شكل مثلث شرقي مدينة القاهرة، يقع في ظلال مستشفى الحميات بالعباسية، أقدم وأكبر مستشفى في هذا المجال بالشرق الأوسط تصل قدرة استيعابه إلى 1500 سرير، ويوجد في هذا المجمع فريق من علماء الجيش والبحرية الأميركية، وهم موظفون مدنيون أميركيون، وعلماء وفنيون مصريون، بالإضافة إلى مجموعة من المتعاقدين وكلهم يشكلون مجموع العاملين بالوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية وعمرها 60 عاما.

المهمة المباشرة لتلك المجموعة هي دعم أفراد الجيش الأميركي ممن يخدمون في المنطقة بدراسة الفيروسات، والأمراض المعوية، والكائنات الحاملة للأمراض مثل البعوض والبراغيث، وكذلك من خلال مراقبة ومتابعة الأمراض وهو ما يعني مراقبة ومتابعة كل الأمراض المُعدية التي تهدد المنطقة.

كما يشارك العلماء في مهمة لم ينص عليها رسميا البيان الصادر عن مهمة البعثة وهي: التأكد دائما من أنهم جيران طيبون يقدمون مزايا البحث العلمي والطبي ليستفيد بها مواطنو الدول القريبة منهم.

وفي مقابلة مع موقع يو إس إنفو أجريت في القاهرة قال قائد الوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية الكابتن بروس بوينتون "إن الفكرة تتلخص في أن العمل في مجال الصحة العامة وسيلة دبلوماسية جيدة. وهذا لا يقتصر على أننا نمثل الولايات المتحدة فحسب . فالأمراض التي تجري دراستها بالوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية محل اهتمام كبار المسؤولين عن الصحة العامة، وتقديم خدمات جيدة للشعب تقرب بين الدول والشعوب."

جدير بالذكر أن الوحدة الثالثة التابعة للبحرية الأميركية هي جزء من قيادة الأبحاث الطبية البحرية بولاية ميريلاند، ولها مختبرات أبحاث طبية أخرى خارج الولايات المتحدة تتضمن الوحدة الثانية للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية في مدينة جاكارتا بإندونيسيا ومعهد الأبحاث الطبية التابع للبحرية الأميركية في ليما ببيرو.

* حسن الجوار:

يوجد تعاون وثيق بين الوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية ووزارة الصحة والسكان المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومعاهد الصحة القومية بالولايات المتحدة، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية.

ويعتبر قسم أبحاث الفيروسات في الوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية المختبر الإقليمي الرئيسي الذي يستعين به المكتب الإقليمي لمنطقة شرق البحر المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي يقرر فيه العلماء العاملون بالوحدة نوعية فيروسات الأنفلونزا التي تقوم بفرزها المختبرات القومية، كما تقوم بتطوير وتوزيع المواد المستخدمة في إجراء الأبحاث على الفيروسات، وتحضير المواد اللازمة للتدريب، وتنظيم ورش العمل وحلقات التدريب، والتعاون في بعض الدراسات المتعلقة بمتابعة الأمراض، وإجراء أبحاث لتحسين سبل مراقبة فيروس الأنفلونزا.

ويقوم الفنيون بالوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية بتحليل ودراسة التكوين الجيني للفيروسات للتعرف على أنواع معينة منها وتحديدها، وهي عملية ضرورية بالنسبة لتطوير الأمصال واللقاحات والأدوية. كما يفحصون الطبيعة الجينية لفيروسات الأنفلونزا، بما فيها فيروس إتش فايف إن وان الشديد الخطورة ويتبادلون المعلومات مع العلماء والجمعيات العلمية في جميع أرجاء العالم لكي يستفيد العالم كله من تلك المعلومات.

وعلى سبيل المثال اكتُشفت في مصر يوم 18 كانون الثاني/يناير فيروسات من نوعية إتش فايف إن وان لديها قدرة جينية على التحور، وبإجراء الاختبارات المعملية وجد أن تلك الفيروسات لديها قدرة محدودة على مقاومة أحد العقاقير المضادة للفيروسات الذي يعرف تجاريا باسم تاميفلو. واكتشف ذلك في شخصين أصيبا بفيروس إتش فايف إن وان طبقا لما جاء في بيان أصدرته منظمة الصحة العالمية.

والمصابان، وهما فتاة عمرها 16 سنة وعمها البالغ من العمر 26 سنة، كانا يعيشان في منزل واحد بمحافظة الغربية، وعولجا بعقار تاميفلو قبل يومين من أخذ العينات منهما. ورغم كل الجهود التي بذلها القائمون على الرعاية الصحية فإن الفتاة توفيت يوم 26 كانون الأول/ديسمبر 2006، وتوفي عمها يوم 28 من الشهر نفسه. ومن بين الـ267 حالة إصابة في العالم بفيروس إتش فايف وان منذ العام 2003 حدثت 18 حالة منها في مصر.

وتمت المراقبة والتحليل الفيروسي السريع في المختبر المركزي للصحة العامة بالقاهرة وسمح ذلك مبدئيا بتشخيص الإصابة على أنها بفيروس إتش فايف إن وان. ثم أجريت الاختبارات المؤكدة وما ترتب عليها من نتائج جينية في الوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية ومركزين من المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وطبقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية لا توجد أي دلائل على انتشار مقاومة عقار التاميفلو في مصر أو أي بلد آخر.

* تدريب المدربين:

قال القائد البحري الليوتينات مارشال مونتفيل رئيس برنامج أبحاث الفيروسات والأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بالوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية "إن من بين أهم ما نقوم به كمختبر رئيسي إقليمي فيما يتعلق بالأنفلونزا الموسمية أو أنفلونزا الطيور هو تدريب العلماء والفنيين بالمنطقة على تشخيص الأنفلونزا في الوحدة الثالثة للأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية ، ثم نرسل فريقا ميدانيا لتدريبهم في المعامل الخاصة بهم ... ثم نقوم بزيارتهم مرة كل حين للتأكد من أن كل شيئ على مايرام."

وأضاف أن التدريب بشكل دقيق يصب في مصلحة التأكد من جودة الأداء.

وأكد مونفيل على أنهم يريدون "التأكد من أنهم يفعلون كل شيئ بطريقة صحيحة في المعامل الخاصة بهم. وهم حينما يرسلون لنا أشخاصا للتدريب، نكون في العادة ندرب المدربين، ولذا فإننا نريد التأكد من أن المدربين حينما يعودوا سيدربون التابعين لهم بالأسلوب الملائم. كما أنهم يتعاونون معنا، وهذا شيئ جيد من الناحية العملية."

للحصول على مزيد من المعلومات عن الوحدة الثالثة يمكن الرجوع للموقع الإلكتروني لمركز الأبحاث الطبية التابع للبحرية الأميركية على الشبكة العنكبوتية.

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي