السلام والأمن | إقامة عالم أكثر استقراراً

08 أيار/مايو 2009

هناك إدراك متزايد لاعتبار باكستان وأفغانستان مشكلة إقليمية

 
وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس
وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس

من ستيفن كوفمان، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن – أبلغ الجنرال المتقاعد جيمس جونز، مستشار الرئيس أوباما لشؤون لأمن القومي، المراسلين الصحفيين أن المراجعة التي قامت بها إدارة الرئيس أوباما للسياسة الأميركية تجاه أفغانستان وباكستان أدت إلى الاعتراف على نطاق واسع بأن التحديات الأمنية التي تشكلها طالبان والقاعدة هي مشكلة إقليمية يتعين إقامة جبهة مشتركة لمجابهتها.

وقال الجنرال جونز، يوم 6 /أيار مايو الجاري في أعقاب اللقاءات التي أجراها الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون وغيرهما من كبار المسؤولين الأميركيين مع الوفدين الأفغاني والباكستاني برئاسة كل من الرئيس حامد كرزاي والرئيس عاصف علي زارداري على التوالي، "لدينا بلدان عدة، ولكنه لا يوجد لدينا سوى مسرح واحد للعمليات. وهذه هي الطريقة التي نتعاطى بها مع القضية."

وأضاف: "حقيقة أن الناس يعترفون بأن هذه هي مشكلة إقليمية هو أمر يعد جديدا نسبيا، في رأيي، حيث لم يبدأ هذه الإدراك إلا خلال الأشهر الستة الماضية. وقد تمت مراجعة السياسة الإقليمية وكذلك تعيين الممثل الخاص ريتشارد هولبروك بعد تنصيب أوباما رئيسا في 20 كانون الثاني/ يناير. (راجع "تحليل سياسي: أفغانستان بحاجة إلى مساعدة العالم")

وكان الهدف الرئيسي للمحادثات الثلاثية التي عقدت في واشنطن يومي  6و7 أيار / مايو الجاري هو "التأكد من أن جميع الأطراف تتفهم أن هذه هي جبهة موحدة، ليس فقط فيما بين الرؤساء، وإنما أيضا بين وزراء الدفاع ووزراء الخارجية وفيما بين المسؤولين من مختلف المستويات الحكومية المشاركين في إعادة البناء الاقتصادي، والإصلاح القضائي، وجميع هذه الأمور التي تدخل ضمن العناصر اللازمة لتثبيت استقرار الوضع ."

وقال جونز إنه في الوقت الذي تنظر فيه الإستراتيجية الأميركية الجديدة إلى الوضع الأمني باعتباره اهتماما مشتركا يتطلب ردا عسكريا، إلا أنها تشدد على دور التعمير، والحكم الرشيد، وسيادة القانون باعتبارها قضايا ينبغي تنفيذها " بالتماشي مع الجهود الأمنية".

وأفاد مستشار الرئيس للأمن القومي أن الرئيس أوباما كرر، في بداية الاجتماع الذي عقده يوم 6 أيار/ مايو الجاري مع الرئيس كرزاي، التصريح الذي كانت قد أدلت  وزيرة الخارجية كلينتون وأعربت فيه عن الأسف الشديد لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين في غرب أفغانستان.

ونقل جونز عن الرئيس قوله "إننا نأسف لوقوع خسائر في الأرواح لاسيما بين المدنيين الأبرياء. وسيتم متابعة التحقيقات الجارية بحزم وصرامة مع العزم الكامل على التوصل إلى معرفة ماذا حدث بالضبط، وكيف حدث وكيف نستطيع التأكد من أن شيئا من هذا القبيل لن يتكرر ثانية."

وقال جونز إن الزعيم الأفغاني أعرب عن تقديره لكلمات التعازي والمواساة التي تلقاها وأكد أنه يؤيد الإستراتيجية الجديدة التي تطالب "بمساعدات تركز أكثر ليس فقط على التدريب العسكري وإنما أيضا على التدريب المدني بالنسبة للشباب." وطالب كرزاي بتطوير مؤسسات التصدير التجارية في أفغانستان وبالمساعدة المشاريع الزراعية، وغيرها من المشاريع التي تشعر الناس بأن "هناك تغييرا يحدث في حياتهم."

وتحدث أوباما مع الرئيس كرزاي بشأن أهمية أن تكون الانتخابات الرئاسية في أفغانستان التي ستجري في آب / أغسطس "نزيهة ومفتوحة بقدر ما يمكن". وحث الزعيم الأفغاني على القيام بالقضاء على الفساد و“ ومفهوم الفساد” داخل حكومته. كما شجّع أوباما الحكومة الأفغانية على الاستمرار في تطوير الحريات المدنية وحقوق الإنسان في البلاد.

ونقل جونز عن كرزاي قوله إنه بغض النظر عما إذا كان الناخبون الأفغان سوف يعيدون انتخابه أم لا "فإنه يود التأكد من أنه يساهم في إضفاء الطابع المؤسساتي على المثل الديمقراطية في أفغانستان". وقال جونز إن كرزاي ذكر أن عدد الطلبة والطالبات الأفغان الذين يتابعون تحصيلهم العلمي في الدراسات العليا قد ارتفع في ظل إدارته من 4 آلاف طالب في عام 2002، حين كان التعليم الجامعي حصرا على الرجال، إلى المستوى الحالي حيث يبلغ عددهم 75 آلف طالب وطالبة.

وقال جونز إن الرئيس أوباما تعهد، خلال اجتماع منفصل عقده مع الرئيس الباكستاني زرداري، بدعم جهود الحكومة الباكستانية الرامية إلى ترسيخ الديمقراطية، على الرغم من التهديدات التي تتعرض لها من قبل المتطرفين. وأشار جونز أيضا إلى أن العلاقات الثنائية بين المؤسسات العسكرية في باكستان والولايات المتحدة لم تكن موجودة منذ عقد من الزمن تقريبا، ولهذا فإن هذه العلاقات تعتبر "وليدة العهد نوعا ما"، ويعمل البلدان على بنائها وتعزيزها لمواجهة هذا التهديدات.

وأكد جونز أنه لن تحدث أية معجزات، ولذا فإن ذلك لن يحدث بسرعة. ولكنه مع التركيز المشترك، يمكننا أن نقطع مراحل هامة... في المستقبل القريب.

وأوضح جونز أن زرداري تعهد "بمواجهة الخطر وبتحقيق النجاح"، وفي نفس الوقت المحافظة على الديمقراطية في باكستان وتحسين الاقتصاد، وكذلك بناء مشاريع جديدة للبنية التحتية مثل المدارس والمستشفيات.

وقال جونز إن الاجتماع الثلاثي الذي عقده رؤساء الدول الثلاث "كان وديا للغاية"، وإن الرؤساء الثلاثة "تبنوا مواضيع مشتركة والعزم على العمل معا."

غيتس يصف العمليات العسكرية الباكستانية ضد طالبان بـ"الهامة"

أشاد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال أول زيارة يقوم بها لأفغانستان بوصفه عضوا في حكومة أوباما "بالرد القوي والحازم" من طرف الحكومة الباكستانية على الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة طلبان في سهل بونر الواقع على بعد 100 كيلومتر شمال غرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد  وقال في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأفغانية كابول يوم 7 الجاري إن مقاتلي طلبان قد "تمادوا" بوصولهم إلى مسافة عشرات الكيلومترات عن مشارف العاصمة إسلام آباد. وأضاف أن تصرفات طالبان كانت "بمثابة إنذار للحكومة الباكستانية على أن هؤلاء المتطرفين الموجودين في الجزء الغربي من باكستان الذين يمارسون العنف ويؤمنون به يشكلون خطرا جسيما على الحكومة.

ووصف العمليات العسكرية التي تشنها القوات المسلحة الباكستانية ضد حركة طالبان بأنها "هامة"، وأبلغ غيتس المراسلين الصحفيين بقوله "إنني لا أتوقع على الإطلاق أي دخول للقوات الأميركية من أفغانستان إلى باكستان للتعامل مع هذه المشكلة."

وخلص إلى أن هدف الولايات المتحدة هو العمل مع الحكومة والقوات المسلحة في باكستان وهما يواجهان هذه التحديات الأمنية، مضيفا "أننا على استعداد لبذل كل ما في وسعنا لمساعدتهما."

والسؤال الآن: ماذا على الرئيس أوباما أن يتخذ من تدابير بشأن قضايا الشؤون الخارجية؟ يمكن كتابة تعليقاتكم على المدونة الخاصة بذلك على موقع أميركا دوت غوف.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي