السلام والأمن | إقامة عالم أكثر استقراراً

10 آذار/مارس 2009

بايدن يتقصى تصورات أوروبية حول استراتيجية غربية بخصوص الوضع في جنوب آسيا

الحلفاء الغربيون يستعرضون ويراجعون السياسة حيال باكستان وأفغانستان

 
طبيب إيطالي تابع لقوة إيساف التي يقودها ناتو، يقدم العناية الصحية لأحد الأفغان في مقاطعة هيرات الأفغانية.
طبيب إيطالي تابع لقوة إيساف التي يقودها ناتو، يقدم العناية الصحية لأحد الأفغان في مقاطعة هيرات الأفغانية.

من ديفيد ماكيبي، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- يتوجه نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن الى بروكسيل سعيا لنصائح من جانب حليفات أميركا بينما يعكف البيت الأبيض على رسم مسار جديد في المساعي الدولية لإشاعة الإستقرار بأفغانستان.

ويجري بايدن مشاورات يوم 10 آذار/مارس في مجلس شمال الأطلسي وهو المنتدى الرئيسي للحلف، حسبما جاء في بيان للبيت الأبيض بتاريخ 9 آذار/مارس. كما سيعقد اجتماعات مع السكرتير العام لحلف ناتو ياب دي هوب سكيفر وكبار المسؤولين في الإتحاد الأوروبي إلى جانب ممثلين عن عدد من الدول من خارج الحلف التي يشترك جنودها في قوة إيساف بأفغانستان. وهي قوة قوامها 55 ألف جندي من 41 بلدا.

وزيارة بايدن هي أحدث خطوة في مجهود حكومة أوباما لإشراك الحلفاء والأصدقاء في العالم أجمع في رسم مسار جديد في أفغانستان، وهو تحد وصفه أوباما بأنه أولوية قصوى من أولويات السياسة الخارجية. راجع المقال التالي: "تحليل سياسي: أفغانستان بحاجة إلى مساعدة العالم" على موقع أميركا دوت غوف.

وكان الرئيس أوباما قد ذكر في مقابلة مع يومية نيويورك تايمز في 6 آذار/مارس إن طالبان "باتت أكثر جسارة مما كانت في السابق... والحكومة الوطنية (في كابل) لم تحز حتى الآن على ثقة الشعب الافغاني. وعلينا أن نعيد طرح سياستنا كي تتساوق جميع أهدافنا العسكرية والدبلوماسية والتنموية هناك."

وتأتي زيارة بايدن الى بروكسيل بعد أيام من اول حضور لوزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون في منتدى لناتو حيث حثت الحلفاء على دراسة تقديم قوات إضافية وتدريب أفراد قوات الأمن الأفغانية إضافة الى خبراء مدنيين في محاولة لعكس مسار الظروف الأمنية المتدهورة والشروع بتقوية الحكومة الأفغانية كمقدمة لإجراء الإنتخابات في وقت لاحق من العام الحالي. (راجع: "حلف الناتو يوافق على استئناف العلاقات الرفيعة المستوى مع روسيا" على موقع أميركا دوت غوف.)

وقالت كلينتون في مقابلة بتاريخ 6 آذار/مارس مع هيئة الإذاعة الوطنية في الولايات المتحدة: "هناك شعور بالإستعجال في حكومة أوباما ونحن نعتقد أن ثمة الكثير من التحديات والتهديدات التي ورثناها والتي سيتعين علينا أن نعالجها. ونحن نصغي ونتشاور ولا نتظاهر بأن لدينا جميع الحلول للمشاكل التي نتشاطرها."

كما اقترحت كلينتون عقد مؤتمر دولي شامل ورفيع المستوى يضم أفغانستان وباكستان وكل جاراتهما في المنطقة، بما فيها إيران. وإذا تم الإتفاق على الإجتماع فسيعقد هذا في مقر الأمم المتحدة يوم 31 آذار/مارس.

وعن ذلك قالت كلينتون: "نحن نأمل بأن يوفر هذا المؤتمر فرصة للتوصل الى مجموعة موحدة من المبادئ، ربما تتجسد في بيان لرئاسة المؤتمر حول السبيل المشترك قدما."

ولدى تسلمه مقاليد الرئاسة عين أوباما دبلوماسيا أميركيا مخضرما هو ريتشارد هولبروك الذي شارك في عقد اتفاقيات سلام في البلقان ليكون ممثله الخاص الى باكستان وأفغانستان. كما أوعز بإجراء مراجعة إستراتيجية شاملة للسياسة الأميركية في المنطقة. وأصدر أوامره بإيفاد 17 ألف جندي إضافي الى المنطقة لتعزيز قوة إيساف التي يقودها حلف ناتو وذلك قبل الإنتخابات المقررة في أفغانستان.

وكان من العناصر الرئيسية في المراجعة التشاور الوثيق مع الحلفاء. فقد تصدرت أفغانستان القضايا التي ادرجها أوباما في مكالماته الهاتفية مع زعماء عالميين. وتابع بايدن المحادثة عن أفغانستان مع قادة عالميين على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، ألمانيا في الشهر الماضي. طالع المقال: "بايدن يحدد أهداف السياسة الخارجية الأميركية وسبل تنفيذها" على موقع أميركا دوت غوف.

وابلغ بايدن الإجتماع الأمني بميونيخ: "إننا صادقون في طلب مشورتكم. والنتيجة قد تكون استراتيجية شاملة نتحمل جميعما المسؤولية عنها والتي تتضافر فيها مواردنا العسكرية والمدنية وتحول دون إيجاد ملاذ آمن للإرهابيين، وتساعد الشعب الأفغاني على تطوير طاقاته لتأمين مستقبله الخاص."

وقد انضم هولبروك الى بايدن في ميونيخ ثم توجه الأول الى باكستان وأفغانستان والهند لإجراء جولة أولى من المشاورات الإقليمية. وحضرت وفود أفغانية وباكستانية الى واشنطن لعرض آرائها وتبصراتها حيال التحديات الراهنة التي تجابه المنطقة. (راجع مقالا، باللغة الإنجليزية، حول هذا الموضوع).

ويتوقع البيت الأبيض ان يختتم مراجعته للسياسة الأفغانية قبل سفر أوباما الى أوروبا في مطلع الشهر القادم لحضور قمة ناتو التي تستضيفها فرنسا وألمانيا. وقد تعهدت حوالي 20 دولة تشترك قواتها في قوة إيساف بالإنضمام إلى الولايات المتحدة في توسيع دعمها لأفغانستان. وتزامن هذا الإلتزام مع انعقاد مؤتمر وزراء دفاع أعضاء ناتو ببولندا يوم 20 الشهر الماضي. (راجع "الحلفاء يتفقون على زيادة المعونات لأفغانستان" على موقع أميركا دوت غوف.)

وكان الرئيس أوباما قد صرح يوم 17 الشهر الماضي بأن "أفغانستان ليست مهمة تنفرد بها الولايات المتحدة بل مهمة لحلف ناتو. وسيكون جزء من هدفنا، حينما أتوجه إلى قمة ناتو في نيسان/أبريل، إجراء محادثات مع حلفائنا—للتفكير بالتنسيق بصورة أنجع لغرض دفع الكرة قدما،" على حد قوله.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي