السلام والأمن | إقامة عالم أكثر استقراراً

18 شباط/فبراير 2009

بتريوس يبحث آفاق المستقبل في أفغانستان

الالتزام الدولي القوي ضروري لإعادة بناء هذه الدولة المحطمة

 
الجنرال ديفيد بتريوس.
الجنرال ديفيد بتريوس.

من ديفيد مكيبي، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- قال الجنرال في الجيش الأميركي ديفيد بتريوس إن تحقيق الاستقرار في أفغانستان سوف يتطلب التزاما دوليا قويا من أجل تحقيق الأمن للشعب الأفغاني وتوفير الخدمات الضرورية لهم.

وأبلغ بتريوس زعماء العالم وكبار الدبلوماسيين الذين حضروا مؤتمر ميونخ السنوي حول السياسة الأمنية الذي انعقد يوم 8 الشهر الحالي "أنه يتحتم علينا، بالتعاون مع شركائنا الأفغان، أن نعمل على توفير الأمن للشعب الأفغاني، ونحترمه، حتى نكسب تأييده ودعمه، ولتسهيل توفير الخدمات الأساسية لأبنائه."

وتواجه أفغانستان حاليا نشاطا متزايدا لحركة التمرد التي تعمل انطلاقا من ملاذات آمنة عبر الحدود مع باكستان، كما لوحظت زيادة مطردة في تجارة المخدرات في أقاليم البلاد الجنوبية الشرقية وزيادة ملحوظة في الفساد داخل الحكومة الأفغانية الجديدة. كل هذه المشاكل وغيرها، تهدد بتقويض التقدم الذي أحرزته هذه الدولة الجنوب آسيوية منذ أن أطاح تحالف دولي بنظام طالبان في العام 2001.

وقد أشرف بتريوس بصفته أكبر قائد عسكري أميركي في العراق على الطفرة الناجحة في عدد القوات الأميركية العاملة في العراق والتي أدت إلى انخفاض كبير في أعمال العنف في البلاد، الأمر الذي مهد الطريق للإصلاح السياسي، ومواصلة التقدم في إعادة التعمير والتنمية الاقتصادية. وقد تمت ترقيته في عام 2008 ليشغل منصب قائد القيادة الأميركية الوسطى، المسؤولة عن العمليات في عموم المنطقة بما في ذلك أفغانستان، التي حددتها الحكومة الجديدة على أنها تمثل أولوية رئيسية في السياسة الخارجية الأميركية. (راجع "تحليل سياسي: أفغانستان بحاجة إلى مساعدة العالم")

وقال بتريوس إن أفغانستان تختلف اختلافا كليا عن العراق. وأكد أن المبادئ الجوهرية لنظرية مكافحة التمرد ستكون أساسية للنجاح والتي تتمثل فيما يلي: تطهير المجتمعات المحلية من فلول حركة طالبان والجماعات المتطرفة الأخرى، والعمل مع قوات الأمن الأفغانية لمنع المسلحين من العودة إلى البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار للسكان المحليين، ومساعدة الأفغان على بناء مؤسسات فعالة قادرة على تولي المسؤولية الكاملة عن الأمن والحكم.

وأوضح القائد الأميركي أن جميع أعمال مكافحة التمرد تجري في المجتمعات المحلية، تمام كما هو الحال في العراق. وأضاف أنه يتعين على القوات أن تعمل بشكل وثيق مع المجتمعات التي تقوم بحمايتها، مشددا على أن "ذلك يتطلب الإصغاء إلى رجال الدين وزعماء العشائر والمزارعين والتجار واحترامهم."

وشدد بتريوس على أن توثيق التعاون مع قوات الأمن الأفغانية سيكون أمرا ضروريا في الجهود المبذولة من أجل حماية السكان وتقليل الإصابات والخسائر في صفوف المدنيين. وقال الجنرال الأميركي إنه "يتعين علينا التقيد بقيمنا، لأن ذلك، قبل أي شيء، هو العنصر الهام الذي يميزنا عن العدو."

وأكد الجنرال بتريوس أنه لا يوجد حل عسكري خالص لمشكلة أفغانستان، ولكن زيادة عدد القوات ستكون ضرورية على المدى القصير لوقف التدهور الحالي في الاستقرار. وحث بتريوس الدول على الانضمام إلى الولايات المتحدة بإرسال قوات إضافية لتدعيم قوة حفظ الأمن الدولية بقيادة منظمة حلف شمال الأطلسي التي تشارك فيها 41 دولة ويبلغ قوامها 40 ألف مقاتل.

وحث بتريوس الحلفاء الذين يبدون ترددا على البحث في الخيارات الأخرى، مثلما شوهد في التعهد الذي قدمته ألمانيا خلال مؤتمر ميونخ بنشر قوات إضافية وفرق لتدريب أفراد الشرطة في أفغانستان، وهو عنصر رئيسي في تعزيز المكاسب الأمنية في المستقبل. وأضاف أن هناك حاجة لخبرة المدنيين لمساعدة الحكومة الأفغانية على تقديم الخدمات الأساسية والحد من الفساد وتعزيز شرعية الديمقراطية الفتية بين مواطنيها.

وقال بتريوس إنه إلى جانب تعزيز الشراكات الدولية،  فإن قوة حفظ الأمن الدولية ينبغي أن تكرر أيضا التزامها بدعم الحكومة الأفغانية في جهودها المبذولة من أجل المصالحة السياسية مع الجماعات المسلحة الراغبة في العودة إلى الحياة المدنية.

وأكد بتريوس أن "البرامج موجودة بالفعل في هذا المجال"، مشيرا إلى أن التطبيق الدقيق لها سيكون عاملا ضروريا في الجهود الرامية إلى تفتيت عناصر حركة التمرد وسحقها كي يتسنى حمل المجموعات المختلفة على إلقاء السلاح، ودعم الحكومة الشرعية والدستور في أفغانستان."

ويضطلع بتريوس بدور رئيسي في المراجعة الشاملة الخاصة بالاستراتيجية الأميركية في أفغانستان التي أمر أوباما بإجرائها. ويحاول البيت الأبيض استكمال المراجعة قبل توجه أوباما إلى أوروبا في نيسان/إبريل القادم لحضور قمة منظمة حلف شمال الأطلسي السنوية في الذكرى الستين للحلف، التي ستستضيفها فرنسا وألمانيا.

والسؤال الآن: ماذا على الرئيس أوباما أن يتخذ من تدابير لتحسين العلاقات مع إيران ؟ يمكن كتابة تعليقاتكم على مدونة "أوباما: الأيام المئة الأولى". على موقع أميركا دوت غوف.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي