السلام والأمن | إقامة عالم أكثر استقراراً

02 نيسان/إبريل 2009

أوباما يتصدر المسرح العالمي لأول مرة بصفته رئيسا

البيت الأبيض يتبنى في اجتماع مجموعة العشرين نهجا تعاونيا في السياسة الخارجية

 
صورة أكبر
زعماء مجموعة دول العشرين يلتقطون صورة مع ملكة بريطانيا في وسط الصف الامامي.
زعماء مجموعة دول العشرين يلتقطون صورة مع ملكة بريطانيا في وسط الصف الامامي.

من ديفيد مكيبي، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن – يتيح حضور الرئيس أوباما القمة المالية لمجموعة الـ 20 المنعقدة في لندن الفرصة لحكومته لعرض نهجها التعاوني في السياستين الاقتصادية والخارجية.

وقال الرئيس أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون "لقد جئت إلى هنا لطرح أفكارنا عليكم، غير أن هدفي من الحضور إلى هنا هو الإصغاء إليكم  وليس الإملاء عليكم." وأضاف أنه حتى يتسنى مواجهة هذه الأزمة التي لا تعرف حدودا جغرافية، فلا بد أن نتحمل المسؤولية  لتنسيق تصرفاتنا والتركيز على التوصل إلى اتفاق وأرضية مشتركة، وليس على الاختلافات العرضية بيننا. وإذا ما قمنا بذلك فإنني على يقين بأننا سوف نحقق تقدما كبيرا."

وكان الزعيمان الأميركي والبريطاني قد اجتمعا قبيل تجمع  قادة من عشرين بلدا من الدول المتقدمة وبلدان الأسواق الناشئة التي تمثل 85 في المئة من الاقتصاد العالمي. وسيعمل هؤلاء الزعماء، معا، على وضع مجموعة مشتركة من التدابير، بما في ذلك تعزيز النظام المالي، وتشجيع النمو الاقتصادي، ودعم الأسواق الناشئة، ورفض الحمائية والاستمرار في برامج المساعدات الإنسانية الخارجية التي تفيد المجتمعات الأكثر فقرا وضعفا في العالم، وعلى مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية يتعرض لها العالم منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات من القرن المنصرم.

وقال أوباما إن "التاريخ يبين لنا أنه عندما تفشل الدول في التعاون، وعندما تبتعد عن بعضها البعض، وعندما تنغلق على نفسها، فإن الثمن الذي تدفعه شعوبنا سيكون باهظا." وأضاف  "أننا سوف نمضي قدما مع الشعور بالهدف المشترك. ويجب علينا أن نفعل كل ما يلزم لاستعادة النمو ومتابعة الإصلاحات التي يمكن أن تثبت نظامنا المالي وتحقق له استقرارا جيدا في المستقبل. كما يتحتم علينا أن نرفض الحمائية ونسرع جهودنا المبذولة  لدعم الأسواق الناشئة. و يجب علينا إقامة البنية القادرة على دعم تعاوننا خلال الأشهر والسنوات المقبلة."

وأقر أوباما بالانتقادات الدولية التي تقول بأن النظام التنظيمي المالي الأميركي لعب دورا في إشعال فتيل الأزمة، غير أنه أردف أن العديد من الدول الأخرى تتقاسم معنا تحديات مماثلة في الإشراف على أسواق رؤوس الأموال العالمية المتزايدة التعقيد والمتكاملة.

وقال أوباما "إنه عند يصاب العالم بالخوف، فإنه يميل بشدة إلى البحث عن شخص ما يوجه له أصابع اللوم."

وتابع مشددا أنه "لا يهتم في هذه اللحظة بتوجيه اللوم لأحد بقدر ما يهتم بحل المشكلة."

على الصعيد الداخلي، قال أوباما إن الولايات المتحدة تمضي قدما بقوة ودون هوادة في تحقيق الانتعاش الاقتصادي والإصلاح، حيث تمت الموافقة على قانون الحوافز الاقتصادية بتكلفة قدرها 787 بليون دولار والقانون الموازي الخاص بإنقاذ المصارف لجعل الائتمانات تتدفق من جديد، والموافقة على القانون التنظيمي الجديد الذي يرمي إلى استعادة الثقة في المؤسسات المالية الأميركية.

وأوضح الرئيس أوباما أنه في حين تركز تقارير وسائل الأعلام على الخلافات الكبيرة بين قادة مجموعة العشرين حول طبيعة الحوافز الاقتصادية وحول اللوائح التنظيمية المالية، غير أن المشاورات  الدولية التي أجرتها حكومته تشير إلى أن التباينات بين الأطراف المختلفة مبالغ فيها إلى حد بعيد. وقال: "أعتقد بأن هناك تقاربا غير عادي بيننا، وأنا واثق تمامًا بأن الولايات المتحدة، باعتبارها ندا لهذه الدول الأخرى، ستساعد في قيادتنا خلال هذا الوقت العصيب جدا."

كما التقى أوباما الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أيضا للإعلان عن تجديد المجهودات الرامية إلى العمل من أجل تقليص ترسانات الأسلحة النووية الأميركية والروسية كجزء من الضغط على "زر إعادة تشغيل" العلاقات الأميركية الروسية.

كما أجرى الرئيس الأميركي محادثات مع الرئيس الصيني هو جينتاو حول المبادرة الخاصة بتعميق التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.

 

واختتم الرئيس أوباما وقرينته السيدة الأولى ميشال أوباما أول يوم لهما في العاصمة البريطانية لندن بحفل عشاء أقامته على شرفهما الملكة إليزابيث الثانية في قصر بكنجهام، ثم تلاه حفل استقبال أقيم على شرف قادة دول مجموعة العشرين.

وقال أوباما "إن كل دولة من الدول الممثلة هنا لديها مصلحة في شؤون الدول الأخرى." وأضاف "أننا لن تنمكن من حل كافة مشاكلنا خلال الأيام القليلة القادمة، ولكننا يمكن أن نحقق تقدما حقيقيا وغير مسبوق. وعلينا واجب يتمثل في مواصلة العمل على حلها حتى يرفع العبء والمعاناة عن كاهل الناس العاديين، وحتى نكون قد حققنا ذلك النوع من النمو المطرد الذي من شأنه أن يوفر فرص العمل والتقدم والازدهار للشعوب في كل مكان في العالم."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي