17 تموز/يوليو 2008

وكالات الفضاء العالمية تنسق عمليات استكشاف الفضاء في المستقبل

مجموعة دولية تهدف إلى زيادة الاستكشاف البشري والآلي للنظام الشمسي

 
صورة أكبر
مستنبتات زجاجية على سطح المريخ، كما تصورتها مخيلة فنان
مستنبتات زجاجية على سطح المريخ، كما تصورتها مخيلة فنان.

من شيريل بليرين، محررة الشؤون العلمية في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن، 17 تموز/يوليو، 2008- إجتمع ممثلو 11 وكالة فضاء في مونتريال، بكندا، من 10 الى 12 تموز/يوليو الحالي، لمناقشة أفضل السبل لتشاطر الموارد والقدرات في جهودهم الرامية إلى الوصول إلى أماكن في النظام الشمسي قد يعيش ويعمل فيها البشر في المستقبل.

وشكل هذا اللقاء الاجتماع الأحدث في سلسلة من اللقاءات التي أدت إلى تجاوز التعاون الدولي في الفضاء مجرد المشاريع الثنائية والشراكات متعددة الأطراف، كتلك التي كانت قد شُكلت بين الولايات المتحدة وروسيا واليابان وعدة دول أوروبية لإنشاء محطة فضاء دولية.

وكانت وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) قد استضافت في العام 2006 ممثلي 13 وكالة فضاء أخرى لمناقشة المصالح الدولية في استكشاف الفضاء. وأوضح ممثلو تلك الوكالات في وثيقة "استراتيجية الاستكشاف العالمية: إطار التعاون،" التي صدرت في أيار/مايو، 2007، رؤيا لعمليات استكشاف بشرية وآلية (ربوطية) ووضعوا معاً مجموعة مشتركة من الأفكار الرئيسية التي ستتناولها عمليات الاستكشاف.

وشاركت في ذلك الاجتماع كل من وكالة الفضاء الإيطالية( Agencia Spaziale Italiana) ومركز الفضاء البريطاني القومي، والمركز القومي الفرنسي للدراسات الفضائية، ووكالة الفضاء القومية الصينية، ووكالة الفضاء الكندية ومنظمة الكومونولث الأسترالية للعلوم والأبحاث ووكالة الفضاء الألمانية (Deutsches Zentrum fur Luft-und Raumfahrt) ووكالة الفضاء الأوروبية ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية ومعهد جمهورية كوريا (الجنوبية) لأبحاث الفضاء وناسا ووكالة فضاء أوكرانيا القومية ووكالة الفضاء الروسية Roscosmos.

وقال نيل نيومان، كبير خبراء العلاقات الدولية في مقر ناسا، لموقع أميركا دوت غوف: "اعتبرنا (وثيقة الإطار) رؤيا مشتركة لدور الحكومات في مختلف أنحاء العالم في توسعة الوجود البشري والآلي (الربوطي) في جميع أنحاء النظام الشمسي."

* أغراض سلمية

عقدت المجموعة، التي يطلق عليها رسمياً اسم "المجموعة الدولية لتنسيق استكشاف الفضاء"، أول اجتماعاتها في برلين في تشرين الثاني/نوفمبر، 2007.

وقد نصت وثيقة الإطار على أن " باب عضوية المجموعة مفتوح أمام وكالات الفضاء التي تمتلك، أو تعكف على تطوير، قدرات على القيام باستكشاف الفضاء لأغراض سلمية والتي توجد لديها مصلحة ذاتية مكتسبة في المشاركة في عملية التنسيق الاستراتيجية لاستكشاف الفضاء. وباختصار، إنها ليست نادياً مقصوراً على الوكالات الـ14 التي وضعت وثيقة الإطار."

وشكل المجتمعون في مونتريال أمانة عامة للمجموعة، تستضيفها وكالة الفضاء الأوروبية في العامين الأولين، وناقشوا مسألة التوصل إلى أدوات لتبادل الوكالات المعلومات المتعلقة بالقدرات الخاصة بالاستكشاف والخطط المتعلقة بالمهمات.

وأوضح نيومان أن "من الصعب زيادة فرص التعاون بيننا إلى أقصى حد ما لم تتوفر لدينا معلومات دقيقة في الوقت المناسب حول ما تفكر به أو تخطط للقيام به (كل وكالة من الوكالات) وما لم نتبادل المعلومات بأسرع ما يمكن."

كوكب نبتون في أفق تريتون، كما تخيله الفنان
كوكب نبتون في أفق تريتون، كما تخيله الفنان.

وقد بدأت المجموعة الدولية لتنسيق استكشاف الفضاء في تطوير ما يعرف باسم "الأداة الدولية لتنسيق استكشاف الفضاء،" (إنترسِكْت)، التي تتعقب المهمات والقدرات.

ويطلق اسم "مهمة" على الحدث الواحد المنفرد كإطلاق عربة فضاء بأهداف ومقصد وجدول زمني محددة. ويستغرق الإعداد لمعظم المهمات خمسة أعوام منذ ظهور فكرتها حتى إطلاقها، في حين أنها تستمر من مجرد أيام إلى سنوات. وتتراوح القدرات من القدرة على صنع المركبات الفضائية إلى القدرة على إنتاج وتوفير مرافق الاتصال الأرضية مع مركبات الفضاء.

وقال نيومان إنه "لا توجد اليوم حقاً وسيلة تبين بدقة ما يقوم به العالم (في الفضاء) في أي لحظة. وأستطيع تخيل إنتاج هذه الأداة بيان استكشاف فضاء متكاملاً مثيراً جداً للاهتمام من صفحة واحدة، يشبه برنامج عمل محدد المواعيد، يظهر مَن يتوجه إلى أين وما الذي يقوم به."

* معايير في الفضاء

اتخذ المشاركون في مؤتمر مونتريال خطوات أولية لتحديد الأسطح البينية حاسمة الأهمية في بنية الفضاء التحتية، كالاتصالات بين مركبات الفضاء والعربات المتجولة على سطح القمر والمستوطنات القمرية، التي يمكن، إذا ما تم توحيد معاييرها القياسية، أن تزيد فرص التعاون الدولي.

والمقاييس الموحدة هي المتطلبات التي تحدد المعايير الموحدة الهندسية أو الفنية والأساليب والعمليات والممارسات، وتجعل استخدام الجميع لنفس الأدوات الإلكترونية وسوق السيارات وتشييد المدن أو محطات الفضاء ممكناً من خلالها.

ويتعلق أحد الأمثلة الحالية على مقاييس موحدة لغرض خاص بآلية الالتحام في محطة الفضاء الدولية. ويستخدم مكوك الفضاء الأميركي آلية من تصميم روسي كانت قد صُممت أساساً لمركبات سويوز الفضائية.

وسيتعين على الدول، لتشييد قواعد علمية أو مستوطنات على القمر أو على المريخ، استخدام أنظمة التحام موحدة ومقاييس جوية مشتركة وأنظمة اتصالات وأمور أخرى موحدة. وستكون مهمة المجموعة الدولية تحديد جميع الأسطح البينية بالغة الأهمية التي ينبغي توحيد معاييرها.

وقال نيومان موضحاً ما يعنيه ذلك: "قد تكون لدينا وحدة سكن على سطح القمر يتعين عليها أن تلتحم بوحدة سكن من صنع أوروبي. وقد تكون هناك عربة متجولة يابانية مكيفة الضغط يوجد داخلها أشخاص وتحتاج إلى السير على سطح القمر وتحتاج إلى التزود بالطاقة الكهربائية من قابس في وحدة السكن، وقد تكون هناك محطة توليد كهرباء فرنسية الصنع عليها أن تكون قادرة على توفير التيار لكل مستخدمي الطاقة الكهربائية."

* لتوحيد المعايير علاقة أيضاً بالسلامة

قال نيومان إنه "إن كانت هناك ثلاث دول قادرة على إرسال بشر إلى سطح القمر، وإن كانت دولتان منهما فقط  قادرتين على إنقاذ بعضهما البعض في حال وقوع حادث طارئ في حين لا تملك الدولة الثالثة القدرة على القيام بذلك، فإن ذلك وضع سيء."

وعليه، فإن الخطوة التالية، المخطط القيام بها في العام 2009، هي عقد اجتماع لمهندسي وكالات الفضاء يحددون فيه الصورة التي قد يبدو عليها مركز متقدم متعدد الأطراف، ثم يحددون الأسطح البينية الأكثر أهمية في البنية التحتية المتصلة به.

ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن الاستراتيجية العالمية لاستكشاف الفضاء على موقع ناسا على الشبكة العنكبوتية.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي