السلام والأمن | إقامة عالم أكثر استقراراً

06 نيسان/إبريل 2009

أوباما يشجب إقدام كوريا الشمالية على إطلاق صاروخها البالستي

أميركا وأوروبا تعتبران إطلاق الصاروخ انتهاكا لقرارات مجلس الأمن وتهديدا لأمن العالم

 
كوريون جنوبيون ينظمون مسيرات احتجاجية على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا يوم 5 نيسان/أبريل.
كوريون جنوبيون ينظمون مسيرات احتجاجية على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا يوم 5 نيسان/أبريل.

من ميرل كيليرهالس،المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن – شجب الرئيس أوباما قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ بعيد المدى من طراز تايبودونغ-2 في 4 نيسان/أبريل، ووصف ذلك العمل بأنه خطر يهدد أمن شمال شرق آسيا والسلام والأمن الدوليين.

وقد أدلى أوباما بتصريح في 5 نيسان/أبريل في براغ، حيث ألقى خطابا حول الانتشار النووي، وقال "إن كوريا تجاهلت بهذا العمل الاستفزازي التزاماتها الدولية رافضة النداءات التي لا لبس فيها للانضباط وزادت من عزلتها عن المجتمع الدولي."

ووصف أوباما الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية بأنه من طراز تايبودونغ-2 الذي يبلغ مداه أكثر من 6700 كيلومتر مما يجعله قادرا على بلوغ ألاسكا وهاوائي ومعظم أنحاء شرق آسيا.

وكان أوباما في زيارة لبراغ في 5 نيسان/أبريل لحضور اجتماع قمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل أن يتوجه إلى أنقره في زيارة إلى تركيا يختتم بها الاثنين 6 نيسان/أبريل جولته التي استغرقت ثمانية أيام في أوروبا وتركيا. وكان أوباما قد حضر اجتماع القمة الذي عقدته دول مجموعة العشرين الاقتصادية في لندن يومي 1 و2 نيسان/أبريل ومؤتمر قمة منظمة حلف شمال الأطلسي للعام 2009 التي عقدت في ستراسبورغ بفرنسا وكيهل بألمانيا في يومي 3 و4 نيسان/أبريل على التوالي.

وقد أعلنت قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية والقيادة الأميركية الشمالية في قاعدة بيترسون لسلاح الطيران في كولورادو في 5 نيسان/أبريل علمها بقيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ من ثلاث مراحل من طراز تايبودونغ-2 في الساعة 10:30 من مساء يوم 4 نيسان/أبريل بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2:30 صباحا بتوقيت غرينتش). وقالت القيادة الأميركية الشمالية في بيان خطي إن "المرحلة الأولى من الصاروخ سقطت في بحر اليابان المعروف أيضا ببحر الشرق. أما المرحلتان الأخريان ورأس الصاروخ فقد سقطت في المحيط الهادئ."

وقالت التقارير الصحفية التي نشرت في اليابان إنه يبدو أن الصاروخ مر من فوق اليابان لكنه لم ترد أية معلومات عن سقوط أي حطام على المدن أو الأرياف اليابانية.

وأعلنت كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن إطلاق الصاروخ تم من قاعدة موسودان- ري الساحلية لإطلاق الصواريخ في إقليم هامغيونغ الشمالي بالقرب من طرف خليج كوريا الشرقي في شمال شرق كوريا الشمالية. وكانت القاعدة تسمى في السابق بقاعدة تايبودونغ، وهو الاسم الذي أطلق على الصاروخ.

وكان االصاروخ تايبودونغ- 2 قد تعرض لعدد من مشاكل التصميم نتيجة لمحاولة الدمج بين تصميم صاروخي أجنبي مع التصميم الكوري الشمالي للصواريخ البالستية متوسطة المدى من طراز رودونغ. ويقول خبراء تحليل الأسلحة الغربيون إن المحاولة أدت إلى مشاكل في بنية هيكل الصاروخ وطيرانه. ولذا لم تنجح المهمة الكاملة لإطلاق الصاروخ في أي تجربة حتى الآن.

وقد أدلى المسؤولون الكوريون الشماليون بتصريحات قبل عملية الإطلاق قالوا فيها إن الغرض من الإطلاق هو وضع "قمر تجريبي للاتصالات" في مدار فضائي. إلا أن المحللين الغربيين قالوا إن الإطلاق استهدف تجربة لاختبار الصاروخ تايبودونغ-2. وقد تأجلت عملية الإطلاق الأولية بسبب هبوب رياح قوية في المنطقة.

وأعلنت القيادة الأميركية الشمالية أن الصاروخ الكوري الشمالي لم يشكل أي تهديد لأميركا الشمالية أو هاوائي في أي وقت من الأوقات. وقد ظلت الولايات المتحدة واليابان تراقبان عن كثب تطور عملية الإطلاق حتى قبل إعلان المسؤولين الكوريين الشماليين عن النية في إطلاق الصاروخ.

وقال أوباما إن إطلاق الصاروخ يشكل خرقا سافرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1718 الذي يمنع كوريا من إجراء مزيد من التجارب النووية أو اختبار صواريخ بالستية. وقد فرض القرار الصادر في العام 2006 عقوبات مالية وتسليحية على كوريا الشمالية بعد أن أجرت تجربتها النووية الأولى.

وكان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في نيويورك ظهر يوم الأحد 5 نيسان/أبريل لبحث العملية الكورية الشمالية. وفي الوقت نفسه كانت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون، التي ترافق أوباما في جولته الأوروبية التركية، تعمل طيلة فترة الصباح لحشد الإجماع الدولي على شجب إطلاق كوريا صاروخها بعيد المدى.

وصرح أوباما أثناء وجوده في براغ بقوله "إننا سنعمل فورا على التشاور مع حلفائنا في المنطقة، بمن فيهم اليابان وجمهورية كوريا وأعضاء مجلس الأمن الدولي، من أجل عرض هذه القضية على مجلس الأمن." وأضاف قوله: "إنني أحث كوريا الشمالية على الالتزام التام بقرارات مجلس الأمن الدولي وتجنب القيام بمزيد من الأعمال الاستفزازية."

وقد أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا في 5 نيسان/أبريل أعرب فيه الجانبان عن الاستعداد للعمل معا على حث كوريا الشمالية على التخلي عن سعيها في الحصول على سلاح نووي وعن التهديدات المعادية ضد جيرانها.

وجاء في البيان المشترك: "إن هذا العمل يتطلب ردا من المجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن الدولي وذلك للدلالة على أن تحدي قرارته لا يمكن أن يفلت من غير عقاب."

وأصدر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي النائب هوارد بيرمان بيانا في واشنطن وصف فيه إطلاق الصاروخ بأنه استفزاز لا داعي له ولا يخدم سوى زيادة التوتر في المنطقة.

وقال بيرمان في بيانه "إن قيام كوريا الشمالية بإطلاق هذا الصاروخ متحدية المجتمع الدولي مدعاة للقلق الشديد."

وأعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي-مون في تصريحات له في باريس بأنه يأسف لأفعال كوريا الشمالية رغم النداءات الدولية الكثيرة بعدم إجراء التجربة الصاروخية. وقال "إن مثل هذا الإطلاق لا يؤدي، في ضوء قابلية المنطقة للاشتعال إضافة إلى الجمود الحاصل في التواصل بين الأطراف المعنية، إلى جهود تعزز الحوار والسلام والاستقرار في المنطقة."

وفي براغ، قال أوباما إن "الحيلولة دون انتشار أسلحة التدمير الشامل ووسائل إيصالها تشكل أولوية بالنسبة لحكومتي. والولايات المتحدة ملتزمة كليا بالحفاظ على أمن منطقة شمال شرق آسيا واستقرارها، وسنواصل العمل من خلال المحادثات السداسية في سبيل التوصل إلى تجريد نووي لشبه الجزيرة الكورية قابل للتحقق منه."

والمعروف أن المحادثات السداسية التي تستضيفها الصين وتضم أيضا كلا من اليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدة كانت قد توقفت عندما رفضت كوريا الشمالية تقديم كشف كامل عن برنامجها لتطوير أسلحة نووية للتحقق الدولي منه. وكان القصد من إنشاء عملية المحادثات السداسية هو محاولة إزالة كل أنواع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي