العطاء الأميركي | تقوية المجتمعات عبر السخاء

22 تشرين الأول/أكتوبر 2008

تكريم عضوي مجلس الشيوخ السابقين دول وماكغفرن لمساهمتهما في إطعام الجياع

جائزة الغذاء العالمية تنوه بجهود الجمهوريين والديمقراطيين الأميركيين لمكافحة الجوع

 

من كاثرين ماكونيل، المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

ديموين، ولاية أيوا،- خلال فترة نشأة السناتور الديمقراطي السابق جورج ماكغفرن في ثلاثينات القرن الماضي في بلدة صغيرة بولاية ساوث داكوتا تقع بمحاذاة خط سكّة حديد، شاهد الكثير من الجياع.

وكان شبان في مقتبل العمر يسافرون في قطارات الشحن الى الجزء الغربي من البلاد يتوقفون ليطلبوا من السكان المحليين وظائف بسيطة. ومقابل قيامهم بالعمل، كانوا يتلقون وجبة طعام. وكان والدا ماكغفرن يحاولان تقديم وجبة طعام لأي شخص معدم يقصدهما.

وشاهد ماكغفرن في وقت لاحق، أثناء خدمته في الجيش الأميركي في الحرب العالمية الثانية، أطفالاً جياعاً في إيطاليا. وشاهد أمهات يفتشن عن بقايا طعام وأحيانا يلجأن للدعارة للحصول على نقود لإطعام أسرهن.

وأقسم ماكغفرن آنذاك على العمل على مكافحة الجوع إذا ما قدر له أن يتبوأ منصباً يمكنه من ذلك.

أسند إلى ماكغفرن أول دور رئيسي في هذا المجال حينما طلب منه الإشراف على البرنامج الأميركي: الغذاء من أجل السلام خلال ولاية الرئيس الأسبق جون كنيدي. واقترح ماكغفرن على كنيدي أن تبادر الولايات المتحدة الى استهلال برنامج دولي يقدم المعونات الغذائية. وتبلورت فكرته هذه واتسعت حتى أصبحت برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة الذي تأسس في الفترة 1961-1962.

أما السناتور السابق روبرت دول، فقد خدم عندما كان في مقتبل العمر في الحرب العالمية الثانية. وبعدها تقلد منصب النائب العام الإقليمي في ولايته كانزاس. وهو يذكر توقيع أوراق المعاملات  خلال فترة صعبة جداً لمنح جديه مساعدات حكومية.

وتولدت لدى دول آنذاك قناعة بأنه تقع على عاتق الأميركيين "مسؤولية" مساعدة كل الناس الذين يحتاجون المساعدة.

وقد عمل عضوا مجلس الشيوخ، اللذان فاز كل منهما بترشيح حزبه له لمنصب الرئاسة في السابق، عملا سوية في جهود مكافحة الجوع منذ مطلع السبعينات.

وقد كرّم جهودهما هذه يوم الغذاء العالمي بتاريخ 16 الجاري فمنحهما جائزة الغذاء العالمية للعام 2008. (راجع عضوان سابقان في مجلس الشيوخ يفوزان بجائزة الغذاء العالمية للعام 2008  على موقع أميركا دوت غوف).

وعشية الاحتفال الذي أقيم في دي موين، بولاية أيوا،  تحدث عضوا مجلس الشيوخ عن آرائهما  حول الجوع مع بعض كبار خبراء الجوع والتنمية الزراعية في العالم الذين اجتمعوا للمشاركة في  منتدى بورلوغ السنوي.

وركز منتدى هذا العام على استمرار الجوع في العالم خلال فترة أزمة مالية وأسعار طاقة ومواد غذائية مرتفعة وتغير مناخ عالمي.

وقد انضمت إلى عضوي مجلس الشيوخ كاثرين بيرتيني، الرئيسة السابقة لبرنامج الغذاء العالمي والحائزة على جائزة الغذاء العالمية للعام 2003، كما انضمت إليهما الناطقة باسم البرنامج نانسي رومان.

ويذكر أن دول وماكغفرن تعاونا، رغم كونهما من حزبين مختلفين، في السبعينات من القرن الماضي لإصلاح برامج ترمي الى إيصال مساعدات تغذية الى الفقراء في الولايات المتحدة. وقد أقاما خلال العقود التالية إجماعا عريضا وغير محازب يؤيد برامج مكافحة الجوع ومحاربة الفقر.

وفي أواخر عقد التسعينيات تعهّد عضوا مجلس الشيوخ باستحداث برنامج لتوفير وجبات مدرسية للأطفال الفقراء في جميع أنحاء العالم. وقد أفضى ذلك في العام 2000 إلى إنشاء مبادرة غذاء وتربية عالمية مدتها عامان. وفي 2002 وقع الرئيس بوش على قانون "البرنامج الدولي لتعليم وتغذية الأطفال" الأطول أجلاً الذي استحدثه ماكغفرن ودول.

وقد أفاد هذا البرنامج أكثر من 22 مليون طفل حول العالم وزاد من عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس من ذكور وإناث، حسبما جاء في بيان لمؤسسة جائزة الغذاء العالمية.

وفي اليوم الأول من حلقة النقاش، دعا عدد من خبراء مكافحة الجوع إلى زيادات حاسمة في الاستثمار في التنمية الزراعية في البلدان النامية، لا سيما في التعليم العالي والتبادل الدولي للعلماء والمدراء والمنتجين الزراعيين. كما دعوا إلى زيادة كبيرة في الاستثمار في تحسين البنى التحتية في البلدان الفقيرة وإلى التعاون التجاري وزيادة تبادل المعلومات الإقليمية.

ومما يذكر أن مؤسس جائزة الغذاء العالمية في العام 1986 هو نورمن بورلوغ، من ولاية أيوا. وكان بورلوغ قد منح جائزة نوبل في العام 1970 تقديرا لجهوده لخفض الجوع العالمي، وهي جهود أسهمت في تلقيبه بأب الثورة الخضراء.

وتكرم جائزة الغذاء هذه أولئك الذين أسهموا إسهاما حيويا في تحسين نوعية وكمية وتوفر الغذاء في جميع أنحاء العالم. ومن متلقي هذه الجائزة السابقين أشخاص من بنغلاديش والبرازيل والصين والدنمارك والهند والمكسيك وسييراليون وسويسرا وبريطانيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وفي العام 1990 تولى رجل الأعمال والمحسن من مدينة ديموين، جون روان، رعاية الجائزة وأنشأ مؤسسة جائزة الغذاء العالمية التي ترعى المنتدى. ويستقطب هذا الملتقى علماء مرموقين ومسؤولين حكوميين وغيرهم من القياديين من جميع أنحاء المعمورة للتركيز على آخر قضايا الأمن الغذائي وإنتاج المواد الغذائية والبيئة والتنمية العالمية الطويلة الأجل.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي