التنوع | توفير حيز لنمو الجميع

12 كانون الثاني/يناير 2009

زيارة الطلاب لمعالم الحقوق المدنية تغير مجرى حياتهم

برنامج معرفة مقاطعة كولومبيا يستهدف خلق جيل جديد من القادة

 

من جيفري توماس، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن – في صيف كل عام يستقل نحو 30 طالبا من طلاب الدراسة الثانوية الأميركيين الأفريقيين واليهود حافلة أوتوبيس وينطلقون في رحلة غايتها مساعدتهم على الاستعداد كي يصبحوا قادة في الكفاح ضد العنصرية. وتحملهم الرحلة التي تستغرق ثلاثة أسابيع وتشكل واسطة برنامج تدريبي يدوم سنة، يعرف بعملية معرفة مقاطعة كولومبيا، منطلقة من واشنطن العاصمة إلى نيويورك ثم إلى معالم حركة الحقوق المدنية في الجنوب.

من بين الأماكن التي يتوقفون فيها مدينة غرينزبورو بولاية نورث كارولينا، المكان الذي انطلقت منه حركة الاعتصام أمام طاولة خدمة الغداء سنة 1960، فإلى سلما بولاية ألاباما التي انطلقت منها ثلاث مسيرات شهيرة للحقوق المدنية، ثم إلى ممفيس بولاية تنيسي حيث اغتيل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ في العام 1968.

وصرحت راتشيل فلدمان، المديرة التنفيذية لبرنامج عملية معرفة مقاطعة كولومبيا بقولها "نحن نغير مجرى حياة طلابنا. فالطلاب يخرجون من البرنامج وقد معرفةوا أن كل واحد منا عبارة عن صوت علينا أن نستخدمه كي نجعل من هذا العالم عالما أفضل."

يقوم الطلبة بالرحلة بعد أن يكونوا قد أمضوا الجزء الأول من السنة في التعلم والاطلاع على تواريخ وثقافات الاميركيين الأفارقة واليهود فيما يتعرفون على بعضهم البعض كأفراد. لكن الرابطة تنشأ بينهم وتتقوى أثناء الرحلة الصيفية وبعد أن يكونوا قد مرّوا بأشد تجاربهم حدة، وهي التجارب التي سيستفيدون منها في ما بعد عندما يقومون بتقديم عروضهم أو ينظمون مشاغل هدفها تخفيف التحيز.

تسعى عملية معرفة مقاطعة كولومبيا إلى خلق جيل جديد من القادة عن طريق تعريضهم لمزيج من الثقافة التعليمية والتجارب التي تغير الحياة. وغاية البرنامج هي الحفاظ على التحالف التاريخي الذي ظل قائما بين الأميركيين الأفريقيين والأميركيين اليهود الذين تعاونوا خلال القرن الماضي في إنشاء منظمات كالجمعية القومية لتقدم الملونين، والرابطة المُدنية وعملوا معا في حركة الحقوق المدنية في الخمسينات والستينات.

واستلهاما لبرنامج مماثل في فيلادلفيا في أوائل التسعينات تقبل عملية معرفة مقاطعة كولومبيا 32 طالبا أميركيا أفريقيا وأميركيا يهوديا من طلاب الدراسة الثانوية يمثلون خليطا من المدارس والخلفيات الاقتصادية من منطقة واشنطن العاصمة. فعملية معرفة مقاطعة كولومبيا تبحث عن قادة للمستقبل من بين الشبان الذين يبدون حب استطلاع ونضوجا والتزاما بخدمة مجتمعاتهم ويملكون مهارات التواصل.

وقالت فلدمان "يمضي طلابنا فترة قصيرة من الوقت يحلّون فيها في أدوار أناس آخرين، مما يجعلهم مواطنين أفضل عندما يتخرجون من البرنامج ويدخلون الجامعة ثم الحياة العملية في نهاية المطاف. معرفة يبدأون في التفكير في وقت مبكر في موقعهم في العالم وكيف يمكنهم أن يحدثوا تغييرا في العالم."

وقالت بيانكا ديفيز المتخرجة في صف 2007 من عملية معرفة مقاطعة كولومبيا إن البرنامج، وخاصة الرحلة، تجربة تغير الحياة فعلا "فقد فتحت عيني على أمور كثيرة."

وأضافت ديفيز، وهي أميركية أفريقية، أن أكثر ما تعتز من التجارب تجربتها في سلما بولاية ألاباما حين زارت جسر إدموند بيتوس حيث هاجمت شرطة الولاية والشرطة المحلية في 7 آذار/مارس 1965 اليوم المعروف "بأحد الدم" المشاركين في مظاهرة سلمية بالهروات والغازات المسيلة للدموع والأسواط، وتجربتها في متحف لورين موتيل في ممفيس حيث قابلت مجموعة طلاب عملية معرفة مقاطعة كولومبيا الكاهن بيلي كايلز الذي كان بصحبة مارتن لوثر كينغ عندما اغتيل.

وقالت ديفيز إنها عندما كانت على جسر إدموند بيتوس "امتلأت بمشاعر جياشة فبدأت أبكي. لم أتمالك نفسي ولم أستطع أن أتوقف عن البكاء ... أنا بحاجة فعلا إلى أن أبجل الحياة، وأنا بحاجة فعلا كي أكون قدر ما أستطيع أن أكون لأن أولئك الناس كافحوا من أجلي كي لا أكون حيث كانوا ولا أتحمل الصراع الذي خاضوه."

تتابع ديفيز دراستها الآن في كلية سبيلمان في أتلانتا وتقدمت بطلب زمالة إقامة لتنوع القيادة التي يتركز اهتمامها في التواصل مع المجتمع. وتنوي أن تجعل من الثقافة المتنوعة عملها في الحياة. وتقول "إن ما أريده فعلا هو أن أخرج إلى الحياة وأعلّم الآخرين أهمية التنوع والقضاء على كل الصور النمطية التي عند البعض عن الآخرين."

واعتبر سام درايمان، وهو خريج الصف العاشر لبرنامج عملية معرفة مقاطعة كولومبيا، رحلة الصيف أيضا أهم ما في البرنامج، وخاصة الجزء الخاص منها بألاباما.

قال درايمان "لقد فتحت عملية معرفة مقاطعة كولومبيا عيني على جوانب الظلم والإخحاف في المجتمع." ودرايمان الآن طالب في السنة النهائية في جامعة فرجينيا. وهو يدرس للحصول على شهادة في السياسة العامة والسبب يعود في جزء منه لتجربة برنامج معرفة مقاطعة كولومبيا. وينوي العمل في مجال التنمية الدولية والقضايا الإنسانية.

تشرف على جولة سلما أثناء زيارة الطلاب جوان بلاند التي شاركت في مسيرة أحد الدم حينما كانت في الحادية عشرة من عمرها وشهدت وحشية الشرطة. وتقول فلدمان إن بلاند "تتحدث إلى الطلاب عن مشاهدة شرطي من شرطة الولاية يضرب أختها بالهراوة ورأت الدماء تسيل، فهي تتحدث فعلا عن بشاعة ذلك."

وتضيف فلدمان قولها "إن المرء يستطيع أن يقرأ عن الأحداث في كتاب أو يسمع عنها من شخص ما، لكن عندما يكون الشخص واقفا هناك عند جسر إدموند بيتوس في هدوء ويتصور ماذا كان عليه الحال هناك يوم أحد الدم يصبح المشهد وكأنه حقيقة."

وقالت فلدمان "أنا لا أعتقد أن أيا من تلاميذنا يرى أننا تجاوزنا الماضي وانتقلنا إلى عصر ما بعد العنصرية. فهم يرون أن الأمور بدأت تتغير في هذه البلاد. لكنني لا أعتقد أن أحدا منهم يشعر بأننا وصلنا إلى حيث ينبغي أن نكون، مع أنهم يشعرون بأن كل ما بدأوا يعملون من أجله في هذا البرنامج عندما كانوا في المدرسة الثانوية قد بدأ يؤتي ثماره."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي