24 تموز/يوليو 2008

المتاحف الأميركية التي تشهد أعظم إقبال عليها متاحف تلائم العائلات

الأميركيون يقبلون بشكل متزايد على جعل زيارة المتاحف محور إجازاتهم

 
يضم متحف الطيران والفضاء القومي في واشنطن طائرات تاريخية ونماذج تحاكي الفضاء وصخرة من القمر يسمح للزوار بلمسها
يضم متحف الطيران والفضاء القومي في واشنطن طائرات تاريخية ونماذج تحاكي الفضاء وصخرة من القمر يسمح للزوار بلمسها.

من إيفيت رايدنور، المراسة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن، 24 تموز/ يوليو 2008- موسم الصيف هو موسم الإجازات؛ والسؤال الأزلي هو "أين نقضي إجازة هذا العام؟" ويجد الكثير من العائلات الأميركية، لعدم توفر المال الفائض عن الحاجة لديه، أن تنظيم إجازات عائلية محورها زيارة المتاحف حل مثقف واقتصادي في نفس الوقت يوفر الجواب لذلك السؤال الأزلي.

وتقدر جمعية المتاحف الأميركية مجمل عدد زوار جميع المتاحف الأميركية السنوي بحوالى 600 مليون شخص. وتعتبر مؤسسة سميثسونيان في واشنطن العاصمة مجمع المتاحف الأكثر اجتذاباً للزوار في الولايات المتحدة، وهي تضم تحت رايتها ثلاثة من المتاحف الخمسة التي يزورها أكبر عدد من الناس.

أما المتحف الذي يحتل المرتبة الأولى فهو المتحف القومي للتاريخ الطبيعي التابع لمنظمة سميثسونيان، الذي يحتوي على أكثر من 125 مليون عينة علمية طبيعية وقطعة ثقافية من صنع الإنسان، بينها مجموعة ضخمة من أحافير الديناصورات والحجارة الكريمة المشهورة علاوة على 35 ألف حجر نيزكي. وسوف يفتح المتحف في شهر أيلول/سبتمبر القادم أبواب قاعة المحيطات التي تم تجديدها لتستقبل الزوار مجدداً، وهي القاعة التي تعلم الزوار عن العلاقة بين الكائنات الحية البحرية وحياة البشر.

ويأتي متحف الطيران والفضاء القومي في واشنطن، وهو أيضاً من متاحف مؤسسة سميثسونيان، في المرتبة الثانية بين المتاحف الأميركية من حيث عدد الزوار. وتعتبر المعارض التفاعلية والأجهزة التي تحاكي الانطلاق في رحلات فضائية وصخرة قمرية يسمح للزوار بلمسها، من بين الأسباب التي تجعل متحف الطيران والفضاء من المتاحف المفضلة جداً لدى الأحداث.

وقالت إيزابل لارا، اختصاصية العلاقات العامة في المتحف، إن "الأطفال يحبون التفرج على الطائرات والصواريخ. وهذا متحف ملائم جداً للأحداث ويأخذ ما يفضلونه بعين الاعتبار. ويمكن للزائر مشاهدة سفن الفضاء الحقيقية التي هبطت على سطح القمر، والذهاب إلى القمر هو حلم كل طفل!" كما أن المتحف يثير مخيلة البالغين أيضاً عندما يشاهدون طائرة سبيريت أوف سانت لويس، الطائرة التي قادها تشارلز ليندبيرغ في أول رحلة قام بها شخص بمفرده عبر الأطلسي في العام 1927، وطائرة رايت فلاير، التي كانت أول طائرة ترتفع محلقة بواسطة  محرك في العام 1903.

والمتحف الذي يحتل المرتبة الثالثة بين جميع المتاحف الأميركية والمرتبة الأولى بين متاحف الفنون الجميلة من حيث عدد الزوار هو صالة الفنون القومية، وهي أيضاً في واشنطن العاصمة. وتضم صالة الفنون القومية (ناشنال غاليري أوف آرت) أروع مجموعة من اللوحات والمنحوتات الغربية في العالم.

ويلي الناشنال غاليري متحف متروبولتان للفنون في مدينة نيويورك، المعروف أيضاً باسم الـ"مِت". وتضم مجموعته أكثر من مليوني قطعة فنية، بينها أعمال تعود إلى العصور الوسطى، وأخرى من إبداع كبار الفنانين الغربيين الكلاسيكيين، بالإضافة إلى قطع فنية أميركية وإفريقية وآسيوية وبيزنطية وإسلامية.

نجار يعمل في إعداد معرض ديناصورات تفاعلي في متحف إنديانابولس للأحداث في إنديانا
نجار يعمل في إعداد معرض ديناصورات تفاعلي في متحف إنديانابولس للأحداث في إنديانا.

وفي المتحف غرف كاملة ملفتة تمثل عصوراً مختلفة، من روما القرن الأول حتى أسلوب "هندسة البناء العضوي" الذي اشتهر به فرانك لويد رايت في القرن العشرين. وأكثر ما يحبه الأحداث في هذا المتحف هو قسم الأسلحة والدروع، التي تمثل قطعها تاريخاً يمتد من مصر الفرعونية حتى القرن العشرين.

ويحتل متحف الهجرة في جزيرة إليس، في مدينة  نيويورك، هو أيضاً مرتبة بين المتاحف العشرة الأولى من حيث عدد الزوار. وقد أجريت في هذا المبنى معاملات 12 مليون مهاجر إلى أميركا في الفترة الممتدة من العام 1892 حتى العام 1954. وكثيراً ما يفتن هذا الرمز للتراث الأميركي الأحداث لعدة أسباب، ليس أقلها أنه يحتوي على  كمبيوتر وتكنولوجيا إعلام متعددة تمكن الأحداث من اكتشاف قصص سفر أجدادهم إلى أميركا. وهناك ثلاثة طوابق من المعروضات التي يتفحصها الزائر وحده بدون دليل، بينها أشياء تخص المسافرين كحقائب السفر والملابس وجوازات السفر وتذاكر السفر على متن السفن البخارية والقطارات.

وتشكل زيارة متحف معهد فرانكلن للعلوم في فيلادلفيا مغامرة عظيمة بالنسبة لمعظم الأحداث؛ ذلك أن المتحف يوفر لهم معروضات يمكنهم لمسها والتفاعل معها بينها قلب ضخم يسيرون عبره وقاطرة بخارية يبلغ وزنها 350 طنا. وقد صممت كل معروضات معهد فرانكلن بحيث تثير الفضول العلمي. ومن الأمثلة عليها نموذج محطة الأبحاث الفضائية التي تثير اهتمام الكبار والصغار على حد سواء. ويشاهد زوار المتحف الآن معرضاً يستمر حتى تشرين الثاني/نوفمبر هو معرض "قراصنة حقيقيون"، وهو أول معرض في العالم يعرض كنوز قراصنة موثقة، اختيرت من بين موجودات السفينة وايداه (Whydah)، وهي سفينة قرصنة بريطانية غرقت قبالة ساحل كيب كود، بولاية مساتشوستس، في العام 1717.

ومن أكثر متاحف الغرب الأوسط الأميركي شعبية متحف الأحداث في إنديانابولس، الذي زاره 1,2 مليون شخص في العام 2007. وبين معارضه التفاعلية معرض عن الديناصورات يحمل اسم "دنيا الديناصورات: أنت الآن في عالمهم،" ونموذج لهرم مصري، وأضخم بلانيتاريوم في ولاية إنديانا.

وما زال متحف فيلد للتاريخ الطبيعي في شيكاغو يدخل البهجة على قلوب الأحداث منذ العام 1893 بمجموعته الحيوانية المتنوعة ومعارض الأنثروبولوجيا الثقافية. ومن القطع المفضلة لديهم "سو"، وهو أضخم وأكمل هيكل عظمي عثر عليه حتى الآن لديناصور من نوع تيرانوصوراس ركس، بالإضافة إلى عينات أخرى في المجموعة الضخمة من أحافير الديناصورات. ويثير المعرض الخاص بالهنود الأميركيين (سكان أميركا الأصليين) اهتمام الزوار بما يحتوي عليه من الأعمدة الطوطمية وبيت بوني (Pawnee) أرضي مبني من التراب، أقيم لشرح طريقة حياة أبناء قبيلة بوني الهندية الأميركية التقليدية، وهي قبيلة من نبراسكا. وفي متحف فيلد للتاريخ الطبيعي معرض سوف يستمر حتى أيلول/سبتمبر هو معرض "مخلوقات خرافية: التنين ووحيد القرن وحورية الماء،" الذي يلقى إعجاباً كبيراً لدى الأحداث من الزوار.

وقالت نانسي أوشي، مديرة العلاقات العامة في متحف فيلد: "يمكن للأطفال في مختبر لعب عائلة كراون الجديد أن يتخفوا في ملابس يظهرون فيها كالحيوانات وأن يلعبوا في غابة ويصنعوا أعمالهم الفنية ويعزفوا على آلات موسيقية من شتى أنحاء العالم ويتفحصوا أحافير حقيقية ويتعلموا كيف كانت تعيش الديناصورات، بالإضافة إلى أمور كثيرة أخرى."

ولدى مواصلة المرء التوجه غرباً، يصل إلى الإكسبلوراتوريوم (متحف الاستكشاف)، وهو متحف علوم حكومي من أكثر متاحف سان فرانسيسكو اجتذاباً للسياح إذ يزوره سنوياً أكثر من مليون شخص. ومتحف الاستكشاف مخصص لتعليم العلوم من خلال العمليات التفاعلية، مثل القبة اللمسية، وهي متاهة مظلمة ثلاثية الأبعاد يتعين على الزوار الخروج منها مستخدمين حاسة اللمس فقط. ومن المعروضات الملفتة أيضاً "الصدع،" الذي يثقف الناس حول علم الزلازل، و"رحلة إلى المريخ."

وقد أصبحت المتاحف توظف، بصورة متزايدة، مهندسين معماريين لإبداع تصاميم مبتكرة لمبانيها، ومن أكثر الأمثلة على ذلك لفتاً للانتباه مبنى متحف جون بول غيتي في لوس آنجيلس، الذي افتُتح في العام 1997. ويلفت المتحف الذي يقع على رأس تل في جبال سانتا مونيكا، الانتباه بهندسته المعمارية الحديثة (من تصميم رتشارد ماير) بقدر ما يلفته بالقطع الفنية التي يحتوي عليها. وقد شاهد أكثر من 1,3 مليون زائر في العام 2007 مجموعة المتحف من المنحوتات واللوحات والمخطوطات المزخرفة بالذهب والفضة والألوان الساطعة والقطع الفنية الزخرفية، بالإضافة إلى الصور الأوروبية والأميركية. كما يحتوي متحف غيتي على مجموعة كبيرة من القطع الأثرية القديمة الإغريقية والرومانية والأترورية (في غرب إيطاليا).

وهكذا تؤدي الإجازات التي تشكل زيارة المتاحف محورها بالعائلات إلى تذكر الماضي وفهم الحاضر بتعمق أكبر، وتثقفها للمستقبل. وهي تحقق كل ذلك أثناء استمتاع الجميع بإجازة مليئة بالبهجة والحبور.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي