22 شباط/فبراير 2007

ازدياد احتمالات تولي النساء أرفع المناصب في مؤسسات التعليم العالي الأميركية

جامعة هارفارد تصبح أحدث الجامعات الأميركية المرموقة التي عينت امرأة رئيسة لها

 
رئيسة هارفارد الجديدة درو غلبن فاوست، أمام تمثال جون هارفارد مؤسس الجامعة
رئيسة هارفارد الجديدة درو غلبن فاوست، أمام تمثال جون هارفارد مؤسس الجامعة، يوم تعيينها 11 شباط/فبراير. (© AP Images)

من كارولي ووكر، المحررة في موقع يو إس إنفو

بداية النص

واشنطن، 22 شباط/فبراير، 2007- كان اختيار جامعة هارفارد سيدة لشغل منصب رئيس الجامعة جزءاً من اتجاه في مؤسسات التعليم العالي الأميركية نحو فتح أبواب أعلى المناصب فيها أمام المرأة.

وقالت كاثرين هيل، مديرة الأبحاث في الجمعية الأميركية للجامعيات إن الأميركيات يقبلن على الدراسة الجامعية بأعداد لا سابق لمثلها وإن اختيار نساء لشغل أعلى المناصب في الجامعات فيها هو نتيجة طبيعية لذلك. 

وتشير التقارير المنشورة إلى أن عدد الإناث اللاتي يتقدمن بطلبات للالتحاق بالجامعات يفوق عدد الذكور، وإلى أن الإناث يشكلن 56 بالمئة من مجمل عدد الطلبة الساعين إلى الحصول على درجة الباكالوريوس. وقالت هيل إن التقدم الذي أحرزته المرأة في هذا المجال لم يكن على حساب الرجل إذ إن عدد الذكور الملتحقين بالكليات التي تستمر الدراسة فيها سنتين فقط وبالجامعات يفوق الآن عددهم في أي وقت مضى.

ويتكهن مكتب إحصاء السكان الأميركي بأن عدد الطلبة الذين يواصلون دراساتهم في مؤسسات تعليمية بعد إنهاء مرحلة الدراسة الثانوية سيصل في العام 2010 إلى حوالى 7,76 مليون طالب ذكر و10,72 مليون طالبة، مما يمثل ارتفاعاً في عدد الطلبة الجامعيين من الإناث والذكور أيضا. وقد وصل عدد الذين يواصلون دراساتهم في مثل تلك المؤسسات في العام 2006 الماضي إلى 7,458 مليون طالب ذكر و10,19 مليون طالبة.

وقالت هيل إن "التنوع في الجسم الطلابي مهم في مراحل التعليم العالي لأنه يوفر طرقاً جديدة للنظر إلى مشاكل قديمة جداً ويؤدي إلى تقبل طرق النظر المختلفة إلى العلم والثقافة." وأضافت أن فتح الأبواب أمام المرأة للمشاركة في ذلك كطالبة ومسؤولة قيادية أمر مهم إذ إن هناك إدراكاً واسع النطاق في الثقافة الأميركية بأن تحصيل التعليم العالي هو مفتاح النجاح الاقتصادي والسياسي.

ومضت إلى القول إن "المؤسسات الأكاديمية في أميركا هي بوابة العبور إلى الكثير من الفرص في هذا البلد. والجهة التي تقرر متى ستُفتح البوابة ونوع النشاط الفكري الذي ستتم ممارسته هي الجهة التي ستقرر أياً من الشباب سيمكنهم التقدم ليصبحوا صناع القرار، والكيفية التي سيتقدمون بها."

وأشارت هيل إلى أن مثل هذه التعيينات في المناصب الرفيعة في المؤسسات الأكاديمية تعني أن النساء أصبحن في موقع أفضل لممارسة المهن والحصول على وظائف تدر عليهن دخلاً ممتازا، خاصة في المجالات التي كان يهيمن عليها الرجال في الماضي. 

وقد أعلنت جامعة هارفارد في 11 شباط/فبراير الحالي تعيين درو غلبن فاوست، وهي أستاذة تاريخ وعميدة مؤسسة لمعهد رادكليف للدراسات المتقدمة، لشغل منصب رئيسة الجامعة. وقد أظهرت دراسة نشرها المجلس الأميركي الخاص بالتعليم (ACE) أن معدل التعددية في مكتب رئيس الجامعة ما فتئ يزداد باطراد وإن كان ببطء. وقالت هيل إن تعيين فاوست لرئاسة هارفاد "مهم رمزيا."

روث سيمونس، رئيسة جامعة براون، وأول امرأة سوداء تترأس واحدة من جامعات الآيفي ليغ المرموقة
روث سيمونس، رئيسة جامعة براون، وأول امرأة سوداء تترأس واحدة من جامعات الآيفي ليغ المرموقة.

ونقلت تقارير منشورة عن نانسي هوبكنز، أستاذة علم الأحياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)، قولها إنه "في المجال الأكاديمي، ما من رمز أعظم من (منصب) رئيس هارفارد. إن (تعيينها) يبعث برسالة قوية جدا." وتجدر الإشارة إلى أن سوزان هوكفيلد، رئيسة إم آي تي، هي أول امرأة تشغل منصب الرئاسة فيها.

وقد وصفت هيل فاوست بأنها قائدة أقوى تهتم بالدراسات الخاصة بالنساء، وأن "منصبها المحوري في مثل هذه المؤسسة المشهورة سيصبح منصة عالية لتوجيه مجرى النقاش العام."

وتجدر الإشارة إلى أن جامعة هارفارد، التي تم تأسيسها في العام 1636، هي أقدم مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة وتتزعم العالم في مجالي التعليم والأبحاث. وقد تخرج فيها سبعة رؤساء أميركيين، كما فاز 43 من أعضاء هيئتها التعليمية الحاليين والسابقين بجوائز نوبل. وقد اندمجت كلية رادكليف، وهي كلية للبنات كانت تربطها صلات وثيقة بجامعة هارفارد، بالجامعة رسمياً في العام 1999.

وقد علق جيمز هاوتن، وهو من كبار أعضاء هيئة هارفارد ورئيس جمعية البحث عن رئيس التي تقبلت لأول مرة في تاريخ جامعة هارفارد أن يكون للطلبة رأي في الموضوع، على تعيين فاوست بالقول: "هذا يوم عظيم، ويوم تاريخي، بالنسبة لهارفارد." وأضاف أن فاوست "تجمع بين الذكاء المتوقد المتعدد الاهتمامات والقدرة المثبتة على لعب دور قيادي قوي والموهبة في حفز الناس على القيام بأفضل ما يمكنهم، كأفراد وكمجموعة تعمل معاً أيضا." 

وهناك ثلاث جامعات أخرى من مجموعة جامعات الآيفي ليغ المرموقة، هي جامعات براون وبرنستون وبنسلفانيا، تشغل النساء منصب الرئيس فيها. وجامعات مجموعة الآيفي ليغ هي ثماني جامعات وكليات خاصة (في شمال شرق الولايات المتحدة) تعتبر الأرفع مقاماً بين مؤسسات التعليم العالي الأميركية من حيث الإنجازات العلمية والمكانة الاجتماعية. 

وجاء في دراسة المجلس (ACE) للعام 2006، أن النساء يشكلن 23 بالمئة من رؤساء الكليات. وقالت الجمعية الأميركية للجامعيات في بيان صحفي إنه "في حين أن تلك النسبة ارتفعت من 9,5 بالمئة في العام 1986، إلا أن من الواضح أن المرأة ليست ممثلة حتى الآن بنسبة كافية في هذا المجال من الحقل الأكاديمي."

إلا أن المستقبل يعتبر مبشراً بالنسبة لتولي النساء مناصب قيادية في الحقل الأكاديمي في المستقبل نظراً لكون أكثر من 50 بالمئة من رؤساء الجامعات الأميركية في العام 2006 كانوا ممن تجاوزوا الستين من العمر، مقارنة بنسبة 14 بالمئة في العام 1986. وأوضحت جاكلين كنغ، مديرة مركز تحليل السياسات التابع للمجلس الأميركي للتعليم (ACE) أهمية تلك النسب بالقول: "إن موجة محتملة من الإحالات إلى التقاعد تعني توفر فرصة لإيجاد مزيد من التنوع في رئاسات (الجامعات)."

ويمكن الاطلاع على نص البيان الصحفي الذي أعلن تعيين فاوست على موقع جامعة هارفارد الإلكتروني. كما يمكن الاطلاع على نص الدراسة الخاصة برؤساء الجامعات للعام 2006 على موقع إيس (ACE) على الشبكة العنكبوتية.

أما للحصول على مزيد من المقالات والتقارير حول الموضوع، فيرجى الرجوع إلى صفحة الدراسة في الولايات المتحدة، على موقع يو إس إنفو، وصفحة إيدوكايشن يو إس آي، على موقع وزارة الخارجية، باللغة الإنجليزية.

كما يمكن الاطلاع على سلسلة كتيبات: "إذا أردت الدراسة في الولايات المتحدة،" باللغة العربية، وكذلك باب "المجتمع والقيم الأميركية" الذي يضم عدداً من المجلات الإلكترونية ذات العلاقة، باللغة العربية، والتي يصدرها مكتب برامج الإعلام الخارجي.

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي