05 آذار/مارس 2007

المهاجرات في الولايات المتحدة يسهمن في نمّو وتأسيس الأعمال التجارية الصغيرة

معدل تأسيس المشاريع التجارية أكثر ارتفاعاً بين المهاجرات مما هو عليه بين الأميركيات المولودات في الوطن

 
شاركت آسا كلافاد التي نشأت في الهند، في تأسيس شركة تاتارا سيستمز إنك. التكنولوجية
شاركت آسا كلافاد التي نشأت في الهند، في تأسيس شركة تاتارا سيستمز إنك. التكنولوجية. (تقدمة من تاتارا سيستمز)

من إليزابث كلهير، المحررة في موقع يو إس إنفو

بداية النص

واشنطن، 5 آذار/مارس، 2007- جاء في تقرير مؤسسة إنتويت إنك. "تقرير مستقبل مؤسسات الأعمال الصغيرة"، الذي شارك في وضعه معهد المستقبل، أن النساء اللاتي هاجرن إلى الولايات المتحدة يشكلن أسرع شرائح أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة نمواً في الولايات المتحدة وأنه يمكن أن يشكلن نسبة كبيرة من أصحاب مؤسسات الأعمال الصغيرة بحلول العام 2017. 

وقال روبرت فايرلي، وهو عالم اقتصاد يضع مؤشر كوفمان للنشاطات التجارية، إن معدل تأسيس الـ36 مليون رجل وامرأة المهاجرين إلى الولايات المتحدة لمشاريع أعمال جديدة يفوق معدل تأسيس الأميركيين المولودين في الولايات المتحدة لها. ويظهر المؤشر، أن 310 من كل 100 ألف مهاجرة إلى أميركا، قمن في كل شهر من أشهر السنوات الثلاث الماضية بتأسيس مشروع تجاري، في حين لم تفعل ذلك سوى 220 امرأة من كل 100 ألف ممن ولدن في الولايات المتحدة. 

وبعبارة أخرى، تؤسس السيدات المهاجرات إلى الولايات المتحدة مشاريع تجارية جديدة بمعدل يفوق معدل تأسيس الأميركيات بالمولد لها بنسبة تبلغ 41 بالمئة.

وهن يقمن بذلك لعدد من الأسباب المختلفة: للمرونة التي يحصلن عليها لتربية الأولاد، ولتفادي الحواجز الموجودة في الوظائف التقليدية، أو لكون المهارات التي يملكنها هي مهارات لا تناسب الشركات التجارية الأميركية.

وبما أن مشاريع الأعمال الصغيرة توظف ما يزيد قليلاً على نصف العاملين في القطاع الأميركي الخاص، فإن المهاجرات يثبتن مكانتهن في الاقتصاد الأميركي كخالقات لوظائف جديدة.

وآسا كلافاد، التي نشأت وترعرعت في الهند، من صاحبات الأعمال المهاجرات. إذ إنها إحدى سيدتين أسستا شركة تاتارا سستمز إنك.، وهي شركة تكنولوجيا مقرها في ولاية ماساتشوستس وتوظف 65 شخصا. وأوضحت كلافاد أنها تأثرت في الهند بضغط المجتمع عليها كي تتخصص في مجال "أكثر ملاءمة للمرأة" من الهندسة. وبعد حصولها على شهادة الماجستير في الهندسة من جامعة كاليفورنيا، في بيركلي، قررت البقاء في الولايات المتحدة للعمل في أبحاث مختبرات بيل، قبل أن تؤسس مشروعها الخاص.

وأوضحت كلافاد أن تأسيس شركتها الخاصة لم يكن أمراً سهلا، مشيرة إلى أن حوالى 40 مستثمراً من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة رفضوا، في الفترة الممتدة من العام 1999 إلى نهاية العام 2001، عرضها حين طلبت منهم التمويل مقابل حصة في الشركة.

ولكنها، وشريكتها التي هاجرت من الصين، لم تقطعا الأمل وساعدهما المستثمرون في نهاية الأمر في تأسيس شركة تاتارا. ولا شك في أن فايرلي سيقول إن كلافاد مغامرة في طبيعتها. فقد قال: "أن يغادر المرء بلده الأصلي ويتحمل كلفة باهظة للانتقال إلى بلد آخر، مختاراً ذلك بنفسه" سمة من يتصفون بروح المغامرة التجارية.

وتملك كلافاد اليوم ثماني براءات اختراع لتكنولوجيا لاسلكية. وتمكن إحدى البراءات المستخدمين من تلقي الاتصالات الهاتفية التي ترسل إلى جهاز هاتفهم النقال (أو المحمول) على الكمبيوتر.  وقالت: "لم أشأ القيام بأبحاث مستحيلة التطبيق."

غوادالوبه تشافيز في مطعمها المكسيكي، لا إنديا بونيتا، في يونيون سيتي، بكاليفورنيا
غوادالوبه تشافيز في مطعمها المكسيكي، لا إنديا بونيتا، في يونيون سيتي، بكاليفورنيا. (تقدمة من مؤسسة صاحبات الأعمال)

وقالت فرحانه حق، من منظمة الرئيسات التنفيذيات لشركات الأعمال، وهي منظمة غير ربحية مقرها في سان فرانسيسكو تساعد المهاجرات ذوات الدخل المحدود في تأسيس مشاريع الأعمال، إن المهاجرات "ميالات إلى المخاطرة. إنهن يغامرن حقاً بكل ما لديهن."

ومن الأمثلة الجيدة على ذلك غوادالوبه تشافيز، التي وصلت من المكسيك في العام 1997 والتحقت، بعد عدة سنوات من العمل في أماكن البيع بالتجزئة، بصف من صفوف منظمة الرئيسات التنفيذيات لشركات الأعمال. وقد طُلب من الطالبات وضع خطة لمؤسسة أعمال "كتمرين" على ذلك. وقالت تشافير: "في ما يتعلق بي، كانت الخطة حقيقية." فقد كانت قد عمدت إلى ادخار بعض المال تدريجا. وكان أشقاؤها قد قالوا لها إنها تجيد الطهو. وهكذا قامت في تموز/يوليو 2006، بافتتاح مطعم مكسيكي، لا إنديا بونيتا، في مدينة يونيون سيتي، بولاية كاليفورنيا. وقامت زميلاتها في الصف بدهن غرف المطعم.

وتعمل تشافير 7 أيام في الأسبوع، ولكنها تستمتع بالقدرة على إحضار ابنها الصغير معها إلى العمل بين الآونة والأخرى. وقال ستيف كنغ إن "سيدات الأعمال الأمهات" يقمن توازناً بين العمل وحياتهن الخاصة من خلال كونهن صاحبات العمل لا موظفات.

وأشارت دراسة إنتويت إلى أن المهاجرات يتمتعن ببعض الميزات في السوق العالمية؛ فالمهارات اللغوية التي يملكنها والعلاقات مع البلد الأصلي تساعدهن في العثور على المورّدين وعلى الزبائن. وقد اتصل موقع يو إس إنفو بكلافادا في الهند، حيث كانت تقوم بزيارة عمل. وعندما اتصل موقع يو إس إنفو هاتفياً بفانتا نابي، التي تبيع الأقمشة الإفريقية المصبوغة يدوياً والحلي الإفريقية المصنوعة يدوياً في كاليفورنيا، كانت منشغلة باتصال هاتفي آخر مع إفريقيا.

وقد انتقلت ناباي إلى الولايات المتحدة في العام 2000 بعد أن قتل الثوار والديها أمام عينيها وأعين أشقائها وشقيقاتها. وهي تمزج بين الأهداف التجارية والاجتماعية. وقد تلقت ناباي مساعدة من منظمة AnewAmerica (أي أميركا جديدة)، وهي منظمة تحتضن مشاريع الأعمال في منطقة سان فرانسيسكو، وهي تؤمن بمساعدة الآخرين كما تلقت المساعدة. فهي ترسل المال إلى السيدات الإفريقيات لشراء المواد التي يحتجن إليها لصنع البضائع والسلع التي تبيعها ثم تقوم بإرسال بعض الأرباح لهن. وقالت: "أنا لاجئة؛ وهذه السلع اليدوية من صنع لاجئات مثلي."

وتطلب ناباي من مورّدي المواد لها تقديم وجبتي طعام للأطفال الموجودين في ميتم إفريقي مرتين في كل شهر.

أما يان ليو فقد وصلت إلى الولايات المتحدة في العام 1997 بعد تخرجها من الجامعة في الصين وإدارتها مدة سنتين لدكان والدها للبيع بالتجزئة في شاندونغ. وفي العام 2002 افتتحت محلاً لبيع الحلي والمجوهرات (يدعى ليريل) في مدينة أوكلاند، بولاية كاليفورنيا. ويقوم والدها بتزويدها بالحجارة الكريمة واليشب (أو اليشم) من الصين. 

وقالت ليو: "تتخصص كل منطقة في الصين بمنتجات تختلف عن منتجات المنطقة الأخرى. وحتى في المدينة الواحدة، تتخصص المناطق المختلفة بأمور مختلفة. ويتعين على المرء أن يعرف ذلك. وهذه إحدى الميزات التي نتمتع بها."

ورغم أن مشروعي أعمال فقط من كل عشرة مشاريع أعمال صغيرة يحققان النجاح في السنة الأولى، فقد ذكر البعض أن المهاجرات قد يتمتعن بميزات في هذا المجال أيضاً. وقال أحدهم: "إن المهاجرين أكثر انسجاماً، من المواطنين الأصليين في كثير من الأحيان، مع الفرص المتوفرة في الولايات المتحدة. وتؤسس النساء مشاريع الأعمال في أحيان متزايدة لتفادي ما يسمى: "السقف الزجاجي" الذي تواجهه النساء في الشركات الكبيرة. وتؤدي هذه العوامل التي تشكل حوافز إلى معدل أعلى من النجاح." 

وقالت ليو: "ما زلت في البداية، ولم أحقق النجاح بعد، ولكنني راضية عن نفسي."

ويمكن الاطلاع على النص الكامل لتقرير مؤسسات الأعمال الصغيرة على موقع إنتويت على الشبكة العنكبوتية. كما يمكن الاطلاع على مؤشر كوفمان الخاص بالنشاطات التجارية على موقع مؤسسة كوفمان على الشبكة العنكبوتية.

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي