تسخير قوة الأفكار | الإبداع والاختراع

16 كانون الثاني/يناير 2008

أسرار الإبتكار:

بقلم الكاتب والمخترع سكوت بيركون

 
غلاف المجلة الإلكترونية الابتكار القادم، من تصميم فنسنت هيوز
غلاف المجلة الإلكترونية الابتكار القادم، من تصميم فنسنت هيوز.

واشنطن، - يقول مؤلّف "خرافات الإبتكار" الكاتب سكوت بيركون إن الإبتكار ليس بالأمر العسير في الحقيقة، ولا يستوجب على المرء أن يكون عبقريا أو مدمنا على العمل الشاق أو أن يكون حاملا لإجازة متقدّمة في حقل الهندسة، بل ما عليه هو أن يكون قادرا على ابتكار شيء جديد ومفيد.

وهذا الشيء "الجديد" يرهب الكثير من المخترعين المحتملين الذين يعتقدون أنه لغرض الإبتكار عليهم أن يعرضوا شيئا لم يشاهده العالم من قبل. وهذا قلّما يحدث، كما يجادل بيركون، لأن جميع المخترعين فعلا اقترضوا وأعادوا تسخير أفكار من السابق. وقد كان مصدر إلهامهم في العادة رصدهم المتأنّي لكيف تعمل الأمور، مثلا كيف تحلق الطيور وكيف يرى رسامون "بدائيون" العالم وكيف يشتعل الوقود.

كل هذه الملاحظات المبسطّة، كما يبدو، ولدت اختراعات فذّة جديدة مثل الأجسام الطائرة وأساليب جديدة للرسم، والآلات لتزويد الطاقة والضوء لعالمنا. واستناداً لبيركون، فإن الحيلة في الإبتكار تكمن في توسيع الأفق... ومن المفترض أن تلبي فكرة خلاقة الإحتياجات التي لم تلب في السابق، وأن تمهّد الطريق امام تطبيقات جديدة. لكن الفكرة ما هي إلا مجرد البداية للإبتكار. فعملية ابتكار ناجحة، كما يقول الكاتب، ينبغي أن تتضمن ثلاثة عناصر: طرح الأسئلة، والاختبار والإعتماد على الذات.

في ما يلي مقاطع مقتبسة من مقال للكاتب ونشر في المجلة الإلكترونية The Next New Thing بتاريخ كانون الثاني/يناير، 2008.

بداية النص

* أسرار الإبتكار، بقلم سكوت بيركون

إن أهم سر وراء الإبتكار هو أن أي مرء بإمكانه أن يقوم به. والسبب وراء ذلك بسيط: انه ليس بتلك الصعوبة فاذا بحثت عن كلمةinnovate  في أي قاموس وطالعت ما يعنيه هذا المصطلح فعلى عكس ما تعتقد ما هو معناه، ستجد شيئاً من هذا القبيل: إن الإبتكار هو "طرح شيء جديد". فهذا كل ما في الأمر. والمعنى لا يقول إن عليك أن تكون عبقريا خلاقا أو مدمنا على العمل الشاق أو حتى أن تكون مرتديا ملابس داخلية نظيفة. إن المعنى ينطوي على ثلاث كلمات: طرح شيء جديد. وأنا أعد أنه بعد مطالعتكم لهذا المقال ستكون لديكم جميع الأسرار الضرورية للقيام بالابتكار.

والكلمة الأساسية في هذا التعريف هي "جديد"، والفخّ الشائع في كلمة "الجديد" هو الإفتراض أن ما هو جديد هو شيء لم يشاهده الكون من قبل أبدا. وهذا يتبين أنه ثالث أكثر الإفتراضات بلاهة في تاريخ البشر. والبرهان على ذلك: أذكر لي اسم أي مخترع وأنا أؤكد لك أن هذا اقتبس أفكاراً من الماضي وأعاد استخدامها للتوصل الى كل ما يشتهر به.

الأخوان رايت، مخترعا الطيران الآلي في الولايات المتحدة، صرفا ساعات وهما يشاهدان الطيور. ورغم ما قد يكتنف ذلك العمل من ملل، علينا أن نرجع فضل الطائرات النفاثة التي تفوق  سرعتها سرعة الصوت في يومنا هذا الى مراقبة الطيور. أما تطوير الفنان بيكاسو للرسم التكعيبي والذي يمثّل أحد أهم الحركات الفنية في القرنين المنصرمين، فقد تأثر كثيرا بتعريضه لأساليب الفن الإفريقي وأعمال الرسام الفرنسي الأقدم عهدا سيزان. كما أن طوماس إديسون لم يستنبط مفهوم الإضاءة بواسطة الطاقة بل علينا أن نتحدّث الى آلاف الناس الذين قضوا قبل ولادة إديسون ممن حولوا الخشب والشمع والزيت وغير هذه من وقود الى مصادر إضاءة قابلة للتحكم ونقّالة.

وحتى في يومنا هذا، وفي عالم التكنولوجيا المتفوقة، بالإمكان العثور على ترابط يسير بين ما ندعوها أفكارا جديدة وأفكارا من القدم. فشبكة الإنترنت المعروفة بـworldwide web تستمد اسمها من أمور عمرها آلاف السنين. وكانت اولى الشبكات هي تلك التي نسجها العنكبوت وكانت أولى الشبكات تلك التي استخدمها أناس محليون لصيد الأسماك حول العالم، وقبل آلاف السنوات من اختراع الحاسوب (الكمبيوتر). أما أداة الأبحاث "غوغل" فهي إشارة الى مفاهيم عن الميكانيكية الفيزيائية لا الخانات الرقمية.

وكل تلك الأمثلة تبرهن أن الحيلة وراء الإبتكار هي التوسّع في ما يمكن اعتباره جديدا. وطالما ظلّت فكرتك أو استخدامك لفكرة قائمة جديدة بالنسبة للشخص الذي توجدها من أجله، أو تطبق مفهوما قائما بطريقة مستجدّة، فيمكنك أن تلقب نفسك مبتكرا من وجهة نظرهم وهذا هو المهم.

وحتى مع هذه التعريفات المنقّحة، فإن تحقيق الإبتكار يتطلب أكثر من مجرد ذلك. فحقيبة المبتكر تتضمن أموراً ثلاث: أسئلة واختبارات واعتماد على الذات.

(سكوت بيركون هو مؤلف "خرافات الإبتكار" الذي أدرج في قائمة مبيعات الكتب الأكثر رواجا. (دار نشر أورايلي، عام 2007). وهو يكتب عن التفكير الخلاق والإبتكار على الموقع التالي:

http://www.scottberkun.com

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي