السلام والأمن | إقامة عالم أكثر استقراراً

07 أيار/مايو 2008

الإرهاب النووي: أسلحة للبيع أم للسرقة؟

 

غافين كاميرون

يقول غافن كاميرون إن سرقة الإرهابيين سلاح نووي تكتيكي أو شراءهم مواد نووية صالحة لصنع الأسلحة من كوابيس القرن الحادي والعشرين التي قد تتحول إلى حقيقة واقعة. وكاميرون أستاذ مساعد في العلوم السياسية بجامعة كالغاري بكندا، وهو مؤلف كتاب "الإرهاب النووي: تقييم تهديد للقرن الحادي والعشرين" (2001) وكتب عدة مقالات حول التهديدات التي يشكلها استخدام الإرهابيين لأسلحة الدمار الشامل. وهو ينقل القراء في هذا المقال عبر أربعة سيناريوهات إرهابية نووية مختلفة: سرقة سلاح نووي كامل؛ سرقة أو شراء مواد انشطار نووي صالحة لصنع الأسلحة؛ مهاجمة موقع نووي من أجل إحداث حادث تلوث؛ واستخدام مادة إشعاعية لصنع "قنبلة قذرة".

مع أن الإرهاب النووي ظل مصدراً للتكهنات والقلق منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي، فإن نهاية الحرب الباردة كانت نذير مخاوف إضافية حول إمكانية حصول عناصر لا تمثل دولا على أسلحة دمار شامل. وأكد الخبراء في وقت من الأوقات أن الإرهابيين لن يحاولوا العمل على زيادة عدد الإصابات إلى أقصى حد ممكن، بل سيستخدمون العنف كوسيلة لإكراه الحكومات على تقديم تنازلات. وقد أبدى محلل الإرهاب المعروف بريان جينكينز، من مؤسسة راند للأبحاث، الملاحظة التالية ذات مرة عن أهداف الإرهابيين في فترة السبعينات من القرن الماضي:" إن ما يريده الإرهابيون هو عدد كبير من المشاهدين، وليس عدداً كبيراً من القتلى".

وقد تغيرت "القواعد" منذ 11 أيلول/ سبتمبر، ويكاد لا يوجد الآن خبراء لا يعتقدون بأن هناك على الأقل بعض الإرهابيين الذين يريدون أن يوقعوا عددا كبيرا جدا من الإصابات. وفي هذا السياق، لا يمثل الإرهاب النووي مجهودا للترهيب والإكراه فحسب، بل إنه يشكل أيضاً تهديدا بالغ الخطورة للدول والشعوب حول العالم.

وتقع ضمن الإرهاب النووي أربعة أنواع متميزة من النشاط الإرهابي:

* سرقة واستخدام سلاح نووي كامل.

* سرقة أو الحصول على مواد قابلة للانشطار يتم استخدامها بعدئذ  لصنع سلاح نووي.

* شن هجمات على مفاعلات أو مرافق نووية بهدف إحداث تلوث إشعاعي في المناطق المجاورة.

* استخدام مواد إشعاعية لصنع أداة لإطلاق الإشعاعات (القنبلة القذرة).

ومن بين هذه الأنواع، تعد "القنبلة القذرة" أسهلها للإنجاز، وبالتالي الأكثر احتمالا للحدوث. ولكن سرقة سلاح نووي كامل أو مواد قابلة للانشطار تستخدم لصنع سلاح نووي تمثل أكثرها فتكاً.

سرقة سلاح نووي كامل

يوجد حوالي 30 ألف سلاح نووي في مختلف أنحاء العالم في الوقت الحاضر. ومن بينها عدة مئات معرضة للسرقة من قبل إرهابيين أو مجرمين قد يبيعونها لمنظمات إرهابية. ومن الواضح أن بعض هذه المجموعات مهتمة بالحصول على سلاح نووي: سعت منظمتا أوم شينريكيو والقاعدة بنشاط لشراء مثل هذا السلاح.

ويبدو أنه من المستبعد أن تقوم دولة بتوفير سلاح نووي لمجموعة إرهابية عن قصد. فالخوف من العقاب من الدولة التي تمت مهاجمتها ومن المجتمع الدولي، ومن فقدان السيطرة المحتملة على المجموعة الإرهابية المسلحة بسلاح نووي، والتردد في تسليم أسلحة نووية لطرف آخر بسبب الصعوبة الفعلية في الحصول عليها، كلها أمور تقلل من احتمال وقوع مثل هذه الرعاية من قبل دولة. ومع ذلك، فإن إعلان كوريا الشمالية في شهر شباط/ فبراير 2005 أنها تملك أسلحة نووية وأنها تعتزم صنع المزيد منها يؤكد وجود بواعث قلق معينة في هذا السياق، خاصة إذا أخذ بالاعتبار ماضي هذه الدولة في بيع تكنولوجيا الصواريخ لدول أخرى. ولكن الأكثر احتمالاً من قيام دولة برعاية مثل هذا الأمر، هو إمكانية وجود نخب عسكرية أو علمية في بعض الدول قد تكون مستعدة، لأسباب أيديولوجية أو مالية، لأن توفر أسلحة أو مواد أو خبرة نووية لمنظمات إرهابية.

ولا زالت الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بأكبر مخزون نووي في العالم. وفي حين أن الكثير من الأسلحة النووية في روسيا محمية حماية كافية من السرقة، فإن البعض الآخر ليس كذلك. وبعض الأسلحة النووية التكتيكية التي تعود إلى أيام الاتحاد السوفييتي السابق معرضة بشكل خاص للسرقة، وبالنظر لحجم مثل هذه الأسلحة الصغير، فإنها ستكون مناسبة بشكل خاص للاستخدام من قبل الإرهابيين.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي