انتخابات سنة 2008 | دليل الانتخابات الأميركية للعام 2008

01 تشرين الأول/أكتوبر 2008

ماكين بكلماته الخاصة

 
ماكين يلقي خطاباً خلال حملة الانتخابات الرئاسية التمهيدية لعام 2000، في ولاية ساوث كارولينا أمام صورة له أيام كان طيارا حربيا.

في خطاب قبوله الذي ألقاه في المؤتمر القومي للحزب الجمهوري، في 4 أيلول/سبتمبر 2008، يصف جون ماكين المشاعر التي أحس بها تجاه الولايات المتحدة عند احتجازه كأسير حرب لأكثر من خمس سنوات من قِبل الفيتناميين الشماليين.

لقد كنت خادماً غير مثالي لبلدي لعدة سنوات. ولكنني كنت خادماً له أولاً وآخرا ودوماً. ولم أعش يوماً واحداً، سواء في السراء والضراء، ولم أحمد فيه الله على ذلك الفضل.

منذ زمن بعيد، حدث لي شيء غير عادي علمني أغلى درس في حياتي. لقد كنت محظوظاً بتلك المحنة. إنني أعني ما أقول صادقا. لقد كنت محظوظاً لأنني خدمت في صحبة الأبطال، وشهدت الآلاف من أعمال الشجاعة والتعاطف والمحبة.

في صباح يوم من أيام تشرين الأول/أكتوبر، وفي خليج تونكين، كنت أستعد للقيام بمهمتى الـ 23 فوق فيتنام الشمالية. لم يكن يساورني أي قلق من أنني قد لا أعود سالماً وصحيحاً. كنت أعتقد بأنني أصلب من كل الآخرين وأشدهم بأسا. كما كنت مستقلاً نوعاً ما حينئذ. كنت أحب أن أخالف بعض القوانين وأن ألتمس أسباباً لافتعال بعض المعارك لمجرد المتعة. ولكنني قمت بذلك من أجل متعتي الخاصة والتسلية. لم أفكر أن هناك قضية أكثر أهمية مني.

بعد ذلك وجدت نفسي أهوي ساقطا في وسط بحيرة صغيرة في مدينة هانوي، وأصبت بكسور في ذراعيّ وساقي بينما كان هناك حشد غاضب في انتظاري. وتم إلقائي في زنزانة مظلمة، وتُركت هناك لأموت. لم أعد أشعر بأنني القوي الصلب بعد ذلك. وعندما اكتشفوا أن والدي كان أميرالاً، أخذوني إلى المستشفى. لم يتمكنوا من تجبير عظامي بشكل صحيح. لذا فقد قاموا بوضع جبيرة عظام فقط. وعندما لم أتحسن وخف وزني إلى ما يقارب مئة رطل (نحو 45 كيلوغراما)، وضعوني في زنزانة مع اثنين آخرين من الأميركيين. لم يكن بإمكاني فعل أي شيء. حتى أنني لم أكن قادراً على إطعام نفسي فتوليا إطعامي. كنت قد بدأت تعلم حدود استقلاليتي الأنانية. لقد أنقذ أولئك الرجال حياتي.

كنت في الحبس الانفرادي عندما عرض علي إطلاق سراحي. عرفت لماذا. إذا عدت إلى الوطن فإنهم سيستغلون ذلك كدعاية لإضعاف معنويات رفاقي السجناء. وينص قانوننا على أنه يمكننا العودة إلى الوطن بحسب ترتيب اعتقالنا فقط، وكان هناك طيارون أسقطوا قبلي. لكنني فكرت بالأمر لأنني لم أكن بصحة جيدة وكنت أفتقد كل شيء أميركي، إلا أنني رفضت العرض.  

كان هناك كثير من السجناء في حال أسوأ من حالي تعرضوا لمعاملة أسوأ. صحيح أنا تعرضت لسوء معاملة من قبل، ولكن ليس بدرجة سوء المعاملة التي تعرّض لها الآخرون. لقد كنت أحب دائماً أن أتباهى قليلاً بعد أن أتعرض لمعاملة عنيفة، وذلك لكي أظهر للرفاق الآخرين أنني قوي بما يكفي لتحمل تلك المعاملة العنيفة. ولكن بعد رفضي لعرضهم، ضربوني ضرباً مبرحاً أقسى بكثير مما فعلوا في أي وقت مضى وحطموني.

 وعندما أعادوني إلى زنزانتي كنت متألماً وأشعر بالخجل، ولم أعرف كيف كان سيمكنني مواجهة رفاقي الأسرى. لكن جاري الرجل الطيب في الزنزانة المجاورة، صديقي بوب كرينر أنقذني. فمن خلال نقرات على الحائط قال لي إنني ناضلت بقوة قدر استطاعتي. وما من شخص يمكنه أن يصمد وحده دائماً. وبعد ذلك طلب مني أن أنهض وأناضل من جديد من أجل بلدنا، ومن أجل الرجال الذين كان لي شرف الخدمة معهم. لأنهم ناضلوا في كل يوم من أجلي.

لقد عشقت بلدي وأنا سجين في بلد غيري. لقد أحببته ليس من أجل الكثير من وسائل الراحة المتوفرة للحياة هنا. لقد أحببته من أجل نزاهته ومن أجل إيمانه بالحكمة والعدالة والخير لشعبه. لقد أحببته لأنه لم يكن مجرد مكان، بل فكرة وقضية جديرة بالنضال من أجلها. لم أعد ذاك الشخص الذي كنته أبداً. لم أعد الرجل ملك نفسه بعد ذلك. لقد أصبحت ملك بلدي.

المصدر:

ef046a10-706a-4dd5-bd01-b93b36b054bc.htm/http://www.johnmccain.com/Informing/News/Speeches

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي