مواطنون لهم حرية التعبير | الديمقراطية في العالم

14 أيار/مايو 2008

مأزق صناعة الإعلام

 

تسلك شركات التكنولوجيا الحديثة المتقدمة أحد أصعب وأكثر المسالك خطورة  في التجارة العالمية خلال محاولتها العمل  في المجتمعات المُغلقة أو القمعية.

فسلع هذه الشركات هي منتجات الإعلام والاتصالات القادرة على منح مستعمليها قدرة على الوصول إلى ثروة من المعلومات المتراكمة في ما هو، بدون مبالغة، ملايين المصادر التي توزعها وتنشرها.

إلا أنه يتعين على هذه الشركات، لممارسة أعمالها التجارية في السوق العالمية، أن تتوصل أولاً إلى اتفاقات مع بعض الحكومات التي لا تريد أن يتمكن مواطنوها من الوصول إلى المعلومات والآراء التي قد تهدد وسائل التحكّم التي تعتمدها تلك الحكومات.

وهذه بالضبط هي المشكلة التي وصفها المسؤولون التنفيذيون في شركة ياهوو! لدى مهاجمة أعضاء من مجلس النواب في الكونغرس الأميركي ممارسات الشركة في أعمالها التجارية خلال جلسة استماع ومساءلة علنية عُقدت في أوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

وقد أوجز جيري يانغ، أحد مؤسسي ياهوو! ومديرها التنفيذي، المأزق على النحو التالي: "أنا أعرف أيضاً أن هناك حكومات في شتى أنحاء العالم سجنت أشخاصاًً لمجرد تعبيرهم عن أفكارهم عبر الإنترنت. ويتعارض هذا السلوك مع جميع قناعاتي الشخصية والمهنية."

وبعد ذلك بأسبوع واحد، وافقت شركة ياهوو! على دفع مبلغ لم تكشف عن قيمته لتسوية قضية مرفوعة أمام المحاكم تدّعي بأن الشركة تتحمل بعض المسؤولية عن سجن صحفيين صينيين بسبب نشاطاتهما على الإنترنت.

وكان قد تم سجن شي تاو، ووانغ جيانونينغ، اللذين يمضيان حالياً عقوبة في السجن لمدة عشر سنوات، بعد أن أذعنت ياهوو! لأمر صادر عن الحكومة الصينية وزودتها بمعلومات استخدمتها الحكومة لربط هذين الصحفيين بنشاطات معارضة عبر الإنترنت. وكان هذا الإذعان هو ما أثار حنق بعض المشرعين الأميركيين وعدد من المنظمات غير الحكومية.

ونتيجة لتسوية هذه القضية، سوف تقدم ياهوو! دعماً مالياً إلى عائلتي الصحفيين السجينين، وستؤسس صندوق إغاثة إنسانية لدعم منشقين سياسيين آخرين وعائلاتهم.

وقال يانغ في بيان نقلته التقارير الإخبارية "بعد مقابلة العائلات، أصبح من الواضح لديّ ما يجب علينا القيام به من أجل تصحيح الخطأ بالنسبة للعائلات، ومن أجل ياهوو!، ومن أجل المستقبل." وأضاف: "لقد تأسست شركة ياهوو! على الفكرة القائلة إن التبادل الحر للمعلومات يستطيع تحقيق تغيير أساسي في أسلوب حياة الناس وممارستهم لأعمالهم وتفاعلهم مع حكوماتهم. ونحن ملتزمون بضمان كون أفعالنا متلائمة مع قيمنا في جميع أنحاء العالم."

وقد أسهب يانغ في التحدث عن جهود الشركة في هذا السياق خلال جلسة الاستماع التي عقدها مجلس النواب، وتطرق إلى انخراط شركة ياهوو! في حوار حول حقوق الإنسان مع ممثلين عن صناعة الإعلام وأكاديميين ومستثمرين ومنظمات تدافع عن حقوق الإنسان ومنظمات أخرى غير حكومية.

وقال يانغ في البيان الذي أدلى به في الجلسة: "لقد ألزمت هذه المجموعة المتباينة نفسها علناً باستحداث مجموعة من المبادئ العالمية وقواعد العمل الخاصة بحرية التعبير والخصوصية الشخصية لإرشاد وتوجيه سلوك الشركات لدى مواجهتها قوانين وأنظمة وسياسات تتعارض مع الحقوق الإنسانية."

ويقوم مركز الديمقراطية والتكنولوجيا (CDT)، وهو منظمة غير حكومية مقرها في واشنطن العاصمة، بتسهيل تطوير قواعد السلوك هذه. وقال ناطق رسمي باسم المركز إنه يؤمل أن يتم استكمال وضع هذه المجموعة من المبادئ خلال الأشهر الأولى من العام 2008.

شارلين بورتر

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي