10 آذار/مارس 2008

المهاجرون يدفعون نمّو المشاريع الصغيرة في الولايات المتحدة

ويحققون معدّلات أعلى في تأسيس الأعمال والمشاريع الصغيرة

 
شاركت إيسا كالافاد المولودة في الهند، في تأسيس شركة
شاركت إيسا كالافاد المولودة في الهند، في تأسيس شركة "تاتارا سيستمز" التي تضم 65 موظفا. (بإذن من تاتارا سيستمز)

من إليزابيث كيليهر، المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن، 10 آذار/مارس، 2008- جاء في تقرير "مستقبل المشاريع الصغيرة" الذي أصدرته مؤسسة إنتيويت والذي شاركت في إعداده مؤسسة المستقبل أن المهاجرين يشكلون أحد القطاعات الأسرع نموّا في مجال المشاريع الصغيرة في الولايات المتحدة وأنهم سيمثلّون جزءا هائلا من مالكي هذه المشاريع بحلول العام 2017.

وقال الإقتصادي روبيرت فيرلي، مؤلف "مؤشّر كوفمن لنشاط المشاريع"، في التقرير إن لدى المهاجرين في الولايات المتحدة، البالغ عددهم 36 مليونا، معدلات أعلى لتأسيس أعمال جديدة، سواء أكانوا ذكوراً أم إناثا، منهم للأميركيين المولودين في هذه البلاد. ويظهر المؤشر ان المهاجرات يؤسّسن مشاريع بمعدّل 41 في المئة أعلى من النساء الأميركيات المولودات في هذه البلاد. كما أن المهاجرين من الذكور ينشئون أعمالا بمعدل 25 في المئة أعلى من الأميركيين المولودين في الولايات المتحدة.

بيتر ليو، مؤسس بنك الموارد الجديدة بسان فرانسيسكو، هو من مواليد تايوان، وحائز على شهادات علمية من جامعة كاليفورنيا ببيركلي. وقال إنه بعد أن بحث عن وظيفة لدى أكبر شركة تدفع أكبر أجر، نجح في تبوّؤ منصب رفيع في مجال تصميم معامل بيتروكيميائية حول العالم، لكنه أصيب بالإحباط بعد أن لمس أن أفضل وأنقى تكنولوجيا لا تستخدم دائما.

وفي العام 2006 أسّس ليو مؤسسة "الموارد الجديدة" التي تسعى لدعم التصاميم "الخضراء" من خلال الإقتصاد. وقال إن لدى بنكه أصولا وموجودات تقدر بأكثر من 130 مليون دولار وقد اجتذب زبائن تجاريين معنيين بالطاقة المستدامة من حول العالم وحتى وديعة من ولاية كاليفورنيا بقيمة 10 ملايين دولار.

وطبقا لستيفن كينغ من مؤسسة المستقبل، فإنه في ضوء أن المهاجرين يمكنهم أن يتدبّروا "الحواجز اللينة في وجه التجارة" مثل الثقافة واللغة والنظم أو الطرق غير العادية للقيام بأعمال في الخارج، فإن بمقدورهم أن يعززوا الإستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة والتبادل التجاري معها.

ويؤسّس المهاجرون أعمالا لأسباب متعددة وفي كثير من الأحيان من أجل تفادي الحواجز التي تواكب وظائف تقليدية أو لأن مهاراتهم لا تستحسنها الشركات الأميركية. ولأن المشاريع الصغيرة تستخدم أكثر بقليل من نصف عمال القطاع الخاص الأميركي فإن هؤلاء المهاجرين بدأوا يحتلون مكانة مرموقة في الإقتصاد كمؤسسي فرص عمل.

 إيسا كالافاد، التي نشأت وترعرعت في الهند، شاركت في تأسيس "تاتارا سيستمز" وهي شركة أعمال تكنولوجيا بولاية ماساشوستس تستخدم 65 موظفا. وقالت كالافاد إنه في مسقط رأسها الهند كانت تشعر بضغوط مجتمعية لدراسة موضوع "يليق بالنساء" أكثر من الهندسة. وبعد أن تخرجت بدرجة هندسة من كلية الدراسات العليا بجامعة كاليفورنيا بقيت في الولايات المتحدة للعمل مع شركو بيل لمختبرات الأبحاث قبل أن تؤسس شركتها الخاصة.

وقالت كالافاد إن تأسيس عمل خاص بها لم يكن أمرا سهلا وهي تقدّر أنه من العام 1999 الى العام 2001 رفض مشروعها حوالى 40 صاحب رساميل تأسيسية حينما طلبت منهم مقايضة رساميلهم التأسيسية بحصص في شركتها العتيدة.

صورة أكبر
دخل الولايات المتحدة عبر بوابة إيليس آيلاند في نيويورك، حوالى 16 مليون مهاجر بين العامين 1892 و1924
دخل الولايات المتحدة عبر بوابة إيليس آيلاند في نيويورك، حوالى 16 مليون مهاجر بين العامين 1892 و1924. (© AP Images)

إلا أنها وشريكتها المؤسسة، وهي امرأة صينية، لم تستسلما ولاحقا هبّ لمساعدتهما مستثمرون في تأسيس تاتارا. ووصف فيرلي كالافاد بأنها امرأة جريئة بطبيعتها ذلك كونها غادرت بلادها بالذات وأتت الى هذه البلاد متحملة نفقات باهظة، وهاتان الحقيقتان تعكسان روح اقامة مشاريع "ذاتية الإختيار".

وقالت فرحانة حق، مديرة مشروع "النساء المديرات" وهي مؤسسة غير ربحية بسان فرانسيسكو تساعد المهاجرات ذوات المداخيل المتدنية على تأسيس أعمال، إن "المهاجرين ينزعون للمخاطرة، فهم يجازفون بكل معنى الكلمة."

وطبقا لستيفن كينغ من مؤسسة المستقبل "فإن صاحبات المشاريع اللاتي هن أمهات ايضا يحققن توازنا بين الحياة والعمل بعد أن يصبحن مديرات أنفسهن؛ ولا تشذ المهاجرات عن هذه القاعدة."

غادرت فانتا ناباي مسقط رأسها سييراليون وتوجهت الى الولايات المتحدة في العام 2000 بعد أن قتل الثوار أبويها واشقاءها، فأسست عملا تجاريا للبيع بالتجزئة أقمشة افريقية مصبوغة باليد وحلى مصنوعة بكاليفورنيا. وحينما رزقت هي وبعلها طفلا أسست مركزا لرعاية الأطفال.

ويتمتع المهاجرون بميزات في السوق العالمية، كما تشير دراسة مؤسسة انتيويت، اذ أن المهارات اللغوية وعلاقات المهاجرين مع أوطانهم الأم تساعدهم على ايجاد موردّين وزبائن لسلعهم.  وحينما اتصل موقع أميركا دوت غوف بكالافاد وجدها في الهند حيث كانت تقوم برحلة أعمال، كما أن ناباي كانت في إفريقيا في نفس المهمة حينما اتصل بها الموقع.

وقد جاءت يان ليو الى الولايات المتحدة في العام 1997 بعد ان تخرجت من كلية في الصين وأدارت عمل والدها للبيع بالتجزية لمدّة عامين في شاندونغ. وفي العام 2002، افتتحت مخزن حلى بأوكلاند بولاية كاليفورنيا حيث يبتاع والدها لحسابها الأحجار الكريمة واليشم في الصين.

وفي الصين تختصّ كل منطقة وإقليم بمنتجات معيّنة وحتى في نفس المدينة هناك أحياء مختلفة تختصّ بمنتجات مختلفة. وتقول ليو عن ذلك: "عليك ان تكون على معرفة بهذه المناطق. وهذه من ميزاتنا".

ورغم أن مؤسّسة أعمال صغيرة واحدة من بين كل عشر مؤسسات تتكلّل بالنجاج في العام الأول على تأسيسها، قد يكون المهاجرون مسلحّين بمزايا اذ انهم "أكثر تناغما منهم للأميركيين من مواليد هذه البلاد، مع الفرص في أميركا." وهذه العوامل المحفزة، كما يقول كينغ، "تقود الى معدل نجاح أعلى."

وتشير ليو الى انها ما زالت في طور التأسيس وتقول: "أنا لم أحقق النجاح بعد لكني سعيدة مع نفسي."

للمزيد راجع كامل نص تقرير مستقبل المشاريع الصغرى على موقع مؤسسة انتيويت. وراجع ايضا مؤشر كوفمن لنشاط إقامة المشاريع على موقع مؤسسة كوفمن على الشبكة العنكبوتية.

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي