13 تشرين الأول/أكتوبر 2007

الطلاب غير المسلمين والمسلمون يصومون معا سعيا لإنهاء الجوع

حملة الصيام الشاملة السابعة تسهم في بناء التفاهم بين الأديان

 
صورة أكبر
تألقت بناية أمباير ستايت في نيويورك ولأول مرة في تاريخها العريق، بأنوار ساطعة خضراء اللون بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
تألقت بناية أمباير ستايت في نيويورك ولأول مرة في تاريخها العريق، بأنوار ساطعة خضراء اللون بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. (© AP Images)

من جيفري توماس، المحرر في موقع يو إس إنفو

بداية النص

واشنطن، 13 تشرين الأول/أكتوبر، 2007- صام 600 طالب من الطلاب غير المسلمين في جامعة إنديانا في مدينة بلومنغديل بولاية إنديانا، مع زملائهم الطلاب المسلمين يوم الخميس، 27 أيلول/ سبتمبر، وذلك بقصد جمع التبرعات لمطبخ مجتمع بلومنغديل الذي يقدم الطعام للجياع.

وفي جامعة ستانفورد في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا صام نحو 140 طالبا من غير المسلمين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وجمعوا أكثر من 1,000 دولار لمؤسسة رحيمة، وهي مؤسسة خيرية في منطقة خليج سان فرانسيسكو، لمساعدة المشردين بغير مأوى والفقراء عن طريق توزيع الطعام.

وفي جامعة بنسلفانيا في مدينة فيلادلفيا سيتم التبرع بمبلغ 1,100 دولار جمعه 400 طالب صاموا من أجل جمع التبرعات يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر لعيادة صحية في مدينة بيلوكسي بولاية مسيسيبي حلت أخيرا محل عيادة سابقة قضى عليها إعصار كاترينا.

وفي جامعة روتغرز في ولاية نيوجيرسي صام 500 طالب من الطلاب غير المسلمين يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر وجمعوا 5,000 دولار بينما جمع الطلبة الذين صاموا في الجامعة المنهجية (الميثودية) الجنوبية في مدينة دالاس بولاية تكساس يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 10,000 دولار. وقررت جمعيات الطلبة المسلمين في الجامعتين التبرع بالأموال التي تم جمعها لخير النازحين والمهجرين في دارفور بالسودان.

ويتبنى أكثر من 280 مدرسة وجامعة في أميركا الشمالية خلال شهر رمضان المبارك من كل سنة حملة صيام ترحب بانضمام الطلاب غير المسلمين إلى الطلاب المسلمين في الصيام يوما واحدا من أجل جمع التبرعات للمشاريع الخيرية وزيادة الوعي بملايين الأشخاص الذين يعانون الجوع في كل يوم، ولتنمية مزيد من فهم التزام المسلمين التقليدي بصوم رمضان وللجمع بين المسلمين وغير المسلمين في سبيل دعم أهداف خيرة.

والمعروف أن صيام المسلمين طوال أيام رمضان عمل يدل على الطاعة والتضامن والذكر.

وقد جرت العادة على أن تتبرع المؤسسات المحلية والأشخاص بمبلغ من المال مقابل كل فرد غير مسلم يصوم يوما في رمضان خلال حملة الصيام. وعلاوة على ذلك تقام نشاطات خاصة مثل بيع الأطعمة والحلويات المخبوزة لدعم حملة الصيام، مثل ما يجري في جامعة سيراكوز في مدينة سيراكوز بولاية نيويورك، حيث نظم الطلاب نشاطا لبيع قمصان (تي شيرت) خضراء اللون كتبت عليها عبارة "صوموا لمحاربة الجوع."

وفي جامعة ماريلاند في كوليج بارك صرحت الطالبة ناميكا زمان لموقع يو إس إنفو بأنه طلب إلى الطلبة التبرع بالنقود التي كانوا سينفقونها على الطعام في ذلك اليوم لجمعية أوكسفام أميركا. وقالت إن 350 طالبا جمعوا مبلغ  1,380 دولار.

وجرت العادة في حملة الصيام لغير المسلمين أن يصوم الطلاب من الفجر ويمتنعوا عن تناول أي طعام أو شراب أو ماء حتى مغيب الشمس. وتستضيف جمعيات الطلبة المسلمين في حرم الجامعات الطلبة الصائمين في حفل إفطار إعرابا عن تقديرها لهم وللمجتمع الجامعي على جهودهم. وغالبا ما يعرب الطلبة الصائمون من غير المسلمين في حفل الإفطار عن ما تعنيه التجربة بالنسبة لهم. ويحاول الطلاب المسلمون الذين يمثل الإفطار نهاية يوم صيامهم إطلاع زملائهم على معنى الصيام وتعريفهم بالإسلام. ففي جامعة ستانفورد، على سبيل المثال، قامت لجنة من ستة طلاب مسلمين بشرح ما يعنيه رمضان من أهمية روحانية وشخصية لجمهور من نحو 300 شخص.

وفي جامعة تنيسي في مدينة نوكسفيل بولاية تنيسي حيث بدأت أول حملة للصيام في العام 2001 بنحو 100 صائم قبل أن تنتشر في أنحاء الولايات المتحدة وكندا، فقد صام هذا العام أكثر من 1،000 طالب وجمعوا أكثر من 2,100 دولار، وهو رقم قياس بالنسبة لجمع التبرعات في الجامعة. وقد تم التبرع بالمبلغ لمطبخ المحبة في نوكسفيل الذي يقدم نحو 1,600 وجبة طعام في كل أسبوع لأكثر من 200 شخص من الذين لولا ذلك لكانوا سيعانون من الجوع.

ويقول طارق المسيعدي الذي كان أحد مؤسسي حملة الصيام إنه يعتز بالمناسبة والحدث الذي "ساعد في بناء الجسور بين المسلمين وغير المسلمين في مجتمعات كثيرة."

وصرح المسيعدي لموقع يو إس إنفو بأن "أفضل وسيلة لبناء الجسور بين المسلمين الأميركيين والأميركيين من الديانات الأخرى هي أن يحلوا محلنا يوما واحدا ويخوضوا التجربة التي يخوضها المسلمون."

وجمع الطلبة الذين صاموا في جامعة تمبل في فيلادلفيا تبرعات لبنك الغذاء لفيلادلفيا الكبرى. والمعروف أن بنوك الغذاء تتلقى عادة المواد الغذائية التي يتبرع بها المزارعون والمنتجون ومحال البقالة وتجمعها في مخازن ثم توزعها مجانا على المحتاجين مباشرة أحيانا، ولكنها توزع في الغالب عن طريق المنظمات التي تتولى رعاية شؤون المحتاجين.

وقالت زمان إن "حملة الصيام وفرت فرصة للمسلمين كي يشركوا زملاءهم الطلبة غير المسلمين في تجربة صيامهم والوعي الذي تثيره."

ويورد الطلبة غير المسلمين أسبابا كثيرة متنوعة لمشاركتهم في حملة الصيام.

ففي جامعة شيكاغو حيث جمع 220 من المشاركين في الحملة أكثر من 600 دولار لبنك للغذاء في شيكاغو صرحت ناتالي هوفر لصحيفة طلابية بقولها "لقد عشت في الشرق الأوسط وأنا أتفق مع مبدأ رمضان. ومن المهم أن نتذكر ما نتمتع به من نعمة الغذاء."

وفي الجامعة المنهجية (الميثودية) الجنوبية في تكساس صرح دانيل ليو للجريدة الطلابية بقوله "أنا مسيحي لكنني حضرت إلى الحفل (الإفطار) وشاركت في الصيام تأييدا لصديقي. وهذا الحدث يخلق شعورا من التضامن بين طلاب الجامعة."

وفي جامعة روتغرز صرحت طالبة السنة الأولى أليهاندرا كاستانو للجريدة الطلابية بقولها "أنا مسيحية، وعندما صمت اليوم ورأيت (الطلبة الآخرين) يشربون عصير التفاح تساءلت عما إذا كانوا يدركون ما هم فيه من نعمة."

أما في جامعة سيراكوز فقد صرح الأستاذ بيتر بل بأنه اختار الصوم ليدلل على تأييده لجماعات الطلبة المسلمين المعنية ولكي يجمع الطعام للفقراء. وقال إن من المهم "أن نقف إلى جانبهم ونبث فيهم الشعور بأنهم ليسوا وحيدين بالضرورة."

ويقول أستاذ الدراسات الدينية في جامعة تنيسي شون بلفنز إن الصيام "يوفر للطلبة أسلوبا محسوسا مباشرا لمحاربة الجوع." وبلفنز هو أحد مؤسسي حملة الصيام. ويوضح قائلا إن الصيام "يحقق ذلك بجعلهم يختبرون الجوع، الأمر الذي يؤمل أن يجعل التجربة واقعية ومباشرة."

وقال الطالب أبرار أحمد من جامعة كاليفورنا في لوس أنجيلس إن مشاركة الطلبة غير المسلمين في حملة الصيام "تجعلني أحس بشعور الأخوّة."

وصرحت  نمرة كريم كريم التي نظمت حملة الصيام في جامعة جوجتاون في واشنطن في العام 2006 لموقع يو إس إنفو بأنها تجد أن الحدث يجمع بين مجتمع الحرم الجامعي كله حين يتضامنون في سبيل مساعدة المنظمات الخيرية. وتقول إنه "لم يعد حادثا لجماعة دينية بحد ذاتها وحسب، بل لقد أصبح حدثا بالنسبة لكل الجماعات الدينية .. فهو في الواقع يعزز التعددية في المجتمع أيضا."

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي