20 آذار/مارس 2008

الأديان الرئيسية في الولايات المتحدة

حرية العقيدة الدينية تقليد متجذر في القيم الأميركية

 

واشنطن، - يعتز الشعب الأميركي بتنوع وتعدد خلفياته الثقافية والقومية والعرقية والدينية. في ما يلي نظرة عامة على الأديان الرئيسية في الولايات المتحدة:

بداية النص

تتم حالياً ممارسة شعائر جميع ديانات العالم في الولايات المتحدة. فقد جعل تقليد التسامح الديني وضمانات الدستور الأميركي لحرية العبادة الحياة الدينية في الولايات المتحدة من الأكثر تنوعاً وحيوية في العالم. وقد صنف 78 بالمئة من حوالى 35 ألفاً و500 شخص استطلع آراءهم منتدى بيو (بيو فورام) حول الدين والحياة العامة أنفسهم كمسيحيين، في حين كان 5 بالمئة من أتباع ديانات أخرى وقال 16 بالمئة إنهم لا ينتمون إلى أي دين محدد. وشكل أتباع الكنائس البروتستانتية الإنجيلية أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة (26 بالمئة)، وتلاهم الكاثوليك (24 بالمئة) ثم البروتستانت التقليديين (18 بالمئة). 

* البروتستانت الإنجيليون

تعود جذور الكنائس الإنجيلية التبشيرية والمنتمين إليها إلى حركة النهضة البروتستانتية في القرن الثامن عشر، وهي فترة تميزت بازدياد النشاط الديني، خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد جاء في الدراسة المسحية للساحة الدينية الأميركية التي أجراها منتدى بيو حول الدين والحياة العامة أن "هناك عقائد دينية (كالقناعة بأن تقبل المسيح هو الطريق الوحيد المؤدي إلى الخلاص) وطقوساً (كالتأكيد على هداية آخرين وإقناعهم باعتناق هذا النوع من البروتستانتية) وجذوراً (بما في ذلك الحركات الانفصالية عن المؤسسات الدينية الرئيسية الأقدم) مشتركة بين الكنائس التي تنتمي إلى الحركة البروتستانتية الإنجيلية. ويؤكد الإنجيليون التبشيريون على التجربة الدينية الشخصية والاهتداء الفردي ودراسة التوراة (بعهديها القديم والجديد) ودور جمهور المؤمنين من غير رجال الدين في نشر المعتقدات الدينية وضرورة ممارسة الأخلاق الحميدة المرتكزة إلى العقيدة الدينية في الحياة العامة. وأكبر الكنائس الإنجيلية في الولايات المتحدة هي المعمدانية والعَنصَرية والإنجيليين غير المنتمين إلى طائفة محددة. 

أنظر  "برنامج البروتستانت الإنجيليين الجديد" و"ما هو مبتغى الإنجيليين التبشيريين في أميركا في العام 2008؟" 

* الكاثوليك

تعيش في الولايات المتحدة ثالث أضخم مجموعة من الكاثوليك في العالم (بعد البرازيل والمكسيك.) والكاثوليكية هي ديانة معظم الأميركيين الذين يعود أصلهم إلى دول أميركا اللاتينية وإيرلندا وبولندا. وجاء في الدراسة المسحية للساحة الدينية أن "نسبة الكاثوليك بين السكان الأميركيين ظلت ثابتة بشكل عام في العقود القليلة الماضية، وبلغت حوالى 25 بالمئة." وقال حوالى ثلث الذين استطلعت آراؤهم ممن تربوا على أنهم كاثوليك إنهم توقفوا عن ممارسة شعائر الكنيسة الكاثوليكية. إلا أن المهاجرين الكاثوليك، خاصة من أميركا اللاتينية، عوضوا عن هذا التقلص في الأعداد. وتعيد الكنيسة الكاثوليكية أصلها إلى المسيح والرسل الاثني عشر. وهي تعتبر أساقفة الكنيسة خلفاً للرسل، والبابا بشكل خاص خليفة للقديس بطرس. ورسالة الكنيسة الكاثوليكية الأساسية هي نشر رسالة المسيح الواردة في الأناجيل الأربعة في العهد الجديد من التوراة، وإقامة الطقوس الكنسية المعروفة بالأسرار المقدسة (كالقربان). والكنيسة الكاثوليكية هي أضخم الكنائس المسيحية في العالم حاليا.

أنظر "إحسان الكاثوليك يساعد في تحسين معيشة الناس حول العالم."

* الطوائف البروتستانتية التقليدية الرئيسية

تصف الدراسة المسحية للساحة الدينية، في سياق تأكيدها على تنوع البروتستانتية الأميركية، الطوائف البروتستانتية التقليدية الرئيسية بأنها تتشارك في "مفهوم للخلاص أقل استثنائية" من تأكيد الإنجيليين الصارم على القبول الشخصي للمسيح. وجاء في الدراسة أن لدى الكنائس البروتستانتية التقليدية، التي نشأت نتيجة لحركة الإصلاح الديني الأوروبية في القرن السادس عشر، "مؤسسات دينية مترسخة منذ زمن طويل" و"تؤكد بشدةً على الإصلاح الاجتماعي." وأكثر الطوائف البروتستانتية التقليدية أتباعاً في الولايات المتحدة هي الميثودية واللوثرية والمشيخية التقليدية والمعمدانية التقليدية. وتميل هذه الكنائس إلى اعتناق الموقف المسكوني (الإيمان بوحدة الكنائس المسيحية) وتشارك في الكثير من الأحيان في منظمات تضم طوائف مسيحية مختلفة وأديان مختلفة كمجلس الكنائس القومي ومجلس الكنائس العالمي. ويشكل الذين بلغوا الخمسين من العمر أو تجاوزوا ذلك حوالى نصف (51 بالمئة) أتباع الكنائس البروتستانتية الأميركية التقليدية الرئيسية.

* كنائس الأميركيين السود

بعد إلغاء الرق في الولايات المتحدة في أواسط القرن التاسع عشر، بدأ الأميركيون-الإفريقيون المسيحيون في إقامة كنائسهم الخاصة لتعزيز مجتمعاتهم المحلية وتجنب التمييز وممارسة شعائرهم الدينية بطريقتهم الثقافية الخاصة المميزة. وسرعان ما أصبحت هذه الكنائس المؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية الرئيسية للسكان الأميركيين- الإفريقيين. وقد لعب القساوسة والوعاظ السود، مثل مارتن لوثر كنغ وغيره، دوراً بارزاً خلال حركة الحقوق المدنية في الستينات من القرن الماضي. وما زال الكثير من الكنائس السوداء التقليدية يجمع اليوم بين الوظائف الدينية والاجتماعية ويمارس أسلوباً فريداً مميزاً في التعبد والروحانية. ومن أكثر كنائس الأميركيين الإفريقيين أتباعاً الكنائس المعمدانية السوداء المنتظمة في المؤتمر المعمداني القومي، يو إس إيه، والكنيسة الميثودية السوداء.

* اليهود

رغم أن اليهود بدأوا الاستيطان في الولايات المتحدة منذ عهد الاستعمار، إلا أن معظمهم وفد إليها من ألمانيا وأوروبا الشرقية في القرن التاسع عشر، حاملاً معه عادات وتقاليد دينية متنوعة تميز كل مجموعة منها عن غيرها. وينتمي معظم اليهود الأميركيين اليوم إلى اليهودية الإصلاحية التي نشأت وتطورت في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. وهناك نوعان رئيسيان آخران من اليهودية هما اليهودية المحافظة واليهودية الأرثوذكسية، وهما تحتلان المرتبة الثانية والثالثة على التوالي من حيث عدد الأتباع. ويعيش أكثر من 40 بالمئة من الأميركيين اليهود في المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة رغم وجود تجمعات سكانية مهمة أيضاَ في ولايتي فلوريدا وكاليفورنيا وفي معظم المراكز الحضرية الأميركية الكبيرة.

* المورمون

أُسست الكنيسة المورمونية، واسمها الرسمي كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، في ولاية نيويورك في عام 1830. وقال مؤسسها، جوزيف سميث، أن الملاك موروني ترجم له ألواحاً ذهبية تضمنت تعاليم مورمون، تشكل إلى جانب التوراة بعهديها القديم والجديد أساس الديانة المورمونية. وبعد أن اغتال جمهور من الرعاع سميث في عام 1844، قاد أقرب أعوانه إليه، بريغهام يونغ، أتباع الكنيسة عبر الولايات المتحدة إلى (ولاية) يوتا، التي ما زالت تشكل المكان الرئيسي الذي يقيم فيه أتباع الكنيسة المورمونية. وقد أصبح لهذه الكنيسة أتباع في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها نتيجة للجهود التبشيرية النشطة التي يبذلها أتباعها. ويشكل المورمون حوالى 61 بالمئة من سكان يوتا و1,7 بالمئة من سكان الولايات المتحدة.

* البوذيون

تعرف الأميركيون على البوذية لأول مرة في أعقاب حمى البحث عن الذهب في كاليفورنيا، عندما بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين من الصين تصل إلى الولايات المتحدة. وتم بناء أول معبد بوذي في سان فرانسيسكو في عام 1853. أما اليوم، فما تزال البوذية الدين التقليدي لجزء كبير من الأميركيين الآسيويين، وإن كان قد اعتنقها الآن أيضاً عدد لا يستهان به من الأميركيين غير الآسيويين. وقد قام بدراستها عدد من الفلاسفة والكتاب والفنانين الأميركيين. وما زال معظم البوذيين الأميركيين يعيش اليوم في الغرب، خاصة على طول الساحل الغربي، حيث توجد عدة مدارس وجامعات بوذية مشهورة. وثلاثة أرباع البوذيين الأميركيين وُلدوا في الولايات المتحدة؛ والكثيرون منهم ممن تحولوا عن دينهم الأصلي واعتنقوا البوذية. وهم يشكلون 0,7 بالمئة من مجمل عدد السكان.

* المسلمون

أول مسلم يوثق التاريخ وجوده في أميركا الشمالية هو المستكشف الإسباني الذي يعود أصله إلى قبائل الأمازيغ (البربر سابقا)، إستيفانيكو الذي وصلها في أوائل القرن السادس عشر. وتظهر السجلات التاريخية أن الكثير من العبيد الأفارقة الذين تم إحضارهم إلى الولايات المتحدة ربما كانوا مسلمين. وقد نما عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة بشكل مطرد خلال المئة عام الأخيرة نتيجة للهجرة واعتناق أتباع الديانات الأخرى للإسلام. وتشير الإحصاءات إلى أن حوالى ثلث الأميركيين المسلمين هم أميركيون إفريقيون تخلوا عن دينهم الأصلي واعتنقوا الإسلام ومعظم الآخرين هم مهاجرون. وجاء في الدراسة المسحية أن المسلمين يشكلون 0,6 بالمئة تقريباً من مجمل عدد السكان الراشدين في الولايات المتحدة. وتوصلت الدارسة إلى أن أتباع المذهب السني يشكلون نصف عدد المسلمين الأميركيين في حين يشكل الشيعة وأولئك الذين لم يحددوا انتماءهم إلى مذهب معين النصف الآخر. ويعيش معظم المسلمين الأميركيين في جنوب وشمال شرق الولايات المتحدة.

أنظر "معرض ثري للتراث الإسلامي في أميركا."

* الهندوس

كان من الصعب، قبل صدور قانون خدمات الهجرة والجنسية لعام 1965، تقدير عدد المهاجرين الهندوس إلى الولايات المتحدة، إلا أنه كان محدوداً جداً على الأرجح. أما اليوم فهناك تجمعات سكانية هندوسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كما يعيش العديد من الزعماء الروحيين الهندوس في الولايات المتحدة أو يقومون بزيارتها. أما أول معبد هندوسي شُيد في أميركا الشمالية فهو معبد سري فنكاتسوارا في ضاحية بين هيلز، إحدى ضواحي بيتسبيرغ، الذي تم تكريسه في عام 1976. ويستقبل المعبد ما يصل إلى مئة ألف حاج في كل عام. ومن المعابد الهندوسية المشهورة الأخرى معبد ماليبو الهندوسي، الذي شيد في عام 1981 قرب ماليبو، بولاية كاليفورنيا. وقد أصبحت بعض عناصر الهندوسية جزءاً من نسيج الثقافة الأميركية، كاليوغا والتأمل وغيرها من أساليب معرفة الذات وتحسين النفس التي تعود جذورها إلى الديانة الهندوسية والتي تحظى بإقبال كبير على ممارستها في الولايات المتحدة. ويشكل الهندوس 0,4 بالمئة من مجمل سكان الولايات المتحدة، و86 بالمئة منهم هم ممن وُلدوا خارجها.

أنظر "مجلس النواب ينوه بعيد الأضواء الذي يعود أصله إلى منطقة جنوب آسيا."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي