التنوع | توفير حيز لنمو الجميع

17 حزيران/يونيو 2008

حول هذا العدد

 

روبن ل. ييغر

في مقالته التي تحمل عنوان: "التغير سوف ينفعك"، يشير إيلان ستافانز إلى أن التحدي الذي تواجهه القواميس ومن ينتجونها، يكمن في واقع أنه حالما تصدر قائمة بجميع الكلمات الجديدة الممكنة، وبكل معنى ممكن لكل كلمة، حتى تكون تلك القائمة وتلك المعاني قد بدأت تصبح عتيقة انقضى زمنها. وثمة تحدٍَ مماثل يبرز في مجالات محاولة وصف القوى المؤثرة في اللغة، وتصوير أنواع التغيّر، ووصف العملية نفسها. لقد أطلقنا على هذا العدد من المجلة عنوان: "الإنجليزية الديناميّة"، بمعنى النشطة مستمرة التغير، بسبب كونه يستكشف كيفية تغير وتطور اللغة الإنجليزية، وهي اللغة الأوسع استعمالاً في العالم، في القرن الحادي والعشرين في ظل ضغوط التكنولوجيا، والعولمة، والهجرة.

يصادف معظم الناس، وخاصة أولئك الذين يشاهدون وسائل الإعلام الشعبية أو يصرفون بعض الوقت في قراءة المدونات الإلكترونية (البلوغز) وغيرها من المواقع الأخرى على الشبكة العنكبوتية، كلمة إنجليزية واحدة جديدة على الأقل في كل يوم، أو استعمالاً جديداً لكلمة موجودة. والأميركيون الذين يعيشون بعض الوقت في الخارج، يلاحظون بصورة خاصة هذه التغيّرات التي تطرأ على لغتنا. وما يحدث هو أننا نفاجأ، إما لدى لقائنا أميركيين آخرين أثناء وجودنا في الخارج أو لدى عودتنا من مهمتنا في الخارج إلى الولايات المتحدة، بكلمات أو عبارات جديدة وبمدى سعة انتشارها رغم أننا نسمعها لأول مرة. وعندما سمعت تعبير "24/7" لأول مرة في حياتي، كان قد أصبح مستعملاً في كل مكان تقريباً للدلالة على الشؤون، والخدمات، والبرامج المتوفرة لمدة أربع وعشرين ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع. كما أنني لن أستطيع أن أنسى بسرعة الصدمة التي أصابتني خلال تقديمي معلومات موجزة لطالبة جامعية، أعربت عن دهشتها لدى سماع أحد الأمور بأن صرخت، "Shut-up!" (إخرس!). وقد اعتبرتُ كون أساتذتها وزملائها لم يجدوا في تعبيرها هذا أيّ شيء خارج عن المعتاد،  مؤشراً نبهني إلى أنه من الممكن أن يكون هذا استعمال جديد لعبارة تعلمت دوماً أنها فظّة غير مهذبة. لكن يبدو أن معناها قد تطور بحيث أصبحت تعني  نفس معنى “No way!” أي " لا يمكن ذلك مطلقاً"، و “You're kidding!” أي "لا بدَّ أنك تمزح".

إن كل اللغات الحيّة تتطور وتتبدل، ويبدو أن اللغة الإنجليزية تتغير بسرعة وسهولة أكثر من غيرها من اللغات. وفي الكتاب الذي يحمل عنوان "اختراع اللغة الإنجليزية: تاريخ نقّال للغة"، يراجع العالم اللغوي، سيث ليرر، التحولات في اللغة الإنجليزية عبر العصور ابتداءً من بايوولف (وهي ملحمة شعرية بطولية قديمة وضعت باللغة الإنجليزية في أوائل القرن الثامن)، مروراً بتشوسر، وحتى الجهود التي بذلها وبستر لابتكار تهجئة واستعمالات جديدة في اللغة الإنجليزية- الأميركية مستقاة من اللغة الإنجليزية، وانتهاءً بالتغيرات الحالية التي تشهدها اللغة الإنجليزية. ويعزو هذا العالم إلى شكسبير، وحده، الفضل في صوغ وابتكار ما يقارب ستة آلاف كلمة جديدة. كما أن هذه الظاهرة ليست ظاهرة جديدة على الصيغة الأميركية من هذه اللغة، فشبكة التلفزة التابعة "لنظام شبكة البث العامة" (PBS)، التي كانت قد أنتجت سلسلة من البرامج تحمل عنوان: "دو يو سبيك أميريكان؟" (هل تتكلم الأميركية؟) أشادت بتوماس جيفرسون، بوصفه رئيس الولايات المتحدة الذي أضاف إلى اللغة الأميركية أكبر عدد من الكلمات الجديدة (حتى الآن). أمّا موقع الإنترنت لهذه البرامج فيشرح العلاقة بين اللغة والثقافة على النحو التالي: تغرس اللغة نفسها بذور تغيرها؛ بينما يقوم الإطار المجتمعي بتهيئة التربة الخصبة لهذه البذور كي تنمو وتنتشر.

لكن هل يمكن اعتبار هذه التغيرات أمراً جيداً؟ "لقد طرح مخرجو برنامج شبكة البث العامة سؤالاً مفاده: "هل صرنا أقل علماً وثقافة مما كنا؟ هل يفقر البريد الإلكتروني اللغة ويؤذيها؟" وفي مجموعة من المقالات صدرت في العام 2001، تحمل عنوان "طريقة كلامنا اليوم"، أشار جيفري ننبيرغ إلى "أن اللغة الإنجليزية الأميركية كانت على الدوام شديدة الانفتاح على استعارة كلمات من اللغات الأخرى". وهو يرى أن مزج العناصر من ثقافات مختلفة، سواء أكانت هذه العناصر الثقافية تتعلق بالطعام أم اللغة، تستطيع أن تُؤدي إلى نتائج جديدة، مثيرة للاهتمام، وتبعث على الرضى والارتياح. ويوجه ننبيرغ من الانتقادات لخبراء اللغة الذين يتذمرون من تغيرها واثقين من أنهم أشدّ ذكاء من اللغة (أو من مستعمليها)، أكثر مما يوجهه لأولئك الذين يبتكرون وينشرون كلمات واستعمالات جديدة. ويتفق رأي ليرر مع معظم المساهمين في مجلتنا، إذ يقول، "ينبغي ألا ننظر إلى لغتنا على أنها لغة حُط من مستواها. فتاريخ اللغة الإنجليزية تاريخ ابتكار: تاريخ عثور على كلمات جديدة وذات جديدة، تاريخ صياغة عبارات قد تحظى بالرواج في سوق لغوية".

وكما كتب ننبيرغ في مقدمة مجموعة مقالاته، الصادرة في العام 2004، يمكن للتغيرات في اللغة أن تكون بمثابة مؤشر على تغيرات مهمة في المجتمع نفسه. فلوائح المواصفات والخصائص والقيم التي تُعرّف بها الثقافة الأميركية تتضمن كلمات من أمثال: التغيير، الابتكار، الانصهار، العملية، والصراحة. ولعله من غير المستغرب إذن أن تكون اللغة الإنجليزية الأميركية لغة تتغير باستمرار، وأن تكون هذه التغيرات مرآة تعكس تغيرات في الثقافة.

ملحوظة: يقدر المحررون المساهمة السخية في الصور وأشرطة الفيديو، التي يمثل بعضها منتجات تجارية. ولكن استخدامنا إياها بكل امتنان لا يشكل تأييداً من قبل وزارة الخارجية لتلك المنتجات.

كما نود الإشارة إلى أن المقصود من عنوان هذا العدد، "الإنجليزية الدينامية،" هو وصف المادة التي يتضمنها: وضع اللغة الإنجليزية الأميركية الحديثة المتغير. ولا توجد أي صلة أو رابطة بين المجلة وأي برنامج أو مطبوعة أو سلعة لها علاقة بكلمتي "الإنجليزية الدينامية."

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي