09 نيسان/إبريل 2008

باحث أميركي من أصل إيراني يستكشف أبعاد التكنولوجيا في الولايات المتحدة

العالم باباك برفيز يقول إن الانغماس في ثقافتين شيء مفيد للغاية

 
عدسة لاصقة مجهزة بمعلومات إلكترونية، من إختراعات العالم الإيراني باباك برفيز
عدسة لاصقة مجهزة بمعلومات إلكترونية، من إختراعات العالم الإيراني باباك برفيز. (تقدمة من جامعة واشنطن)

من ستيف هولغيت، المحرّر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن، - من مشاريع الإختراعات التي يتابعها عالم وباحث أميركي من أصل إيراني بجامعة واشنطن، إمكانية حشر رسوم بيانية للكومبيوتر في عدسة لاصقة، وماكينات تجمّع نفسها بنفسها، وأدوات تتيح للطبيب أن يطلع بدقة على أي من الخلايا المصابة بأورام سرطانية، وآلات متناهية الصغر لرصد صحة الإنسان وتحديد نوع العقاقير لها.

وفي عصر يتسّم بالتخصصات الضيقة فان إنجازات العالم الإيراني باباك برفيز تبدو وكأنها تعود الى عدد من العلماء المختلفين، بدلا من مجرد واحد فقط. وبرفيز هو رائد في مواضيع غير مألوفة مثل النانو تكنولوجيا الإحيائية، والتجميع الذاتي، والتصنيع البالغ الصغر والهندسة الكهربائية الميكانيكية المصغرة.

كما أنه يقوم بدوره للتغلب على الصور النمطية لعلماء الابحاث كأشخاص غير حاذقين يفتقرون الى الحيوية. في مقابلة أخيرة تحدث برفيز بصورة تلقائية وحيوية شبابية وبفضولية جريئة لشخص منبهر بإمكانيات العالم من حوله. فقال: "أود أن اتعلّم قدر الإمكان وأنا أعلم أن ثمة قدرا كبيرا من المعرفة في العالم التي لا امتلكها. وأنا أحاول ان أثقّف نفسي."

واذا كان ثمة قدر كبير من المعارف التي لم يتلقنّها برفيز بعد فهذا لا يعود الى انه لا يريد ان يحاول.  فبعد ان حاز على شهادة المرحلة الجامعية الأولى بالهندسة الكهربائية، نال درجات في الدراسات العليا بالفيزياء والهندسة الكهربائية ايضا كما وقع الإختيار عليه كي يتسلم زمالة في الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية في مرحلة ما بعد الدكتوراه. وفي وفت فراغه درس وحاز على شهادة في الأدب الإنكليزي.

وتبين قائمة الجوائز التي حصل عليها برفيز  انه ليس مجرد شخص يتنقل من مجال أبحاث الى آخر. بل انه يقوم بعمل تأسيسي في كل منها. وقد نال جوائز وتقديرات شرف على عمله في ابحاث الخريطة الجينية و"جائزة إنجاز مميز" من جامعة ميشيغان وكذلك جائزة الخوارزمي لتصميمه طائرة تعمل بمحرك واحد.

وفي العام 2007،  فاز بجائزة مؤسّسة العلوم القومية تقديرا لتطوير مجال عمله في وقت مبكر وأخرى تقدم للمبدعين الصغار من مجلة "تكنولوجيا ريفيو" لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا. ومنحت هاتان الجائزتان اعترافا بعمله الرائد في مجال استخدام خصائص مكونات متباينة لمساعدتها على تجميع نفسها كي تصبح أدوات ميكانيكية كهربائية مصغرة.

وقال برفيز عن عمله هذا: "مصدر إلهامنا هو الطبيعة. وما يحدث في الطبيعة هو ان اجزاء تجمّع نفسها ذاتيا. فهل بإمكاننا أن نصمم شيئا قادرا على تجميع نفسه؟"

وبالرغم من أبحاثه المستمرة في هذا المجال، فقد استأثر هذا العالم بانتباه دولي نتيحة لتطويره المبكر لما سمته وسائل الإعلام بـ"رؤيا الكترونية" اذ يسعى برفيز وفريق باحثيه للتحقق مما "يمكننا ان نضع صور كومبيوتر داخل عدسة لاصقة" كما سيتيح لواضعيها ان يروا الصور في أجهزة الحاسوب المحمولة او الهواتف النقالة من ماركات "آي فون" و"بلاكبيري".

ويقول برفيز ان "التطبيقات الممكنة هائلة" وبالإضافة الى استخدام العدسة اللاصقة كشاشة كومبيوتر فانه يتخيل ان العدسات ستساعد الأطباء على تشخيص الأمراض من خلال استقراء التغيرات في خلايا العين وتقليص الحاجة لفحوص دم لا لزوم لها. ويقول ان العدسات اللاصقة قد يمكن تصميمها لكتابة وصفات طبية. ومن الاحتمالات الأخرى اعطاء مستخدمي هذه العدسات قوة بصر خارقة وكأنهم يستعملون منظارا قويا.

ورغم ان فريقه بعيد كل البعد عن تحقيق أي من هذه الأهداف  فقد وضع دائرة الكترونية مطبوعة وأضواء في عدسات لاصقة.  ويقول برفيز عن ذلك، "ما قمنا به حتى الآن هي تبيان جدوى التكنولوجيات الأساسية الضرورية للوصول الى هذا الغرض."

وشعار فريق أبحاث برفيز يتسّم بالصراحة. وهو يقول: "مهمتنا هي اختراع أشياء وتصنيعها. وهناك عدة أمور تدفعنا الى ذلك، احداها التحقق مما اذا كان بمقدورنا أن  نصنع شيئا يساعد أناسا آخرين." ويشير الى أن الباحثين في فريقه يحدوهم شوق للتساؤل: "هل بإمكاننا أن نصنع شيئا مستحبا؟"

برفيز هو من مواليد العاصمة الإيرانية طهران. حاز على اول درجة أكاديمية من جامعة شريف قبل القدوم الى الولايات المتحدة لمتابعة دراساته.  وبعد ان نال شهادتي الماجيستير والدكتوراه من جامعة ميشيغان انضم الى دائرة الكيمياء والأحياء الكيميائية بجامعة هارفارد كباحث ما بعد مرحلة الدكتوراه وذلك في العام 2001 قبل ان يحتلّ منصب أستاذ في الهيئة التدريسية لجامعة واشنطن بمدينة سياتل. وهو يعمل في وظائف رئيسية بعدد من مراكز الأبحاث بولاية واشنطن وغيرها، ولا يزال يزور مسقط رأسه إيران مرة في العام لتفقد ذويه.

وفي صراحته يتصرف برفيز كمواطن أميركي لكنه مدين للكثير نتيجة لتراثه الفارسي العريق. وعن درجته الجامعية بالأدب الإنكليزي يقول برفيز: "أنا فارسي والأدب يحظى بكل تقدير في تلك الثقافة."

ويضيف برفيز: "في الثقافة الفارسية وفي عمر مبكر جدا يتلقن المرء تقدير العلوم والثقافة." ويبدي برفيز شغفا بالروائيين والمؤلفين الأميركيين من حقبتي نهاية القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين وهو يقول: "الفنون الليبرالية بيّنت لي ان ثمّة طرقا مختلفة للتفكير بالقضايا والمشاكل."

ويقول في معرض تأملّه بالثقافتين الفارسية والأميركية: "مجرد ان تكون البلدان والثقافات الأخرى مألوفة لدى المرء هو شيء مفيد – إذ يفيد الجانبان من ذلك بصورة ملموسة.  وشيء واحد يمكن أن يولد العداوة وهو ان يكون المرء غير مطلع على حياة الآخرين وثقافاتهم. فكلما زادت معرفتنا عن الآخرين كلما تضاءل احتمال ان يتخذ جانب ما أية خطوات جذرية لإيذاء الآخرين."

للمزيد عن هذا الموضوع، راجع الموقعين الالكترونيين لباباك برفيز وفريق أبحاثه على الشبكة العنكبوتية.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي