22 كانون الثاني/يناير 2008

المخترع أدريان تشيرنوف يقول: "الابتكار يشغّل عقلي"

مقابلة مع مبتكر ورجل أعمال ومخترع

 

واشنطن، - يعتبر أدريان تشيرنوف، ببراءات الاختراع الـ71 المسجلة باسمه، من أغزر المخترعين الأميركيين إبداعا. ولا تنحصر ابتكاراته في مجال واحد أو اثنين، بل تشمل مجالات كثيرة، من السلع الاستهلاكية ومدن الملاهي المتخصصة بمواضيع محددة حتى الإنسان الآلي واستخداماته في الصناعة والمواد الذكية وعمليات الإنتاج الصناعي والتجارة مروراً بالضوابط الكهربائية ومحركات الدواليب وخلايا الوقود وهياكل السيارات. وقد كان تشيرنوف المخترع الرئيسي في مشروع "إعادة اختراع السيارة،" الذي أنتج عدة مفاهيم وسيارات تجربة مثل AUTOnomy وHy-Wire وCARousel وSequel. كما عمل تشيرنوف لدى مختبري سانديا ولوس ألاموس القوميين ولدى شركات مثل ستيبلز وألكوا ومجموعة موسيقى وورنر ومجموعة غوتشي. وهو يدير حالياً شركته الخاصة، آيدياشن جنيسيس (Ideation genesis)، ومقرها في بولدر بولاية كولورادو، التي تبتدع وتطور وتنتج سلعاً استهلاكية وتكنولوجية علاوة على منتجات أخرى.

وقد تحدث تشيرنوف، في مقابلة أجريت معه في 19 كانون الأول/ديسمبر، 2007، عما يعنيه الابتكار والاختراع بالنسبة له، وعما يدفعه إليه، وعن العوامل التي تلعب دوراً في نجاح أو فشل الفكرة الجديدة أو المنتج المبتكر.

في ما يلي نص المقابلة:

بداية النص

سؤال: ما الذي يدفعك إلى الاختراع؟ ما الذي يثير حماسك وينشط فكرك لتبتكر؟

تشيرنوف: أعشق عالم الفرص الجديدة والأفكار الجديدة. وأتحمس أثناء محاولتي تحويل تلك الأفكار إلى حقيقة واقعة. هذا هو ما يجعل معشقات التروس في دماغي دائمة الحركة دون توقف. وأنا أعمل في مشاريع في مجالات كثيرة متباينة لا أعرف شيئاً عنها أو أنني أكاد لا أعرف شيئاً عنها وليست لي خبرة سابقة فيها. وأنا أشعر بالتحمس والنشاط وأحقق النجاح عندما أتعامل مع مشاكل صعبة وتساؤلات لا يوجد جواب محدد لها. وأحب مساعدة الناس. وهذا يعني الكثير جداً بالنسبة لي.

سؤال: عندما تسير في الشارع أو تنطلق في سيارتك أو تؤدي أعمالاً منزلية هل تسيطر عليك دوماً فكرة: لو كنت مكانهم لغيرت ذلك، ولحسّنت هذا...؟

تشيرنوف: أرى الأمور أحياناً بشكل مختلف عما يراها فيه الآخرون. فإذا ما شعرت أن أمراً ما ليس على ما ينبغي أن يكون عليه تبدأ الأسئلة في رأسي وأبدأ التفكير بأن هناك طريقة أفضل للقيام بذلك. ولا أعرف إطلاقاً ما يلهمني. ولكنني أرى روابط وصلات جديدة بين الأمور عندما أبدأ التفكير، وهذه الصلات هي التي تمكنني من الاختراع.

سؤال: هل جاءت معظم اختراعاتك نتيجة طلب جهة ما منك ابتكار شيء ما أم كانت نتيجة فكرة تولدت لديك شخصياً بدون أي طلب خارجي؟

تشيرنوف: أسطر الأفكار التي تخطر في بالي في دفتر خاص وأتركها لتختمر. ثم أعود إليها، وأعمل عليها وأطورها ثم أقترحها على الشركات. ولكنني أعمل أيضاً، من خلال شركتي، Ideation Genesis، لصالح الزبائن الذين إما أن تكون لديهم فكرة معينة فعلاً أم أنهم يلاحظون وجود فرصة ولكنهم لا يعرفون كيف يستفيدون منها. ففي شركة جنرال موتورز، طلبوا مني إعادة اختراع السيارة، وفي ناسا (وكالة الطيران والفضاء الأميركية) طلبوا مني اختراع ربوط (إنسان آلي) لاستكشاف الفضاء، أما في (وولت) ديزني فطلبوا مني تصميم نشاطات جديدة لمدن ملاهي ديزني.

سؤال: كيف تطور الفكرة التي تخطر لك؟

تشيرنوف: أبدأ بإجراء الأبحاث ومعرفة ما تم التوصل إليه. وأحاول اكتساب بعض المعرفة والفهم عن الموضوع، خاصة إن كنت أتعامل مع صناعة ليست مألوفة لدي. وأقوم بعد ذلك عادة باستكشاف آراء الآخرين للحصول على أفكار جديدة، وأضع نماذج مصغرة ومخططات وتحليلات. وأحاول أن أقوم في مرحلة التطوير، بالإضافة إلى إظهار تفاصيل المنتج الجديد أو الخدمة الجديدة من خلال الجداول والرسوم البيانية والنماذج، بالتفكير في عملية الصنع والإنتاج، في الصناعات المرتبطة بها وفي التسويق وخبرة المستهلك. وبعد كل ذلك، أعود إلى الفكرة الأساسية وأسأل نفسي كيف يمكنني تحسينها. ذلك أن علي أن أقدم للناس سبباً يجعلهم يثقون بالمنتج أو الخدمة الجديدة، علي أن أصممها وأوضبها وأعرضها عليهم بطريقة يمكن للزبون الذي أحاول إقناعه بها وللمستهلك المقصود في نهاية الأمر فهمها.

سؤال: هل هناك أي طلب اختراع لن تقبل القيام به أو أي مجال ستتهيّب من خوضه؟

تشيرنوف: نعم، ولكنني لا أريد التحدث عن ذلك للنشر. أنا على استعداد فقط للتفكير بابتكار أمور يمكن أن تعود بالنفع والقيمة على البشرية. ومن المجالات التي أقر بضعفي فيها حقلا فيزياء الجسيمات والكيمياء المتناهية، إنهما مجالان لا أستطيع خوضهما. فأنا لا أظن أنني أملك قاعدة المعرفة الضرورية للقيام بذلك... حتى الآن.

سؤال: هل يحدث أحياناً أن تخطر لك فكرة تعتبرها ممتازة في بداية الأمر ثم تستبعدها بعد إمعان التفكير فيها؟

تشيرنوف: بالتأكيد! وعندما كنت أدرس موضوع تأسيس وإدارة المشاريع التجارية في الجامعة في أوائل التسعينات، خطرت لي فكرة اختراع قارئ كتاب رقمي. ودأبت في العمل عليها. ولكنني لم أجد طالباً واحداً يقتنع بها في صفي. ثم تعلمت درساً من ذلك وهو أنك حتى إن كنت أنت شخصياً مقتنعاً تماماً بأمر ما، فإنه لن ينجح على الأرجح ما لم يكن زبائنك والمستهلك النهائي المقصود مقتنعين به هم أيضا. وما عليك إلا أن تنظر إلى ما حدث لقارئ الكتاب الرقمي. ما فتئت شركة سوني تحاول تسويقه منذ خمس سنوات وقد بدأت شركة أمازون محاولة تسويقه في الأشهر القليلة الماضية، ولكن نجاح الشركتين ما زال غير مؤكد. وسبب ذلك هو أن هذه المنتجات لا تلائم احتياجات المستهلكين تماما.

سؤال: ما مدى الدور الذي يلعبه الآخرون في تطوير أفكارك؟

تشيرنوف: إنه دور مهم فعلا. يتحتم عليّ العمل مع آخرين. وأنا أتمتع، بوصفي الشخص صاحب الأفكار، بميزة القدرة على العيش في أجواء مختلفة وتقمص شخصيات مختلفة. فبإمكاني التفكير كمسؤول عن التسويق وكرجل أعمال وكمهندس أو مصمم أو أي شخص آخر. ولكنني لا أستطيع القيام بكل شيء وحدي. وهكذا فإنه عندما تخطر لي فكرة ما، عليّ العمل مع آخرين لتحويلها إلى واقع. وعندما تفتح الباب أمام مشاركة الآخرين لك وتكون مستعداً للإصغاء لهم والالتفات لما يقولونه، فإنهم يقدمون الكثير من المساهمات ويجعلون الفكرة أو المنتج أفضل.

سؤال: ما هو الإخفاق الذي تعتز به أكثر من غيره؟

تشيرنوف: (يفكر لحظة) لا أستطيع تذكر أي شيء. إنني لا أعزو أي فضل إلى الإخفاق إلا إذا... أنا لا أعتبر الإخفاق نجاحاً إلا بعد أن أنجح حقا.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي