الفنون| إعادة تشكيل الأفكار، التعبير عن الهوية

06 تشرين الأول/أكتوبر 2008

الفنانة هبة أمين تستلهم تراثها المصري وتعبر عنه في أميركا

مواضيع وشخصيات فنها تتنقل بين النساء البدويات والأماكن الحضرية في القاهرة

 

من هوارد سنكوتا ودبرا كون، المراسلين الخاصين لموقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- هبة أمين رسامة الفن الحديث البالغة 28 عاما من عمرها بدأت الرسم منذ أيامها المبكرة التي تعيها الذاكرة، لكن اتجاهها إلى الفن كليا لم يتبلور إلا وهي في سنتها الثانية من دراستها الجامعية. فقد كانت أمين التي تقيم الآن في مدينة منيابوليس بولاية منيسوتا، تعد نفسها لكي تصبح مهندسة معمارية وتدرس الرياضيات كموضوع رئيسي.

ولدت هبة أمين ونشأت في القاهرة بمصر، وكان أبوها مهندس ديكور داخلي وأمها موظفة إدارية في المدرسة الأميركية الخاصة التي درست فيها هبة من الحضانة حتى نهاية الدراسة الثانوية.

قدمت أمين إلى الولايات المتحدة بعد إكمال دراستها الثانوية والتحقت بكلية ماكألستر، وهي كلية خاصة للفنون والآداب الحرة في مدينة سانت بول بولاية منيسوتا. واكتشفت في السنة الثالثة من دراستها أن رغبتها متجهة إلى الفن وليس للرياضيات. وحصلت في العام 2002 على شهادة البكالوريوس في فنون الرسم بالاستوديو مع التخصص في الرسم الزيتي.

وصرحت هبة أمين لفائق عويس رئيس تحرير موسوعة الفنانين الأميركيين العرب، بأن إقامتها في الولايات المتحدة أتاحت لها "القيام بدور المتفرج من الخارج" وفتحت عينيها على ثراء الثقافة العربية والمصرية التي لم تعرها "نظرها في الماضي أو اعتبرتها أمرا مسلما به" وتحصيل حاصل.

ظلت أعمال أمين لسنوات عديدة تقتصر على رسم لوحات للنساء البدويات اللواتي تقول عنهن بأنهن "يشتهرن بحرفهن اليدوية المطرزة المشغولة بالخرز."

وقالت إنه "كان للاتحاد الأوروبي برنامج يهدف إلى المحافظة على تلك الحرف وصيانتها عن طريق تمويل الأعمال وتشجيع النساء كبيرات السن على تعليم الشابات. فاهتممت بذلك وأقمت مع قبائل مختلفة كي أطلع على العمل على الطبيعة. وتدربت على يد فنان بدوي يرسم لوحات بالرمل."

واكتشفت أمين بعد أقامتها فترة مع البدو أن اهتمامها بأسلوب حياتهم كان أكبر من اهتمامها بحرفهم وفنهم. وقالت مستعيدة ذكرى تلك الأيام "دهشت جدا لالتصاقهم الشديد بمحيطهم وبالأرض وحزنت لما رأيت من تراجع ثقافتهم نتيجة للزحف الحضري والحداثة."

بدأت أمين برسم لوحات زاهية الألوان لصور بدويات إلى جانب أشكال هندسية مدنية. ووصفت تلك الأشكال قائلة: "كانت الأشكال تطغى على اللوحات بحيث تمثل كيف تزحف المدينة على الثقافة البدوية وتطغى عليها."

وأدت رسوم أمين البدوية بها في نهاية المطاف إلى اتجاه فني مختلف وهو المجسمات ذات الأبعاد الثلاثة. وتقول "اكتشفت وأنا أرسم اللوحات أنني مهتمة أكثر بالشكل البنيوي للمدينة."

وأوضحت أمين قائلة إنها عندما زارت القاهرة مرة أخرى "لاحظت هياكل منشآت كثيرة مهجورة، وكانت هناك مساحات كبيرة من الأراضي عليها مبان عشوائية غير مكتملة. التقطت صورا لتلك المباني، وبدأت بعمل سلسلة من الرسوم لها ولدراستها. ما هي، وماذا كانت، ولماذا هجرت، وما هو تأثيرها على الناس."

استأثرت المدينة بأفكار هبة أمين وأصبحت بمثابة فكرة عاطفية أكثر منها فكرة هيكلية شكلية الأمر الذي أدى بها إلى وسيلة جديدة. قالت "وجدت أن الرسم يفرض بعض القيود، فلم أكن أستطيع التعبير فعلا عن العاطفة التي سعيت إليها. أردت الانتقال إلى شيء فيه تجربة أعمق. ومكنني الفن التركيبي من إيجاد وسيلة التعبير عن الأفكار العاطفية التي سعيت إليها."

(الفن التركيبي عبارة عن لوحات يستخدم فيها الفنان ألوانا وأدوات ومواد لإظهار اللوحة مجسمة ذات ثلاثة أبعاد تعبر عن الحيز والمشهد).

عُرضت أعمال هبة أمين في عدد من القاعات والمتاحف في منيابوليس ونيويورك وواشنطن.

وكتبت في صفحتها على شبكة الإنترنت قائلة: "أنا أنظر إلى البنية التحتية للمدينة من منظار أنها تعبر عن تقدم مجتمع ما. فالتنظيم المُدني دليل على الحالة السياسية للمجتمع، وأنا مهتمة بدراسة مدن الشرق الأوسط حيث تشكل البنية التحتية عقبة وعبئا في الحياة اليومية للشعب. وأنا مهتمة بتأثير المدينة على الحيز الشخصي حيث تبدأ منشآت المدينة في اتخاذ الأولوية على الفردية وحيث تبدأ المباني والبشر في التداخل والتشابك بدلا من التعايش معا."

وكتبت أمين أيضا عن أعمالها قائلة "هذه التراكيب تهدف ببساطة إلى معالجة الفكرة القائلة بأن محيط الفرد يلعب دورا كبيرا في سلوكه."

وعملت هبة أمين بالإضافة إلى أعمالها التركيبية إلى وضع رسوم تزين كتابا خاصا عن النساء المسلمات في التاريخ عنوانه "نساء رائعات من العالم الإسلامي."

وتتردد أمين رغم نجاحها في المضمار الفني في الاعتماد على فنها كمصدر لمعيشتها وتقول "أنا لا أصب اهتمامي في بيع أعمالي، وهذا يعفيني من الالتزام بعمل أعمال يريدها الناس الآخرون. فأنا أمضيت 10 سنوات الآن في الوسط الدراسي وأود أن أبقى في الوسط الأكاديمي."

أما بالنسبة للحياة في الولايات المتحدة فتقول هبة أمين "أنا أعشقها. فأنا أحب أن أكون ضمن الوسط الآكاديمي حيث يتاح لي المجال أمام استقصاء أفكاري وكيفية التعبير عنها."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي