الفنون| إعادة تشكيل الأفكار، التعبير عن الهوية

04 حزيران/يونيو 2008

فنانون معاقون يتألقون في مركز كنيدي في واشنطن العاصمة

موسيقيون شباب من الأردن والسنغال والولايات المتحدة يقدمون تشكيلة من الأساليب الفنية

 
عصام إبراهيم عليان، من الأردن، يعزف على العود في مركز كنيدي في واشنطن في 29 أيار/مايو
عصام إبراهيم عليان، من الأردن، يعزف على العود في مركز كنيدي في واشنطن في 29 أيار/مايو. (منظمة VSA للفنون)

من المحررة لورين مونسن

بداية النص

واشنطن، 4 حزيران/يونيو، 2008- قدم ثمانية فنانين شباب من الولايات المتحدة والأردن والسنغال بعض أعمالهم أخيراً في مركز جون كنيدي للفنون الأدائية في واشنطن العاصمة بوصفهم حائزين على جوائز تمنح تقديراً لإنجازات الموسيقيين الشباب المعاقين المتميزين.

وسلط الحفل الموسيقي الذي أقيم في 29 أيار/مايو الضوء على الفائزين في المسابقة المعروفة باسم جائزة VSA للفنون الدولية للموسيقيين المنفردين الشباب، التي ترعاها منظمة VSA للفنون، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى جعل الفنون في متناول الجميع، بمن فيهم المعاقون.

وكان بين الفنانين، وهم جميعاً من المراهقين أو في العشرينات من أعمارهم، فرقة هيب هوب من دكار، بالسنغال، وعازف عود من عمان، بالأردن، وعازفة موسيقى كلاسيكية على البيانو من ولاية مونتانا وفرقة غنائية من ولاية أريزونا. وقد تم تكريمهم لا لموهبتهم فحسب، وإنما أيضاً لتغلبهم على مصاعب لا يواجهها معظم الناس إطلاقا في حياتهم.

* هيب هوب بنفحة إفريقية

ما زالت فرقة أفوكا راب بي تثير إعجاب الجماهير في السنغال منذ تألفت في العام 1999، بما تقدمه من فن يجمع بين إيقاعات الهيب هوب وعناصر الموسيقى الإفريقية التقليدية. وقد تحدث أعضاء الفريق، مانداو غنينغ، 27 سنة الذي أصيب في صغره بشلل الأطفال، وإدريسه فال، 21 سنة، وإمبينه عماره، 22 سنة، مع موقع أميركا دوت غوف من خلال مترجمين، موضحين أن الاستماع إلى موسيقى الراب هو الذي قادهم إلى الهيب هوب. ولم يمض طويل وقت حتى كانوا قد بدأوا يؤلفون ويؤدون أغانيهم الخاصة، مقدمين فيها الإيقاع الإفريقي المحلي ضمن بنية من الهيب هوب.

وبما أن أعمال فرقة أفوكا راب بي فن غنائي، فإنهم يؤدونه بمصاحبة شريط موسيقي تم تسجيله مسبقا. ويقول غنينغ وفال وعماره إنهم تأثروا بشكل أساسي بموسيقى مطربي الراب الأميركيين توباك شاكور وفيفتي سنت وجا رول، إلى جانب فرق سنغالية مثل بوزيتيف بلاك سول (المعروفة أيضاً باسم PBS ) ودارادج.

وقال عماره "إننا نلحن مقطوعاتنا الموسيقية بأنفسنا. ونشترك جميعاً، عاملين معا، في وضع كلمات أغانينا." كما أنهم يقومون في بعض الأحيان بدمج أغاني فنانين آخرين في برنامجهم الفني. وقام أعضاء الفريق حتى الآن بخمسة تسجيلات تجريبية، وكانوا يذهبون إلى الاستوديوهات لمزج غنائهم بالخلفية الموسيقية. وقال غنينغ إن "حلمنا هو تسجيل أسطوانات مدمجة. ونأمل في أن نطوف العالم." وقد ازداد عدد المعجبين بالفريق في السنغال إلى حد جعل شركات رئيسية، بينها نسكافيه وكوكا كولا ومارلبورو، ترعى الكثير من حفلات الفرقة.

وفرقة أفوكا راب بي فرقة ديناميكية نشطة مرحة، إلا أن هناك جانباً جاداً أيضاً في أعمالها. وقال عماره "إن رسالتنا مناوئة للعنف، ومناوئة للعدوان. ونحن نشجع الأفارقة الشباب على عدم تعريض حياتهم للخطر من خلال استخدام السبل الخطرة لمغادرة إفريقيا" بحثاً عن العمل. وأضاف: "إننا نرغب في بقاء الشباب في إفريقيا واستثمار حياتهم في إفريقيا. وإذا ما تمكنا نحن من كسب المال من خلال القيام بأمر نحبه، فإن بإمكاننا الإثبات للشبان الأفارقة أن باستطاعتهم تكوين مستقبل لأنفسهم في بلدانهم."

وتعتبر الفرقة تقديم فنها في مركز كنيدي خطوة كبيرة نحو الحصول على تقدير جمهور أوسع. وقال غنينغ إنه إذا ما تمكنت الفرقة من القيام بجولة في الخارج وتوزيع تسجيلاتها الفنية فإننا "سنعرف أن رسالتنا تصل حقاً" إلى الجماهير في كل مكان.

* الأمل في إلهام الآخرين

من المقرر أن يحصل عصام إبراهيم عليان، وهو عازف عود في الحادية والعشرين من العمر بدأ يفقد بصره وهو في السابعة من عمره، على شهادة البكالوريوس من المعهد الوطني الأردني للموسيقى خلال أيام معدودة. وكان قد بدأ تلقي دروس العزف على العود رسمياً قبل سنوات قليلة فقط. وقال: "كان عمري 18 سنة عندما بدأت دراسة العزف على العود، وقد فعلت ذلك لأن والدي حثني عليه." كما درس عليان العزف على الكمان.

وقال حول ذلك: "إنني أعزف الموسيقى بأساليب مختلفة وسرعات مختلفة، وآمل من تسجيل أعمالي في يوم ما. كما آمل في أن أقوم بجولة فنية حول العالم."

الأخوة تود وكاتلين وسكوت ماكنتاير من آريزونا، يشكلون فرقة مطربين تعرف باسم فرقة عائلة ماكنتاير الغنائية
الأخوة تود وكاتلين وسكوت ماكنتاير من آريزونا، يشكلون فرقة مطربين تعرف باسم فرقة عائلة ماكنتاير الغنائية. (منظمة VSA للفنون)

وقد شارك عليان، وهو خبير في الموسيقى العربية الكلاسيكية وعضو في فرقة عمان الرباعية للموسيقى العربية، في مهرجانات وحفلات موسيقية في مختلف أنحاء العالم، مرفهاً عن المستمعين في فرنسا وقبرص ومصر والبحرين. ومن المقرر أن يشارك في حفلات موسيقية في كل من إيطاليا وقبرص في شهر تموز/يوليو القادم. وهو يخطط لمواصلة دراسته بعد ذلك للحصول على شهادة الماجستير.

وأعرب عليان عن تشوقه لتعريف الجماهير على تراثه الثقافي وعن استمتاعه بشكل خاص بالعزف على العود أمام معاقين آخرين. وقال حول ذلك: "هذا عظيم. وآمل أن يشجعهم على مواصلة السعي حتى تحقيق أهدافهم."

* تجديد صورة الموسيقى الكلاسيكية في الأذهان

بدأت آشلي يونغ، وهي طالبة في العشرين من العمر في السنة الجامعية الثانية في جامعة ولاية مونتانا-بيلنغز، دراسة العزف على البيانو وهي في الرابعة من العمر. ولم يكن التمرن على العزف أقصى أولوياتها دوما في طفولتها، ولكن موهبتها كانت واضحة إلى درجة جعلتها تكرس الوقت بشكل متزايد لتلك الآلة الموسيقية. وقالت: "بدأت المشاركة في مسابقات العزف منذ كنت في الثانية عشرة من العمر،" وتردف قائلة: "فكرتُ جدياً لأول مرة" باختيار مهنة عزف الموسيقى عندما كنت في المرحلة الثانوية.

وما زالت يونغ، المصابة بالجنف (وهو انحناء غير طبيعي في العمود الفقري) وبالكآبة، تواصل العزف على البيانو في الحفلات بشكل منتظم منذ ذلك الحين. وقد فازت في مسابقة جمعية مونتانا للفرق السمفونية في العام 2007 وعزفت مع فرقة غريت فولز السمفونية في نفس البرنامج الذي شاركت فيه عازفة الكمان ذات الشهرة العالمية، ميدوري. ورغم أن يونغ تقدم عادة عزفاً منفرداً على البيانو، إلا أنها قالت إنها تتطلع إلى التعاون مع فنانين آخرين. وقالت بهذا الصدد: "كنت آمل في العمل في وقت ما مع (مغني الأوبرا العالمي لوسيانو) بفاروتي. وما زلت آمل في العمل مع مارثا آرغيرتش،" وهي عازفة بيانو أرجنتينية تعتبر واحدة من أعظم عازفي البيانو المعاصرين.

وقالت يونغ إن مؤلفي الموسيقى المفضلين لديها هم فرانس ليست وجوزف هايدن وأوليفييه مسيان، وهو مؤلف موسيقي وعازف أرغن وأستاذ فرنسي عاش في القرن العشرين واشتهر باستخدامه الأفكار الرئيسية الروحية والدينية في أعماله.

وأوضحت أن هدفها هو الحصول على "رد فعل عاطفي" من الجمهور المستمع إلى عزفها، علاوة على تحديث الفكرة التي يحملها الناس عن الموسيقى الكلاسيكية التي تعتبر في بعض الأحيان مملة. ومضت إلى القول: "أحب أن أثير حماس الناس. وأرغب في جعلهم يدركون أن الموسيقى الكلاسيكية ليست مجرد مجموعة من الرجال المتقدمين في السن" لأنه يتم على الدوام تحديث وإعادة تنشيط هذا النوع من الموسيقى على يد فنا?ين ومؤلفي موسيقى شبان يحافظون على التراث الموسيقي ويتحدونه ويعيدون تفسيره.

* كيانات منفصلة تلتحم معا

فرقة عائلة ماكنتاير الغنائية، المؤلفة من سكوت، 22 سنة، وكاتلين، 17 سنة، وهما ضريران منذ مولدهما، وتود، 19 سنة وهو مبصر، مؤلفة من مطربين محنكين يقدمون فنهم كثلاثي وكمطربين منفردين. وقد بدأوا دراسة العزف على البيانو والغناء قبل بلوغهم سن المراهقة.

وقال سكوت، الذي بدأ حياته الفنية عازف موسيقى كلاسيكية على البيانو: "بالنسبة لي، لم يحتل أي شيء آخر مكانة البيانو لدي." وهو يعزف على البيانو أثناء غنائه كمطرب منفرد، كما يقوم بالعزف لفرقة عائلة ماكنتاير الغنائية. ويتميز كل من سكوت وتود بالقدرة على تأدية الأغاني الموضوعة لطبقات صوتية مختلفة، مما يمكنهما من غناء الموسيقى الموضوعة للصوت الصادح والصوت الجهير/الجهير الأول، وهو ما يجعلهما ظاهرة نادرةً في الأوساط الموسيقية.

ولدى كاتلين مطربة الأغاني الموضوعة للصوت الندي (السوبرانو) هي أيضاً أساس راسخ في الأساليب الموسيقية المختلفة، مثلها في ذلك مثل شقيقيها. وقد قالت: "ولكن يحتمل أن يكون أفضل أدائي هو في (نوع) الغناء الأوبرالي. كما أنني أقدم قليلاً من أغاني المسرحيات الغنائية، وبعض المواد التي يمكن وصفها بأنها هجين مؤلف من الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى البوب، وهو ما يطلق عليه البعض اسم "البوبرا." أما ملحنها المفضل فهو جورج فريدريك هاندل.

ويفكر الأخوة ماكنتاير حالياً في تقديم فنهم في اليابان قريبا، وسوف يصدر تود أول أسطوانة كلاسيكية مدمجة تحمل أعماله في شهر آب/أغسطس. ولدى سؤال الثلاثة عما يرجون إيصاله إلى المستمعين من خلال غنائهم، قالت كاتلين: "أريد أن أريهم كم أحب الغناء. وآمل أن يتحسس الناس أعمالنا، وأن يتمكنوا من التواصل مع قصتنا."

وقال تود: بما أن "هذا نشاط تنظمه VSA فإنني آمل أن يقدر الناس ما كان على سكوت وكاتلين التغلب عليه من صعاب" أثناء تنميتهما لموهبتهما الفنية.

ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن VSA آرتس من خلال الرجوع إلى موقع المنظمة على الشبكة العنكبوتية.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي