21 آذار/مارس 2008

الإنترنت أحدث سلاح في ترسانة رصد الأمراض الناشئة

مؤسسة غوغل الخيرية تدخل ميدان اكتشاف الجينات الرقمي

 

من شيريل بليرين، المحررة العلمية في موقع أميركا دوت غوف 

بداية النص

أطلنطا، 21 آذار/مارس، 2008---- تعتبر مراقبة ورصد الأمراض حاسمة الأهمية لاكتشاف الإصابات في مرحلة مبكرة ومواجهتها في هذه الحقبة التي تشهد ظهور أوبئة عالمية مثل نقص المناعة المكتسبة/الإيدز والأمراض الناشئة مثل إنفونزا الطيور الممرضة جداً والسل المقاوم للعقاقير.

وقد ظلت عملية المراقبة والرصد، أي جمع المعلومات بشكل منتظم وتصنيفها وتحليلها، تتألف في معظمها من وضع السجلات يدوياً وإشعار وزارات الصحة في الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية المنظمة رسمياً بظهور إصابات.

أما اليوم، فيساهم عدد متنام من المنظمات غير الرسمية التي تعتمد الإنترنت في عملها في عملية مراقبة ورصد الأمراض السارية الناشئة من خلال تلقي المعلومات من المشتركين فيها أو جمعها على الخط من وسائل إعلام إلكترونية ومجموعات الحوار والمناقشة وغيرها من مواقع الإنترنت 24 ساعة في اليوم دون توقف، ثم إرسال تنبيهاتها وتحذيراتها بالبريد الإلكتروني.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان على موقعها على الشبكة العنكبوتية إن أكثر من 60 بالمئة من التقارير الأولية التي تتبلغها عن ظهور إصابات تصل إليها الآن من مصادر غير حكومية وغير رسمية.

وحتى غوغل دوت أُورغ، المؤسسة الخيرية التابعة لمحرك البحث الأكثر استخداماً في العالم، أطلقت "مبادرة تكهن وامنع"، يرأسها خبير الأوبئة الدكتور لاري بريليانت. وقال بيان غوغل الصحفي حول ذلك إن الهدف هو "استخدام المعلومات والتكنولوجيا لتمكين المجتمعات المحلية ومنحها القدرة على التكهن بالتهديدات الناشئة ومنع انتشارها قبل أن تصبح أزمات محلية أو إقليمية أو عالمية."

الاكتشاف الرقمي

بدأ برنامج رسائل رصد الأمراض الناشئة "بروميد" (ProMED)، التابع للجمعية الدولية للأمراض السارية، كنظام تجريبي في عام 1993 ويشكل الآن أقدم أنظمة التبليغ العالمية إلكترونياً الخاصة بالأمراض السارية الناشئة والسموم.

وتجدر الإشارة إلى أن الاشتراك في البرنامج مجاني ومتاح لجميع الجهات، ويكاد يصل عدد المشتركين فيه من جميع أنحاء العالم الآن إلى 45 ألف مشترك يتلقون التقارير بسبع لغات. وتقوم هيئة من الخبراء بتفحص جميع التقارير قبل نشرها على الإنترنت.

وقال الدكتور ستيفن مورس من جامعة كولومبيا، في موجز للنتائج التي توصلت إليها ورشة عمل عقدت في عام 2007 لمناقشة موضوع "رصد واكتشاف الأمراض السارية العالمية: تقييم التحديات والتوصل إلى حلول،" إن "بروميد" كان من أوائل الجهات التي نبهت إلى ظهور إصابات بالإيبولا في عام 1995 في كيكويت، بجمهورية الكونغو الديمقراطية؛ وبفيروس النيل الغربي في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة في عام 1999؛ وبظهور إصابات بمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الشديدة (سارس) في الصين في عام 2003.

وتساءلت الدكتورة مارجوري بولاك من برنامج "بروميد" في كلمة ألقتها في المؤتمر الدولي حول الأمراض السارية الناشئة لعام 2008، الذي عقد في أطلنطا، بولاية جورجيا، في 16-19 آذار/مارس "ما هي الدروس التي تعلمناها؟" وأجابت بالقول: "إننا نعيش في قرية عالمية. ولا تملك أي مؤسسة بمفردها القدرة التامة على معالجة جميع الاحتياجات وتغطية جميع المواقع عندما يتعلق الأمر برصد ومراقبة الأمراض." 

وأشار مورس إلى أن برنامج رسائل رصد الأمراض الناشئة "بروميد" شجع على إنشاء مزيد من شبكات الرصد والاكتشاف الرقمية، وبينها الشبكة العالمية الخاصة بمعلومات الصحة العامة التابعة لكندا والشبكة العالمية للتنبيه بظهور إصابات ومواجهتها التابعة لمنظمة الصحة العالمية. (أنظر "القوانين التي تم تحديثها توفر إطاراً جديداً للأمن الصحي.")

وتشمل الشبكات الأخرى نظام الذكاء الطبي التابع للمفوضية الأوروبية (MedISys)، وهو نظام تبليغ بالأنباء في نفس وقت حدوثها يختص بالمواضيع الطبية ويقوم بمراجعة أكثر من 20 ألف مقال يومياً من 800 مصدر على مواقع الإنترنت ثم يقوم بتصنيف المقالات بـ25 لغة؛ وخريطة الصحة (HealthMap)، وهو شبكة مجانية مؤتمتة تجمع المعلومات حول ظهور إصابات بأمراض سارية بطريقة آلية من وكالات الأنباء وقوائم بريد برنامج "بروميد" والتنبيهات التي ترسلها منظمة الصحة العالمية ومن مقالات ومعلومات موقع RSS (ريلي سمبل سِندِكاشن) الذي ينشر معلومات ومقالات مواقع مختلفة بعد جمعها ويقوم بالنشر في فترات متقاربة. وتقوم الشبكة من ثم بتنظيم ونشر المعلومات في نفس وقت الحصول عليها على شكل خرائط تخطيطية. 

أما خريطة الصحة (هيلثماب)، التي ينتجها قسم العلوم الصحية والتكنولوجيا في هارفارد-إم آي تي، فهي من ابتكار كلارك فرايفِلد، البحاثة المتخصص بتطوير البرمجيات في برنامج علم المعلومات في مستشفى الأطفال، وجون براونستين، مساعد الأستاذ في طب الأطفال في كلية الطب في جامعة هارفارد.

وهناك أيضاً مشروع آرغوس، الذي قال الدكتور جيمز ويلسون في "التقدم في رصد الأمراض عام 2007" إنه نظام عالمي تابع للحكومة الأميركية لاكتشاف وتعقب أي حدث بيولوجي يقدم إنذارات مبكرة. ويقوم في هذا المشروع محللون متعددو اللغات بمتابعة المصادر العالمية بأربع وثلاثين لغة. ويدير مشروع آرغوس ما يصل إلى ملفات 3 آلاف و300 حدث بيولوجي، وقد أصدر في موسم الإنفلونزا في عام 2007 حوالى 3 آلاف تقرير في 128 بلداً بـ27 لغة. 

الإنذار المبكر

سوف تركز "مبادرة تكهن وامنع" التي أطلقتها مؤسسة غوغل دوت أورغ على الأمراض السارية الناشئة، التي تتزايد حالياً بسبب تغير المناخ والتمدن (التحول إلى الحياة في المدن) ونشاطات السفر والتجارة الدولية المتنامية والاتصال الأوثق بين البشر والحيوانات.

ومعظم الأمراض الناشئة في العالم هي أمراض حيوانية، أي أنها أمراض كانت تصيب أساساً الحيوانات ثم انتقلت إلى البشر. (أنظر "مؤتمر دولي يركز على الأمراض السارية الناشئة.")

وقال لاري بريليانت في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي حول الأمراض السارية الناشئة لعام 2008، إن مبادرة غوغل ستدعم سبيلين مترابطين للتكهن والمنع. والسبيل الأول هو وضع خرائط إيضاحية بالمعرضين لخطر الإصابة، أي تحديد المجموعات السكانية التي لا تحصل إلا على أدنى حد ممكن من الرعاية الصحية، أو لا تحصل على أي رعاية، وقد تعيش مع الحيوانات وتعتمد عليها في معيشتها، وتحديد "المناطق الساخنة" التي يرجح ظهور المرض فيها.

أما السبيل الثاني فيتضمن استحداث أنظمة لاكتشاف التهديدات بشكل أفضل من خلال استخدام أساليب مبتكرة لاكتشاف التهديدات بسرعة حيثما تحدث، وللتثبت من وقوع الإصابات وتحديد سببها، وتنبيه الأطراف الرئيسية المعنية بالأمر، من سكان القرى حتى السلطات المسؤولة عن الصحة عالميا.

وقال بريليانت: "لقد جعلتنا التكنولوجيا والقدرة على الوصول إلى مصادر المعلومات المتعددة أقرب اليوم مما كنا عليه في الماضي إلى إمكانية تحقيق ذلك، وذلك هو ما تريد غوغل دوت أورغ المساعدة في دعمه. إننا نريد الانضمام إلى البحاثة وأبطال الصحة العامة الموجودين هنا في هذه الغرفة وفي مختلف أنحاء العالم لتحقيق تقدم في مجال ما يمكن معرفته حول أين ومتى وكيف سيظهر الوباء العالمي القادم، المرض الساري الناشئ القادم، وماذا سيكون."

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي