التعليم والدراسة | نحو تحقيق أهداف المستقبل

28 تشرين الثاني/نوفمبر 2008

جامعة أميركية تمتاز بترحيبها بالمهاجرين والطلبة الجدد

الطلبة يعتبرون جامعة كوينز كوليدج "جوهرة نفيسة"

 

من بيرتون بولاغ، المراسل الخاص لموقع أميركا دوت غوف

بداية النص

نيويورك،- يوجد في مدينة نيويورك التي يشكل المولودون في الخارج ثلث عدد سكانها تقريباً، قسم إداري اسمه كوينز، يشكل المولودون في الخارج نصف عدد سكانه تقريباً. وتقع في هذا القسم الإداري جامعة كوينز كوليدج، التي تعج ساحتها رباعية الزوايا والمظللة بالأشجار بطلبة يتكلمون لغات مختلفة كالهندية والكورية والإسبانية، إلى جانب الإنجليزية.

ويشاهد المرء من التل الذي شيدت عليه كوينز كوليدج، منظراً عاماً جميلاً لوسط منطقة منهاتان ومبنى إمباير ستيت الشهير. كما يشاهد على بعد كيلومترات قليلة فقط جامعتين من أبرز مؤسسات نيويورك الخاصة للتعليم العالي هما جامعة كولومبيا وجامعة نيويورك.

ويمثل طلبة كوينز كوليدج البالغ عددهم 19 ألفا ً و700 طالب وطالبة لوحة فسيفسائية من الجذور والأصول الثقافية المختلفة، بينما يمثل ثلثهم أول فرد في عائلاتهم يلتحق بجامعة للدراسة فيها. وقال رئيس الكلية، جيمس ميسكنز إن "هذا (التنوع) هو ما يُثري التعليم وتحصيل العلم في مكان مثل كوينز إلى هذا الحد." (أنظر مقالة "حي في مدينة نيويورك يمثل عالماً من التعددية الدينية.")

وأشار إلى أن الجسم الطلابي في إحدى الجامعات الشهيرة التابعة للولاية حيث كان أستاذاً للفلسفة في السابق كان "يتكون عادة من أبناء الطبقة المتوسطة العليا الذين يتشاطرون الكثير من القيم." وقال إنه يعتبر التنوع والتعددية في كوينز ظاهرة منعشة.

وقد حظيت كوينز كوليدج بالاهتمام والتقدير في الآونة الأخيرة لكونها توفر للشبيبة من سكان نيويورك تعليماً ممتاز النوعية بكلفة يمكنهم تحملها، إذ إن رسومها التعليمية تبلغ 4 آلاف دولار فقط في العام، أي عُشر ما يدفعه الطالب في بعض الكليات والجامعات الأميركية الخاصة.

وكان معظم طلبة الجامعة في العقد الأول بعد تأسيسها في العام 1937 من العائلات الكاثوليكية واليهودية التي هاجرت من أوروبا. أما اليوم فطلبة كوينز كوليدج هم من أبناء عائلات الجاليات المهاجرة الجديدة التي تستوطن مدينة نيويورك، وخاصة من عائلات وفدت من أميركا اللاتينية، أو من عائلات وفدت حتى في فترة أحدث من الصين والهند وروسيا.

ويبدو أن طلبة كوينز كوليدج يطرحون كل خلافات ونزاعات دولهم جانباً لدى دخولهم حرم الجامعة.

ومن الأمثلة على ذلك العلاقة بين جمعية الطلبة المسلمين ورابطة الطلبة اليهود. ويرأس جمعية الطلبة المسلمين عدنان نواز، وهو من مواليد باكستان ويتخصص في علم الأحياء. وتقع غرفتا الصلاة الصغيرتان التابعتان للجمعية، إحداهما للنساء والأخرى للرجال، مقابل قاعة اجتماعات رابطة الطلبة اليهود، هيليل.

وقال نواز، وهو شاب ملتح كان يعتمر قلنسوة سوداء وقميصاً طويلاً بدون ياقة باكستاني الطراز، إن أعضاء جمعية الطلبة المسلمين يستعملون طاولات كرة الطاولة والبليارد الموجودة في قاعة هيليل الفسيحة. وأضاف: "إنهم يتشاطرون ما لديهم معنا دوما."

ويطبق نفس مبدأ المشاركة هذا أيضاً في الحكومة الطلابية حيث ترسخ في الأعوام الأخيرة تقليد بالزعامة المشتركة بين أكبر مجموعتين طلابيتين دينيتين، بحيث أنه إذ كان الرئيس طالباً مسلماً يكون نائب الرئيس يهوديا، والعكس بالعكس.

وقد أورد دليل كابلان/نيوزويك "كيف تلتحق بالجامعة،" في نسخته للعام 2008، اسم كوينز كوليدج في لائحة "المؤسسات التعليمية الـ25 الأكثر تميزاً واجتذاباً للطلبة."

ولكن مستوى كوينز كوليدج الأكاديمي لم يكن دوماً ممتازاً، فقد كانت سياستها الخاصة بقبول الطلبة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي تتلخص في قبول أي طالب يحصل على شهادة المرحلة الثانوية. وقال جوزيف بيرتولينو، نائب الرئيس لشؤون الطلبة، إنه كانت لتلك السياسية عواقب أكاديمية "وخيمة جدا." ولكن المؤسسة رفعت من مستواها الأكاديمي تدريجاً بعد ذلك، وأصبح يتم الآن استقطاب عدد متزايد من طلبتها من الكليات الأهلية، التي يثبتون جدارتهم فيها من خلال الحصول على شهادة الصوفومور (التي تمنح بعد إكمال سنتين من الدراسة في الكلية).

وقال الدليل، في سياق مقارنته بين كوينز كوليدج والمؤسسات التعليمية الأرفع مقاماً (المعروفة بجامعات الآيفي ليغ) الشهيرة بالقول: "إن الإنجاز الذي تعتز به كوينز كوليدج أكثر من أي شيء آخر هو تخريجها عدة أجيال من المحامين والأطباء وغيرهم من المهنيين الذين لم يكن بإمكانهم تحمل كلفة الدراسة في جامعات الآيفي ليغ ويقولون إن كوينز غيرت حياتهم."

ولكن النجاح المهني يتطلب الكثير من التصميم وصدق العزيمة من طلبة كوينز كوليدج. ولا شك في أن خلفية بعض الطلبة الاجتماعية المتواضعة تشكل سبباً من أسباب نجاحهم المهني. فحياتهم العملية تبدأ مبكرا، والكثير من الطلبة يقومون بعمل ما إلى جانب دراستهم. وقال بيرتولينو حول ذلك: "إن الكثيرين منهم يساهمون مادياً في تغطية النفقات المنزلية للعائلة الموسعة (التي تضم الأقرباء)."

وأشار إلى أن بعض الطلبة يقيمون في الولايات المتحدة بصورة غير مشروعة. (ولا يفرض على الجامعات والكليات الأميركية عموماً تفحص وضع الطلبة القانوني المتعلق بإقامتهم في البلد.) وقال بيرتولينو إن هناك تشريعاً مقترحاً، هو قانون التنمية والإغاثة والتعليم للأحداث القاصرين الأجانب، المعروف بـ"القانون الحلم،" من شأنه في حال إصداره تمكين خريجي الجامعات المقيمين في البلد بصورة غير مشروعة من الحصول على الجنسية في نهاية المطاف.

وقال مؤيدو التشريع، الذي تم اقتراحه ولكنه ما زال منذ عدة سنوات بين يدي اللجنة المختصة ولم يخرج عن نطاقها إلى نطاق المناقشة العامة، إنه من المرجح أن يصدر ضمن قوانين إصلاح الهجرة الشاملة خلال الأعوام القليلة القادمة.

وقال جوناثان فازكونس، الذي هاجر والداه بصورة قانونية من الإكوادور، إنه رفض الالتحاق بمؤسستين تعليميتين أخريين وفضل كوينز كوليدج عليهما لأن "الطالب يتلقى أثناء الدراسة هنا اهتماماً به شخصياً كفرد. والأساتذة يعرفون اسمك. إن كوينز كوليدج جوهرة نفيسة محجوبة عن الأنظار."

ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات من خلال الرجوع إلى صفحة التعليم والدراسة على موقع أميركا دوت غوف.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي